الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نكتب ولمن نكتب 2؟

ادم عربي
كاتب وباحث

2010 / 5 / 26
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


تكمله لما سلف ولان المحور المادي ما اعتمد عيه أي ان الواقع هو من يحدد من يحدد الوعي الاجتماعي وليس عكس ذلك الا انني لا انكر ان دعاة اولوية العقل على الماده في صناعة الحصارات سيستنكرون ما اكتب ولهم كامل الحريه في ذلك.
بما نا الواقع المادي هو من يحدد مستويات وعي الانسان في كل مراحل حياته , لذلك تناول الموضوع من هذا الجانب كجزء من تغيير الانتاج الفكري لمجتمعاتنا عبر تغيير الواقع المادي والاقتصادي لنلك المجتمعات , ولا اقحم السياسه هنا والقضايا الاقتصاديه في بلادنا , بل اعطي الموضوع طابع نظري , بعيدا عن طروحات المثقفين التى لا تتجاوز طروحات العصور الوسطى , حيث ينهمك كثيرون في مناقشة جذر الاصولية الدينية الاسلامية بمعزل عن شؤون وقضايا الواقع وتناقضاته
ورغم ان كافة تفاصيل مجريات التاريخ وحتى يومنا هذا تؤكد بالتجرية والوقائع الحقيقية ان الوعي هو نتيجة وليس سببا , وان النطورات في كافة المجالات الانسانيه من فن وعلم وسياسه وفلسفه ما هي الا نتيجة تطورات في الماديه في الحياه الاجتماعيه. حيث ييقول ماركس : " إن الفلاسفة لا يخرجون من الأرض كالفطر، بل إنهم ثمرة عصرهم وبيئتهم إذ في الأفكار الفلسفية تتجلى أدق طاقات الشعوب و أثمنها وأخفاها.
اذن الفلسفه حسب طرح ماركس ليست من علم الغيب وانما هي من لدن الواقع , وان أي فلسفه حقيقيه هي من لب واقعها ومكانها وزمانها وفي علاقه نتبادله مع هذا الواقع وهنا تكوالفلسفه مجابه للواقع , كما ان التطورات العلمية التي شهدتها البشرية لم تبدأ بالجملة من نقطة واحدة (زمانيا وجغرافيا) بل كانت نتيجة تفاعلات هائلة استغرقت الاف السنين وشاركت بها معظم المجتمعات البشرية وان بنسب متفاوتة.
فمثلا الفلسفه اليونانيه انتشرت في كل اراء العالم سواء عبر الحروب او عبر التجاره, وظلت الفاسفه اليونانيه هي اساس القاعده الفكريه للفلاسفه حتى عصور النهضه الاوروبيه والسبب ان هذه الفلسفه اليونانيه كانت تتناغم مع عصر الاقطاع , االمتد الى نحو 4000 عام وهو اطول تاريخ البشريه, وعلى الرغم ان الفلسفه اليونانيه كانت وثنيه الا انها لم تتعارض مع الديانات الثلاث اليهوديه والمسيحيه والاسلاميه , حيث لم تنكر وجود خالق رغم وثنيتها , ولم تتصادم هذه الدياتات معها , حيث لم تات هذه الديانات بما يتعرض مع قواعد المجتمع الاقطاعي
وكانت هذه الاديان هي عباره عن ثورات ضد الظلم والعبيد .......الخ
وفي اطار الصراع على ملكية الارض وملكية العبيد دارت معظم المعارك في التاريخ حتى بداية العصر الراسمالي الحديث، وفي ذات الاطار نشط العلماء والفلاسفة في خدمة الطبقة الحاكمة بما يمكنها من تثبيت السيطرة ..
وحيث ان الطبقه المسيطره كانت الاقليه والعام من يقع عليه الظلم والاطهاد لجئت هذه الجماعات بالاستعانه بقوى غبيه واله غبيه لتخليصها وكان هذا منبع الاديان. فاليهوديه جائت من جور المصريين على القبائل العربيه التى هاجرت من اليمن وهم اليهود ولم يؤمنو بموسى الا بعد ما وعدهم بارض فلسطين لهم ولذريتهم من بعدهم , وكذلك المسيحيه لم تخرج عن الاطار فكانت دعوه ضد ظلم الكهنه وضد ظلم الرومان , وقد كان اتباع المسيح هم من الرعاء والعبيد وكذلك اليهود فقد كان اتباع موسى بني اسرائيل وهم عبيد القبط,
وهكذا كان الاسلام ثوره ضد الظلم على اسياد من التجار في مكه لذلك كان العبيد والمظلومين والمعاتيه اول من امن بالدعوه الاسلاميه المحمديه.
ومن اجل خدمة الاسياد ملاك الارض والعبيد حدث تقسيم العمل بين الرجل والمرأة منذفجر التاريخ.. فالارض تحتاح الى قوة الرجل الجسميه والغضليه من اجل المحافظه عليها من عدوان خارجي واضافة اراضي جديده مما تطلب تجييش المجتمع، فقد تم رفع مكانة مكانة الرجل و رسم عمله خارج المنزل .. فيما المرأة في المنزل كخادمه للرجل الذي يخدم سيده.
وحيث ان الرجل بقوته البدنيه قادر على حماية نفسه ولاخرين ، فقد فرض على المراه ان تختفي خلف ستار العفة والشرف كي تحافظ على نفسها. وحرمت من جميع حقوقها ولم تكن ابدا مساوية للرجل فما نراه اليوم في المجتمعات الاسلامية ، ومجتمعات العالم الثالث عموما، من مفاهيم وقيم وحقوق تتعلق بالمرأة ما هي الا امتدادا لتلك القوانين السائدة منذ خمسة الاف عام .. حيث ان مجتمعات العالم الثالث لا زالت تعيش في نظم وقواعد ونمط انتاج المجتمع الاقطاعي.
ومثال ذلك الانسجام الواضح في تعامل مختلف الحضارات مع المرأة لهو خير دلالة على ان القوانين الاجتماعية تحددها طبيعة نمط الانتاج الاجتماعي وليس الانتماء العرقي او الجغرافيا او اللغة او الوعي او العقل .. حيث ان نمط الانتاج ينتج ذات الثقافة حتى لو تباعدت المسافات والازمان.
************
الاشوريين هم اول من فرض الحجاب على المرأة .. وشريعة حمورابي عاقبت المرأة اذا خالفت زوجها باغراقها بالماء، فيما الاغريق فرضوا عليها حجابا كاملا (كالنقاب الاسلامي) لا يظهر منها الا عينها ، وقال عنها ارسطو " إن الطبيعة لم تزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به ".
ولما فرضت ظروف الحرب على اسبارطة ونالت المراة بعض الحقوق نظرا لحاجة قوة عملها انتقد ارسطو رجال اسبرطة واتهمهم بالتهاون ، ، وكان الفقهاء الرومان القدامى يعللون فرض الحجر على النساء بقولهم: لطيش عقولهن.
ومع ان المراة الفرعونية حصلت على بعض المكانة الا كانت تلقى في النيل بعد تزيينها "عروس النيل" كقربان، وكان الرجل في عصر الفراعنة يتزوج اخته وامه . اما في الصين القديمة فكان الرجل له الحق ببيع زوجته كجارية وينظر لها الصينيون على انها معتوهة محتقرة مخانة لا حقوق لها.
فيما تحرق المراة نفسها حية اذا مات زوجها وجاء في تشريع الهندوس : ليس الصبر المقدر والريح ، والموت والجحيم والسم والأفاعي والنار أسوأ من المرأة. كما كانت محتقرة منبوذة في الزرادشتية في بلاد فارس ، وفرض عليها احتجابها حتى عن محارمها ومنعت من ترى احدا من الرجال اطلاقا.
وفي اليهودية لم تنل المرأة ميزة أو حق.. بل كان بعض فلاسفة اليهود يصفها بأنها " لعنة " .... وكان يحق للأب أن يبيع ابنته إذا كانت قاصراً وجاء فى التوراة " المرأة أمر من الموت ... وأن الصالح أمام الله ينجو منها ". و " شهادة مئة امرأة تعادل شهادة رجل واحد ".
وفي القرن الخامس أجمعت المسيحية أن المرأة خلو من الروح الناجية من عذاب جهنم ما عدا أم المسيح ، وتساءلوا هل تعد المرأة إنسانا أم غير إنسان؟ .
اما الاسلام فقد اعتبرها "ناقصة عقل ودين" وتابعة للرجل في كل شيء وحقها بالارث نصف الرجل وشهادتها نصف الرجل وليس لها الحق بالولاية. كما كان العرب قبل الاسلام يقتلون الفتيات لعدم حاجتهم لهم كقوة عمل او خوفا من العار او الفقر.
وفي انجلترا كان يحظر على المراة قراءة الكتاب المقدس ولم يكن لها حق بالتملك حتى عام 1882، ووفق القانون كانت المراة في انجلترا تابعة لزوجها ولم يرفع عنها الحظر الا عام 1883.
ولم تخرج المراة في ايطاليا من عداد المحجور عليهم الا في عام 1919، وفي المانيا وسويسرا لم تعدل قوانين الحجر عل النساء الا في اوائل القرن العشرين. واصبح للزوجة مثل ما لزوجها من حقوق.

يتبع......................................
ملاحظه: المراجع في نهاية البحث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا على المقال
كاره كل مذلّ مهين ( 2010 / 5 / 26 - 20:23 )
الأستاذ آدم عربي

شكرا على هذا المقال المفيد رغم تسرّب بعض الأخطاء الواضحة إليه وأذكر منها:

(((مع ان المراة الفرعونية حصلت على بعض المكانة الا كانت تلقى في النيل بعد تزيينها -عروس النيل- كقربان )))

وتلك فرية ألفها الغزاة من أمثال عمرو بن المتعاص رضي الله عنه و صحابته



(((في القرن الخامس أجمعت المسيحية أن المرأة خلو من الروح الناجية من عذاب جهنم))

وواضح أن في استعمال كلمة (أجمعت) هنا مبالغة شديدة ففي تاريخ المسيحية الأولى ذكر لأعداد هائلة من القديسات والشهيدات. قد تكون بعض الفرق ناقشت مسألة روح المرأة (؟) لكن القول باجماع المسيحيين على ذلك لا شك في عدم صحته

مع تمنياتي وشكري لما تكتب من مقالات مفيدة لنشر التنوير و كشف كل خرافة


2 - مقال غير علمي وشمولي
الحارث السوري ( 2010 / 5 / 26 - 21:14 )
خلط الحابل بالنابل وعمم الجزئي على الكلي لدى الفراعنة أوزيريس أنثى ألهة ومثلها أنانا عند السومريين الهة رئيسية كأوزيريس وأفروديت وفينوس وعشتار وغيرها عند الشعوب القديمة والمسيحية كدين ساوت بين الرجل والمرأة التي كان لها الدور الرئيسي مع التلاميذ في نشر المسيحية قبل أن تصبح دين الدولة وبعدها أصبحت المرأة قائدة جيوش وملكات وقادة ممالك بكاملها في المشرق كزنوبيا في تدمر وماوية في دمشق وجميلة في البتراء وسمية في الحضر شمال العراق ونفرتيتي وكليوباترة في مصر وغيرهن الكثير أما العادة الوثنية في مصر الفرعونية بتقديم فتاة هدية للنيل كل عام ليعم الخصب والفيضان فهذا ليس إحتقاراً للمرأة بل باعتبارها رمز التضحية لإنقاذ شعبها وأثمن ما لديه حسب المعتقد الوثني وليس احتقاراً لها ... وهذا يحتاج لشرح طويل وصولاً إلى عهد الأمومة الذي لم يخطر ببال الكاتب الذي يحتقر المرأة في القرن الحادي والعشرين مع الأسف والبحث يطول ..؟؟؟؟؟ تحياتي


3 - كاره كل مذلّ مهين
ادم عربي ( 2010 / 5 / 26 - 21:34 )
شكرا لمرورك الكريم لا اناقش حيثيات كل دين او شريعه في هذا الموضوع وانما نشات الاديان
مع مودتي واحترامي


4 - الحارث السوري المحترم
ادم عربي ( 2010 / 5 / 26 - 21:36 )
شكرا لمرورك الكريم ولا اعرف كيف اتهمتني باحتقار المراه


5 - خطاب تنويري رائع
المنقذ المخلص ( 2010 / 5 / 27 - 07:10 )
خطاب تنويري رائع بعيد عن المهاترات الدينيه والطائفيه
بوركت


6 - لكن
وائل الحصين ( 2010 / 5 / 27 - 07:13 )
الا ترى انت في ذلك تعتدي على جميع الاديان وتهينها
انك تهين سكان الكره الارضيه


7 - مقال مهم
ايار ( 2010 / 5 / 27 - 09:56 )
مقال مهم ومفيد يلقي الضؤ على قضية مهمة مازالت تتفاعل في بلداننا قد لانتفق مع كل ماذهب اليه الكاتب ولكن السرد التاريخي مقبول عموما والجهد فيه واضح فعلا يجب ان نكتب في مثل هذه الاتجاهات
تحياتي للسيد الكاتب المحترم

اخر الافلام

.. محمد نبيل بنعبد الله يستقبل السيد لي يونزي “Li Yunze”


.. الشيوعيون الروس يحيون ذكرى ضحايا -انقلاب أكتوبر 1993-




.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م


.. يديعوت أحرونوت: تحقيق إسرائيلي في الصواريخ التي أطلقت باتجاه




.. موقع واللا الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت في قيساريا أثناء و