الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق .. هذا العليل المشاغب

كامل السعدون

2010 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



-1-

في جحوده .. في قسوته .. في طيشه .. في إفتقاده لأبسط القيم الإنسانية .. في تنكره للأهل .. للعرق .. للهوية .
بل في تنكره لذاته .. لكينونته .. لتاريخه .. لثقافته ... لفقراءه ومعدميه .. لأبناءه المضيعين في ارجاء المعمورة ...!
في بشاعة ما يجري في سجونه .. في إرتهانه للغرباء .. في ظلاميته التي فاقت كل ظلامية .. !
في حجم النهب الحاصل لثرواته من قبل حكامه .. في سيادة ثقافة التشهير والتزوير والكراهية .. في إنكاره للغته .. عداءه للفن والعلم والثقافة والنور .
هذا الوليد النشاز .. العليل المريض .. الموبوء الذي ولد من رحم غاز همجي بربري معتوه ..!
هذا الوليد المشوه .. هذا .. فشل في أن يكسب جواره .. ليس كله .. ولكن جلّه .
فهل يغني رضى الواحد الوحيد المصدّر للحشيشة والسلاح وثقافة اللعن والشتم والسب .. هل يغني عن الآخرين ... هل ؟
الا ليته يفعل .. ليته .
لكن ...!
-2-

كانت اول بادرة لمؤسس العراق الحديث المرحوم فيصل الأول زياراته المتعددة لجل دول الجوار وعقده معاهدات عدم إعتداء معها ، ثم شروعه بترسيخ الحضور العراقي في المؤسسات الدولية الأممية .
نجح في إنتزاع الموصل من الأتراك وحاور السعوديين والعرب وتواصل مع الإيرانيين ورسم الحدود وأنهى كل إشكاليات الماضي ، ثم تفرغ للعمل في الداخل من اجل ترسيخ المؤسسات الديموقراطية وسن الدستور وبناء الجيش العراقي على اسس وطنية خالصة .
اين ذاك الزمن البهي المبارك من زمن الإمّعات الذين ينهبون خبزة اهليهم ويلتقطون من الجار تومانه الملوث بالدم ؟


-3-

لم ينجح اهل الحكم الذين جاءوا على ظهر الدبابة الأمريكية من كسب قلوب اهل الجوار .. !
اقاموا بيوتاتهم الطائفية المهترئة المرتهنة للخارج دون أن يشاوروا الجيران فيما هم فاعلين ...!
وكما قالت العرب سابقا .. الجار قبل الدار .
قبل أن تقيم بيتك الجديد عليك أن تشاور جيرانك .. تطمئنهم على امنهم .. مستقبلهم .. مصالحهم .. ابنيتهم الإجتماعية .. الثقافية .. الخ .
قبل أن تقيم بيتك وتفتح كل نوافذه لغزو مليوني من الشرق .. عليك أن ترضي من في الشمال والغرب والجنوب .. فهؤلاء ايضا جيران كما هذا الشرقي جار .. وأنت لست وحدك في هذه الأرض والناس لها الحق في أن تفزع وتقلق .
وحيث تفتح انت الف نافذة وباب لطرف واحد وحيد .. توقع أن يغلق الآخرون ابوابهم بوجهك .. أن يقيموا اسوارا تعصمهم من غزو متوقع من ولي نعمتك الغريب المعادي للجميع .
بل وتوقع .. وتأكد من أنهم سيجتمعون ضدك .. وسيحاربوك بكل ما يتيسر ويتاح .. فهي مسألة وجود ... أن تكون أو لا تكون .. ان تعيش أو تهلك تحت اقدام غزاة الشرق المتلفعين بعباءة أل البيت ..زورا وبهتانا .

-4-

حين حاول بعض مسؤولي النظام الجديد طرح مسألة التدخل التركي في شمال العراق ، اجابهم الأتراك بقوة وصراحة :
اوتجرؤون على كف يد إيران عن بلدكم ؟ افعلوها اولا فالتدخل الإيراني اخطر واكبر وأوسع وأنتم به راضون مبتهجون .
وصدق الرجل .. وخاب سعي الخائبين ..!

-5-

تذمّروا من رفض بعض الدائنين العرب إسقاط ديونهم .. لهم الحق .. لو اسقطت لذهب الخراج لإيران .
وتلك حقوق واجبة الدفع على المدين العراقي .. وهذا المدين هو العراق وليس نظامه السابق .. العراق الذي كانت ملايينه تخرج عن بكرة ابيها للتصفيق للنظام ، وبين تلك الملايين حشود من السياسيين والبرلمانيين وجنرالات العراق الجديد .. وبينهم من غزوا احزاب الطوائف وارتقوا اعلى المناصب فيها .

-6-

واستاؤوا لجهود تركية وعربية للإنتفاع بمياه المنبع التركي في اغراض تصب في مصلحة الشريكين العربي والتركي ، وهذا كذلك حق لشعوبهما عليهما ، طالما الطرف العراقي غائب إقليميا إذ هو ناقص السيادة ، ضائع سياسيا وممزق جغرافيا وحائر في إشكالية هويته ، وكما استزرع الخليجيون اراض في السودان ومصر .. فلم لا يستزرعوا في سوريا وهي بلد عربي لم يتنكر لهويته بعد ولا يتوقع من شعبه أن يتنكر لتلك الهوية كما فعل آخرون .
ولم لا يستثمروا في تركيا وهي البلد الإسلامي الديموقراطي المنسجم مع نفسه والمشغول بهموم محيطه بحكمة وتواضع وشجاعة ، دونما مزايدات فارغة أو إعتماد على خرافات الكراهية وميثيولوجيا الشتم والسب وبذر بذور التفرقة بين المرء وأخيه .

-7-

العراق لم يخسر مكانه الإقليمي والدولي ولن يفعل .
مكانه محفوظ .. محفوظ لغاية عودة الوعي لأهل الحكم فيه .
وعيهم لذواتهم .. لهويتهم الإنسانية الحرة ... وعقب الوعي يأتي الإحترام .. الإحترام الذاتي .
ومن خلال هذا الوعي وذاك الإحترام يمكن للسياسي العراقي أن يحاور الآخرين ويكون مقنعا بل ومثيرا للإعجاب والإحترام .
مهما أجتهد اهل الطوائف اليوم في محاولة إقناع الآخر بتقبلهم .. لن ينجحوا لأنهم غير مقنعين وغير مؤتمنين .
العراقيون ذواتهم غير مقتنعين بهؤلاء فكيف بالخارج المعرّض للخطر الماحق من وراء هؤلاء الغوغائيين الضالين المُضلين ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحقيقه
خالد ( 2010 / 5 / 30 - 04:52 )
المرحوم الملك فيصل الاول له راي صريح بالشعب العراقي وهو راي سابي في مذكره رفعها الى السيد ياسين الهاشمي رئيس الوزراء وشكرا

اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال