الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتابة على مواقع شبكات الانترنيت

عصام البغدادي

2004 / 8 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


نشرت صحيفة الزمان يوم 7 تموز الماضى مقالة لكاتب عراقي خريج كلية الاداب –قسم الصحافة ، مرت المقالة مرور الكرام على كافة مدراء المواقع العراقية دونما ان يكلف احد منهم نفسه الرد عليها ، وهذا يثبت ان كل واحد منهم يعيش على كوكب مختلف عن الذى يعيش عليه الاخر بالرغم انهم الاكثر قابلية على التواصل فيما بينهم .
و يبدو بل يقينا ان كاتب المقالة المذكورة اغفل متعمدا الكثير من الحقائق الموضوعية بشان مواقع النشر العراقية وبشان الكتاب الذين اسماهم (بالكتبة) استصغارا لهم، مصيبة العراقيين ان راكب الباص العمومي حالما يمتلك سيارة خاصة به حتى يشرع بالتضايق من الباص العمومي ويشتم سائقه لأتفه الاسباب وهذا هو احد الامراض النفسية للعراقيين وهو التعالي ونسيان واقع الماضى بعدما يتغير الحال حتى ولو قليلا وصدق المثل الشعبي الذى يوصف هذه الحال " بعد ماصار باظفاره طحين " ، وهذا سلوك الكثير ايضا من البعض ممن كانوا يكتبون على شبكة الانترنيت ثم وجودا لهم ملاجىء صغيرة في زوايا بعض الصحف اذ وجدت نفسها في حاجة لبعضهم وكذلك صدق المثل الشعبي على وصف هؤلاء البعض فهو يقول ( من ندرة الخيل وضعوا السروج على الكلاب) ، هنا لا اعني ابدا شتم الكاتب صاحب المقالة ، فهو لم يكلف نفسه حتى بكلمة شكر واحدة للمواقع العراقية ومدرائها ، وهذا سلوك العراقي الغير موضوعي ، لانه بالضبط يجهل حجم معاناة الذين اقاموا تلك المواقع وسهروا على ديمومتها وصرفوا من كدهم عليها وقدموا خدمة متوازنة للجميع على اختلاف مستواهم وخلفياتهم كانت السبب في ظهور اسماء يشهد لها ، والكتابة على الانترنيت لا تحتاج الى الفن الابداعي الذى يتحدث عنه الكاتب بقدر حاجتها للمصداقية وتقديم الفائدة الموضوعية وتوخى القاء الضوء على الحقائق المغفلة او المطمورة عمدا تحت اجنحة خفافيش الليل او مكاتب ومدراء الاعلام والتحرير البيروقراطيين ، او عندما تحتاج الحقائق الى الكشف السريع وعلى صيغة كاتبها مهما كانت تلك الصيغة .

الكتابة على شبكة الانترنيت تعتمد ضمير الكاتب الحي لانها كتابة موثقة يمكن الرجوع اليها بسهولة وليست كما في زاوية من جريدة سرعان ما يتم الانتهاء من قرائتها وقد تستخدم لتظيف زجاج النوافذ او كمنديل ورقي لتنظيف مؤخرات الاطفال، حيث تذهب المقالة الابداعية للجحيم .

يرجع الكاتب ظهور العدد الكبيير من الكتاب الى سببين اولهما الفوضى واخرهما الخواء ، وهذا الراي يبدو ساذجا الى حد الغباء والعمى ، فالمعروف ان صحافة المعارضة والمواقع التى تكاثرت بعد ظهور مواقع المعارضة كانت نتاج مرحلة صعبة في تاريخ الاعلام العراقي ، وكان لابد لها ان تستقطب كل الاقلام حيث يتساقط الضعفاء ويستمر الجادون والموضوعيون والمواظبون ، وهم كتاب لم تكن لهم احلام بان يكونوا يوما رؤوساء تحرير صحف ، أو اشباه صحف فهل يحلم بذلك طبيب في الستين من العمر او باحث في السبعين يواصل عطائه عبر شبكة الانترنيت ؟

ويدعو الكاتب الى اعتماد تنظيم وترتيب للنشر على الانترنيت وحصر الكتابة بالكتاب المتمكنين والمحترفين ( يعنى على كتاب الانترنيت الانسحاب لصالح حفنة من كتاب الصحافة، فهم لايريدون السماح للعكس ان يحصل ، بدلا من ان تتبنى الصحافة فتح ذراعيها واستقطاب أصحاب الكتابات الجادة والثمينة ) ويركز الكاتب لا على جودة الافكار وجديدها مما ينشر في الانترنيت بل على الاخطاء اللغوية والاملائية !! وهذا نص مايقوله ((لهذا، أقترح علي مشرفي المواقع الناجحة الإهتمام بجودة الكتابة وعدم تمرير الكتابات الهشة بحجة حرية الرأي والتعبير، ولكوني من المتطلعين لمثل هذا المبدأ والشعار إلا انني في نفس الوقت لا أضع الصالح والطالح في سلة واحدة وانما أميل الي الصالح من إمكانية وجودة لغته وإسلوبه وثراء فكرته وطرحه، وأنحي الطالح الذي تخيّم عليه رداءة وركاكة اللغة والإسلوب، وبغض النظر عن الرأي الذي أتبناه أو أخالفه، لأن من متطلبات وشروط النشر أن تكون الكتابة بمستوي النشر المطلوب ، ان إستحقاق النشر يتطلب الإسلوب الجذاب الي جانب الفكرة الثرية وان وجود خلل في أحد الجانبين يجعل من تلك الكتابة بعيدة عن النشر، إذ ان الإسلوب يظل مطلوبا ، ومع هذا فأنا لاأنكر وجود كتابات غنية وكتاب جيدين في مواقع الإنترنت الناجحة، لكن من الواضح ان هؤلاء في الغالب من الكتاب المحترفين في الصحافة المقروءة. ".
وحتى في سطره الاخير فهو لايعترف بالكتابات الناجحة ويصر ان اغلب تلك الكتابات الناجحة هي من الكتاب المحترفين في الصحافة المقروءة !! فهل كان الباحث حامد الحمداني ، او الدكتور اسعد الخفاجي او كاظم المقدادي ، او الدكتور عبد الخالق حسين ، او اسماء عديدة اخرى برزت في كتاباتها الجادة هم من محترفي الصحافة المقروءة؟؟
ان صدور مثل هذه الاراء من كاتب لاتزال مقالاته الاولى معلقة على صفحات المواقع العراقية ، انما تعنى محاولة تحجيم رجعية تحاول اخضاع كتابات الانترنيت ووضعهم تحت سقوف ثقيلة من البيروقراطية والوصاية والتعالى .
ان وجود كم هائل من كتابات الانترنيت لايشكل الا ظاهرة طبيعية سببها القمع الطويل للراي الاخر لمدة خمسين عاما الماضية ونشوء اعلام الدولة او الاعلام الحزبي الضيق الذى لا يتقبل نشر الاراء المغايرة التى تعارض مفاهيمه. نتفق ان الكم الهائل يتدفق مثل سيل عارم عندما ينكسر السد فاسحا المجال للمياه المحصورة خلفه بالتدفق ، ونتفق ان هذا السيل سوف ينتهى أجله عندما يصبح الوضع طبيعيا ويتفرد الكتاب المختصين والمخلصين باداء ادوارهم الطبيعية وممارسة حقوقهم في الكتابة الايجابية لكشف الحقائق وتنوير الراي العام ومن دون سلسة الاجراءات القمعية ، عندما نصل هذا الوضع فسوف ينسحب ويتلاشى العديد من كتابات الانترنيت وسنجد ان مستقبل الكتابة سيكون في مواقع تخصيصية جادة وكفوءة ، اعنى ان تظهر انذاك مواقع تهتم بالشؤون التاريخية ، الاجتماعية ، الادبية ، الرياضية ، الاقتصادية ، العلمية ..وغيرها وعلى ايادى مشرفين اكفاء.

اتفق فقط مع كاتب المقالة ان البعض من اصحاب المواقع اطلق على نفسه : الاعلامي فلان بن علان ، وهو لايمت باي صلة للاعلام ابدا ، بل ان احدهم يدعى ذلك وهو غير حاصل حتى على الشهادة الابتدائية !! وهذا الادعاءات ينبغى ان يكف عنها من يحاول اكتساب الشهرة من خلال موقع ما، بل ان البعض منهم لا يجد في نفسه الشجاعة على كتابة سيرته الذاتية للتعريف بخلفيته الثقافية ، لكي لا نعرف صلته بالاعلام وكيف اباح لنفسه اطلاق صفة الاعلامي على ذاته!! والحق كل الحق ان يقدموا لنا تعريفا بانفسهم قبل ان يطلبوا من كتاب مواقعهم تعريف انفسهم . فلماذا هذا الاصرار على عدم قيامهم بتعريف انفسهم في مواقعهم ، فهل لايزالون يخافون اجهزة صدام المخابراتية ؟ مع ان البعض منهم مرتبط سياسيا بتنظيمات معروفة تموله ماديا ؟؟ ولا ينطبق على بعضهم سوى توصيف واحد هو : مدير الموقع لكي يكونوا منصفين وواقعيين مع انفسهم ومع من يشاركهم المواقع سواءا بالكتابة او القراءة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر لم اقرا يوما ان الاخ رزكار عقراوي حاول ان يقدم لنا نفسه اعلاميا متجاوزا اختصاصه في علم الكومبيوتر ، مع ان موقع الحوار المتمدن من انجح المواقع العراقية فنيا ، بعكس شخص اخر مصر على توصيف نفسه بالاعلامي ، مجرد ان بعض الصحف الكويتية نشرت له بضع مقالات دون المستوى الذى يكلف قارى جيد نفسه مشقة اتمام قراءتها وعليه دعا لتاسيس رابطة للكتاب العراقيين المغتربين!! وادلى بدلوه في الكتابة عن عهد عبد الكريم قاسم علما بانه ولد بعد رحيل الزعيم!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تفرق محتجين اعتصموا في جامعة السوربون بباريس


.. صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد




.. غزة: أي فرص لنجاح الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دعوة لحماس من أجل قبول العرض الإسرائيلي -السخي جدا- وإطلاق س




.. المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية