الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسطبةٌ مُهترئة تنتج أعمالاً مَسرحيّة !

هشام الطيب الفكي

2010 / 5 / 28
الادب والفن


مسطبةٌ مُهترئة تنتج أعمالاً مَسرحيّة !
حِكايةُ (جِيمِيْ) المَسرحيْ
في الشهور الأُولى من العام 2008م، وبينما كنّا نجلس ذات مساء على مسطبةٍ قديمةٍ ومهترئة في ركنٍ من أركان حارتنا، أطلَّ علينا أحمّد جمَال (جِيمي)، والذي هو بقدرة قادر قد أصبحَ خالاً لي، وصديقيّ الحميم، أطلّ علينا بفكرةَ جديدة، هذه المرة مفادها أنه يريدُ الخوض في تجربةٍ فنيةٍ، لا، ليس هذا فقط، إنما هي تجربةٌ لإنتاج عملاً مسرحياً مكتملا؛ يشارك به في فعاليات الأسبوع الثقافي الذي تُنظمه أسرة طب الأطفال التابعة لجامعتهم أم درمان، صُقعنا بالدهشّة حينها، أنا وميرغني وعبدُ الهادي، لأننا نعلم تماماً أن لاعلاقة لأحمد بالمسرح، لكن ما أن أكمل حديثه حتى وجدت فكرته قبولاً وترحيباً كبيراً منا؛ ربما لأننا كنّا عطالة حينذاك، وربما لأننا نهوى صناعة البرامج و"الكنتات" كما يحلوا لنا تسميتها، أو ربما لهولنا بالفكرة وجمالها، وبالفعل، إنهمكنا جميعنا، جِيمي، هِندي.. أصدقائهم، عبدُ الهادي، ميرغني، أنا، في الإعداد لذلك العمل المسرحي الكبير، تقمّص الصديق عَبدُ الهَادي إبراهيم دور المُخرج، وتبادل أحمّد (جِيمي) مع أصدقائه ادوار شخصيّات المسرحيّة، أما أنا فقد لعبتُ دورَ الكاتِب المَسرحي الفاشل، ترددنا على مسرح البقعة بأمدرمان، وفناء مركز شباب أم درمان حيث كنا نُجري بروفاتنا هنالك، وبعد أن شارفنا على الإنتهاء من البروفات النهائية للعمل المسرحي الذي كان يناقش قضيّة تفشي العطالة ومسئولية الدولة تجاههم والذي اختيرنا له إسم (نعمل شنو؟)، لكنا فوجئنا بأنه لن يعرض، وتعذّر عرضه ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي، ربما لأسباب فنيّة كانت تراها اللجنة المنظمة للاسبوع، أو ربما لأسباب أخرى تخصّها ولاندري بها.
ساد الإحباط على وجَه (جيمي) وبدأ يتذمّر.. أما بقيّة اصدقائه فالحسرة بائنةٌ على وجوههم جميعاً، الطبيب المُخرج عبدُ الهَادي إكتفى بشتم الوطن، وأكّد على أن ياهو دة السودان. وصمت! مجهوداً ذهنياً وبدنياً بذلوه دونما فائدة، خسائِر تكبدوها دونما إنجاز، حسرّة، وحسرّة فقط لاغير.لكن رغم تلك الحسرّة وتلك الاحباطات القاسيّة، نهض جيمي من مقعده وقال أنه سيواصل في مشروع المسرح، ولن ييأس أبداً، وأنه بدلا عن النّص الواحد سيكتُب آلاف النّصُوص المسرحيّة، وسيعرضها تباعاً، أما ميرغني تَاج السِر، فقد إنخرطَ بعد ذلك في مجموعة مسرحيّة تابعة لكلية الآداب بجامعة الخرطوم، حيث كان يدرس هناك، وبالفعل.. مرّت أياماً قليلة، وشاهدنا المسرحيّة الإنجليزية" chagrin" التي أتقن فيها ميرغني دور الخبّاز العاشق، و عُرضت بمسرحِ الفُنون الشعبيّة بأم درمان، وقبل أشهر قليلة من الآن نشرت صحيفة أجراس الحريّة خبراً عن إكتمال البروفات النهائية لمسرحيّة "ناس الجامعة" التي كتبها موفق بشرى ويخرجها أحمد "جيمي" وراشد الطيب. والمتوقع أن تعرض في الايام القادمة بعدد من المسارح.مُنذ ذلك الحين توالت اهتمامات (جِيمي)، وميرغني، وبقيّة الأصدقاء، وتواثقت علاقتهم بالمسرح، حتى صارت وطيدة، ومُذ يومها كانت هنالك نقاشات عميقة تدُور فيما بينهم حول الحركة المسرحيّة، وحوّل الافكار والسيناريوهات التي يَجب أن تُكتب هنا أو هاهناك.
على كلٍ هي محاولة بسيطة لتوثيق بدايات التجربة المسرحيّة لأحمّد (جيمي)، وميرغني وأصدقائهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يتراجع 6 مراتب في اختبار إتقان اللغة الإنكليزية للعام


.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم




.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع