الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تَخَلُّفْ - دويلات الطوائف - وخطورتها..وتَحَضُّرْ - دولة المواطنة - وضرورتها!؟

محمود حمد

2010 / 5 / 26
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تَخَلُّفْ " دويلات الطوائف " وخطورتها..وتَحَضُّرْ " دولة المواطنة " وضرورتها!؟
محمود حمد
كي لايلتبس الامر على غير لبيب..فإن نماذج ( الدولة الوطنية ) الفاشلة المتخلفة المستبدة التي عانينا ونعاني منها .. هي في جوهرها وشكلها ( دويلات طوائف متخلفة ) إقصائية وليست ( دول مواطَنة متمدنة ) رغم تسلطها على كامل التضاريس الجغرافية والسكانية!!
و" الطائفة " ليست مفهوما يعبر عن مضمون محدد الا بعد الاضافة اليه ( يقال طائفة دينية وطائفة عرقية وطائفة منافقة وطائفة متمردة وطائفة ثائرة..وهكذا !)..اذن هو تعبير عن مجموعة سكانية ( دينية او مذهبية او عرقية او قبلية ) تجتمع حول موقف واحد وتحتمي خلف جدران بيئتها المحلية ( الجغرافية والثقافية ) نتيجة لانعدام العدالة التي حُرمت منها بسبب هويتها الخاصة ـ الدينية او العرقية او المذهبية او المناطقية ـ ولخوفها من الآخر المستبد الذي اغتصب منها حقها في العيش الكريم تحت مظلة العدل!..
ولهذا فعندما نقول :( دويلات طائفية ) لانعني التمذهب حصراً..بل نقصد ( الدويلات المذهبية والعرقية والدينية )!
( رغم ان تاريخ الاستبداد يؤكد على ان الطغاة يستلبون حرية وحقوق وحياة جميع الناس البؤساء دون تمييز ، وبموجات متتالية ومتعاقبة ومتفاقمة ـ تزداد وتتعاظم كلما دخل النظام في ازمة تهدد وجوده ـ وتستهدف تلك النوبات الدموية في كل مرة قطاعا من الشعب او اقليما من الوطن او تيارا من الفكر او اتجاها في السياسة !).
مما يثير الاسئلة الاكثر اهمية في هذا المنعطف التاريخي الذي يراد له ان يكون " ملتبساً "..
وهي:
هل كان تَعَسَّفَ النظام الصدامي السابق بحق ( الشيعة ) لانهم شيعة و( الكُرد ) لأنهم كُرد .. أم ..لأنه نظام متعسف بحق الجميع؟!!
وهل كان ( السنة ) مُحَصَّنون من الاضطهاد في الزمن الدكتاتوري المُزال؟!
وهل سيتخلص ضحايا ( إنعدام العدالة ) الشيعة والكُرد والسنة من التعسف الازلي بصعود طُغاة من " طائفتهم " الى قمة دويلة طائفية تقام بإسمهم؟!..
سواء وفق مشروع جوزيف بايدن ـ ثلاث دويلات ـ او انماط اخرى من التمزيق؟!!
يرى "هيجل" بـ ( أن الدولة تعبر عن روح الجماعة والإرادة العامة.. وان فكرة الحرية لا توجد بالفعل إلا في واقع الدولة، ولن تتحقق الحرية عملياً إلا عندما تعبر الدولة عن أهداف المجتمع، من خلال اختيارات الأفراد.... ويجب على الدولة أن تكون في خدمة المجتمع، الذي شُيِّد َلرعاية مصلحة الفرد في الرخاء والسعادة والأمن والحرية ..) ويعتبر هيجل ( أن النظر إلى الإنسان خارج الظروف الإنسانية وتصور الحرية خارج الدولة ضرباً من الوهم والخيال.... فالذات ليست حرة طالما لم يكن الإنسان مواطنا لدولة عقلية يرى مواطنوها عن وعي بأن وحدة الكل هي هدف جامع )...
تلك هي دولة المواطنة!
ويرى غيره : ان الدولة هي الصورة المعاصرة للمجتمع وهي عبارة عن ( فكرة ) لم يرها أحد او يسمعها، لكننا نكتوي بتعسفها!....ورغم ذلك تنسب اليها اشياء وافعالا كالانسان تماما ( قررت الدولة كذا وفعلت الدولة كذا..!!) علما بان الاشياء والاعمال يقوم بها المتسلطون على الحكم والمسؤولون في المجتمع ، حتى ان الاشياء والاعمال التي يقومون بها بصفتهم حكاما ومسؤولين لا تنسب اليهم باشخاصهم وذواتهم عادة.
لكن الدولة الاستبدادية اليوم مثلما كانت في الماضي في ظل حكم الفرد المطلق ، تختلط بشخص الحاكم!!
ومازال صدى صوت لويس الرابع عشر ملك فرنسا يصطخب في ارجاء دولنا التعسفية ( الوطنية!):
الدولة هي أنا !!!
وعندما نُقَلِّب الدولة العراقية اليوم لنعرف ماهيتها؟
يأتينا الجواب من صنّاعها في وزارة الخارجية الامريكية:
دولة فاشلة تترسب بالدرجة الخامسة في قاع الدول الفاشلة من بين 177 دولة في العالم!!!
مما يقتضي الاستعانة بمجرفة ( مسحاه) تاريخية لقلعها من الجذور كي لاتبقى رطوبة عفنة منها في تربة العراق!
ان السبب الموضوعي الرئيسي للتمرد والثورة والعنف ضد الحكومات " الوطنية!" المتخلفة والمتعسفة، واللجوء الى المُطالََبَة بتكوين الدويلات الطائفية بديلا للدولة الوطنية..هو ( غياب العدالة)!
ورغم ان التجارب المعاصرة تؤكد على ان التناقضات الناجمة عن استمرار انعدام العدالة بعد تشكيل " الدويلات الطائفية " تزداد تفاقما وتؤدي بالضرورة الى نشوء تيار لإنفكاك الاجزاء الصغيرة من الجزء الاكبر المنفصل حديثا عن جسد الدولة الام ( مثال:باكستان من الهند وبنغلاديش من باكستان واليوم حركة تحرير بلوشستان في بنغلاديش وهناك حركات غير بلوشية تتناحر داخل اقليم بلوشستان مع حركة تحرير بلوشستان وتستعين بالسلطة المركزية عليها!..وهكذا..الى ان تصل الميول الطبيعية الانسانية للخلاص من المظالم الى ابعد قرية وكل اسرة..دون جدوى!!!)
وبذلك تمتد رقعة التشظي افقيا وعموديا الى ابعد نقطة ينخر بها الظلم وتغيب فيها العدالة ..ويسود الصراع ( البدوي ) بين التجمعات السكانية المنكفأة الى العصبية القبلية تحت مختلف المسميات ( الحزب او التيار او الائتلاف او الحركة..الخ )!!!
وكما يقول ابن خلدون :
(أثناء مرحلة ـ العمران البدوي ـ يوجد صراع بين مختلف العصبيات على الرئاسة ضمن القبيلة الواحدة، أي ضمن العصبية العامة ) و ( ينجم التنافس بين مختلف العصبيات الخاصة على الرئاسة ، تفوز فيه بطبيعة الحال العصبة الخاصة الأقوى التي تحافظ على الرئاسة إلى أن تغلبها عصبة خاصة أخرى و هكذا..)!
وفي البلدان التي يتوفر فيها هامش من الاختيار بعد انفصال الجزء عن الدولة الام او اثناء التمهيد لذلك ، يُعاقِب ضحايا التعسف حكامهم المحليين الجدد ( من ابناء نفس الطائفة ) على استمرار غياب العدالة بـ:
حجب الثقة عن امراء الطائفة ومواليهم انتخابيا بقدر ماتتوفر في الآليات الانتخابية من حرية ..
واحيانا باطلاق الكلمة الحرة حتى وان ادت الى اختطاف أعمار كُتّابها!..
وثالثة بتبلور تيارات انفصالية على اسس قبلية او مناطقية اوغيرها في داخل الكيان " الطائفي " المنفصل ذاته..بحيث يتفتت الكيان الهش الى كيانات اصغر يتحكم في كل منها " صنم " متحفز للانتقام من الصنم الآخر الذي كان بالامس حليفا له..او بالغدر بحليف يرتصف معه اليوم..لان الطامع بالسلطة لايطيق ذرة رمل تزاحمه في العرش!
لماذا تعتبر ( دويلات الطوائف ) متخلفة وخطرة؟!
لانها:
1. تَنتمي الى طور تأسيسي من اطوار تَشَكُّل وتنظيم المجتمعات ونشوء علاقات الانتاج وتَكَوِّنْ تخصصات القوى المنتجة..طور نشوء ( الدولة القومية ذات المضمون الديني) في عصر طفولة الانتاج الرأسمالي وتكوين السوق المحلية..واليوم تندمج الدول الكبيرة في تجمعات واسعة انصياعا لارادة السوق العالمية ، وتخبو مكانة الدولة السياسية امام طوفان الانتاج والتسويق ، وتخضع مؤسساتها العسكرية والسيادية والمجتمعية للميل التاريخي نحو تكوين الكتل الاقتصادية والسياسية الكبيرة..مما يجعل من تلك المشاريع الانكفائية ارتدادا معاكساً لحركة التاريخ!
2. لانها..نِتاج علاقات الانتاج الاقطاعية وماقبل الاقطاعية ( حتى وان وجدت بؤر مستوردة للتصنيع الرأسمالي مبعثرة في محيط الاقتصاد الابوي او الاقطاعي)!
3. لانها..تَعتمد على الاقتصاد الريعي والهامشي الذي يستحوذ عليه رأس الدويلة وعائلته وافراد قبيلته المقربون!
4. لانها..القشرة السياسية الصلدة للمجتمعات القبلية الابوية!
5. لانها..تُنتِج الصنمية الفردية في الوعي المجتمعي والفكر السائد والحياة العامة!
6. لانها..تَتَغذى على استراتيجية التخويف من الآخر لإدامة وجودها!
7. لانها..تَرتكز الى التقسيم المتعسف للناتج القومي بين الثراء الفاحش للاقلية الضئيلة المتنفذة في قمة الهرم الاجتماعي والفقر المدقع في قاعدته الواسعة!
8. لانها..تعوم على الثقافة الغيبية والتغني بالماضي الانعزالي المندثر!
9. لانها..تؤدلج الفقر والبؤس وتُبرِءُ المُستَغلين بـ ( فعل الاحسان ) لضحايا الاستغلال لتحسين صورة السلاَبين!
10. لانها..تُبرر التعسف والإقصاء والتعذيب والقتل بحق المخالفين في الرأي ، وتُقدس الطغاة عبر التاريخ..
لانهم جذور الطاغية المعاصر واسلافه!
11. لانها..تَنتج الاستئثار في السياسة والإذعان في المجتمع والتخلف بالوعي!
12. لانها..تتشبث بـ ( التوريث ) في السلطة وتُكَرِّسه في تحديد المكانة المجتمعية وفي اغتنام الفرص والانتساب للمعرفة !
13. لانها..نَتيجةٌ طبيعية للتخلف الشامل ومُنتِجَةٌ للتخلف الشامل!
14. لانها..تَتَناقض مع جوهر الديمقراطية ( لتحريمها مبدأ التداول السلمي للسلطة ) بتأبيدها لحاكم الطائفة المطلق ومَواليه المتسلطين على مصائر الناس!
15. لانها..تَتَناقض مع الادارة الديمقراطية الواسعة للدولة والمجتمع ، كونها تحصرالسلطة بيد الحفنة المُوالية لصنم الطائفة!
16. لانها..تَتَناقض مع الميل التاريخي لتشكل دولة المواطنة المتمدنة.. بصفتها البديل لوجودها المُنقرضِ المبررات!
17. لانها..تُبرر وتُهَوِّن تعسف الاقلية الاقطاعية المتسلطة على المجتمع الفرعي بإثارة الخوف من موروث غياب العدالة في المجتمع الكلي ( الدولة الوطنية )!.
18. لانها..تَحتمي من التطور المتحضر لـ ( دولة المواطنة ) بتعقير الدولة الوطنية بأكفان ( الدويلة الطائفية ) وخنق انفاسها وتكبيل نموها..فهي تسعى للتعافي على حساب عافية الدولة الام ..
مما يخلق ازمة تناحرية مستديمة يذهب ضحيتها الشعب ـ كل الشعب ـ ويخسر فرصته التاريخية في العيش برخاء وسلام!!
19. لانها..تقتات على اجواء الازمات والتوتر الذي يؤججه الشعور بكونها ( دويلة تحت التهديد الدائم )..ولم يثبت التاريخ الحديث ان اي من هذه الدويلات المنشطرة قد عاشت بسلام مع محيطها الاقليمي او مع بيئتها الداخلية..مما افرز فيها حكاما مستبدين وبطانات فاسدة ينتفخون من كوارث الحروب وبؤس الشعوب!!!
20. لانها..تَعتاش على انكفاء الوعي المجتمعي الى كهوف الاسلاف وغبار العادات البالية!..
كونها تمثل الجذور المعرفية للخنوع لسلطة الفرد المستبد المُمْسك بالسوط ورغيف الخبز!
21. لانها..تَتَناقض مع التنوع الفكري والثقافي الذي يُثري الحياة..لتخندقها وراء متراس أُحادي النظرة والانتماء والجذور والاوهام!
22. لانها..ذات منشأ ومضمون ديني وطائفي متشدد وتقف على قاعدة عصبية قبلية ، تستقوي بتطرفها!
23. لانها..تُجَوِّف الديمقراطية المتسللة لها عنوة ، وتعبث بمضمونها ..دون السماح لها بمس قدسية الصنم القابع فوق عرش الدويلة.
اتذكر يوما بعد انتفاضة عام 1991 بايام طالعتنا وسائل اعلام صدام برشقات من المقالات والتصريحات الداعية لـ (الديمقراطية الاعلامية ) ومنها ذلك اللقاء بين الصحفيين ووزير الاعلام لطيف نصيف جاسم في قاعة وزارة الاعلام وامام صورة لصدام..يومها اشار فيها نصيف جاسم الى اسفل اطار الصورة مخاطبا الصحفيين..قائلا:
إنتقدوا من تشاؤون..ولكن..من (الجَرجوبة* وجَوَّه!)..
أي من اطار الصورة الاسفل ونازلاً دون الاقتراب من الصنم صاحب الصورة!!!
وصَدَّقَ الصحفي الشاب ( ضرغام هاشم ) هذه الفِريَّة وكتب مالا تُحمد عُقباه ..دون ان يطال ( الجرجوبة ) فاختفت اخباره عنّا منذ ذلك الحين الى يومنا هذا..لانه لم يُدرك ان صورة الصنم ماكانت لتتأبد لولا هرم الصديد الذي تقف عليه..لأنه رافعتها الموثوقة..
فتورط ـ مثل غيره ـ في ( خطيئة !) المَسِّ بعناصر القَيح!!!..
24. لانها..نقيض المشاركة الحقيقية للناس باختيار السلطة وادارتها..لان الاختيار في الدويلة الطائفية لايشمل القابع داخل (الجَرجوبة) ..وبشرط ان يكون الفائز في الاختيار من كتيبة خدم الطاغوت القابع وسط ( الجَرجوبة!).!
25. لانها..تتسلح بالكراهية والقسوة وتبررها ..لان التسامح يدعو الى الحوار وهذا يُغري المرء السَوي لاستخدام العقل والاصغاء للآخر ونبذ التعصب والانكفاء..مما ينتج فرصة اللقاء حول المشتركات وينفي التنابذ والتشظي ، وبذلك تخسر عاملا أساسيا من عوامل نشوئها وإدامتها ومبرر وجودها!
26. لانها..تنفي الفصل الحقيقي بين السلطات ، كون ( الدولة هي انا )..سلطة دنيوية ، دينية ، تجارية ، بوليسية ، قضائية ، تشريعية ، جنسية ، مالية ، تنفيذية!
27. لانها..تقتات على هشاشة المؤسسات وضعف كفاءتها..
لان المؤسسات الدستورية القوية ترفض ولاية القرارات والاجراءات الفاسدة والاستلابية والانفعالية والتعسفية الفردية او الفئوية والتحزبية!
28. لانها..تحمي نفوذ البطانة الاقطاعية الموسرة ووعاظ السلاطين ومثقفو الموائد الدسمة حول الصنم الاوحد في قمة كنز السلطة!
كونهم عصبة ( الدويلة ) الموبوءة التي تنشر وتُرَسِخ وباء الإذعان للصنم في جسد الدولة والمجتمع!
29. لانها..تستقوي بالاجنبي بشكل ذليل للاحتماء من الآخر المحلي المُهَدِد لسلطانها!..
فالدويلات الطائفية تؤجج المحيط حولها قبل نشوئها..
وتزيد النيران استعارا عند تكوينها..
وتثير العواصف الحارقة بعد ظهورها..
وتنفخ في تنور الازمات في احشائها..
مما يجعلها كتلة من اللهب التي يتنادى الجميع لإطفائها..فيندفع ـ امراؤها ـ الى الخارج البعيد ـ القوي ـ عارضين خدماتهم اللامحدودة من اجل ضمان بقائها..بما في ذلك التخلي عن مبررات تكوينها ( غياب العدالة ) التي كانوا يتاجرون بها بالامس!!!
30. لانها..تتشبث بالتقاليد والثقافة البالية كمكابح للتغيرات الاجتماعية التقدمية التي تهدد سلطتها الصنمية الموروثة ، باسم ( الخصوصية المحلية )!
31. لانها..تستديم بالركود الطبقي..لان الارتقاء الطبقي يخلق قوى انتاج لايمكن ان تُذعن للانظمة القبلية البدائية وستختار التغييرالمتمدن الذي يهدد وجود( الدويلة الطائفية)!
32. لانها..تقدس " المكانة الموروثة للفرد " على حساب " المكانة المكتسبة للفرد المبنية على انجازاته وكفاءته"..فيتعرض الفرد والمجتمع الكفوء للنبذ والتهميش والاعتقال، وان علا صوته فللقتل!..
ويسود الجهَال المتبرقعون بألقابهم القبلية المدججة بالسلاح والقُدسية!!
33. لانها..تحتقر العقل وتشيع الخرافات التي تديم سلطة الاستئثار والتعسف..
لان احترام العقل يعني بناء ( دولة عقلية ) متمدنة خلاف ( الدويلة الخرافية ) الطائفية!!
34. لانها..مُنتجة وناشرة للتطرف بكل اشكاله وحسب طبيعة الازمات المحيطة بها او المُهددة لها..
لان الاعتدال يمهد للتوحد لا للتشرذم ، ويقيم الوطن العادل القوي لا للدويلات المتعسفة الخاوية!
35. لانها..تسبب تدني انتاجية ومساهمة الفرد المادية والمعرفية في الحياة الحضرية..لانحسار فضاء الحرية مع تزايد جبروت سلطة صنم الطائفة ومَواليه..الذين يَسلِبون ريع الدولة والطبيعة والمجتمع والعقل!!
36. لانها..تَستخف بكارثة تفشي الامية والجهل ونقص الوعي المجتمعي ..كونها ليست بحاجة الى المعرفة بل تخشاها!
37. لانها..تُغذي اللامبالاة في العقول والسلوك، لاشغال المجتمع عن مفاسد واستبداد صنمها والمنتفعين من سلطانه!
38. لانها..تُبرر تَخَلُّف القيم المدنية وتحمي جذور التخلف القبلي..
لانه احد مصادر قوتها وبقائها!
39. لانها..تُقدس التقاليد والعادات التكبيلية البالية كبديل للقوانين التنموية الارتقائية..
لاستخدامها كغمامة تعشو بها بصيرة المجتمع الجاهل المتطرف!
40. لانها..تُكرس التفاوت المفزع بمستوى المعيشة بين الغالبية الساحقة البائسة من السكان والحفنة الضئيلة الثرية من بطانة السلطة..
لضمان تحكمها بلقمة عيش ومصدر وجود الغالبية الساحقة من السكان!
41. لانها..تُحَصِّن التخلف الاداري والفساد المالي في المؤسسات الحكومية والخاصة بالالقاب الموروثة والمسميات الاستنزافية الموهوبة للاتباع الخُلَّصْ!..
لإدامة ولائهم للصنم وعائلته وبِطانته!
42. لانها..مُنتجة للازمات ومُفَجِّرة وناشرة لها وحارسة على مصير المتورطين بها!..
لان الاستقرار وانطفاء الازمات يخلق بيئة للتأمل والمقارنة بالعالم المتمدن المنفتح المتسامح والمراجعة والاستقصاء والنقد والرفض..فالتمرد نحو التغيير الذي يعصف بوجود ( الدويلة المتخلفة )!
43. لانها..مُكَرِّسة للتخندق الانكفائي التجزيئي بين مكونات الطائفة او العرق ذاتها والتمييز فيما بينها في القرب او البعد عن رعاية ومكارم الصنم الاوحد و بطانته!..
لضمان انشغالهم بالتناحر البَيْني عن الانتباه لمفاسد قمة الهرم!
44. لانها..حامية لـ ـ التخلف الحضري ـ بإعتبار ذلك التخلف مُعَبِّراً عن ( الهوية ) الطائفية او العرقية او العقائدية الضيقة!
45. لانها..تَحتقر المرأة وتَحُط من مكانتها، حيث لايتعدى دورها في ( عقل ) السلطة الطائفية وعُرف مجتمعها القبلي كونها " مُنتجاً للاطفال ومُطفئاً للشهوات "!..
لان تَفَكُك قيود المرأة يهدد بتفكك المجتمع القبلي المُذعن الذي يرفع عرش الصنم الطائفي المستبد!
46. لانها..تَسحق دور الفرد وتُغَيِّبُه في زحام القطيع الذي يُقَدِّس الصنم الكبير او يسجد للاصنام الصغيرة الدائرة في فلكه!..
لان الفرد الحر الواعي سيختار الدولة الحرة الواعية التي تعبر عن مصالح وتطلعات المجتمع الحر المتحضرالذي سيطيح بسلطة الصنم الطائفي القبلي واركان سلطانه!
47. لانها..تُنتج اجيالا متوارثة من الفئات الطفيلية المُتماهيَّة في سلطة الصنم والحارسة له والمُعظِّمة لجنوحه والمُبررَّة لتعسفه والمُنظِّرة لمفاسده !..
لانهم الحرس المتفشي في جسد المجتمع والقادر على اجهاض اي جنين رافض للتخلف والتطرف والتعسف!
مما يدعو ليس الى يقظة خصوم التشظي فحسب..بل لإيقاظ المندفعين نحو إحداثِه!!!
ان الخلاص من ( انعدام العدالة ) لايكمن في تمزيق الشعوب الى اقوام وتفتيت الدول الى دويلات طائفية ( متمذهبة او عرقية ) ، وتناحر القبائل والاديان ..بل في بناء دولة.... ( تكون في خدمة المجتمع، الذي شُيِّد َلرعاية مصلحة الفرد في الرخاء والسعادة والأمن والحرية)..
دولة المواطنة!
( الدولة ـ التي ـ تُعَبِّر عن روح الجماعة والإرادة العامة.. لان فكرة الحرية لا توجد بالفعل إلا في واقع الدولة، ولن تتحقق الحرية عملياً إلا عندما تُعَبِّر الدولة عن أهداف المجتمع، من خلال اختيارات الأفراد....)
هذه الدولة التي نفتقدها ـ اليوم ـ ...!!
لان ( دولتنا القائمة) ..
فشلت في تأكيد شرعيتها الدولية والاقليمية والداخلية ..
وعجزت عن توفير حقوق الانسان في( الرخاء والسعادة والأمن والحرية )..
واخفقت في تبديد الضغوط الديمغرافية التي تنخر كيانها!!!
لانها ( دولة ) تُعَبِّر عن ( ارواح ) امراء المحاصصة الموبوءة بالتناحر والتنافر..!!!.
لاعن روح الجماعة والإرادة العامة!!!
-------------------------------------
• الجرجوبة: الإطار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟