الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوبر نائب

حسين التميمي

2010 / 5 / 27
كتابات ساخرة


ان تكون نائبا في مجلس النواب او في مجلس محافظة فذلك يعني ان الحظ قد فتح لك ذراعيه علي وسعهما ، ويعني ايضا انك لن تحتاج الي افناء عمرك في العمل بوظيفة حكومية لتحصل في النهاية علي راتب تقاعدي متواضع لن تتمتع به لأكثر من بضعة اعوام قبل ان تلتحق بالرفيق الاعلي .
ذلك ان التقاعد بالنسبة للبرلماني لايحتاج لاكثر من اربعة اعوام من الجلوس داخل قبة البرلمان والاكتفاء برفع اليد للموافقة او الرفض او للاستئذان بالخروج من القاعة وربما يكون البرلماني قد ذهب الي دورة المياه ليلبي نداء الطبيعة ، لكن القنوات الاعلامية قد تستثمر هذا الخروج لتخرج به مواقف سياسية وقد يتأزم الشارع العراقي بناء علي هذه التخريجات بينما السيد النائب ربما لم يوفق بعد للتخلص من حالة الامساك او الاسهال . وربما اذا عاد ثانية الي مقعده تحت القبة سيتلقي التهاني ويقال له : عافاك ، فتتلفق تلك القنوات هذا الحدث الخطير معلنة عن قرب التوصل الي حل دبلوماسي لتفادي حدوث ما لاتحمد عقباه . وربما يتوهم احد المقاولين صاحب الشركة الفلانية ان هذا النائب هو من الشخصيات السياسية المؤثرة فيزوره في بيته ويقدم له هدية متواضعة ببضعة ملايين من الدنانير مؤملا ان يحصل علي احالة او مقاولة لأنه يدرك بحسه المهني ان النائب المعترض والذي يدعي الوطنية سيحصل علي منصب رئيس لجنة مربحة. واذا قدر لك ان تكون جارا لهذا النائب فستري العجب العجاب .. فلايمر يوم الا وتكتشف ان هذا البرلماني هو من اكثر الشخصيات شعبية وارتباطا بقاع المجتمع فالضيوف يتوافدون علي منزله وهم يحملون الهدايا المختلفة علي امل ان تصيبهم بعض من بركات هذا النائب .
ولأنك تشعر ببعض الغيرة والحسد من ارتفاع نجم هذا النائب رغم علمك بان ثقافتك اوتحصيلك الدراسي ارفع واسمي من ثقافته وتحصيله ، واولادك افضل ثقافة وعلما من اولاده ، لكنك لاتستطيع تلبية احتياجاتهم التي فرضتها مقارناتهم الجديدة مع اولاد الجار السعيد المحظوظ .. لأجل هذا وذاك تقنع نفسك بالتنازل عن بعض من كبريائك وبدلا من الهدية التي يتوقعها منك الجار النائب تحمل بين يديك ورقة ضمنتها شكوي بشأن تدهور الكهرباء مطالبا اياه ايصال هذه الشكوي الي قبة ممثلي الشعب ويبدأ الصيف ارسال حممه علي رأسك ورأس اولادك الذين يتمنون نسمة هواء منعشة تعينهم علي تحمل اعباء الدراسة والتهيوء للامتحانات النهائية في اجواء صيفية ساخنة يندر فيها الحصول علي الكهرباء ، ويتسلم منك البرلماني نص الشكوي وبعد مرور بضعة ايام تكون خلالها قد وعدت اولادك بان الحل سيأتي علي يد الجار البرلماني ، فاذا بك تكتشف بان هذا الجار قد حصل علي تيار كهربائي نادر الانقطاع يدعي (الطوارئ ) والاغرب من هذا وذاك ان الجار البرلماني يبالغ في اغاظتك فينير منزله ليلا من الخط الثاني (الطوارئ) دون حياء او خجل ، لتعلم بعد ذلك ان احد المسؤولين في الكهرباء لم يهتم كثيرا لشكواك التي عرضها النائب بل قام برشوته بخط كهربائي (سوبر) يليق بالنائب (السوبر)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قدر العراقيين
ظافر اكرم قدوري ( 2011 / 3 / 22 - 16:15 )
هذه والله سخرية القدر مع كثير الاسف لا امل يلوح في الافق ونحن نغط في غياهب الظلام


اخر الافلام

.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في


.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء




.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق