الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شريعة الغاب!!

ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن

(Ibrahim Elgendy)

2010 / 5 / 26
دراسات وابحاث قانونية


بعد موافقة المفتى على اعدامه ، قضت محكمة جنايات القاهرة باعدام الدكتور محمد الغريب أستاذ الغدد بطب عين شمس ، بعد ادانته بقتل التاجر محمد مختار داخل عيادته وتقطيع جثته بمنشار كهربائى ستة أجزاء ، و حرقها ودهسها بالسيارة ، ثم توزيعها بمناطق مختلفة لاخفاء معالم الجريمة

سبب الخلاف هو مبلغ مائة وسبعون ألف جنيه، أخذها المجنى عليه من الطبيب لاستثمارها فى الأجهزة الكهربائية، ولكنه تعثر ولم يرد المبلغ

لجأ الطبيب الى المحكمة وحصل على أحكام بحبس التاجر ، الذى سدد للطبيب مبلغ سبعون ألف جنيه ، وطلب منه التنازل على الاحكان التى حصل عيها بشق الانفس و تقسيط الباقى ، إلا أن الطبيب ، ونشبت بينهما مشاجرة انتهت باطلاق الطبيب النار على التاجر وقتله
انتهى الخبر

وبتحليل الحادث نجد ان الطبيب مجنى عليه قبل التاجر القتيل لأنه لجأ الى القانون وحصل على احكام قضائية واجبة التنفيذ، واستهلك وقتا ومالا للحصول على تلك الاحكام ، الا انه للاسف لم يتم تطبيقها على التاجر ، الذى ظل طليقا يخرج لسانه للطبيب ، بما يعنى ان تطبيق القانون فى اجازة !!

بل ان التاجر ظل يتفاوض مع الطبيب بدليل انه سدد مبلغ سبعون الف جنيها ، وطلب من الطبيب التنازل عن القضية ليدفع له باقى المبلغ ( مائة الف جنيه ) على اقساط !
بالطبع من حق الطبيب ان يرفض لأن تجربته فى التعامل مع المجنى عليه سيئة ، بالاضافة الى ان الحصول على احكام اخرى يحتاج الى مدة زمنية طويلة ومجهود شاق

ما لم تبرزه الصحف هو حقيقة الحوار الذى تم بينهما ليلة الحادث ، وما اتوقعه هو أن المجنى عليه تحدى الطبيب ان يحصل على باقى امواله او ينفذ الاحكام التى حصل عليها ، الامر الذى وضع الطبيب فى مكانة العاجز امام نفسه والتاجر ، مما أدخله فى حالة عصبية واطلق النار عليه .. وبعدها تصرف بشكل طبيعى فى محاولة منه لاخفاء معالم الجريمة مستخدما مهارته كطبيب ، وهو الامر المرفوض تماما بالطبع !!

فأنا لا ابرر القتل تحت اى مسمى ولست طرفا فى القضية ولا اعرف الطبيب ولا التاجر

لا اتخيل أبدا ان الطبيب استدرجه الى العيادة لمجرد قتله ، ولو كان القتل هدفه لاستاجر بلطجيا ( وما اكثرهم ) يدهسه بسيارة ليتم تصنيف القضية كحادث مروري غير مقصود ، لانه شخص متعلم ويعرف انه بالقتل سوف يخسر امواله ونفسه فى ذات الوقت ، فالأثرياء لا يقتلون بانفسهم فى الغالب ، وهشام طلعت مصطفى دليل حى امام المحاكم الان!!

لو تم القبض على التاجر ووضعه فى السجن حسب الاحكام التى حصل عليها الطبيب لهدأت نفس الطبيب وبعدت المسافة بينه وبين التاجر الذى استغل ترهل القانون !!

لو عدنا الى الاحكام الصادرة منذ سنوات ولم تنفذ سنجدها بالملايين ، وان اصحابها يودون ان يفعلوا ما فعله الطبيب لولا انهم غير قادرين على ذلك!
فالاحكام القضائية التى حصل عليها الناس بعد سنوات من الجهد والانتظار ودفع المال للمحامين ، لا تساوي الحبر ولا الورق الذى كتبت عليه !!

وحينما يفقد القضاء قيمته والاحكام قوتها .. فهى البداية الحقيقية للفوضى وزوال النظام ذاته
المجرم الحقيقى فى هذه القضية هو الدولة التى تقاعست عن تنفيذ القانون واضطرت الناس الى العودة الى شريعة الغاب!!
خير الكلام
على هامش تلك القضية نشرت الصحف ما مفاده ان الطبيب المحكوم عليه يملك ثلاث عيادات فى ارقى مناطق القاهرة وكان بخيلا الى اقصى درجة مع والدته .. تخيلوا !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. صعود أقصى اليمين بالجولة الأولى من الانتخابات يثير ق


.. مصير المعارضة والأكراد واللاجئين على كفيّ الأسد وأردوغان؟ |




.. الأمم المتحدة تكشف -رقما- يعكس حجم مأساة النزوح في غزة | #ال


.. الأمم المتحدة: 9 من كل 10 أشخاص أجبروا على النزوح في غزة منذ




.. فاتورة أعمال العنف ضد اللاجئين والسياح يدفعها اقتصاد تركيا