الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المناظرة العجيبة

رأفت عبد الحميد فهمي

2010 / 5 / 23
كتابات ساخرة



رؤية من وحي الأساطير
أمر الله كل من كان في الحضرة الإلهية من ملائكة كرام بررة أن يسجدوا لآد م توقيراّ وتكريماّ للبدعة التي أبدعها بعد أن سوى آدم من طين الحمأ المسنون بيديه ونفخ فيه من روحه وعلّمه الأسماء كلها فقعوا كلهم ساجدين للخليفة سفاك الدماء آدم فتدافعت الملائكة منكبين على أرض الحضرة الإلهية تنفيذاّ للأمر الحكيم اسجدوا فسجدوا إلا إبليس وقف عاصياً الأمر متحدياً السطوة الربانية حتى أندهش الله لذلك الناتئ وسط جموع الخانعين والذي ظل واقفاً بطوله فتوالت الأسئلة من الله المنتظر الإجابة التي حيرته : ويحك يا إبليس لماذا لم تسجد إذ أمرت جموع الملائكة ؟ ألم تسمع الأمر ؟ أجب لماذا لم تكن ضمن الساجدين ؟ هل استكبرت أم كنت من العالين .؟
ومن هم هؤلاء العالون والخطاب أحادي التوجه للملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم أبداّ فقال إبليس مترفعاّ بطبقيته : أأسجد لمن خلقت طيناّ .؟... أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فقال الله غاضباّ : هل جرؤت أن تشق عصا طاعتي لماذا لم تسجد إذ أمرتك ؟ مازال الله يبحث عن سر الجحود والإستعلاء لذلك المخلوق الذي يدعى " إبليس" فأجاب الجاحد بعد إعمال عقله مدافعاّ عن قناعاته الخاصة الخاطئة : كيف أسجد لمن يعيث في الأرض فساداّ ويسفك الدماء لأقل الأسباب الواهية لقد خلقته من طين لازب وخلقتني من نار قادحة . قال الله مستنكراّ : وما الفرق بين قيمتي الطين والنار وكلاهما صنع قدرتي ؟ و من أوهمك أن النار أشرف منزلة من الطين و طبائع الأشياء على درجة من التساوي واحدة فكلاهما مخلوقاتي من ابداع تصاريف قدرتي وكوني أصدرت أمراّ يعني ويحتم المامي بصحة نتائجة لذا فحجتك يا إبليس باطلة وعليك تنفيذ امر السجود بلا مجادله .رد إبليس مستفسراّ : لقد علمتنا أن السجود لك وحدك دليل قداسة لربوبيك والسجود لغير الله شرك فما لهذا المخلوق "آدم" من شرف أو منزلة ؟ فهو بلا تاريخ بلا سيرة مبشرة بلا فضل بلا سؤدد بلا بطولات فاتكة هو مجرد كائن بدائي مازال يرزح في غيمة الإمكان الغامضة بل مازال محض عجينة من الطين سويتّها ونفخت فيها روحك السامية فلم السجود إذن ؟ غضب الله وقال : عليك اللعنة فأنت مطرود شر طردة من جنتي هيا اخرج منها مذؤوماّ مدحوراّ و عليك لعنتي إلى يوم الدين ترتكس في دركات العذاب بلا توبة بلا آوبة بلا عودة خالداّ في النار مشوياّ محروقاّ في سعير جهنم الحارقة و من فيح حممها تكتوي أبداّ .فقال إبليس متحدياّ : وهل تؤذي نارك طبيعة ناري التي خلقتها .. ربما يكون جحيمك ثلوج تطفئ ناري الموقدة . ثم راح يتساءل متفكراً :
هل عدم سجودي لأدم مخالفة لأوامرك أم جاء عصياني موافقاّ لمشيئتك ؟ فالأمر الإلهي يطاع أو يعصى لكن المشيئة لا راد لها لذا فعصياني أوامرك قد جاء متوائماّ للمشيئة الإلهية تام الموافقة فلم الغضب والأمر بطردي من عرصات جنتك وأنا منفذ تماماً لأحكام مشيئتك .
تلك إذن لمعضلة لقد وقع إبليس بين براثن الأمر والمشيئة فمن يسأل الله عن مناطقه الشائكة ؟ لكن إبليس فكر ملياً وطلب مستجدياً : آلا تمهلني قليلاً لو أخرّت عذابي وأنظرتني لأفسد لك خليفتك وأريك كيف أحتنكه وأغويه وأفتنه فأسوقه إلى ارتكاب الفظائع والموبقات ما يشيب له الولدان سأجعله نهّـازاً للفرص مرتشياً مدمناً للتسلط والمعصية ربي ..ماذا لو أمهلتني ؟قال الله : ومن منحك قدرات الإفساد تلك الهائلة ؟ فقال إبليس : الفضل والمنة من عطاياك يا من جعلتني أتبوأ حيل الوسوسة والتي لا تحتاج إلى قرب من آدم و لامشافهة فأنا بفضل عزّتك محجوب عنه لا تمسني قوته . قال الله : كأنك يا إبليس تتحداني وتسعى لإفساد خليفتي . قال إبليس : بعزّتك بما أغويتني لأغوينهم أجمعين تهديهم أنت إلى الدروب الآمنة وأغويهم أنا للمعاصي المخزية ..............هنا تساءل الله وأخذه العجب : أتريد تخريب شرائعي ونشر الإلحاد والجحود بين أبناء خليفتي فهل بعد كل تبجحاتك الظاهرة أوافق على إمهالك وأجعلك من المنظرين ؟؟؟؟
فأجاب إبليس بخبث خبيث : بفضل شروري وضغائني ستفيض أنوار ربوبيتك وتسطع شموس عدالتك لذا الرجاء أن ترزقني صك الموافقة . فسأله الله: وكم هي تلك المهلة التي طلبتها ؟ فأجاب : إلى يوم يبعثون في الآخـرة .فقال الله آمراً : إذهب إنك من المنظرين إلى يوم يبعثون لا تموت ولا تشيخ ولا تصيبك الأوبئة و لاتخمد منك الوسوسة واستفزز منهم من استطعت واجلب عليهم بخيلك وشاركهم الأموال والغرور فمصيرك ومن تبعك سعير النار الموقدة ..هنا تعالت زغاريد إبليس وراح يرقص من فرط الفرحة وقال : آلا أشكر نعمتك فقد رزقتني ميراث الإفساد والوسوسة أفلا أكون عبداً شكوراً . سأله الله : هل لديك مطالب أخرى ؟ قال : هلا جعلت لي طريقاً أتسلل منه إلى جنتك حيث يسكن خليفتك كي أنزغه ونبدأ وإياه آلاعيب الوسوسة . فقال الله : انتظر حتى أأذن لك الدخول أبواب جنتي ...........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وراء كل سلوك هدف
محمد البدري ( 2010 / 5 / 24 - 13:03 )
كل نص هو ناتج العقل بشري، فلا توجد لغة او صياغة ذات معاني خارج العقل الانساني الا بكونها احد منتجاته. فلو نظرنا الي النص في قصة الخلق والسجود هذه في ضوء هذا التعريف للغة لاكتشفنا ان قائلها كان مدفوعا بالقاعده الذهبية في علم النفس : وراء كل سلوك هدف. فالحديث هو سلوك مثله مثل الفعل بل هو فعل اتصاليي باستخدام اللغة. فماذا كان الهدف من سرد قصة السجود بهذا الشكل المشبوه والتي تناقض الوهية الله وحده وعدم الشرك به؟ اعتقد ان الاجابة كانت في محاولة الاخضاع السياسي لصالح نبي الاسلام لكل من يصدق باقواله او يؤمن به حيث جعل من نفسه اشرف الخلق والوارث لادم بل ان الله صلي عليه ايضا. انها مشكلة لم يتطرق اليها احد من المسلمين حيث طلب الله في قصة الخلق من ابليس عكس ما ينادي به كاله معبود ولا معبود غيره هذا الخطا في الدراما السماوية انتهي بان يقول صاحب النص والمنتج له ان الله يصلي علي عبد من عبيده قال عنه حسب القرآن رجل ياكل الطعام ويمشي في الاسواق. شكرا وتحيه للقدرات النقدية وخاصة في مقالاتك التي كشفت حقيقة زينب بنت جحش.

اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا


.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ




.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت