الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اضحوكة ......... الديمقراطية الحلقة الثانية

حميد غني جعفر

2010 / 5 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



وجهة نظر شخصية

كان القرن العشرين – الماضي – عصر نهوض ثوري عاصف لحركة الشعوب الوطنية التحررية وهجوم على قلاع الغرب الرأسمالي الاستعماري وعلى رأسه بريطانيا وأمريكا للخلاص من الهيمنة والظلم والاستعباد بدا بثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا القيصرية عام 1917 وكانت الحافز الأساس لنهوض حركة التحرر الوطني العالمية ووضعت حدا ل- شريعة الغاب – التي كانت سائدة حتى ذالك التاريخ حيث كانت الدول الرأسمالية الاستعمارية بزعامة بريطانيا وأمريكا تتحكم بمصائر الشعوب وتسلب وتنهب ثرواتها لتحويلها إلى مصادر للطاقة لتعزيز ماكنتها الحربية وامتهان كرامة شعوبها واستعبادها وبالتالي تحويلها إلى أسواق لتصريف بضائعها باستغلال حالة الجهل والتخلف حينذاك وزرع جذور الفرقة بتأجيج وتسعير الفتن القومية والدينية والعرقية لتمزيق وحدة المجتمع بهدف إدامة هيمنتها واستعبادها للشعوب ...
وبانتصار الثورة الاشتراكية الأولى في التاريخ تغير ميزان القوى الدولي لصالح حركة الشعوب الوطنية التحررية المناضلة من اجل سيادة واستقلال بلدانها والخلاص من ظلم واستغلال الدول الاستعمارية حتى منيت الدول الغربية الرأسمالية وبالذات ( بريطانيا وأمريكا ) بخسائر فادحه وفقدت الكثير من مصالحها ومواقعها الإستراتيجية في العالم جراء ذالك الهجوم العاصف بفضل دعم وإسناد الاتحاد السوفيتي السابق الذي وجدت فيه حركة التحرر الوطني بكل فصائلها نصير ثابتا وصديق صدوق لنضالها التحرري ..
حتى أصبحت حركة التحرر الوطني قوة فاعلة ومؤثرة في الساحة الدولية إلى جانب المعسكر الاشتراكي السابق وتحول موقف بريطانيا وأمريكا الاستعمارية إلى حالة الدفاع عن مصالحها ومواقعها ( وليس الهجوم كما كان في السابق ) ..
وبدأت تعيد النظر في حساباتها وباتت تحسب إلف حساب لأي عمل أو هجوم عسكري على أي بلد من البلدان وما عاد بمقدورها ممارسة ذات السياسات في السلب والنهب والابتزاز وانتهاك حرمة وسيادة الدول الضعيفة واستعباد شعوبها ولذا فقد لجئت إلى نهج التأمر على الأنظمة الوطنية والديمقراطية بتحريك عملائها في المخابرات المركزية الأمريكية وتحالفها مع القوى الرجعية المحلية ( داخل البلد المعني ) الذي ينتهج الديمقراطية ويرتبط بعلاقات صداقة أو تعاون مع المعسكر الاشتراكي
السابق وهذا مالا يروق لبريطانيا وأمريكا فهي تسعى جاهدة للتأمر علية واسقاطة وممارسة الضغوطات وسياسة الترغيب والترهيب بهدف جرها إلى فلك الغرب وما اتفاقية كامب ديفيد بين مصر السادات وإسرائيل إلا مؤشرا على سياسة الترهيب وقد مارست أمريكا وبريطانيا أقصى حدود الدعم المادي والعسكري لإسرائيل في كل حروبها العدوانية التوسعية ضد العرب وضد الشعب الفلسطيني ووقفت وتقف على الدوام إلى جانبها في كل المحافل الدولية ..
ومن قبل ذالك جرت أمريكا مصر عبد الناصر إلى التحاف معها ضد الثورة العراقية التحررية وإسقاطها ( كما سبق وأوضحنا ذالك في الحلقة الأولى من هذه المقالة )
واليوم وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وعودة عالم القطب الواحد وانفراد أمريكا بتقرير مصائر الشعوب وفق صيغ وأساليب جديدة بدأت ترسم وتخطط لها منذ( الانهيار ) في أواخر القرن الماضي في اقتسام العالم من جديد وفق ما أسمته بالشراكة الدولية التي تعني في جوهرها اقتسام الغنيمة بالشراكة مع حلفائها الغربيون عند السطو او الغزو لأي بلد هذا من جهة ومن جهة أخرى تسعى أمريكا الى تحشيد واحتضان كل القوى المعارضة لنظام بلدانها ( رجعية كانت ام وطنية ) فالأمر لايعنيها بشيء وما يهمها فقط مصالحها وتغدق عليهم ملاين الدولارات ثم تشترط عليهم شروط سرية لايعلم بها إلا الله لتجعل من هولآء المعارضون حكاما ( بعد الغزو)
وبالتالي محاولة تضليلية لآضفاء صفة الشرعية على عملية الغزو....
ثم تمنح حرية العمل السياسي لجميع القوى والأحزاب السياسية بما في ذالك اشد أعدائها بهدف إشغالهم بالصراعات والمهاترات على مراكز القوى والنفوذ ( المناصب والمغانم ) وتمزيق وحدة المجتمع بهذه الصراعات القومية والدينية والعرقية وفي ظل هذة الفوضى تقوم أمريكا وحلفائها الغربيون بعملية السلب والنهب والابتزاز وهي التي تتحكم باقتصاد البلد

وموارده .. ولكن كل ذالك ليس من دون ذرائع تبرر بها حربها واحتلالها لاي بلد ..
ومن هنا فان عملية القصف الجوي للسوق التجاري العالمي وسط أمريكا
عام 2001 يرسم الكثير من علامات الاستفهام لتبرير هجومها العسكري مع حلفائها الغربيون على أفغانستان واحتلالها ..
على ان عملية القصف الجوي قد انطلقت من أفغانستان بتحالف تنظيم القاعدة مع نظام طالبان وكانت هي الذريعة لمحاربة الإرهاب بمنح نفسها حق الوصاية في حماية السلم والأمن الدوليين ..
مع ان حركة طالبان الظلامية الرجعية كانت تحظى بدعم وتمويل مادي وعسكري من أمريكا ذاتها لمواجهة النظام التقدمي الماركسي في أفغانستان وهي التي جاءت بها الى الحكم ..
اما ابن لادن ( زعيم القاعدة ) فهو ربيب أمريكا وهي التي تموله بالمال والسلاح في كل عملياته الإرهابية التي شملت العالم كله ... وإلا.. فمن أين لابن لادن كل هذة الأموال الضخمة والهائلة وهذا الجيش من المرتزقة ..
اما احتلال العراق فقد مهدت له عنجهية صدام وتصريحاته النارية وغزوة للكويت وتهديداته للسعودية التي اوحت للرأي العام بان صدام يمتلك أسلحة دمار شامل واستغلت أمريكا هذة العنجهيات لإنزال قواتها العسكرية وحلفائها الغربيون في منطقة الخليج لشن حربها على العراق بذريعة تحرير الكويت مطلع عام 1991 وفرضت حصارا اقتصاديا ظالما على الشعب العراقي راح ضحيته أكثر من مليون طفل بسبب انعدام الدواء لهؤلاء الأطفال وكذالك على المرضى من النساء والشيوخ وكانت أمريكا هي التي دفعت بصدام إلى الحكم كرئيس للدولة عبر مسرحية كوميدية بازاحت البكر وتولى صدام الحكم ليكون شرطيا في منطقة الخليج خليفة لشاه إيران ...
فكانت الحرب العنصرية ضد إيران وبمساعدة أمريكية انتقاما من الثورة الإيرانية التي قصمت ظهر أمريكا....... كما قصم العراق ظهر بريطانيا 1958

ملاحظة ..
( ورد في الحلقة الاولى عن مقتل الزعيم
لومومبا عام 1963 والصحيح هو عام
1961 )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عدة أساسية تتخذ قرارات متتالية بتعليق توريد الأسلحة إلى


.. سقوط نتنياهو.. هل ينقذ إسرائيل من عزلتها؟ | #التاسعة




.. سرايا القدس تعلن قصف جيش الاحتلال بوابل من قذائف الهاون من ا


.. نشرة إيجاز - كتائب القسام تقول إنها أنقذت محتجزا إسرائيليا ح




.. -إغلاق المعبر يكلفني حياتي-.. فتى من غزة يناشد للعلاج في الخ