الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اضحوكة .............. الديمقراطية

حميد غني جعفر

2010 / 5 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


( الحلقة الاولى )


وجهة نظر شخصية

ما كانت أمريكا في يوما من الأيام وطيلة تاريخها نصيرة وداعية للديمقراطية .. فلا زالت ذاكرة الشعوب حية وتختزن الكثير ... الكثير من الشواهد التي لاتحصى عن سياسات ومواقف الغرب الرأسمالي الاستعماري وبالذات أمريكا وبريطانيا أكثر دول الغرب شراسة وهمجية ووحشية في قمع وسحق حركات الشعوب المناضلة من اجل تحررها واستقلالها الوطني في كل مكان من المعمورة للخلاص من الهيمنة الاستعمارية.
. وما فاجعة هيروشيما ونغازا كي في اليابان عام 1945 ألا شاهدا على وحشية أمريكا بإبادتها للجنس البشري – والحياة على الأرض – ولازالت أثارها المأساوية إلى يومنا هذا على الأجيال المتعاقبة ... ثم حروبها الاستعمارية ضد شعوب فيتنام وكمبوديا ولاوس وكل الشعوب المناضلة التواقة إلى الحرية .. ومنها شعوبنا العربية التي ذاقت هي الأخرى الكثير .... الكثير أيضا من الماسي والكوارث ,, والسلب والنهب لثرواتها وخيراتها على يد أمريكا وبريطانيا .
.
منذ الحرب العالمية الأولى وتقسيم العالم إلى مناطق نفوذ بين الدول الاستعمارية فكان العراق غنيمة إلى بريطانيا التي واجهت المقاومة الباسلة من الشعب العراقي الرافض للاحتلال الغاشم ..الذي جسدته ثورة العشرين المجيدة .. حتى اتبعت بريطانيا أساليب التحايل والتضليل وخداع العراقيين بتنصيب شخصية جاءت بها من الحجاز ملك على العراق على انه عربي بهدف فرض هيمنتها وخدمة مصالحها الإستراتيجية ومنحت نفسها حق الوصايا على العراق وظل العراق تحت الانتداب البريطاني حتى عام 1958 .. ثم قرار تقسيم فلسطين عام 1948 وذبح وتشريد شعبها لتجعل من دولة إسرائيل قاعدة وترسانة عسكرية لحماية المصالح الاستعمارية الأمريكية والبريطانية في منطقة الشرق الأوسط ..
ولا زالت إسرائيل تحظى بالدعم المادي والمعنوي من أمريكا وبريطانيا وتساندها في كل حروبها العدوانية التوسعية ضد العرب ... والعدوان الثلاثي الانكلو أمريكي الإسرائيلي على مصر عام 1956 هو الشاهد على الحلف الغير المقدس بين أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ...
ولا زالت أمريكا تدافع عن ربيتها إسرائيل وتقف ضد أي قرار تصدرة المنظمة الدولية بإدانة إسرائيل وعدوانها على العرب باستخدام النقض – الفيتو – لابطال هذا القرار لصالح إسرائيل ضد العرب ... آن لأمريكا وبريطانيا سجل اسود في محاربة كل الأنظمة الوطنية والديمقراطية في العالم والتآمر عليها بهدف إسقاطها بواسطة عملائها داخل البلد المعني والقوى الرجعية .. وما اكثر الشواهد والدلائل على ذالك السجل المغزي
الذي لازال راسخ في أذهان الشعوب وقد يطول الحديث عن كل الشواهد لكننا نذكر فقط أبرزها .

. الموقف الأمريكي البريطاني ضد ثورة 14 تموز في العراق عام 1958 وانزال أساطيلهما العسكرية في سواحل لبنان لضرب الثورة الوليدة لولا الإنذار الشديد للاتحاد السوفيتي السابق الذي اجبرهما على سحب قواتهما العسكرية ولم يهدأ لهما بال حتى تمكنوا عبر سلسلة من المؤامرات القذرة منذ الستة الأشهر الأولى من عمر الثورة من ذبح الثورة وكل رجالاتها الوطنيين بانقلاب فاشي دموي عام 1963 وإبادة كل الوطنيين والديمقراطيين بتحالفهم مع دولة إقليمية معروفة والقوى الرجعية محلية وعربية ...

وفي عام 1963 كان التآمر على النظام الوطني التقدمي في الكونغو – برازافيل – وإحراق جثة قائده الزعيم الوطني باتريس لوممبا في الشارع
وفي عام 1961 - 1962 اختلقت أمريكا أزمة البحر الكاريبي بهدف ضرب النظام الاشتراكي في كوبا وبات العالم كلة في اشد حالات القلق والرعب من اندلاع حرب عالمية ثالثة لولا الحنكة السياسية للقيادة السوفيتية السابقة وضبط النفس حتى فوتت الفرصة على تجار الحروب وأنقذت البشرية جمعاء من شفا حرب كونية مدمرة .
.

وفي عام 1968 كانت المؤامرة على النظام الاشتراكي في جيكسلوفاكيا في محاولة لاسقاطه وكان الموقف السوفيتي الحازم بإنزال قواته العسكرية في جيكسلوفاكيا قد افشل المؤامرة ..
.

وفي اواسط السبعينات كان التامر على حكومة الوحدة الشعبية في تشيلي وقتل الزعيم الوطني اليساري – اليندي – بانقلاب فاشي ايضا .... فكانت المذابح والمجازر الدموية .. هذا قيض من فيض من السجل الطويل الحافل بالجرائم لامريكا وبريطانيا ضد الشعوب المناضلة من اجل حريتها واستقلالها وضد الانظمة الوطنية والديمقراطية وقد استغلت امريكا بكل الاساليب والاشكال مسالة القومية والدين بهدف تمزيق وحدة المجتمع وهذا هو نهجها التامري في القرن العشرين الذي فقدت فيه مواقعها ومصالحها الاستراتيجية في العالم .....
واليوم في القرن الحادي العشرين تحولت امريكا الى داعية وحامية للديمقراطية وحقوق الانسان ... فاين كانت امريكا عن الديمقراطية في القرن العشرين ؟
هذا ما ستناوله في الحلقة القادمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالة جميلة
رافع ماجد ( 2010 / 5 / 24 - 14:39 )
كانت المقالة جميلة لاكن تنقصها بعض الاحدث لم تذكرها حبث وصلت الىاحداث 68 ولم تكملها الرجاء اكمال الاحداث تحياتي

اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد