الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمزيد من كوارث ومعاناة لأربعة عجاف قادمة !!!

مارسيل فيليب

2010 / 5 / 25
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


الحكمة تقول ( أول الغيث قطرة ) ، لكن دماء ابرياء شعبنا حتى بعد ان تحولت الى نزيف متواصل ، لم تعد تحرك ضمائر أي مسؤول في حكومتنا الديمقراطية ، او حتى أي من .. الـ 62 نائباً فقط الذين تمكنوا من الأحتفاظ بمقاعدهم في البرلمان العراقي الجديد .. بينما بعض من الـ 260 نائب المتبقين من البرلمان السابق ممن حصلوا على جوازات سفر دبلوماسية لهم ولعوائلهم ، وامتيازات لم يكن يحلمون بها ، وارصدة بالملايين في حساباتهم المصرفية ، حصل على صوت واحد فقط في نتائج اتنخابات 2010 .
ووفقاً لما أظهرته نتائج الانتخابات التشريعية التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات فأبتسامة الفوز الحقيقي لم ترتسم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة إلا ّ على وجوه 15 مرشحا فقط من مجموع 325 نائب سنتشرف بتمثيلهم لمصالحنا وحقوقنا لمدة اربعة سنوات عجاف قادمة .. نعم 15 فقط استطاعوا أن يحققوا ، أو يتجاوزا القاسم الأنتخابي من الأصوات للمقعد الواحد في محافظاتهم .

ما دعاني لكتابة هذه المقدمة التي يعرفها القارئ ، أن يوم الأحد الماضي 23 الجاري تخلف 22 من نواب البصرة الفيحاء عن لقاء المجلس السياسي لأحزاب البصرة ، كما جاء في خبر على موقع اصوات العراق ، يقول (( وأوضح عباس الجوراني ممثل الحزب الشيوعي في المجلس السياسي “ للأحزاب الوطنية والدينية ” لوكالة ( أصوات العراق ) أن المجلس السياسي للأحزاب الوطنية والإسلامية التقى اثنين من الفائزين الجدد بعضوية مجلس النواب العراقي ، وهما حسين طالب وهيفاء العطوان من التيار الصدري، فيما تخلف 22 نائبا لأسباب مختلفة ، لافتا إلى ان ذلك يشكل بادرة غير مشجعة للتعامل مع ممثلي الشعب .
وأضاف ، كان الهدف من اللقاء هو وضع البرلمانيين أمام التزاماتهم التي قطعوها لناخبيهم في المحافظة، والإسراع في تشكيل الحكومة التي يجب أن تضع في أولوياتها مطالب الشعب ومشاغله، وتفويت الفرصة على الإرهاب والطامعين بزلزلة الوضع العراقي )) .

عزيزي القارئ ، بماذا يمكن تفسيرعدم تكليف 22 نائب نفسه للقاء ممثلي الأحزاب الوطنية والدينية للمجلس السياسي في البصرة .
اهو غرور وتكبر أم غباء وعدم تقدير لمهمة وواجب النائب المنتخب ليكون خادماً للشعب ، يمثل ويطالب ويحقق مصالح المواطن والوطن ؟
وان كان هناك الكثير من بين 310 نائب ( المعينين ) عن طريق احزابهم وكتلهم الفائزة بدون وجه حق امثال هؤلاء الـ 22 بصراوي ... سيحصلون على مقعد برلماني بفعل الأصوات التي سرقت من مرشحي القوائم التي لم تتمكن من تجاوز العتبة الأنتخابية ، حسب ما تم ترتيبه والأتفاق عليه بين الكتل الكبيرة حول تعديلات القانون الأنتخابي، تلك التعديلات التي هدفت لأفراغ مفهوم القائمة المفتوحة من محتواه ليبيح في النهاية وصول مرشحين الى مجلس النواب لم يحصلوا الا على بضع مئات من الاصوات، والغاء المقاعد التعويضية التي كانت الغاية منها تأمين حق الحائزين على المعدل الوطني في الوصول الى البرلمان، ومنح المقاعد الشاغرة الى الفائزين بدل توزيعها على ذوي الباقي الاقوى مثلما نص عليه القانون قبل تعديله المجحف. أذاً .. مالذي يمنعنا من الصراخ والأحتجاج والأعتصامات الجماهيرية وأمامنا كل هذه الأوضاع الداخلية ونزيف الدم والمعاناة اليومية للمواطن المقهور اضافة لأستخفاف امثال هؤلاء النواب بعقل المواطن العراقي بعد ضمان ( التبسمر ) ولمدة اربعة سنوات اخرى في نعيم المنطقة ( الحمقاء ) .

لماذا لا نطالب بإستقالة هؤلاء لعدم صلاحيتهم كممثلين لنا ؟
كنت أشك عزيزي القارئ سابقاً بأصدقاء يقولون لي إن شعوبنا ليست مؤهلة للديمقراطية ، لكنني غيرت رأي بعد تجارب عايشناها جميعاً عبر ممارسات أكثرية سياسي (عراقنا الديمقراطي الجديد ) ممن اتخذوا من مبدأ ومفهوم الديمقراطية مطية لأحلامهم وتحقيق مصالحهم الشخصية ، رأينا جميعاً سباقهم وتقاتلهم وزيفهم ووعودهم الفارغة لمجرد ضمان الفوز بمقعد انتخابي ، واليوم نراهم رغم خطورة ما يترصد بمستقبل العراق كوطن وجماهيرنا في الداخل ، منهمكون يتخاصمون ويتصالحون , يختلفون ويتفقون بشأن من سيتولى موقع رئيس الوزراء والمواقع السيادية ، لما فيها من ( لغف) وامتيازات لأحزابهم وكتلهم وحواشيهم واقاربهم ، وحتى عشيقاتهم .
عذراً عزيزي القارئ .. فقد بدأت اتصور اكثرية ساسة ومرشحي بعض الأحزاب والكتل السياسية العراقية ، وتهالكهم على المقعد البرلماني أو موقع سيادي في عراقنا الجديد ، أشبه بالحيوانات المنوية التي تتنافس على تلقيح بويضة واحدة ، ويكون اقواها او افضلها هو صاحب النصيب !!
لكن نتيجة هذا السباق الماراثوني العراقي وعبر عدة تجارب انتخابية لا ينتهي كما في دول العالم المتحضرة ( الكافرة ) بمدالية ذهبية للمواطن والوطن أو ابناء المحافظة .. وانما لمزيد من كوارث ومعاناة لأربعة عجاف قادمة !!!,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اقتراحي لحل المشكلة
سعد السعيدي ( 2010 / 5 / 25 - 07:26 )
استاذ مارسيل فيليب

الذي يجب ان يحصل هو بالضبط ما ذكرته : إقالة هذا الرهط الفاسد. والطريقة المثلى هي تحرك جماهيري من شقين : المظاهرات اليومية امام مجلس المحافظة حتى يتم الحصول على اوراق إقالة هؤلاء وتنصيب غيرهم اكثر حرصآ على المصلحة العامة. إذا لم تنجح المبادرة هذه تقديم طعن الى المحكمة العليا من قبل سكان البصرة لاجتثاث هؤلاء بسبب من عدم اهليتهم. او إقامة إنتخابات جديدة للبصرة فقط ـ يعني انتخابات جزئية ـ لايجاد مرشحين جدد احسن من الحاليين.
يعني في كل الاحوال يتوجب على الشعب مسك اموره بيده ويخرج لايصال صوته , لا ان يجلس بعيدآ بحجة انتفاء دوره


2 - أخي الأكرم
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 5 / 26 - 11:18 )
أخي الأكرم
الشاص شاص والحمل حمل والبرلمان القادو سيحكمنا لأربعة سنوات شئنا أم أبينا ولديه تفويض من الجماهير التي أنتخبته ولكن هل نعيد الخطأ في المرة القادو نعم نعيده وأكاد أصدق القول المأثور لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين لأننا لا نؤمن بالديمقراطية أو المباديء السامية التي تجنبنا اللدغ لذلك سنلدغ ونلدغ ولن تنفع معنا كثرة التجارب تأسيا بالقول المعروف شين التعرفه أحسن من زين الما تعرفه،وها نحن ننتخب الشين لأننا عرفناه ونترك الزين لأننا نعرغه والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز