الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق الانسان بقات حزن تنثر على السكك الحديدية

ستار عباس

2010 / 5 / 23
حقوق الانسان


تعتبر السكك الحديد من أقدم المنشاة في العراق فقد تم إنشائها في1916من قبل القوات البرطانية ثم انتقلت الى الادارة المدنية البرطانية1920وفي السادس عشر من نيسان 1936الى الادارة العراقية واصبح هذا اليوم عيدا للسكك وكانت اول رحلة الىمدينة سميكة جنوب مدينة سامراء عام1914,وشارك العراقيون في عملية البناء وتحملوا العباءة الأكبر بعد أن كانت القاطرات تعمل بالفحم الحجري والبخار وتحتاج إلى أدارة وجهد استثنائي ,العراقيون أحبو هذا العمل الغريب الحديث العهد عليهم وتعلقوا به, بالمقابل العمل والمشرفين علية وفرو لهم المرتب الشهري والمسكن وضمنوا لهم وللعوائلهم مستقبل يعيشون فيه ببحبوحة, فقد دخلت هذه الإله الغريبة القادمة من الغرب في تفاصيل ومفردات المجتمع العراقي فتغنت بها الشعراء وكتبت علية القصص والحكايات وكان الناس في الصحراء التي يمر بها القطار يخافون منه ويهرعون هم وحيواناتهم عندما يأتي ويفتح صوته الأجش وشكله المخيف ودخانه المتطاير وكان يسمونه الريل ويطلبون منه أن (لايجعر) أي لا يطلق المنبه وبمرو الزمن تعودوا عليه وآخذو يستعملونه للنقل وتعرفوا على المشرفين علية فقد كان اغلبهم من العراقيين الذين تعلموا المهنة من الانكليز والهنود وتدرجوا في استلام بعض انمناصب منهم ,العراقيون اعطو هذه المؤوسسه كل شي فكانوا يحبون عملهم كحبهم للاولادهم ولا يزال البعض يتذكر تلك الأزمان بعذوبة ولم يجد مقارنة بين الحاضر والماضي ,فقد همشت الانظمه الشمولية دور هذه المؤسسة وقللت من الاهتمام بها, فالذي كانوا يحصلون عليه من الأجانب أفضل بكثير مما حصلوا عليه من أبناء جلدتهم ,ولكن خيبة الأمل وما أ فرزة عنه الاجرائات التي مارستها عليهم الانظمه المتعاقبة تجعلهم يترحمون على أيام زمان فقد أقصتهم الأنظمة الشمولية وهمشتهم ولم تنصفهم الديمقراطية, فكثير من القصص المؤلمة التي يندى لها جبين الإنسانية وأغفلت عنها المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان ولازالت,تعاني من الضيم والحيف,فقد كان الأجنبي يشرف على من يكون على أبواب الإحالة على التقاعد ويهتمون به ويؤمنون له ولعائلته العيش بكرامة ويسألونه انكانت له بنت أو ولد يوظفونه بدلا عنة من اجل الحفاظ على مستحقاته وتعويضا وتقديرا لسنين العمر التي قضاها في خدمة المؤسسة ومن اجل إبقائه في المنزل المخصص لعاملين في قطاع السكك الحديدية الذي يعتبره الكثير منهم بمثابة الوطن, اماليوم فيقول فرات الابن الوحيد لسائق القطار الذي وافاه الأجل بمرض عضال قد يكون العمل احد أسباب وفاته,كان أبي سائق قطار وأجدادي سواق قطار منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر اى مع بدايات تشكيل السكك الحديدية وكان جدي والد أبي من ضمن المجموعة الأولى التي افتتحه الجسر الحديدي في بغداد,وتناقلت هذا الحدث جميع وسائل الإعلام في العراق وقي الخارج كونه حدث فريد أن يسير قطارين محملين ببضائع فوق الجسر وكانت في عام1948واثنى جميع المسئولين على جهودهم ومنحوهم مكافئة قدرها خمسة دنانير وشكر من المهندس السويدي المشرف على بناء الجسر,نحن عائلة يعمل جميع إفرادها في السكك الحديد فعمي الكبير استشهد في حادث تصادم قطارين وترك عائلة كبير وانقطعت صلتهم بالسكك بسبب عدم الاهتمام بهم والسؤال عليهم سوى الراتب التقاعدي المتواضع وعمي الأخر يعمل في الشالجية وتم فصله في زمن النظام السابق ولم تمم أعادته ويقولون له أنت مفصول بدون سبب سياسي وخوالي وجدي والد أمي وأقاربنا أكثرهم يعملون في السكك ومنذ زمن بعيد,أما عن أبي فقد منحته السكك منزل صغير (كارفان) فرحنا كثير بهذا المنزل الذي سوف يؤمن لنا حيتنا بعد أن كنا نتوجس خيفة من الأيام القادمة خصوصا وان والدي كان يعرف انه مصاب بمرض عضال قد يفاجئه الموت في أي لحظه.كنت في وقتها صغير لم يتجاوز عمري ثمان سنوات أخبرتني والدتي عن هذه الإحداث, تفاقم المرض واضطرابي الدخول إلى مستشفى اليرموك ووفاه الأجل وكان والدي شاب لم يتجاوز سن الأربعين في عام1994 ,العادات والتقاليد والشريعة حتمت علينا الانتقال إلى مسكن جدي والد أمي فقد كان عليها أن تكمل العدة ثلاثة أشهر لا ترى غير المحرم أي تبقى ملازمه لمنزل جدي,أصدقاء أبي في العمل وقفو موقف جيد بعد وفاته فقدم مايستطيعون تقديمه,أما دائرة السكك الحديد فكان شأ لم يكن,والأكثر من هذا أنهم اعطو الضوء الأخضر إلى احد الموظفات الملتزمة من قبل بعض المسئولين آنذاك أن تستولي على المنزل الصغير الكارفان الكائن في منطقة الداودي مجمع السكك الحديد , وبقيت أنا ووالدتي تضرب بنا الأحداث ذات اليمين وذات الشمال وتألمنا كثيرا وراجعنا المسئولين ولم نجد أذان صاغية فمن دائرة إلى أخرى,وميعت القضية ووضعت في طيات النسيان, الإحداث المؤلمة بدأت تتواتر وكأني ولدت لها أو لائجلها فوالدتي هي الأخرى أصيبت بمرض عضال بسبب الكتمان والضغط النفسي والخوف من غدا المجهول وما سوف يحمل لنا القدر من مفاجئات واستشهد خالي سائق القطار نتيجة الإحداث الإرهابية التي عصفت في البلاد في عام 2006 وترك سبعة أيتام وقبله توفي جدي وجدتي اللذان كنى نعيش في كنفهم ,فقد أصبحنا عاجزين أن نوفر سعر الادويه الخاصة لمعالجة هذا المرض ولا مورد لنا سوى الراتب التقاعدي المتواضع الذي نتقاضاه كل شهرين ولا يكفي لسد رمق العيش هذه الأسباب انعكست على المستوى الدراسي لي وللأبناء خالي فقد اضطرت إلى ترك الدراسة أو عدم التفرغ لها والبحث عن العمل للأوفر جزء من مصاريف العلاج , ,حدثني أصدقاء أبي بعد ان كبرت وحاولت المطالبة بحقنا الضائع عسى أن أجد من ينصفنا من النظام الديمقراطي الجديد بعد أن ظالمنا وهمشتنا و أقصتنا الانظمه السابقة فقالو لي انتم واحدة من ألاف القضايا التي أكل عليها الدهر وشرب ,فحمد الله أنكم وجدتم من يعيلكم, غيركم ذهب في أدراج الرياح أما عن التعين فقالو هذا آمر أصبح من ضروب المستحيل,أناشد الضمير الحي في العراق والعالم وأناشد منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وكل الشرفاء أن ينظروا إلى هذه العوائل التي ذهبت نتيجة الظلم والاقصاء والسياسات الخاطئة ,فهل يجوز أن يكون الأجنبي منصف وابن البلد ظالم ,نأخذ معانات هؤلاء الأيتام وأمهاتهم الأرمل ونضعها في قوائم الأرامل والأيتام مع أبناء العراق ممن ظلمهم الإنسان وسرق حقوقهم ولم ينصفهم من المسئولين الأولين ومن تبعهم,نأخذها بقات زهور حزينة نثرها على أطراف السكك الحديدية لتكون شاهد أمام التاريخ أو عسى أن تجد من يرويها ويعيد البسمة إلى شفاه هذه الشريحة الكبيرة التي لم ينصفها المجتمع. ويعوضها عن جزء من حقوقها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإغاثة اللبنانية للعربية: 180 ألف نازح داخل مراكز الإيواء ف


.. يونيسف للعربية: لا مكان آمنا في لبنان




.. أمريكيون يتظاهرون أمام البيت الأبيض للمطالبة بوقف حرب إسرائي


.. ليبيا.. ترحيب بأوامر اعتقال بحق ستة أشخاص متهمين بارتكاب جرا




.. -الخسائر بلبنان غير مقبولة-.. المتحدث باسم الأمم المتحدة: أو