الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نكتب ولمن نكتب 4؟

ادم عربي
كاتب وباحث

2010 / 5 / 30
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ان جميع الديانات في عصر الاقطاع حاربت المعرفه ونبذتها , وجعاتها من اختصاص الحاكم وحكرا عليه او من يعينه الحاكم من الكهان ورجال الدين لتصبح حكرا عليهم وغيبتها عن العوام من الناس او الرعيه من اجل الطاعه المطلقه لصاحب السلطه في البر والسماء , وفي هذا السياق اعتبرت الديانات الثلاث المسيحيه واليهوديه والاسلاميه الاقتراب من المعرفه من المحرمات والممنوعات التي تغضب الله وممثله على الارض , ولا عجب ان جميع الديانات في قصة الخلق تقول ان الله غضب على ادم عندما اغوته حواء واكل من شجرة المعرفه , أي كان مسموح له كل شيء ما عدا المعرفه .
وتتشابه المنظومه الفكريه لجميع الديانات في عصر الاقطاع سواء كانت سماويه او ارضيه , مما ياكد تشابه نمط الانتاج السائد , ونعطي امثله للديانات السائده في تلك الحقب :" الديانة الهندوسية في الحضارة الهندية مثلا وهي التي عاصرت حضارات مصر والشام وما بين النهرين، تضمنت وصاياها الاحترام الشديد من قبل صغار السن لمن هم اكبر منه سنا، وتعظيم مكانة الابوين، وان يسعى الى النعيم في الاخرة، وبذلك عليه ان يتحمل الاذى بالدنيا، وان يتحلى الانسان بالتسامح والا يرد الاساءة بمثلها، كما تحرم الهندوسية القمار، وكل اشكال الرهانات، وتعتبر المال المكتسب منهما كسبا غير مشروع، كما حرمت السرقة والكذب والنفاق والتدليس، والتنجيم، وتحرم الرشوة والمكر والخبث، والمومسة والزنا والغش، والخمر وتعتبره نجسا."
وفي ديانة الصابئه وهي ديانه نشات في العراق سنة 2500 قبل الميلاد واعتقد ان لها اتباع لحد الان , اكدت على الاله الواحد واكدت على تقديم العبادات له وحرمت الزنا والغش وحرمت زواج غير الصابئه وحرمت الطلاق وحرمت شرب الخمر والميت والكواسر من الطير وحرمت الرهبنه وتعذيب النفس ونجدها متطابقه الى حد كبير جدا مع المنظومه الفكريه للاسلام حيث يمكن التدقيق في التص التالي :
في سورة الانعام { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ( الأنعام :151 - 153 ) .
وفي اية اخرى { قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللجّغهِ بِهِ } ( الأنعام : 145 ) .

الديانه اليهوديه كما تشير المراجع التاريخيه ما هي الا امتداد لديانة اخناتون , فالى جانب التاكيد على وحدانية الله وان كل الديانات الاخرى باطلة ، فقد حرمت السرقة والزنا والقتل وشهادة الزور (ضد الاقرباء فقط) الشهوة (اذا وجهت للاقرباء فقط)، كما حرمت كل ما ورد في الصابئة مثلها مثل الاسلام، ودعت الى ذات الفضائل التي وردت في المنظومة الاخناتونية والصابئية واتخذت من شريعة حمورابي اساسا لقانون العقوبات مع بعض التعديل (القاتل يقتل والسارق يدفع تعويضا والزانية تقتل الى اخره، وهي عقوبات تتطابق الى حد كبير مع العقوبات التي وضعها الدين الاسلامي
كذلك الوصايا المسيحيه هي نفسها الوصايا اليهوديه مع تعديل عليها بسبب التحالف بين كهنة اليهود والامبراطوريه الروملنيه وقد كان ذاك التعديل ثوري على الظلم (خروج:20، 1/17)
ووصايا الديانه البوذيه كانت عشرة وصايا : " : لا تقتل، لا تسرق، كن عفيفاً، لا تكذب، لا تشرب الخمر، لا تأكل بعد الظهر، لا تغنِ ولا ترقص، وتجنّب ملابس الزينة، لا تستعمل فراشاً كبيراً، لا تقبل معادن كريمة، وهناك وصايا تتعلّق بما يجب أن يقدّم من الاحترام لبوذا والشريعة وهي السيرة الجيّدة، والصحة الجيّدة، والعلم القليل. "
ونلاحظ فيها الابتعاد عن المعرفه ايضا.
كذلك الحال في الديانات الزردشتيه والمجوسيه وغيرها , فلم تختلف جميع تلك الديانات في الجوهر وانما اختلف فقط في بعض الشكليات تاكيد هنا او هناك زياده في جانب ونقصان في اخر وهكذا ولكن جوهرها هو واحد قائم على الخير والشر بما يتلائم مع طبيعة النمط الانتاجي الاقطاعي
يتبع......................................

ملاحظه: المراجع في نهاية البحث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عجز الإنسان
فيصل البيطار ( 2010 / 5 / 30 - 09:24 )
جميع الديانات كانت نتيجه لعجز الإنسان في مرحلة العبوديه عن تفسير ظواهر الطبيعه بوعيه المعرفي المحدود فتم ردها لقوه خفيه غير منظوره ، وكما لاحظتم ، هي تغرف من منبع واحد والقواسم المشتركه بينها طاغيه ، الآن وبعد أن أصبحت تفسيرات تلك الظواهر في متناول اليد علميا يصبح الدين لا داعي له ولا مبرر علمي لوجوده ، لكن هذا يستدعي تحولا جذريا في البنيه الإقتصاديه للمجتمع ولا يكفي تشريح الدين ونقده نظريا .
تحيه لك أخي آدم وننتظر التالي .


2 - أخي آدم عربي
مرثا ( 2010 / 5 / 30 - 17:16 )
سلام لك أخي أدم عربي
اسمح لي مع كل احترامي لك ان اصحح هذه الجملة ، وانا لااتعدى على ماتكتب ولكن كلمة الأديان الثلاث ، غير دقيقة ، فأنت تقول
وفي هذا السياق اعتبرت الديانات الثلاث المسيحيه واليهوديه والاسلاميه الاقتراب من المعرفه من المحرمات والممنوعات التي تغضب الله وممثله على الارض
رغم أن الكتاب المقدس في العهد القديم يذكر قول قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ في سفر هوشع
وسليمان الحكيم طلب من الله معرفة وحكمة ليقود الشعب
اَلأَغْبِيَاءُ يَرِثُونَ الْحَمَاقَةَ، وَالأَذْكِيَاءُ يُتَوَّجُونَ بِالْمَعْرِفَةِ سفر الأمثال
اما العهد الجديد : وَهذَا أُصَلِّيهِ: أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي الْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ
هذه مجرد امثلة أخي
شكرا لك واتمنى لك كل الخير والسلام


3 - رد للقراء الاعزاء
ادم عربي ( 2010 / 5 / 30 - 18:29 )
اخي فيصل اوافقق الراي فيما تقول وشكرا لرحابة صدرك ( القوم اليوم اصبحوا يطلقون علينا اسم المحافظين الجدد)

اخت مرثا تحياتي لك مع احترامي الشديد الى قناعاتك
ومشاعرك الرقيقه


4 - الاخ العزيز ادم عربي
سالم النجار ( 2010 / 5 / 30 - 23:18 )
يسعد مساك
قد نتفق ان الخوف من المجهول وعدم القدرة على مواجهة الكوارث الطبيعية كانت اسباب كافية لصناعة الدين الذي استثمرته السياسة بعد ادخلت عليه تعديلات جوهرية لخدمة مصالحها والحفاظ على بقاءها، والى الان لا زال التحالف الديني السياسي قائم وخصوصاً في البلدان النامية


5 - أعوذ بالله من علم لا ينفع
عبد القادر أنيس ( 2010 / 5 / 31 - 00:22 )
جاء في المقال: -ان جميع الديانات في عصر الاقطاع حاربت المعرفه ونبذتها , وجعاتها من اختصاص الحاكم وحكرا عليه او من يعينه الحاكم من الكهان ورجال الدين لتصبح حكرا عليهم وغيبتها عن العوام من الناس او الرعيه من اجل الطاعه المطلقه لصاحب السلطه في البر والسماء-.
الواقع أن الديانات لم تحارب كل معرفة بشكل مطلق. لهذا يتوجب يا أخ آدم تحديد هذه المعرفة المنبوذة. الإسلام مثلا حارب أنواعا من المعارف وشجع معارف أخرى. شجع الناس على كسب المعارف بالمتعلقة بالدين وهي ما أطلق عليه العلوم النقلية: علوم اللغة وعلوم الدين، ونهاهم عن المعارف التي لا تخدم الدين وقد تشكك فيه من خلال التمادي في استخدام العقل وعدم القناعة بالعلوم النقلية. وهناك حديث نبوي: -أعوذ بالله من علم لا ينفع...-. لكن المشكلة أن فقهاء الإسلام وعلماءه وفلاسفته اختلفوا إلى حد التكفير في معنى العلم النافع (مثال أبي حامد الغزالي وابن رشد).
عموما الدين لا يقبل كل معرفة تتجاوزه وتشكك في المعرفة التي قدمها بوصفها معرفة مطلقة تنسب إلى مصدر متعال.
لعلني استبقت الأحداث. فلننتظر البقية.
تحياتي

اخر الافلام

.. محمد نبيل بنعبد الله يستقبل السيد لي يونزي “Li Yunze”


.. الشيوعيون الروس يحيون ذكرى ضحايا -انقلاب أكتوبر 1993-




.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م


.. يديعوت أحرونوت: تحقيق إسرائيلي في الصواريخ التي أطلقت باتجاه




.. موقع واللا الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت في قيساريا أثناء و