الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصف كلمة : أمريكا تطرد الإرهاب من الباب فيدخلها من الشباك !!

عبد الرزاق السويراوي

2010 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الكولنيالية دخلت مرحلة الشيخوخة تقريبا في نهاية النصف الاول من القرن المنصرم .ولكن أفول نجم المعسكر الإشتراكي في بداية التسعينيات , حفّز أمريكا لممارسة الأحتلال المباشر , لأسباب عديدة , أبرزها إنفراد الولايات المتحدة بزعامة العالم لفقدان عنصر الموازنة بسقوط المعسكر الإشتراكي , وضعف الأتحاد الأوربي الذي لم يصل بعد , مرحلة القطبية الكاملة كندّ جديد يمكن أنْ يشكّل عنصر موازنة ويتقاسم زعامة العالم مع أمريكا.
الستراتيجية الكبرى للإمبراطورية الأمريكية , لم تفارقها أحلام السيطرة على العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط , نظرا لأهميتها الستراتيجية . فكانت إنطلاقتها الأولى بهذا الإتجاه , هي أحداث الحادي عشر من أيلول /سبتمبر من عام 2001 . حيث وجدت في تفجيرات هذا اليوم الدامي الذريعة المثلى للعودة لنظام الإستعمار المباشرولكن بذريعة الحرب على الإرهاب ,خصوصاً وأنها أستغلتْ أفضل إستغلال , تعاطف الرأي العام الأمريكي والعالمي أيضا معها بخصوص التفجيرات التي حدثت في اليوم المذكور في بناية مركز التجارة العالمي .حينها كشفت امريكا عن وجهها القبيح الذي تخفيه خلف قناع الديمقراطية . فقسّمت العالم وبتعسف بغيض , الى قسمين , إما أنْ تكون معها , أو ضدها , وكأنّ الخيارات الإخرى أمام دول العالم معدومة بالإكراه , فحدّدتْ دولاً هي إيران وسوريا وكوريا والعراق وأفغانستان , على إنها دول محور الشر في العالم ,ولابدّ من تبديل أنظمتها كإنطلاقة أولى لتنفيذ ما أسمته خارطة الشرق الأوسط الجديدة .
فأحتلت افغانستان في العام ذاته ثم أحتلتْ بعدها العراق في عام 2003 والى الآن .
طبعا هذا الإحتلال سار بذريعتين أنتهجتهما امريكا , أحدهما لا يشبه الآخر , الحرب على الإرهاب ودمقرطة بلدان الشرق الأوسط . فهل نجحت امريكا بذلك وقد مرّتْ سبع سنوات على ذلك؟؟
الإجابة بالنفي سهلة جدا , ولكن ينبغي الوقوف على أحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر , وضرورة النظر إليها من زاويتين متقاطعتين تماماً , الأولى أنّ تفجيرات هذا اليوم هي مفتعلة وتمّ التخطيط لها من قبل أمريكا نفسها وبمعونة إسرائيل بحكم المصالح المشتركة بينهما ,او هي حدثتْ بالشكل الذي أُعلن عنه وتابعه العالم على أنّه من تدبير قوى إرهابية يأتي في مقدمتها تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن .
وأنا أريد التركيز على الإحتمال الأول ومن ثمّ أعاود الرجوع الى الإحتمال الثاني .
إنّ وسائل الإعلام سلاح أكبر خطراً من السلاح التقليدي , والذي أضفى على أحداث تفجيرات 11 أيلول صفة الحدوث الفعلي وانها عملية إرهابية منظمة تمّ التخطيط لها من خارج الولايات المتحدة , هو ماكنة الإعلام الغربي الذي يهيمن على العالم , وليس بعيداً عنّا المقابر الجماعية التي أُكتشفت بعد سقوط البعث عام 2003 , حيث عدّها بعض الإعلام المأجور المتأثر بإعلام المقبور , على أنّ أصحاب هذه المقابر, كانوا خارجين عن القانون وليس من الأبرياء الذين تمّتْ تصفيتهم حتى بدون محاكم ولو صورية .
وبالعودة الى احداث تفجيرات ايلول في امريكا , نحن نتذكر بأنّ تنظيم القاعدة في بداية حدوث التفجيرات , نفى وعلى لسان اسامة بن لادن , علاقتهم بهذه الأحداث , واللغز الآخر الذي يساعد على إلإعتقاد بأنّ هذه الأحداث هي من صنع أمريكا ,هو غياب العناصر الإسرائيلية في يوم التفجيرات عن التواجد في بنايتي مركز التجارة العالمي , فما الذي يمكن أن يثيره مثل هذا الغياب غير المعهود من الإسرائيليين في نفس يوم التفجيرات ؟؟.
أما الآن , وبذات الإحتمال الذي سرنا عليه في تصوراتنا في إفتعال أحداث تفجيرات 11 أيلول / سبتمبر 2001 , نقف عند محاولة التفجير الإخيرة الفاشلة في نيويورك , حيث تمّ الكشف عن وجود سيارة ملغّمة تركها صاحبها مركونة في احدى الساحات المهمة في نيويورك .المثير للشك في هذه المحاولة , وأنا هنا أتحدث بالطبع وفقا لمصادر البيانات الرسمية الامريكية , التي قالت بأنّ الذي إكتشف أمر هذه السيارة , هما بائعان متجولان أثارت السيارة الشك لديهما ما دفعهما للمسارعة بإخبار السلطات المحلية عنها .والأسئلة التي يمكن أنْ تُثار هنا , ما الذي يمكن أن يثيره أمر سيارة متوقفة في إحدى الساحات العامة لدى بائعين متجولين لا يقفان عند نقطة معينة بحيث تساعد في إثارة الشك لديهما ؟ وأين التكنلوجيا الأمريكية المتقدمة التي وظفتها لمحاربة الارهاب بحيث تستقي معلوماتها من بائع متجول يقدّم لها معلومة أمنية على طبق من ذهب ؟ وكيف تمّ إلقاء القبض على صاحب السيارة الذي ظهر انه امريكي من اصول باكستانية يدعى فيصل زاده شاه لتسارع الإدارة الأمريكية بتوجيه الإتهام الى طالبان باكستان ؟ وتطلب من البكستان مساعدتها في الكشف عن الجماعات التي تقف خلف زاده ؟ طالبان باكستان نفى متحدث باسمها علاقتهم بهذا الحادث , ومن المؤكد أنّ طالبان باكستان لو كانت هي التي جنّدتْ زاده , لتبنّت هذه العملية نظرا للأذى الذي لاقته نتيجة الهجمات الأخيرة التي تلقتها من القوات الامريكية .التحقيقات ولحد كتابة هذه السطور جارية مع زاده حيث أُعلن عن القبض على ثلاثة ليس لهم علاقة بالحادث وانما هم ممن يعرفون زادة وليس اكثر من ذلك ,ورغم ذلك لم تسفر هذه التحقيقات عن الوصول الى شيء يثبت تورط جهة معينة بالمحاولة عدى المدعو زاده . ثم وبعد يومين من إكتشاف السيارة الملغمة في إحدى ساحات نيويورك , شهد مطاران في الولايات المتحدة , نوعا من الإرباك , بسبب تلقي إنذار خاطيء عن وجود إحتمال إمكانية لقيام عمل إرهابي في المطارين المذكورين .وفي الأسبوع نفسه أيضا , قامت السلطات الأمنية في نيويورك , بغلق أحد الجسور المهمة في المدينة , نتيجة شكوك رجال الشرطة المحلية في المنطقة بشاحنة مركونة في المنطقة , وحسب الأخبار الرسمية , أنّ روائح لنوع من الغاز غير المعروف , كانت تنبعث من هذه الشاحنة , والتي تركها على ما يبدو صاحبها في هذا المكان دون معرفة الأسباب.الجدير بالذكر هنا , أنّ كل هذه الأفاعيل , لم يسفر عنها أي تفجير , بل أنّ التحقيقات فيها , لم تعطِ صورة مقنعة عن وجود عملية شروع بالتفجير , فما الذي تثيره مثل هذه الملابسات من تساؤلات ؟؟ .وبالتنزل الى الفرض الذي يرجّح وجود مخطط إرهابي في الحوادث المذكورة ,فستُثار أمامنا تساؤلات من نمط آخر .من قبيل ,أنّ ستراتيجية أمريكا في حربها ضد الأرهاب , أعتمدت في خطوطها الرئيسية , على إبعاد المعركة ضد الأرهاب عن ساحة الأرض الأمريكية ,ومحاولة نقلها الى مناطق بعيدة عنها كأفغانستان والعراق مثلا , وهو الذي حدث فعلا منذ 2001 والى الآن , بحيث صيّرت الولايات المتحدة من هاتين الدولتين , مركز إستقطاب لتنظيم القاعدة والقوى الأرهابية الأخرى والتي هي صنيعة امريكا بالأساس, الأمر الذي يمكن القول معه , بأن امريكا فشلت في ما تدعيه بالحرب ضد الأرهاب , وما يمكن رصده بهذا الصدد , أنّ التكتيك الجديد لقوى الإرهاب داخل امريكا , بات يعتمد الوسائل التقليدية البسيطة والتي يمكن أنْ تفوّت الفرصة على التقنية الحديثة من متابعتها وإكتشافها .
وبذا يمكن أنْ نستخلص من كل هذه القراءة بوجهيها الذين مررنا بهما ما يلي :
إذا إعتمدنا فرضية إفتعال هذه الحوادث وعدم صحتها ,من احداث ايلول والى الآن من قبل الإدارة الأمريكية , فأن لامريكا دوافع معينة ربما بعضها يأتي من قبيل تبرير فشلها في القضاء على الارهاب وتذكير الشعب الأمريكي والشعوب الاخرى بخطر الارهاب فضلا عن فشلها في تغيير خارطة الشرق الأوسط .أمّا إذا نظرنا لهذه الحوادث من باب أنّها فعلاً مخططات إرهابية تحاول النيل من امريكا في عقر دارها , فلا يسعنا إلاّ أنْ نقول هنا ,بأنّ ما بذلته أمريكا من جهود في صراعها ضد الأرهاب وعلى مدى السنوات الماضية , قد ذهب ادراج الرياح , بحيث إنّ الإرهاب الذي طردته من أراضيها عبر الباب , بدأ يعود إليها ليدخل من الشباك , فهنيئاً لمن يصنع الإرهاب لغيره ثم يرتد الى نحره , يشمل ذلك بالطبع ليس امريكا لوحدها بل كل قوة صانعة للإرهاب , فإنها ستلقى ذات المصير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذ لا يضاف الموضوع الى قائمة مواضيعي السابق
عبدالرزاق السويراوي ( 2010 / 5 / 25 - 23:49 )
تحية طيبة للاخوة في موقع الحوار المتمدن
اكثر من موضوع ينشر لي في الحوار المتمدن لكنه لا يضاف الى قائمة مواضيعي المنشورة سابقا ارجو ملاحظة ذلك ولكم فائق الود والحترام
عبدالرزاق السويراوي

اخر الافلام

.. الشرق الأوكراني في قبضة روسيا.. الجيش الأوكراني يواجه وضعا -


.. رأس السنوار مقابل رفح.. هل تملك أميركا ما يحتاجه نتنياهو؟




.. مذكرة تعاون بين العراق وسوريا لأمن الحدود ومكافحة المخدرات


.. رئيس الوزراء الأردني: نرفض بشكل كامل توسيع أي عمليات عسكرية




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام تنفذ سلسلة عمليات نوعية في جبالي