الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يلاحقنا إخواننا في الكويت ، بديونهم في هذا الزمن الصعب ؟ ! .

حامد حمودي عباس

2010 / 5 / 28
الادارة و الاقتصاد


خلال جميع الازمنة التي حدثت فيها أزمات بين العراق والكويت ، كان الفكر العراقي المتعقل ، يقف الى جانب أن تأخذ جارتنا حقها في تقرير مصيرها ، وأن يتم التعامل مع فكرة كونها دولة مستقلة ، كحقيقة لا مناص من الاعتراف بها وعلى كل الصعد .. ولم يحدث أبدا أن تعاضد العقلاء من ابناء العراق ، مع التيار الحامل لنظرية العودة للتاريخ ، كي يثبت بان الكويت عراقية الاصل ، بل كان التوجه دوما ، الى الاخذ بالامر الواقع أساسا لبناء علاقات يعمها السلام ، وتسود فيها رعاية المصالح المشتركة لشعوب المنطقة دون تمييز .

لقد عانى شعبنا العراقي أضعاف ما عاناه الاخوة في الكويت جراء حماقات ارتكبها النظام السابق ، حينما قام بعبور حدوده ليعتدي على مقدرات دولة اخرى .. ولا أعرف سببا منطقيا لأن تغيب تلك الحقيقة جملة وتفصيلا على المسؤولين الكويتين والكثير من ابنا الشعب الكويتي ، ليصبوا جام غضبهم ويبدون تحفزهم لايذاء شعب يعرفون هم قبل غيرهم ، كيف كان يعاني وعلى مدى تاريخ طويل مما حل به من دمار .

منذ أن تغير النظام العراقي عام 2003 ولحد الان ، ومراحل التعامل مع شعبنا من قبل النظام الكويتي ، والمؤسسات المدنية الكويتية ، مبنية على أساس استغلال الفرص ، والتصرف من منطلق القوة الكاذبه ، مستغلين ما تمر به بلادنا من ظروف دعت العراقيين الى تحمل مظالم جيرانهم ، بعد أن استهلكوا جل حياتهم والهتاف القومي يفعل فعله في نفوسهم واقتصادهم وتشضي خيراتهم التي لم ينعموا بها كبقية شعوب الارض ، ليحملوا على اكتافهم هموم غيرهم من ابناء العمومه ... وبدت واضحة ، تلك العنجهية الكريهه ، تتحكم في تصرفات بعض النواب الكويتيين ، حين صرح أحدهم وبوقاحة متناهيه ، أنه فرح لما يحل بالعراق وشعبه ، وأنه يتمنى لهم المزيد من عوامل الحرمان والعذاب .. فما حدى مما بدى ايها الاخوه ؟؟ .. أليست من شيم الزمن ان يغدر أحيانا بصاحبه فيرجع القهقرى ، ليعيده الى رشده حين يذكره بما لديه من قدرات ؟؟ .. العراق بلد يحمل في ثناياه اضعاف ما تخزنه ارض الكويت من نفط تنتفخ له اوداج البعض ، ويمشي الخيلاء حينما يحس بملكيته .. ولشعب العراق خزائن بشرية علمية مشهود لها بالفعل العظيم وفي كل الميادين ، وحينما يصار الى إهماله من قبل ساسته ، فهذا لا يعني أن ينبري الضعفاء الى عقل اطرافه ومحاولة إناخته ، ونحره كما تنحر إبل الصحراء العربية المليئة بالفراغ ، والتي لا تملك غير بترولها المستخرج والمنتج من قبل الغرباء .

نحن شعب جريح .. ولا زال يلعق جراحه أمام ساسته الذين لم يرعووا ولم تحن فرصتهم بعد لادراك أن بلدهم الغني بكل شيء ، أصبح فرجة لجيرانه ومحطا للعب المهووسين والمتخلفين وعديمي الضمير .. ومن واجب جيرانه قبل غيرهم أن يعيدوا على عقولنا قدرتها لتحمل ما كانت تكذبه من دعوات تنخر فيها ارضة الدهر ، وهي تنادي بالتضامن العربي ، وضرورة احياء امجاد الامة ، والدفاع عن حقوقها المسلوبة من قبل المحتلين اليهود ..

نحن شعب مالت به الدنيا ولو الى حين ، وليست من حال تدوم ، غير أن ملامح التشفي الرخيصة لا تنفع اصحابها ، ولابد أن تعود بابل يوما الى شموخها لتردد على مسامع العالم ، بأن لبغداد صداها الاخر ، غير ان تكون منطلقا لاحداث الحروب .. ولابد من الاعتراف بان الموازين التي يسير العالم بموجبها اليوم ، هي غير تلك التي تحكمها دواوين السهر الليلي في مرابع الوديان المقفره .

ما الداعي لأن تصر الاجهزة الرسمية الكويتية لملاحقة العراق لتسديد خسائر تدعيها تتعلق بالخطوط الجوية الكويتيه ، حصلت ابان النظام السابق ؟ .. الى الحد الذي جعل الحكومة العراقيه ، تقوم بحل الخطوط الجوية التابعة لها وتصفية اعمالها ، لتشعر الاخوة في الكويت ، بانها ليست لديها القدرة على تحمل دفع تلك الخسائر في هذا الوقت المتردي ؟ .. كيف يمكن ان تحسب مواقف دول العالم ، والتي قامت باطفاء كامل ديونها على العراق ، مقابل ان يصر ابناء عمومتنا المقربين في دولة الكويت على سد رمقهم من دماء اخوانهم في الدين والدم ؟ .. لماذ لا توضع الامور جميعها على بساط عرض الحقائق ، وتزال تلك الكذبة المسماة بالتضامن العربي والقومي ، لتستريح انفسنا وأجسادنا وأموالنا ، من حيف لحق بنا دهرا بكامله ، ونحن نصرخ باناشيد تمجد العروبة وتتشدق باجدادنا الميامين ؟ ..

لقد تداعت دول الاتحاد الاوروبي لانقاذ اليونان من كبوتها الاقتصادية طائعة غير مرغمه ، وجدير باخواننا الكويتيين أن يبادروا الى تأجيل ديونهم غير الممتازه على شعبنا المنكوب ، هذا إذا تيقنا من أنهم بعيدين عن سلوك سبيل إطفاء هذه الديون .

لا ديون على العراق ، واجبة التسديد الفوري لجيرانه العرب .. هكذا يجب ان تقول حكومتنا ( الرشيده ) .. وعليها ان تفعل كما فعل عبد الناصر يوم أمم القناة وقالها بمليء فمه ، ستكون ما علينا من ديون باطلة تحت قدمي هذه .. فلقد ثبت بما لا يقبل الشك .. أن اللعبة السمجة هذه سوف لن تنتهي ..

وجدير بشعب العراق أن يطوق ما لديه من ثروة ، لبناء بلده المهدم ، وأن يعيد الكهرباء ، وتشييد المستشفيات ، واعداد البنية التحتية للمدارس والطرق والجسور ، وأن يحيي دور العلم بهياكلها العليا ، وأن يرقى بابنائه الى مصاف غيره ممن لا يملكون ثلث ما لديه من خيرات ..

على شعبنا في العراق ، أن يتصدى لمستغلي الفرص ، ممن ليست لديهم الحاجة لاستنزاف طاقاته الضعيفة الحالية ، إلا لتنويع مصادر أنسهم في سواحل اوروبا ، في حين يتلضى ( إخوان لهم ) جوعا ويلف حياتهم الحرمان .

وعلى شعبنا العراقي الأبي .. أن يقول كلمته الفصل .. ليصرخ بوجه ساسته الحاليين .. أن كفاكم استهتارا بمقدرات بلدكم وشعبكم المضام .. ولابد من سلوك سبيل التوحد والشعور بعظمة المسؤوليه .. لابد من العودة بالعراق الى خطوط تقف عندها دول العالم المتمدن ، والخروج من فضاءات بائسة لم تجد لنفسها لحد الان مخرجا من بؤسها بين دول العالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السبب معروف
عبد الكريم البدري ( 2010 / 5 / 28 - 21:15 )
اخي استاذ حامد
تحية
السبب واضح وضوح الشمس وهو سياسي صرف. فالكويت بغيرحاجة لهذه الديون بقدرماتحتاج الى حكومة ذات استقرار دائم لاتخشى منها ابدا في المستقبل. اي تصون العهود والمواثيق. فالكويت التي جازفت بفتح اراضيها للقوة العسكرية التي اسقطت صدام كانت تأمل ان تكون الحكومة التي تلي التغيير لا تكون تابعة الى ايران كما تقرأها الكويت ألآن. هذا هو السبب في تقديري.


2 - هظيمه لو جبان عليك يوله
ابو سلام مراني ( 2010 / 5 / 29 - 00:41 )
اسفي اني كتبت ما كتبت لكنه جرح عميق من كم النكرات التي تقرر مستقبل العراق


3 - النظام العراقي
elias ( 2010 / 5 / 29 - 01:59 )
أستاذي العزيز
الفلوس رايحة رايحة لو مأختدهاش الكويت حكومتك النصابة حتخذهم


4 - رأيي هنا
سعد السعيدي ( 2010 / 5 / 29 - 13:25 )

لست متأكدآ بعد مطالعتي لكل المقالات حول التصرف الكويتي الغريب من كون الموضوع سياسي. فمنذ سقوط النظام الاسبق والمحاولات التطبيعية يين البلدين تتكرر وآخرها كانت زيارة رئيس لبرلمان اياد السامرائي للكويت. احد المواقع الاجنبية اقترح ان يكون السبب تجاري اي ان الكويتيين يحاولون تعويض خسائر الناقل الكويتي في اسواق النقل التجاري في المنطقة بالاستحواذ على السوق العراقية من خلال خنق تطور الناقل العراقي.

لكن مهما كانت اسباب التصرف الكويتي هذا اعتقد انه آن الاوان لاتخاذ اجراءات تعيد التوازن في هذه المواضيع. واقترح ان يصار الى فرض ضريبة اضافية على كل الطائرات الكويتية التي تستخدم المطارات العراقية. كذلك فرض ضرائب مالية مضاعفة على كل الشركات الكويتية التي تستثمر في العراق حيث تبلغ هذه الاستثمارات المليارات. وليس منطقيآ في مثل هذه الاجواء ان نترك الكويتيين يتصرفون هكذا بحريتهم ولا نعاملهم بالمثل.
مثل هذه الاجراءات لو اتخذت سابقآ بدلآ من طريقة العيني والاغاتي لوجدنا حاكم الكويت وصاحبه الخرافي من اول المتوسلين الى بغداد لطلب الرأفة. وقد آن الاوان للتحول الى الجد هنا

اخر الافلام

.. عمال المحارة الترند عملوا فيديو جديد .. المنافسة اشتدت فى تل


.. أسعار الذهب اليوم الأحد 19 مايو 2024




.. الأسبوع وما بعد | قرار لبوتين يشير إلى تحول حرب أوكرانيا لصر


.. بنحو 50%.. تراجع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل




.. العربية ويكند الحلقة الكاملة | الاقتصاد مابين ترمب وبايدن..و