الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القادة العراقيون يحاكون الديمقراطية السويدية العريقة

عزيز العراقي

2010 / 5 / 24
كتابات ساخرة


بعد أن تمكن زعماء الديمقراطية الجديدة في العراق , والذين افرزتهم الانتخابات البرلمانية الأخيرة , بعد ان تمكنت قائمتي "دولة القانون " و "العراقية " من خداع الناخب العراقي , وتجحيش إرادته , عندما حصرت اهتمامه في كون "العراقية" ستعود بالبعث وهيكله الصدامي , وجرائمه التي لا تزال مستمرة , و"دولة القانون " التي ستمنع هذه العودة . والمقصود بالتجحيش, المفهوم " الفلسفي " الذي أطلقته الثورة الكردية على حثالات الاكراد الذين تعاونوا مع الانظمة العربية المستبدة في بغداد ضد الحركة الكردية , وعلى رأسها النظام الصدامي المقبور .

القائدان اللذان أصبحا قرني الثور الذي تدور عليه كرة السياسة العراقية أياد علاوي والمالكي , يقودان الصراع المحموم , والذي لا يعرف المهادنة للحصول على منصب رئيس الوزراء . وكادت القائمتان ان تتفقا على تشكيل الحكومة لولا هذه العقبة . فالطرفين يدركان كيفية حصول الفوز وضرورة الاتفاق على تقاسم النفوذ , حتى نسيا تجحيش إرادة الناخب العراقي على الطريقة الكردية , وتنازل الطرفان بود, الواحد للآخر, على تجحيش إرادة الناخب على الطريقة الفقهية , بعد ان اقسم الطرفان على تطليق هذه الإرادة ثلاث مرات . والطرفان يصران على حق , حيث تقول الأسطورة : "إن العالم يدور على قرن واحد للثور" , وكل طرف يعتقد انه هذا الواحد . اياد علاوي فازت قائمته بحصيلة الانتخابات , والمالكي شكل التجمع الأكبر بعد الانتخابات , والطالباني لا يعرف من سيستخدم في تدوير الكرة الحكومية , والاثنان نفس الطول والاستحقاق .

يعتقد الكثيرون ان إصرار الطرفين على الاستماتة في تطبيق الأسس الديمقراطية , نابع من كونهم ينتمون الى مدرسة واحدة , بنت مقوماتها على ذات التجربة الديمقراطية السويدية العريقة . ويستشهدون على ذلك برئيس الوزراء السويدي السابق , يوران بيرسون رئيس الحزب الاشتراكي . ويوران بيرسون كان يعمل مدير شركة قبل ان يصبح رئيس وزراء لدورتين متتاليتين , أي لثمان سنوات , وكان راتبه في الشركة أعلى من راتبه كرئيس وزراء , وطالب البرلمان بزيادة تكون مساوية لراتبه السابق , إلا ان البرلمان رفض . فقدم استقالته ليعود الى شركته , لكن حزبه الاشتراكي اضطر لدفع الفارق بين راتبه كمدير للشركة وراتبه كرئيس وزراء من مالية الحزب الخاصة , كي يستمر في رئاسته ( الناجحة) لمجلس الوزراء .

مثلما أصر السويدي يوران بيرسون في الحصول على راتبه الأعلى , حتى لو دفعه ذلك للاستقالة من رئاسة الوزراء لانه قارن بين امتياز الوظيفتين, واختار الافضل. يصر علاوي والمالكي بالحصول على منصب رئاسة الوزراء لانهما يدركان جيدا بانهما لن يحصلا على واحد في المئة من مخصصات راتب المنصب بامكانياتهما الشخصية , ودع عنك الأمور الأخرى . الا ان الغريب ونتيجة الحرية الإعلامية الكبيرة في العراق , يسلب بعض المراقبين والسياسيين دفاع علاوي والمالكي عن حقهم في الحصول على هذاالمنصب , ويحملهم الكثير من المسئولية الأخلاقية عندما تقع بعض التفجيرات نتيجة احتدام هذا الصراع . وهم – المراقبين – يدركون جيدا ان : لا صراع بدون ضحايا , وان جميع الديمقراطيات التي سبقتنا دفعت الكثير من ألاثمان , والدماء البريئة . بالعكس , ليفرح العراقيون , ويطمئنوا على انهم سلموا المسئولية بهذه الأيادي الأمينة التي تستقتل في الدفاع عن تفسيرها للقانون , وأي الكتلتين اكبر : الفائزة في الانتخابات ؟ ام التي تشكلت بعد الانتخابات ؟ وكلما كان الأساس بهذه الصلابة والرسوخ , سيكون المستقبل العراقي شامخا يطاول السماء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقارنة ومقاربة تقترب من الكفر
دريد الأمين ( 2010 / 5 / 24 - 23:32 )
لايمكن باي حال من الاحوال المقارنة والمقاربة بين تجربة راسخة قوية تحتذي بها الامم وبين ( ديمقراطية ) زائفة اتى بها الاحتلال ومشروعه في العراق والمنطقة , السلطات في السويد تتغير والدولة السويدية باقية وكم مرة تأخر نشكيل الحكومة لكن البلد ومواطنيه لم يفقدا حقوقهم وحرياتهم على مذبح صراع الطيف السياسي كما يجري في العراق , في السويد الكنيسة والعائلة المالكة لا تحل ولاتربط ولكن في العراق المرجعية هي مرجعية للسلطة وهي الامر الناهي بالاضافة لما تتمتع به دول الجوار العراقي من سلطات وتدخل علني , فلا يجوز ولا يعقل ان تتم المقارنة مع الدولة السويدية وتجربتها مع تجرية عراقية مشوهة غايتها تنظيم شكل السلطة وتقاسم المصالح والتجربة لا تعني ابداً ببناء دولة مواطنة وحريات وحقوق وتجربة السبعة السنوات الماضية رامت الخراب الذي تركته الفاشية البعثية ونظامها المقبور في العراق والانتخابات السويدية على الابواب وكل الاحزاب السياسية معلنة برامجها وشخوصها ونتائجها تعلن بعد ساعات من غلق صناديق الاقتراع وبذات المساء يعرف الطرف المكلف بتشكيل الحكومة فلا تجوز المقارنة والمقاربة بين التجربتين لانه الكفر بعينه


2 - انا لااعتقد انها مقاربة
محسن الحاج مطر ( 2010 / 5 / 25 - 21:34 )
شيء جميل ان يستخدم الكاتب اسلوب المقاربة والمقارنة لمثل هكذا قضية. وعلينا نحن القراء ان نميزها هل هي فعلا مقارنة؟؟ ام.... ماذا؟
انا اختلف مع الأخ المعلق رقم1 وارى ان الموضوع ليس موضوع مقارنة او مقاربة ابدا. ادعو الأخ المعلق ان يركز مرة اخري ويقارن بين مواقف السياسيين السويديين ومواقف سياسيينا بعد الأنتخابات .والكل يريد الكرسي وليس مصلحة وطن وشعب. واعتذر من السيد كاتب المقال لهذا الستنتاج، لأنه قد يكون هدفه غير ذلك. وشكرا

اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07