الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبدع من ديالى

محمد شفيق

2010 / 5 / 27
حقوق الانسان


وانا اطالع نشرة اخبار الظهيرة من شاشة البغدادية , واذا بتقرير يبعدنا عن السياسة ومشاكل تشكيل الحكومة بعد المشرق عن المغرب . في مدينة عانت الويلات من الارهاب ودفعت رقما قياسيا من الضحايا الابرياء . مدينة كانت تسمى بأرض البرتقال فحولها الفاسدون الى ارض العبوات الناسفة والسيارات المفخخة . وسط كل هذا خرج عراقي يمتهن الحدادة ليصنع سيارة تنافس السيارات الحديثة وبجهود بسيطة وامكانيات ضعيفة ليقدم بذلك منجزا رائعا لابناء وطنه ومحافظته التي عانت كثيرا من شبح الموت والظلام .
ابداعات كثيرة يفجرها ابناء الرافدين في الكثير من المجالات ليسطروها الى جنب منجزات ابائهم واجدادهم العظام . الذين كتبوا اول قانون للبشرية . واول من اخترعوا الكتابة في اقدم الحضارات . وسط كل هذا الابداع الذي يخرج من وسط نيران العنف التي اشعلها الارهابيون والطائفيون , لانجد اي اهتمام يذكر توليه الحكومة العراقية لابنائها المبدعين . فأي بلد هذا الذي يتميز بالعطاء والانتاج للعالم وهو مبتلى بكل هذه المصائب . لكن لاننسى ان الذي نتكلم عنه هو عراقي الذي حطم الرقم القياسي في الصبر على المصاب والمحن, والذي استطاع ان ينافس نبي الله ايوب فغلبه ولانعجب من هذا لان الحديث الشريف يقول ( المؤمن افضل من الملائكة ) . العراق الشعب الوحيد في العالم الذي يعطيه الموت شحنات ايجابية لمواصلة مسيرته الرائدة .
لكن نتسائل ماذا لو منحت الجهات المعنية , الاجهزة والادوات المناسبة . ماذا سيفعلون وماذا سيقدمون للعالم . لاشك انهم يغيرون مسار هذا الكون بأسره . لكن هنا نصطدم بجبال من المفسدين, والقادة الطائشون, والساسة السفهاء, الذي لايعيرون لهذه العقول والمنجزات التي يحققها العراقي , التي لو ظهرت خارج الحدود لجعلوا اصحابها الهة سيجدون لها صباحا ومساءا . من هنا اعجبني اقتراح المفكر العراقي " فلاح حسن العتابي " صاحب الفكر ( الدينقراطي ) الذي اقترح بأن يكون هناك مجلسا يدير شؤون المفكرين في العراق حتى لاتذهب جهودهم ومنجزاتهم سدى . ويتألف من مجموعة من الخبراء وذوي الاختصاص , ويكون مرجعا لجميع المفكرين والمبدعين وتضمن لهم عدم ضياع حقوقهم ونتاجهم الفكري والعلمي . اتمنى ان تجد هذه الفكرة صداها لدى السياسين العراقيين واصحاب الشأن في البلاد حتى نكون من الامم التي تنصف ابنائها المثقفين والمبدعين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية