الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أُكْذُوبَةُ اُلْهَوَى

نجاة الزباير

2010 / 5 / 24
الادب والفن


كُن مرَّةً أسطورةً ..
كُن مرةً سرابا ..
وكُن سؤالاً في فمي
لا يعرفُ الجوابا
من أجلِ حبٍّ رائعٍ
يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا
أسألكَ الذهابا ..
نزار قباني


I. تَعْوِيذَةُ مَسَاءٍ أَشْعَثْ

فِي جُرْحِ اُلْعُرُوبَةِ صَلَّى
عَبَاءَتُهُ رَصَاصُ اُلْقُدْسِ
حِذَاؤُهُ أَرْضُ بَغْدَادَ
طَارَدْتُهُ لَيَالِيَ
ظَنَّنِي عَاشِقَةً كَسَرَهَا اُلسُّهَادُ
قُلْتُ: ـ "تَمَهَّلْ"
اُلْتَفَتَ إِلَيَّ
فِي عَيْنَيْهِ جَنَائِزُ أَطْفَالِ غَزَّةَ
بَكَيْتُ ..
تَرَجَّلَ عَنْ جَوَادِهِ
مَدَّ كَفَّيْهِ إِلَيَّ
كُنْتُ حِينَهَا عَرَّافَةً
أَتَهَجَّى خَطَّ اُلْحَيَاةِ
لَكِنِّي لَمْ أَجِدْهُ !!!!
أَوْمَأَ إِلَيَّ أَنِ اُقْتَرِبِي
مَشَيْتُ فِي غَرَائِبِهِ
أَهْتَزُّ رِيشَةً فِي تَقَاطِيعِهِ
فَتَحَ أَزْرَارَ أَسْرَارِهِ
وَلَجْتُ ....



السر الأول

جَلَسَ عَلَى حَافَةِ اُلْجُرْحِ
قَالَ: ـ حَدِّثِينِي عَنْ سَغَبِ اُلْقَلْبِ"
تَفَاجَأْتُ
رَنَوْتُ إِلَيْهِ بِشَكٍّ
قُلْتُ: ـ "أَتَقْصِدُ اُلْهَوَى؟ "


السر الثاني:
قَالَ: ـ "أُرِيدُ أَنْ أَنْسَى اُلْعَوِيلَ"
قُلْتُ: ـ "اُلْهَوَى فِي دَرْبِي وَجَعٌ"
قَرَأْتُ فِي جَفْنَيْهِ مَرَحَ اُلطُّفُّولَةِ
فَصَمَتُّ.


السر الثالث:
ـ "لِنُهَرْوِلْ فِي بَحْرِ اُلْوَجْدِ" قَالَ
ـ لِمَ؟ اُسْتَنْكَرَتْ أَعْضَاءُ سُكْرِي
لَمْ يُجِبْ
فَبَدَأْتُ........


II. وَشْوَشَاتٌ مَطَرِيَّةٌ


السر الرابع
كَانَتْ لِي فِي أَرْضِ اُلْعِشْقِ
أُغْنِيَاتٌ تَلْتَحِفُ اُلْغُبَارَ
وَكَانَتْ حَقِيبَتِي اُلْوَرْدِيَّة
تَهْتَزُّ فَوْقَ رِدْفِ اُلْوَقْتِ
تَعَثَّرْتُ ذَاتَ لِقَاءٍ أَمَامَ نِدَائِهِ
قَالَ: ـ "اُدْخُلِي"
وَلَجْتُ.
تَرَكْتُ نَعْلِي فَوْقَ عُشْبِهِ
قَالَ:ـ "اُجْلِسِي"
تَرَدَّدْتُ
لَكِنِّي أَخِيرًا قَبِلْتُ.
كان يَنْثُرُ حَوْلِي رَمَادَ اُلتَّذَكُّرِ
نَسِيَ أَنِي قُرْبَهُ
وَقَفْتُ ثَائِرَةً
ضَمَّ يَدَيَّ إِلَيْهِ
فَسَكَنْتُ.
قَالَ: ـ "أَنْتِ شَهْرَزَادِي
إِحْكِ عَنِّي وَعَنْكِ"
اُسْتَغْرَبْتُ كَلَامَهُ
جَفَوْتُهُ لَحَظَاتٍ
وَهَا أَنَا أَرْوِي مَا كَانَ مِنْهُ.

السر الخامس:
..كُنْتُ أَتَمَشَّى فَوْقَ سَفْحِ اُلصَّبَابَةِ
ضَرِيرَةَ اُلْخَطْوِ
وَحْدِي أَكْرَعُ وَهْمَ اُلْعُمْرِ
يَهُزُّ رَنِينُ اُلْغَوَايَةِ مِعْطَفَ نَفْسِي اُلذَّابِلِ
تَهَاوَيْتُ.
مَرَّ بَرْقًا مِنْ فَجْرِ قَسَمَاتِي
سَخِرَتْ مِنِّي سَنَابِلُهُ
اُرْتَعَشْتُ
وَفِي مِدَادِ اُلْعُمْرِ
تَلَاشَيْتُ.

السر السادس
كُنْتُ أَتَوَارَى فَرَاشَةً بَيْنَ أَهْدَابِهِ
اُلْملِيئَةِ بِاُللَّيْلِ وَ اُلنَّهَارِ
أُرَتِّلُ أُمْسِيَاتٍ شَجِيَّةٍ
وَكَانَتْ عَقَارِبُ اُلْخُرَافَةِ
تُوقِظُ خَلَايَايَ
لِتُزْهِرَ فِي مُدُنِي زَنَابِقٌ زَرْقَاءَ!
وَكُنْتُ أَتَعَطَّرُ بِأَشْعَارِ وَلَّادَةَ
حِينَ اُرْتَدَى بُرْنُسَ اُلنَّأْيِ
أَغْلَقْتُ أَبْوَابَهُ
وَ فَوْقَ كُثْبَانِ اُلْغَرَابَةِ اُنْحَنَيْتُ.


السر السابع:
كَانَتْ تُحَدِّقُ بِي جَدَائِلُ اُلظَّنِّ
أتَأَمَّلُ تَقَلُّبَاتِ اُلدُّنْيَا اُلطَّوِيلَةْ
أَفْرِشُ قَصَائِدي مِثْلَ طِفْلَةٍ شَرِيدَةْ
تَسِيرُ وَرَائِي دَنْدَنَاتُ عِشْتَارَ اُلْحَزِينَةْ
ـ "سَتَسْمَعُ شَكْوَاهُ كُلُّ تَجَاوِيفِ اُلْمَدِينَةْ"
قَالَ اُلْمَسَاءُ اُلَأَشْعَثُ.
ـ "لَكِنَّ شَيْئًا بَيْنَنَا تَكَسَّرْ
فَكُلُّ طُوفَانِ اُلْهَوَى تَقَهْقَرْ"
تَمْتَمْتُ.

2010-01-04








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى