الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحمة وافساد الذوق العام

فلاح الزركاني

2010 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


ربما لم يكن مخططا لذائقة العراقيين الرائعة ان تموت حالها حال العراقيين انفسهم تحت وابل القنابل البشرية المفخخة والاسلحة الكاتمة، ولكن ان يموت الانسان في سبيل قضية اسمى من ان تقتل ذائقته وتحولها الى مسخ فاسد وليست القضية في مسألة الثقافة والذوق بل هي طريقة مباشرة وحاسمة لهدم القيم والاخلاق .
وانا أضن بل أجزم قاطعا ان برامج الواقع ماهي إلا الهاء وتغطية على سلبيات المجتمعات وتحول الفرد فيها الى اداة للتدمير الذاتي ، فلم يعد بالامكان في كم الفضائيات الموجهة وبرامجها المبنية على الاثارة الرخيصة لذوي الاقلام الهادفة الا الصمت والتفرج على حالة التردي الخلقي والذوقي التي تنشرها تلك البرامج ، فهل يصح في مجتمع كانت الثقافة والشعر والمسرح والتشكيل يمثل اولوية له ان يتحول الى ببغاء ساذجة وهل يصدق عاقل أن تقوم شركات الاتصالات بارسال رسائل نصية في الساعة الثالثة فجرا تطلب دعما واسعا لانقاذ رحمة العراقية في برنامج ستار اكاديمي ترسلها لمواطن انهكه تعب العمل وضيق اليد والزحام والركض وراء السيارات المفخخة حاملا قوت عياله متحديا القتلة والسراق وفتاوى ابا جهل والمتطرفين الكفار متحملا ساعات القطع اللا مبرمج للوطنية في قيظ حارق حتى تكمل عليه شركات الهاتف النقال وتفزع نومه المتقلقل برسائل شتى لاتغنيه ولاتسمن جوعه
وهنا نتساءل ماالذي افادته لتطوير المجتمع ومساعدته على النهوض من كبواته تلك الرحمة الزائفة وامثالها في برنامج تافه لا يمت للثقافة والذائقة بصلة كما لا يصح للسياسيين الاشاوس استعمال الرسائل النصية بالترويج لوعود فارغة غير قابلة للتحقيق وهي طامة اخرى وافساد للذائقة . وفي الحقيقة لابد للمواطنين ان يتحدوا ويرفعوا قضية ضد شركات الهاتف النقال في العراق لاستخدامها اساليب الكذب والغش والخداع والازعاج للمواطن من خلال الرسائل النصية التي تبثها لمشتركيها عنوة وتمنح الوعود المزيفة وتسرق رصيدك امام عينيك ولاتستطيع ان تسترده وهكذا تسرق المليارات تحت أنظارنا ولا مغيث.
وأنا أتساءل بمشروعية فهل سمعتم يوما عن اي شخص كسب الملايين كما تخبره رسائل شركات الاتصالات وهل تساءلتم من يقف وراءها وهذه القدرة المادية الهائلة التي تتيح إرسال ملايين الرسائل يوميا لمواطن وماهو هدفها والجواب لابد ان يكون من ورائها مؤسسات كبرى تحاول تشتيت انتباه المواطن عن قضاياه المصيرية وعن حالة البلد وأزماته المستعصية هذا من جانب ومن جانب اخر هو سرقة كبرى لايعلم بها الا الله والراسخون في عمليات النصب والاحتيال والخداع وبائعي الوهم الجميل ، فهي في مجملها عمليات مبرمجة لافساد الذوق العام ولاضير في كسب المليارات من جيوب الفقراء وعلى حسابهم فهم بالنهاية لن يستطيعوا استرداد اموالهم المسروقة ومحاربة تلك الظواهر الفاسدة .
أما رحمة فعليها رحمة الله أن تكون من حيث لا تدري أداة إفساد وهدم للمجتمع تحركها اياد خبيثة ودوافع مغرضة وتصنع منها بطلا من ورق يغطي على فشل الساسة في إنقاذ العراق
والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر