الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق من مهب الذاكرة لكشاش الحمال

ذياب مهدي محسن

2010 / 5 / 24
الادب والفن


لاشيء يعيد غبش الفلاحات الى زمان عابر، الشامية تغفو على نهرها كالعربيد ، بلون الغريين في "خنيابه" في سلة تين الوقت أنكسار بارد، وظلال شجرة السدر ، أغنية لبلابل القصب..... كشاش الحمال ،أهدل الزيق ، كث الشعر بصهبة ، بحمرته وفتل عضلاته كأنه رجل "مسقوفي" من القوقاس الروسي ! يتشبه بشاربين لستالين ! يلكن وبتأتأة ، فالشين عنده (جيم أعجمية تحتها ثلاث نقاط) عيناه عسليتان بزرقة شفيفة ، صافية كأنها عيون صقر يبحث عن طريدته ، يحمل كل براءة الطفوله ، نقي السريرة ، وعند العابرين الى ضفاف الشوق ، أنه الحمال الأمي الشيوعي؟ مايكفي من الوداع المعبأ بالذكريات القتيلة..... كم ظمئنا ! ثم عدنا ! وكشاش ينتظر على "رقبة الجسر القديم" ثمة حناء واشرطة من بقايا قماش ممزق مخضر اللون، كأنها مواعيد نذور؟ الشامية ماعادت تلك الشامية!! العنبر والغنج ، فلك ومواطير وزوارق صيد السمك ، وشاكر أبو الزوزوات.... ماعدنا عابرين الى يدين تلوحان بغير أجنحة الزرازير للطفولة ، حيث مدرستنا الشامية ، كشاش حين نسأله ببلاهة (شنو أنته) يصرخ من أعماقه بكل محبته الشفيفة (جوعي) شوعي... فيشع وجهه بأحمرار الغسق الصباحي ، كأنه الأنتصار(أني جوعي) أنا شوعي... وتمر كوكبة المعلمين العابرين لصحائف التعليم لفكر ولغد حر، بسعادة يمنحوها لطفولة العقل !! أيوب سبتي ، كاظم سلمان ، عباس مطشر ، عباس عوض ، لطيف الحمامي ، مصطفى مله شهاب.... كشاش الحمال ، كصهيل الخيل في ليل بهيم (جوعيين، جوعيين) شوعيين، شوعيين... فيرد وجوههم ملامح التعب المقدد في سراديب فاختة الصباح الهاربة من صفصاف الشاطئ البعيد ! يبتسمون ، يحيونه ، يرفع يده المعلم آيوب حزم على أصابعه بقبضته (شلونك كشاش) "الحمدوالجكر لله" حقل الكلام يمر في طرق أنهار الفرات الشامي الغافيات على يدي؟ فهل كان كشاش مجنونا يحاكي عصافير شجرة السدر الكبيرة عن مرايا الشوق ؟ حين تمر الفتاة الجميلة (نوال سافرة كحيلة) أنت الآن تحمل سريري المستبد بذكراه الخيالي ! فأنطوي لأرسم حدود آهات ، وقلب مثخن بالأمنيات..... نفضت عن جسدي قميص الروح من تعب ! كشاش القوي الذي يطفو مابين ساقي (مائدة السستر) ليشبعها صهيل وخواره كالثور، ليكرر مضاجعتها ثلاث ، ينهض حيث "سائل الطلع" يتبدى من جانبي عريهها ولهيب شبقها! بعدها تمنحه الدرهم، لترجع لأغفائة الجسد والمتعة! بين أكياس رز العنبر في خان (أبن كوكلله) بأحد (الكنوج) يقضي وقته ومنامه ، وله أرث من أمه في الخان ، فهو لايدفع أجرة المنام لكنه مستغل من قبل خاله، صاحبه؟ يأكل مايجود به أحبائه ، في السوق أو الشارع الساخن ببائعات القيمر واللبن الصباحي والسيارات ( شارع البلداوي) وشراد... يلعلع بشجن منغم بصوته (من لبنهه) كشاش الزاهي ببراءة الطفولة ، يعين كل الناس ، ويتقاسم احيانا رغيف الخبز الذي تمنحه آياه (زويده) او حسنية الخبازة.... مع مجنون آخر (حمزة ) لايخطئ في رميته حين نثيره بأهزوجة (قزونه عزارين) لانعرف معناها وكأنها أهزوجة لصدى عزرائيل قابض الارواح!! كشاش يضحك ويتسأل :"جنو حمجه" شنو حمزه؟ يدردم بكلام لايفهمه كشاش ! افق الآن على خرير ماء من زهر الزمان يمر بين اصابعي ، لأكتب عن الحمال كشاش ، كشمس الأصيل ، شيوعي بفطرته من ذلك الزمان!! سأنام حتى ساعة القلق الطويل الجليل ، وأفتح العينين من آرق ، يدي أن أقفلت كل الأصابع كي تشد على سراب ، الشامية وكشاش الحمال الحالم بفجر للعمال ! خاب ظنه ! فلقد قتل الزعيم! وغدر البعثفاشست واصحابهم، وكشاش يصرخ تحت سياط الأمن (لمحسن السماوي وللحرس القومي) جوعي ، أنا جوعي(شوعي أنا شوعي)! كشاش يمني النفس بالآتي فلقد أزيح الطاغية بالأحتلال!! وربما الليالي حبلى بغد جميل للحمال كشاش وللشامية؟ أعود مقتول الشروع بغسل أحلامي الصغيرة! كم تمنيت الرجوع الى الطفولة يافعا ! لكن صوت أرتطامي بزجاج المستحيل ايقضني ، فتشظى كأس الأحلام في الظلام ، فرديت قميص وقتي للزمان ، وتهت في وجع النخيل ولم أنم الا قليلا !!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي الدائمه للشمعه المنيره العزيز ابو محمد
اكاديمي مخضرم ( 2010 / 5 / 25 - 17:47 )
هذا نص جميل من ادب المكان -العراقي - والزمان -العراقي وعلى راءسهما كشاش العراقي الذي يذكرني بالكادح البصري الراحل هندال حينما اضرب عمال البصر وخرجوا بمظاهرتهم هاتفين
حي ميت هندال انريده
ايها العزيز ابو محمد المشع شبابا
مهما كانت ايامنا قاسيه فالامل يملاء قلوبنا بغد افضل مع سلامات الجميع لكم جميعا

اخر الافلام

.. عمرو الفقي: التعاون مع مهرجان الرياض لرعاية بعض المسرحيات وا


.. ثقافة البرلمان تشيد بتفاصيل الموسم الثاني لمهرجان العلمين وت




.. اللهم كما علمت آدم الأسماء كلها علم طلاب الثانوية من فضلك


.. كلمة الفنان أحمد أمين للحديث عن مهرجان -نبتة لمحتوى الطفل وا




.. فيلم عن نجاحات الدورة الأولى لمهرجان العلمين الجديدة