الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا غنىّ وأعيش فقيرًا!

سمير إبراهيم خليل حسن

2010 / 5 / 27
حقوق الانسان


أيها ٱلسادة ٱلمحترمون (نآئب ووزير ومحافظ ورئيس بلدية ومدير) هل تعلمون أنّى من أغنى رجال ٱلعالم وقد جعلتم منىۤ أفقرهم بفعل ما تأمرون؟
سأعرض عليكم مفصلا مآ أدفعه بفعل ما تأمرون لعلّكم تبحثون عن أسباب ما ضيعتموه من عيشى فتصلحون أمركم ليعود إلىَّ توازنى فى عيشى وفى تطورى ٱلذى ٱستُهلِكَ معظمه بما تأمرون.
فمآ أدفعه منه ما هو:
- فى هيئة ضرآئب مباشرة (ضريبة دخل ومجهود حربى وإدارة محلية وطابع). وكل خمس سنوات تزداد ضريبة ٱلدخل ولو كنت خاسرًا أو محطّمًا!
- فى هيئة رسوم؟!! (رسوم1 ورسوم2 ورسم ٱنفاق ورسم ٱستهلاك على كلّ فاتورة هاتف).
- 10٪ رسم ٱستهلاك على كلّ فاتورة مطعم.

ومنه مآ أدفعه فى هيئة رسوم وأجور وتكاليف؟؟!!.. بٱلنيابة عن منتفع لا صلة لى بٱنتفاعه!. وفيما يلى تفصيله:
1-5000 ليرة رسم صرف صحى موزع على فواتير ٱلمآء ٱلأربعة عن مؤسستى ٱلصناعية.
2- ٱستهلاك ٱلمآء فى مؤسستى ٱلصناعية فى ٱلعام ٱلواحد هو متر مكعب واحد. أما مآ أدفعه أربع مرّات فى ٱلعام فهو قيمة 90 مترا مكعبًا مع كل فاتورة وبٱلسعر ٱلصناعى!! فيكون مآ أدفعه مع كلّ فاتورة ليس ثمنًا صناعيًّا لما ٱستهلكته من مآء فى ربع عام بل هو ثمن للمآء ٱلذىۤ إن عشت أستهلكه فى 90 تسعين عاما؟!! وأنّ مآ أدفعه مع ٱلفواتير ٱلأربعة فى ٱلعام ٱلواحد هو ثمن للمآء ٱلذىۤ أستلهكه إن عشت 360 ثلاثمائة وستين عاما؟!!
3- 25٪ من قيمة ٱستهلاك ٱلكهربآء مع كلّ فاتورة (هناك ستة فواتير فى ٱلعام لمؤسستى ٱلصناعيّة وستة أخرى لمنزلى). وهذه ٱلنسبة هى قيمة ما يسرقه غيرى من ٱلكهربآء وأدفعها بٱسم رسوم مختلفة!؟
وبفعل أمركم أتابع فى دفع ما لا يعلم مقداره إلا عليم بٱلنيابة عن منتفعين لا نفع لى ممّا ينتفعون. وفيما يلىۤ أمثلة عمّآ أدفعه لصالح ٱلمنتفعين:
ا- معظم تكاليف ٱلحفريات داخل ٱلمدينة وأحيآئها ٱلقديمة ومعظم تكاليف ٱلخدمات ٱلعامة من مآء وكهربآء وهاتف وصرف صحى وتكاليف إعادة ٱلتبليط للرصيف وزفلتت ٱلشارع. ودفع هذه ٱلتكاليف لا يتوقف منذ سنين طويلة بسبب أمركم بنظام ٱستثمار يسمح بهدِّ بنآء قديم وإعادة بنآء أكبر منه فى مكانه. فبعد أن كان للبنآء ٱلقديم خدماته ٱلتى تكفيه يتحول بفعل أمركم إلى بنآء لا تكفيه جميع ٱلخدمات ٱلتى فى ٱلشارع.
لقد غفل أمركم عن مقدار تكاليف خدمات ٱلبنآء ٱلجديد (ٱلتى تفوق قيمة ما يبنيه ٱلمنتفع بمرّات عديدة) وعن ٱلذى عليه ٱلدفع. فجعل بعضًا من ٱلتكاليف يدفعه ٱلمنتفع عند حصوله على ٱلترخيص. أما بقيتها ٱلعظيمة فتأتى بعد كمال ٱلبنآء ٱلجديد بسبب أزمة فى ٱلخدمات تنشأ من بعد قيامه. وبأمركم تُدفع هذه ٱلقيمة ٱلعظيمة من ٱلخزينة ٱلعامة. وبأمركم تُوزّع على ٱلمواطنين فى هيئة رسوم وضرآئب. فيصينى منها نصيب لا يترك لى فرصة للتوازن فى عيشى!
فلو كان أمركم يقوم على علم وحكمة فى حماية عيش ٱلناس وحقوقهم فى بلدكم لكان أمركم توجّه إلى صاحب بنآء ٱلاستثمار ٱلمنتفع ٱلوحيد من أمركم لمطالبته هو بدفع ٱلتكاليف جميعها. كما كان عليكم أن تجعلوا من أمركم يطلب من صاحب ٱلبنآء دفع ٱلتعويض عن ٱلأذى وٱلضرر ٱلحاصل بسبب ٱنقطاع ٱلخدمات عن ٱلساكنين فى ٱلشارع لفترة من ٱلوقت وبسبب ٱلضرر وٱلأذى ٱلذى يحدثه ٱلغبار وٱلطين لهم. ولوۤ أنّ صاحب ٱلاستثمار كان يعلم أنّه سيدفع هذه ٱلتكاليف ٱلعظيمة لابتعد عن فكرة هدّ ٱلبنآء ٱلقديم وسعى لإنشآء بنآء جديد فى حىّ جديد.
وممّا غفل عنه أمركم أيها ٱلسادة ٱلمحترمون (نآئب ووزير ومحافظ ورئيس بلدية ومدير) هو ما يتعلق بٱلنفع من أبنية ٱلمدآئن ٱلقديمة ٱلتى تحفظها جميع ٱلشعوب وٱلحكومات لتبقى حيّة إلى جانب أبنيتها ٱلجديدة فتمنع هدّهآ أو تغيير معالمها فتحقق لنفسها من ذلك أربعة منافع:
ٱلأول تبقى هذه ٱلأبنية فريضة (وسع وٱنفراج) لمن يرثها فينتفع منها من دون دفع لثمن بنآء جديد.
وٱلثانى تشهد هذه ٱلأبنيّة على علم عمران هذه ٱلشعوب وتطوره.
وٱلثالث تكون هذه ٱلأبنية وسيلة لدخل مجزٍ من ٱلتسويق ٱلسياحى.
وٱلرابع تبقى هذه ٱلأبنية حاملة لهيبة ٱلساكنين وعمرهم فى ٱلمكان وثقتهم بماضيهم ومستقبلهم. فعندما يتجوّل ٱلمرء فى مدينة أبنيتها ٱلقديمة حيّة إلى جانب ٱلجديد فيها من بنآء ينظر إلى تاريخ أهلها وحاضرهم فيحترم تلك ٱلمدينة وأهلها. وهذا ما يُنظر إليه ٱليوم فىٰۤ أىِّ مدينة أوروبيّة. فعلى ٱلرّغم من ٱلحربين ٱلكونيتين فى ٱلقرن ٱلماضى على ٱلأرض ٱلأوروبيّة فإن جميع أبينتها ٱلتى هدّتها ٱلحرب أعيد بنآؤها كما كانت إلا ٱلقليل منه. وعندما تحتاج هذه ٱلشعوب وحكوماتها لأبنية جديدة تبنيها فىٰۤ أماكن أخرى بعيدة عن ٱلأبنية ٱلقديمة. وعندما تنتهى من أعمال ٱلبنآء ٱلجديد تعمل على حفظه بذات ٱلأسلوب ٱلذى تحافظ فيه على ما لديها من قديم.
لم تحفظ هذه ٱلشعوب وٱلحكومات أبنيتها ٱلقديمة من أجل ٱلتاريخ وحده. بل هى تعمل ذلك منعًا لتكرار ٱلتكاليف ٱلتىٰۤ أنفقها ٱلمورّثون. فٱلمبنى ٱلقديم سوآء ءكان طابقا واحدا أم أكثر دُفعت تكاليف بنآئه وفيه جميع ٱلخدمات ٱلتى يحتاجها ولا يكلّف مالكه تكاليف جديدة ولا يحمّل أهل ٱلمدينة أثار هدٍّ وإعادة بنآء. وإن ٱحتاج أهل ٱلمدينة لبنآء مساكن جديدة وضعوا مخططاتها وفى مكان جديد وزوّدوه بجميع ٱلخدمات ٱلتى يحتاجها حتى لا يكون فيه عمل من أجل خدمات بعد كمال ٱلبنآء.
وبسبب أمركم ٱلذى يتعامل مع هذه ٱلمسألة يصيبنى من أثار ٱلهدّ وٱلاستثمار ما يلى:
1- تحمّل أثار ووزر ٱلهدّ من غبار ووحل وحفر وعسر فى ٱلسير.
2- تحمّل نصيب من معظم تكاليف حاجات ٱلبنآء ٱلجديد من ٱلخدمات (مآء كهربآء هاتف صرف) فى هيئة ضرآئب مباشرة وغير مباشرة بما فيها تكاليف حفر ٱلشارع وٱلرصيف وحفر وتبديل مجارى ٱلصرف منه (ٱلتى قد تستدعى ٱستبدال ٱلمجارى ٱلقديمة مسافات تصل إلى عشرة كيلومترات وأكثر) وتكاليف إعادة زفلتت ٱلشارع وإنارته وتبليط رصيفه.
هكذا أدفع ما يصيبنى من تكاليف هذه ٱلخدمات لصالح منتفع لا نفع لى منه بسبب أمركم بنظام ٱستثمار يأذن بهدّ ٱلأبنية ٱلقديمة وبنآء جديد مكانها. كمآ أتحمل أثار ووزر هدّها.
ما فعله أمركم هذآ أيها ٱلسادة ٱلمحترمون (نآئب ووزير ومحافظ ورئيس بلدية ومدير) جعلنى فقيرًا وقد كنت غنيًّا. فأمركم يحمّلنى معظم تكاليف خدمات ٱلبنآء ٱلجديد ٱلتى تقدّر بمئات ٱلملايين كلّ عام. ويجرى ٱنفاقها ويتضاعف كلّما منحت ٱلبلدية رخصة لاستثمار عدد من ٱلأبنية فى ٱلشارع ٱلواحد!
فعندما سطرتم أمركم أيها ٱلسادة ٱلمحترمون (نآئب ووزير ومحافظ ورئيس بلدية ومدير) هل سألتم أنفسكم مَن هو ٱلذى يدفع تكاليف هذه ٱلخدمات ٱلمتعاظمة عاما من بعد عام؟
قلت لكم أنّ ما يدفعه صاحب ٱلبنآء هو بعضًا من ٱلتكاليف ٱلعظيمة. وهو يدفعها عند ٱلترخيص فى هيئة رسوم لا تُغنى ولا تُسمن من جوع. أما بقيّة ٱلتكاليف ٱلتى تأتى بعد أن يكون ٱلبنآء قد قام ونشأت بقيامه أزمة ٱلخدمات (وخصوصا خدمة ٱلصرف ٱلصحى) فٱلذى يدفعها هو نحن ٱلشعب ٱلسورى ٱلذى أمّنكم لتأمرون. فهو يدفعها بأمركم من خزينته ٱلعامّة. فتأتى هذه ٱلمدفوعات من خزينته لتحلّ أزمة نشأت وٱستفحلت بعد أن عجزت مجارى ٱلصرف ٱلقآئمة عن حمل ٱلصرف ٱلخارج من ٱلأبنية ٱلجديدة. وهذا يدفع لاستبدال مجارى ٱلصرف للشارع كلّه. وعندما يوصل ٱلتبديل إلى نهاية ٱلشارع قد تكون ٱلمجارى ٱلحاملة إلى مصبّ ٱلصرف لا تستطيع حمل ٱلصرف ٱلجديد!! وهذا يدفع لمتابعة ٱلتبديل إلى نهاية مصبِّ ٱلصرف!! وهنا يكون على ٱلخزينة أن تدفع ٱلتكاليف مهما بلغت!!.. وبأمركم تستردّ هذه ٱلتكاليف من ٱلشعب ضرآئبا ورسوما.
بذلك يكون ٱلمنتفع ٱلوحيد من أمركم ٱلقاضى بدفع هذه ٱلخدمات من ٱلخزينة ٱلعامة هو صاحب ٱلبنآء وبعض ٱلعاملين فى ٱلبلدية ٱلذين قبضوا منه ٱلبخشيش. أما ٱلحكومة وشعبها فيخسرون جميع منافع ٱلأبنية ٱلقديمة ٱلتى تحفظها ٱلشعوب ٱلأخرى ويدفعون تكاليف خدمات ٱلأبنية ٱلجديدة من دون أن يكون لهم منها نفع. بل إن ما تدفعه ٱلحكومة للبلدية من خزينتها ٱلعامة كانت ستدفعه فى خدمة جديدة للشعب كبنآء مدرسة أو مشفى أو حديقة عآمّة أو محطة كهربآء أو مسرح أو مكتبة عآمّة أو أو.. وهذه خسارة أخرى. لكن وبفعل ما يحدث من رخص للبنآء فى داخل ٱلمدينة يذهب ما تدفعه ٱلحكومة للبلدية لتمويل ٱلخدمات ٱلجديدة لصالح مالك ٱلبنآء ٱلجديد. وبذلك تخسر ٱلحكومة أموالها وتعجز عن بنآء ما ينفع شعبها ٱلذى يزداد بطالة وفقرا بفعل زيادة ما يدفعه من ضرآئب ورسوم مختلفة لتغطية ما يحدث من نزف فى خزينة حكومته لمصلحة صاحب منتفع على حساب ٱلشعب.
ب- جميع أجور وقوف ٱلسيارات ٱلخاصة وٱلعامة على يمين ويسار ٱلشارع وفوق رصيفه. وفى كثير من ٱلأوقات يكون ٱلوقوف من ٱلجهة ٱلواحدة صفين فيسبب ضيقا فى ٱلشارع وٱزدحاما وعوقا فى ٱلمرور يجعل عداد ٱلسيارة ٱلتى تنقلنى بأجر يرتفع حسب ذلك ٱلازدحام وٱلعوق. فمآ أدفعه من زيادة أجر ٱنتقالى هو بسبب وقوف هذه ٱلسيارات وهو أجر وقوفها بٱلنيابة عن مالكيها.
فهل يكفى ما فصلته لكم أيها ٱلسادة ٱلمحترمون (نآئب ووزير ومحافظ ورئيس بلدية ومدير) لتنظروا فىۤ أمركم وتصلحوا ما فيه من نقص علم وحكمة فيتوقف ما يؤخذ منى لصالح منفعة ليس لى فيها نصيب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون


.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر




.. كل يوم - خالد أبو بكر: الغذاء ينفد والوقود يتضاءل -المجاعة س