الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية الجنسية وجدل.. هل ينتهي؟

صابرين عبد العزيز

2010 / 5 / 26
حقوق الانسان


دفعني ما لمست من سوء تفاهم عميق الجذور، وفجوة كبيرة في تناول فكرة الحرية الجنسية بين مؤيد ومعارض لكتابة هذا المقال،، علني اسهم ولو بشكل بسيط في حل تلك الجدلية الأزلية بين العصر الحديث والعصور الوسطى.


الحرية الفردية بمفهومها العام

اذا ما تناولنا حرية الفرد بشكل عام فهي ببساطة الا اتعدى على حقك في الاختيار والفعل مادام لا يعود على بالضرر الشخصي، والا تعترض طريقا اسلكه مادمت لا افرضه عليك!!

هذا المفهوم من المفترض ان يشمل ويعم جميع مناحي حياتنا بلا اي استثناءات- ولا سيما المنحى الجنسي كحق اولي وحاجة اساسية في حياة البشر- اذا كانت لدينا النية فعلا ان تقوم لنا قائمة ونأخذ مكانا في مصاف التحضر والتمدن.


الحرية الجنسية

تنبثق الحرية الجنسية من الحرية بمفهومها العام كحق فطري كفلته الطبيعة للبشر في التصرف في اجسادهم دون ان يعتدي احد عليهم او يعترض طريقهم ... ومع ذلك يصاب الكثيرين بالذعر اذا ما طالبنا بهذا الحق ظنا منهم انه اذا ما عممت الحرية الجنسية فأنه بالضرورة ستُنتزع عنهم ملابسهم لممارسة الجنس بلا زواج عنوة!!!!


لا ينتبه احد انني حينما اطالب بحريتي الجنسية فإنما اطالب بأبسط حقوقي في الاختيار...

ـ فقد اختار الا امارس الحب الا من خلال مؤسسة الزواج الاجتماعية لمزاعم دينية او اختيارات نفسية فردية، فإني اختار ذلك انطلاقا من حريتي في الاختيار ليس اجبارا من مجتمع و لا قمعا من مؤسسات او افراد.

فالقمع والاجبار لا يؤديان الا الى اختيارات ممسوخة مشوهة نابعة من كبت وقهر لا عن ارادة حرة واختيار مسؤول ، وبالتالي لا هي مؤشر اخلاقي ولا حتى هي علامة على "العفاف" بمفهومه العربي القاصر!

ـ وقد أرى كما يرى المنطق والعلم بفروعه النفسية والطبية والاجتماعية ان تأخر سن الزواج + الكبت الجنسي اذا ما اجتمعا يؤديان حتما الى كارثة على جميع المناحي تؤدي بدورها الى تفشي العنف السلوكي و تقليل انتاجية الفرد وانعدام الجودة.

ـ واذا كانت وجهة نظري الشخصية ان ممارسة الحب هي مشاعر قد تنفصل عن مؤسسة الزواج الاجتماعية في مرحلة ما في حياتي لست على استعداد مادي ونفسي فيها لزواج، فأنه اختياري و من المفترض ان يكون لي مطلق الحرية في اختيار مفاهيمي الخاصة واسلوب حياتي بشكل متفرد بعيدا عن المجتمعات المنغلقة التي تنظر للجنس خارج اطار المؤسسة الاجتماعية الزواجية على انه دنس وذنب كبير وعمل لا اخلاقي،، هؤلاء لهم الحق في تبني ما شاؤوا من افكار ،انت "حر" ،افراد عائلتك امامك فلتربيهم على ماشئت من مفاهيم بعيدا عن حرية غيرك في اعتناق ما يشاء من مفاهيم هو الآخر.

خفافيش الظلام والحرية الجنسية

كلمة حرية جنسية= دعارة!
حرية جنسية = انحلال اخلاقي!
حرية جنسية = زنا محارم!
حرية جنسية= خيانة زوجية!

هذه المفاهيم المعوجة المقززة- التي ليس لها وجود( كتفسير لكلمة حرية ) الا في عالمنا العربي المنفصل عن الواقع المتقدم المستنير شكلا وموضوعا- جذورها ترجع الى الكبت في الاساس! فحتما المتشدقون بهكذا تفاسير لكلمة حرية، هم اناس لم يروا يوما نورا واذا ما اخذوا حريتهم لن يختاروا الا فجورا وشذوذا اخلاقيا لا تتزايد نسب حدوثه حقا الا في مجتمعاتنا المنغلقة التي تدعي انها الاكثر تدينا ومحافظة ، واذا لم يأخذوها فهم حتما يجدوا طريقهم الى الانحلال الخلقي بشكل او بآخر بعيدا عن النور.

اننا بالحديث عن الحرية الجنسية مقارنة بالكبت والقمع المجتمعي الجنسي فكأنما نقارن النور بالظلام، ايهما البيئة الاكثر دعما للانحلال والانحراف، هل هي البيئة المعتمة ام البيئة الواضحة النيرة التي يشعر افرادها بمسؤولية تسليط الضوء عليهم
ان واقع الحال يخبرنا بان الافراد الاكثر دفاعا عن الكبت ومشروعيته هم الاقل التزاما بما يدعون وهم الابشع خُلقا في العموم.


بين النمطية والتفرد قرون

من غير المعقول والعالم من حولنا ينتج ويبني ويخترع مطلقا العنان لأفراده ليتفردون ويبدعون فتتقدم مجتمعاتهم ،،ان نظل نحن ندس انوفنا في افعال غيرنا وان نعطي انفسنا الحق بأن نحكم بعض ونحكم على بعض ظنا عن جهل ان الطريق الصح واحد احد، وان الطريق الخطأ هو حتما اي طريق مختلف عن طريقنا الذي نراه صحيحا

من حق كل انسان ان يختار ما يتناسب وظروفه ومشاعره ومفاهيمه الخاصة بارادته الحرة، واذا ما تنازل احدهم عن حقه وسمح لغيره بان يمتلك جسده وارادته فهو ايضا حر!! ولكن من الجرم ان يجبر غيره على التنازل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى الادارة.. لا اعرف كيف اراسلكم
صابرين ( 2010 / 5 / 26 - 08:19 )
الرجاء من الافاضل القائمين على الموقع، المقال يتحدث عن الحريات والحقوق لا عن صميم العلاقات، لماذا تم نقله من محور حقوق الانسان لمحور العلاقات الجنسية والاسرية؟ انا ارى في ذلك تهميش للفكرة الاساسية واختذال الموضوع لفكرة العلاقة


2 - الست صابرين
أوروك ( 2010 / 5 / 26 - 13:21 )
تحية لشجاعتك اولا، ثانيا ان هذا الموضوع سابق لأوانه كما ارى فليس من المعقول ان نطالب بحريتنا الجنسية قبل ان نطالب بحريتنا السياسية التي ترتبط بها بالضرورة جميع الحريات الفردية الاخرى ومنها الجنسية،لدينا عدد هائل من المشاكل المستعصية التي تبدو لي أهم وأشمل وأكثر تأثيرا في المجتمعات البشرية ومنها مجتمعاتنا من مشكلة الجنس على اهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع لماذا لا نناقش مسألة حرية المرأة مثلا او مسألة الطفولة المفقودة في بلداننا العربية او تدني اجور النساء العاملات قياسا الى الرجل ووووالخ هذه مداخلة فقط لغرض توجيه الانظار لا غير لا اريد لها ان تكون مصدر احباط لك خصوصا وانت تخوضين التجربة الكتابية الثالثة وما زلت في بداية المشوار الذي ارجو ان يستمر ويتعزز مع امنياتي لك بالموفقية والنجاح الدائم ونحن في انتظار مقالك القادم ان شاء الله


3 - تحية لك ولفكرك المستنير
ابو عصام كردستان سوريا ( 2010 / 5 / 27 - 13:59 )
سيدتي اوافقك في الراي واشكرك على هذا المنطق ....
انت عظيمة وتسلكين طريق العظماء من جنسك ،مثل وفاء سلطان ،وياسمين يحيى،ونوال السعداوي،ونادين بدير ،ووووو
اخير اتمنى لك النجاح والتوفيق في عملك وفكرك الساطع،وتذكري بان هناك الكثير من اصحاب الفكر الظلامي سيهاجمونك كما هاجموا كل من قبلك ....فسيري ولك الف تحية وتحية


4 - افراط
موفق ايوب العبيدي ( 2011 / 3 / 5 - 18:47 )
تحياتي مادمت في اول المشوار ارجو ان لا تجلدي من يخالفون رأيك وان تعطيهم حقهم في الدفاع عما يعتقدون به كما تدافعين انت عما تعتقدين به لان الكاتب يسعى الادلة الموضوعية خصوصا اذا صار موضوع الحرية الجنسية مبتغانا وصيرناه حوتا فسيبتلعنا جميعا , الموضوع حساس وعليك بالتأني واتمنى لك الموفقية ياست صابرين


5 - مناقشة
حسين الجزائري ( 2011 / 4 / 21 - 11:54 )
شكرا طرح الفكرة مهم لكن كان الأفضل تبيين الأساس الذي يمكن أن تطبق به هذه الحرية وأريد أن ألفت انتباهك الى أننا نحن المسلمين نملك الحل الأمثل لهذه المسألة الا أن المسلمين في الغالب تركوا هذا الحل ألا وهو تعدد الزوجات و عليه نجمت كل اللآفات السيئة مثل الدعارة السرية و اللواط وزنا المحارم واغتصاب الأطفال و الاستمناء باليد و غيرها و أنا شخصيا يؤرقني هذا الموضوع كثيرا ولو أتيح لي لتزوجت أربع نساء لأنني أعاني جدا رغم أنني متزوج ولا تنسي أن الأمر لا يتم في الاسلام الا بالرضى والا فلا يستقيم شرعا ولا وضعا و أنا معك في أن الغرب أحسن منا حالا في الجنس بكثير لكن الحل الالهي الذي عندنا نحن المسلمين أفضل لو ساد التعدد و انمحت التقاليد الجاهلية التي كبتتنا عقليا وجنسيا و أرى الحل أن تقوم الحكومات بهذا المشروع اذا أرادت القضاء على الانحلال فالمشكل كما قالت احدى الأخوات المعلقات سياسي بالدرجة الأولى. وشكرا مرة أخرىو المناقشة مفتوحة


6 - اساس للحرية الحقيقية
خالد اليماني ( 2011 / 5 / 9 - 21:27 )
الحرية الجنسية حاجة نفسية عميقة لدى الانسان وهي بالضبط كحرية تناول الطعام ,والرغبة الدائمة في تنويعه ، ولكن ما تراكم من موروث ديني غرس المحرمات الدينية اساء لتلك الحرية وحقوقها
واعتقد ان ممارسة الحياة الجنسية تشترط فقط عدم الاضرار بالانسان الاخر والانسان الممارس ذاته ولو توفرت سبل الحرية الجنسية في بيئة المجتمع الانساني عموما والعربي خصوصا لكانت منطلقات الفكر والابداع اعظم مما هي عليه بمئات المرات
واشكرك على الجرأة في التمييز الحقيقي والانساني الفذ بين مفهوم الزواج كمؤسسة اجتماعية يجب ان تكون صالحة لبناء مجتمع صالح في وعيه الانساني وبين ممارسة الجنس التي هي تكثيف للمشاعر والرغبة الانسانية الطبيعية
وارجو الايفهم من تعليقي الدعوة للفوضى الجنسية بقدر ما اتفهم رغبة الانسان لممارسة جنسية بعيدة عن الاضرار قريبة من السعادة ولذاتها

اخر الافلام

.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون


.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر




.. كل يوم - خالد أبو بكر: الغذاء ينفد والوقود يتضاءل -المجاعة س