الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستشكل الحكومة العراقية بما لا تشتهيه الكتلُ

علي عرمش شوكت

2010 / 5 / 28
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


نتوقع ولا ندعي ولسنا متمنين ولا راجمين بالغيب ، غير ان ما يعتمل في داخل جرّة الكتل المتناحرة تفوح رائحته عبر القارات والبحار ، ومنه تغدو المشاهدة ابعد من رؤية العين المجردة ، وبعد ما يقارب من ثلاثة شهور على اجراء الانتخابات والامور ما زالت تجري بما لا تشتهي الكتلُ ، وعسانا في هذا الكلام لا نطلق طيورنا في ضباب ، لقد غدا التكليف بمنصب رئيس وزراء وكأنه عمود دخان يطارده رؤساء القوائم الفائزة ، حتى تلك الكتل التي حصلت على مقاعد اقل من عدد اصابع اليد الواحدة ، فكلهم يلاحقونه دون ان يتاكدوا من مواطئ اقدامهم ، هذا الاستعصاء تترسخ اساسته وتتجذر بواعثه كلما اقترب موعد التصديق على نتائج الانتخابات ، ومن ابرز تجليات ذلك هو ظهور عقد وطعون جديدة تبدو مفتعلة لغاية تأخير نطق المحكمة الاتحادية بكلمة الفصل في النتائج ومن ثم تحديد القائمة التي تحظى باغلبية المقاعد ، و عليه تأخذ حق التكليف بتشكيل الحكومة المنتظرة .
تميّز نشاط الكتل السياسية الفائزة بمساع التفافية على الديمقراطية والاسس الدستورية ، واخذ طابع حلزوني معقد يصعب الوصول الى نهاية مطافه .
1 - الائتلافان :، الوطني ودولة القانون عجزا الى هذه الساعة عن الخروج بصيغة محدد لتحالفهما ،الذي تتلخص الغاية منه بالحصول على حق التكليف لتشكيل الحكومة ، لا بل لم يتمكنا من تشكيل لجنة فرعية ( لجنة الحكماء ) المعنية باختيار مرشحهم لرئاسة الوزراء ، حتى وان اعلنوا عن الانتهاء من تشكيلها فلم تنته خلافاتهم حول حصة كل مكوّن من اطرافها ، واذا ما شكلت فعلاً فانها غير قادرة على عبور الخطوط الحمراء التي وضعها كل واحد منهم ضد الاخر ، خلاصة الامر انهم يقفون عند مسافة بعيدة عما يشتهون .
2 - القائمة العراقية : وهي الاخرى تتشبث بحقها في تشكيل الحكومة باعتبارها الكتلة الفائزة ، ولكنها غير قادرة على اتمام مهمتها في شهر التكليف الذي في نهايته سيسحب منها الحق الدستوري وفقاً لمنطوق المادة الدستورية 76 ، لكون الاصوات الاكثر ستكون لدى ندها كتلة دولة القانون والائتلاف الوطني ، وليس بامكانها جمع عدد المقاعد اللازمة من الكتل المتبقية ، وهي سوف لن تفاجأ عندما تصطدم بجدار عدم التوافق معها من قبل التحالف الوطني اذا ما تم تشكيله ، ولكن وفق نظرية - السياسة مصالح - فيحتمل لجوئها الى المنافذ الخلفية التي بامكانها ان تحصل من خلالها على بعض الدعم فالت من الكتل الاخرى ، باستخدام اغراءات السلطة والنفوذ الذي غالباً ما يشكل عامل تغيير وتحول من حال الى حال .
3 – كتلة التحالف الكردستاني : تميزت بارتفاع سقف مطاليبها وعدم النزول عن هذا الحد من الحقوق القومية ، ولكن فيما يخص تشكيل الحكومة فهي تصر على اخذ موقعين سياديين وهما رئاسة الجمهورية وموقع اخر حددته مؤخراً بوزارة النفط او وزارة المالية ، ان اشراك الكتلة الكردستانية في تشكيل الحكومة المقبلة امراً لا يقبل الجدل ، ولكن قد تأتي الرياح السياسية بما لا تشتهي هذه الكتلة ، ففي حال قيام اتفاق بين كتلة المالكي وكتلة علاوي سيؤدي ذلك الى اضعاف اوراق ضغطها ، وكذلك ضغط الكتل الاخرى ايضاً ، لكون مثل هذا الاتفاق سيشكل الاكثرية البرلمانية المريحة اي 179 مقعداً ، حيث يتجاوز الحد المطلوب 163 مقعداً ، وبعد هذا ، اما ان تقبل بما لا تشتهي او تكون في المعارضة وهو ايضاً ما لا تريده كتلة التحالف الكردستاني .
ومع ان الامور بدأت تنجلي ولكن الاجواء السياسية مازالت ملبدة ويطغي عليها التنافر والتناحر وفي بعض الاحيان تصل حالة الاحتقان لدى بعض الاطراف الى التهديد المبطن بالعودة الى مربع العنف ، وللاسف الشديد هذا ما يدفع باصحابه الى درك سياسي هابط ، لكونه يشكل تحريضاً على العنف بصورة غير مباشرة ، فعلى هذه اللوحة السياسية الملتبسة معالمها لا تجد الكتل الفائزة بداً امامها غير نزول كل منها عن بغلتها والدخول الى دائرة التوافق ، او القبول بحل تسوية عبر شخصية وطنية ديمقراطية جديرة بمهمة تشكيل الحكومة من خارج الكتل الفائزة و مقبولة منها ، اي تشكيل الحكومة بما لا تشتهي الكتلُ ، وهذا ما نتوقع حصوله في نهاية المطاف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا حل الا بتكليف السيد مثال الالوسي بتشكيل ال
ريم شاكر الاحمدي ( 2010 / 5 / 29 - 10:57 )
مساء الانوار يا اهل الحوار
ارى ان يكلف السيد مثال الالوسي بتشكيل الحكومة العراقية حتى وان كان مخالفا للدستور او قانون الانتخابات وارجو من الشعب العراقي ترشيحه الى منصب رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة مادامت الكتل تتصارع من اجل الكراسي.... فاما كتلة العراقية التي حققت ما حققت من خلال التزوير وضرب المناطق بالعبوات والتفجيرات للمناطق التي يعتقد المحنك طارق الهاشمي انها قاعدة المالكي فقتل الابرياء من اجل وصول كتلته للفوز على حساب النزيف العراقي واما ائتلاف دولة القانون لا تتنازل من اجل العراق والتحالف الكرد
ينتظر الحصول على اهدافهم لذا يبقى الوحيد الذي يحقق وحدة العراق بدون تعصب هو السيد مثال الالوسي وعليه ينبغي للشعب العراقي ان يقول كلمته


2 - الذين يقولون ما لايفعلون
شمران الحيران ( 2010 / 5 / 29 - 20:55 )
الاخت ريم شاكر....انا على يقين بانك لم تنتخبي مثال الالوسي ولآن تضعين الرشد والفتوى على ان يكون مثال الالوسي مرشح تسويه لرئاسة الوزراء ماذا يعني هذا؟؟؟؟الم يكون ذلك ضياع للرغبه والاختيار الوطني لملايين من العراقيين....واين ستضعين اصوات الناخبين الذين صوتوا لعلاوي والمالكي.....وكيف للديمقراطيه ان تنهض مادام الكيل بالتسويات والتوافقات بعيدا عن الاليات الديمقراطيه......واين يكون موقع الضمير عندما تتهم العراقيه الوطنيه بقصف الفلوجه والمناطق الغربيه الاخرى صبيحة يوم الانتخابات وانتي تعلمين جيدا لمن صوتوا الذين قصفوا بهذه المناطق وماذا يعني قصف هذه المناطق....الى متى مجافاة الحقيقة والسير وراء الاهواءوالمنفعه والمصالح الدنيئه.....اعلمي بان الوطن قبل الدين وان من لاوطن له لادين له....والحقيقه...هي الدين والخلق والذات

اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم