الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثيران المععمة

محيي هادي

2004 / 8 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


(*) مصارعة الثيران لعبة، أو همجية ، تشتهر بها أسبانيا، وقد أصبحت هذه اللعبة الهمجية من الخصائص المميزة لهذا البلد، فعندما نتكلم عن أسبانيا تتبادر سريعا إلى أذهاننا ثيرانها، وعندما نتحدث عن مصارعة الثيران لابد وأن نذكر أسبانيا، فالواحدة أصبحت مرادفة و مكملة للأخرى.
و يقول المدافعون عن مصارعة الثيران أنه لولا هذه المصارعة لما كانت هناك ثيرانا، إذ أن ثيران المصارعة هذه هي من نوع خاص تسمى(Bravos)، و لها تربية و عناية مميزتين، و يؤكد المدافعون أيضا على أنها لعبة قومية أسبانية، و احتفالا و طنيا يجب الإبقاء عليه و تطويره، و هي في نفس الوقت مصدر للرزق لآلاف من الناس و جالبا للملايين من اليوروات.
و على الرغم من كل ما يقوله المدافعون عن هذا النوع من اللعبات الهمجية، فإن مصارعة الثيران الحالية تذكرنا بالمصارعة الرومانية التي كانت تجري قبل قرون في أيام الرومان حيث كان المتصارعون فيها بشرا يتقاتلون بينهم و يقتل واحد هم الآخر، أو كان المصارع يتقابل مع حيوان وحشي ممزق و كاسر. و لعل فيلم سبارتاكوس يعطينا نظرة عن المصارعة الرومانية و مثلا حاضرا و حيا لها، كما و إن الشكل الدائري لساحات مصارعة الثيران الأسبانية الذي يشابه شكل ساحات المصارعة الرومانية يؤكد لنا مرة ثانية القرابة بين نوعي المصارعتين.

(*) عندما كنت طالبا في المرحلة المتوسطة من دراستي، كان لي زميلان يدرسان معي في نفس الصف و في نفس الشعبة، و كان هذان الزميلان أولاد عم يسكنان قرية تبعد عن مدينتي العزيزة حوالي سبعة كيلومترات، و كان الاثنان يستعملان دراجتيهما الهوائية ليصلا إلى المدرسة كل يوم.
في أحد الأيام، و نحن نتحدث عن همومنا و عن صعوبة الدراسة و أشياء أخرى، ذكر لي أحدهما عن مجلس للعزاء أقيم في قريتهم بمناسبة ذكرى وفاة أحد الأئمة من الذين قتلوا غيلة أو ماتوا بصورة طبيعية، و قال لي ما لن أنساه أبدا: إن خطيب مجلس العزاء كان قد قال لهم أمس في جلسته الوعظية: إن من قطّع اللحم على الخشب يكون كما لو زنى بأمه أربعين يوما.
و كان زميلي يتساءل: و كيف نقطع اللحم؟!

(*) كنت يوما جالسا أمام دكان شوّاء للـ -معلا?- أنتظر بلهفة مجيء دوري لأتناول الـ-المعلا?- الذي طلبت. كنت جالسا على كرسي على رصيف الشارع أمام -المنقلة - أنتظر و أتدفأ بحرارة جمرات فحمها، و كان بجانبي يجلس آخرون بينهم أحد المعممين. فتح المعمم فمه، و يا ليته لم يفتحه، بعد أن رأى رجلا يصطحب ابنه، ليقول: يجب على الأب أن لا يخرج إلى الشارع مع ابنه. فسألوه : لماذا؟ أجابهم: بأن الابن عندما يخرج مع أمه، فإن الناس عندما تراه و تعرفه، ستعرف من هي زوجة الأب، و هذا غير مسموح به في الإسلام.
إسلامه…!!

(*) و كان واعظ ديني يقرأ في مجلس تعزية فقال: إذا بال طفل على سجادة -زولية-، فإنه لن ينفع أي غسل أو أي شيء آخر لتنظيفها و تطهيرها و -تعليتها- و يجب أن يُقص و يقطع من السجادة محل البول فيها. و قد صادف أن كانت زوجته جالسة في ذلك المجلس تستمع إليه، فعندما انتهت جلسة المجلس و رجعت الزوجة إلى البيت وجدت طفلا لها قد بال على سجادة لهم، و نجّسها، فما كان منها إلا أن أمسكت بمقص و قطعت من السجادة محل بول طفلها.
و عندما رجع الأب الواعظ الديني إلى البيت و وجد السجادة ممزقة، سأل زوجته عن السبب، فأخبرته عن السبب و أنها عملت بنصيحته فقطعت منطقة البول من السجادة.
غضب الواعظ و صرخ بصوت يكرهه لُـقمان و ابنه و بكى بألم: إنني أعظ الغير و ما أقوله في مجالسي هو للناس لا لك، فإن الذي أذكره في مواعظي يجب عليك أن لا تطبقيه في بيتي بل في بيوت الآخرين.

(*) في بداية القرن المنقرض حرّم المعممون على آبائنا الدخول إلى المدارس الحكومية، إذ كانوا يروجون عنها بأنها تعلِّـم الكفر و الإلحاد و تنشره.
و كان التحريم مضاعفا، بل و أكثر من مضاعف، على أمهاتنا. فكيف يُـسمح للمرأة أن تدرس و تتعلم، و إن الله قد خلقها للنكاح و الحمل و التكاثر، و كنس البيت و تنظيفه؟!! و كانت الدنيا تنقلب رأسا على عقب و تسود وجوههم عندما كانوا يسمعون عن فتاة دخلت الجامعة، فكيف تدخل الجامعة؟!! و فيها الرجال، إن الجامعة و المدارس المختلطة هي مركز للعهر و للإباحية!!
فهل كان المعممون ينضحون كما ينضح الإناء بما فيه؟؟ و مثلهم مثل القرضاوي و آخرين تزوجوا بفتيات لم يبلغن النضج.
لقد جلب الكثير من المعممين الجهل و الأمية لآبائنا و أمهاتنا بشكل مباشر، و انتقل هذا الجهل و هذه الأمية بشكل مباشر و غير مباشر إلينا.
فمثلا يذكر سليمان فيضي في مذكراته عن أبيه أنه: "كان يرى في أي دراسة أخرى عدا الدينية إلحادا" …" "فكرت في اقتراح والدي طويلا فشعرت بالخيبة و الخذلان. إن الطريق التي رسمها لي أبي في الحياة لم تكن لتقضي على آمالي الغالية فحسب بل أنها أساءت إلى شعوري إساءة بالغة، أنا الذي أفقدتني الظروف أمي يوم كنت في المهد، و هاهي الآن تجبرني على السير في ركاب الأجيال السابقة".

(*) و يقول عبود الشالجي في كتابه -الكنايات العامية البغدادية- أن : الثور كناية بغدادية عن البليد الذي لا ينفع فيه تأديب و لا تعليم.
ثم يتابع الشالجي قوله: و البغداديون يظلمون الثور إذ يتهمونه بالبلادة، مع أن أسلافهم العرب قد أنصفوه، فإن الثور عندهم كناية عن السيد، و به كني عمرو بن معدي الزبيدي، إذ كانت كنيته أبا ثور، و قال الإمام علي: إنما أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض، أراد بالثور الأبيض، الخليفة الثالث عثمان بن عفان.
و يستمر الشالجي ليقول: قرأت في مجلة "أوراق لبنانية" قصة عن الدكتور كرنيلوس فاندايك رحمه الله، المتوفي سنة 1895 ، فيها ذِكرٌ للثور، قال: في أحد الأيام ألقى الدكتور فاندايك، (الأستاذ في الجامعة الأمريكية في بيروت)، على طلابه درسا في الجغرافيا، ذكر فيه أن الأرض كروية، و إنها تدور حول الشمس، و قص أحد الطلاب على أبيه ما سمعه من الأستاذ فاندايك فانزعج والده مما سمع، وصحب جماعة من رفاقه، و قصد الدكتور ليلا، و طرق عليه الباب، فتعجب الدكتور من هذه الزيارة، فذكر له الأب عن انزعاجه من الدرس الذي ألقاه على تلاميذه في درس الجغرافية، و قوله أن الأرض كروية، مع أن الأرض مسطحة، و يحملها ثور على قرنيه قد استقر تحتها، فاغتاظ منه الدكتور فاندايك، و قال له: يا عزيزي، إن هذا الثور كان تحت الأرض قبل أن تولد و لكنه بعد ولادتك أصبح فوق الأرض.

ثم يضيف الشالجي فيكتب: ثور معمم كناية بغدادية عن الجاهل البليد الذي يتزيا بزي أهل العلم.

(*) و في البلدان التي ينتشر فيها الدين الإسلامي، يسمى رجل الدين بالعالم، و كثيرا ما نجده و قد لبس عمامة، بيضاء أو سوداء أو خضراء، ليدل بها على أنه رجل دين.
و في العراق لدينا ثور معمم، سمته العامّة مقطاطة، و سمّاه آخرون قدي، إذ أنه بعد مزج اسمي ابني صدام الدموي المجرمين قصي و عدي، يصبح الناتج قدي.
و أصبح لقدي البليد جيشا سمي بجيش المهدي، يؤلفه إرهابيون من بقايا البعثيين و الوهابيين و اللصوص و قطاع الطرق. و إن قدي قد أصبح دمية في أيدي هؤلاء الإرهابيين بل و أصبح واحدا منهم.
ذهب قدي و جيشه إلى المدن العراقية المقدسة، ليزرع بين سكانها الرعب و الإرهاب و ليجلب لبيوتها و شوارعها النار و الدمار و الخراب و ليقتل الناس المسالمين فيها أيضا. و لم تسلم الأضرحة المقدسة من رصاص غدره.
إنني أطلب العذر للثور عندما أسمي قدي ثورا و أطلب المغفرة من كل معمم عندما أحسب قديا من المعممين.
إن قدي لا يصلح إلا أن يكون إرهابيا و قد تكون براقش التي جنت على أهلها أفضل منه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت