الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الباء تتدخل في مصائرنا

محمد سعيد الصگار

2010 / 5 / 30
الادب والفن



ليس مفروضاً‮ ‬على السياسي‮ ‬أن‮ ‬يكون لُغويّاً‮ ‬يُحسن قواعد النحو وفنون البلاغة،‮ ‬فكل ما ننتظره منه أن‮ ‬يُحسن القراءة في‮ ‬مجتمع نصغه أمّيون،‮ ‬وهو أقل ما نطلبه منه بعد المطالب التي‮ ‬لا تُحصى،‮ ‬والتي‮ ‬لا أمل في‮ ‬حلها في‮ ‬حالة الإنشغالات التي‮ ‬لا همّ‮ ‬لها‮ ‬غير الربح والخسارة‮.‬
في‮ ‬لقاء لي‮ ‬بأحد قادة الكتل السياسية،‮ ‬أثناء الإعداد للدستور،‮ ‬سألته عما إذا كان هناك مستشار لغوي‮ ‬للجنة إعداد الدستور،‮ ‬فأجاب بثقة بوجود ذلك؛ وكان جاهلاً،‮ ‬فالأغلاط اللغوية،‮ ‬ظلت ننناطح في‮ ‬الوثائق والتصريحات،‮ ‬وتشكل التباساً‮ ‬خطيراً‮ ‬في‮ ‬مدلول العبارة،‮ ‬وما من أحد‮ ‬يتصدّى لها من ذوي‮ ‬الإعتبار‮.‬
وكان مما‮ ‬يؤرقني‮ ‬حكم‮ (‬باء الإستبدال‮) ‬التي‮ ‬تقلب المعنى إذا جاءت في‮ ‬غير دلالتها؛ وأنا أحترز منها إذا جاءت من كاتب أو شاعر،‮ ‬دع عنك الصحغي‮ ‬المستعجل؛ ولا أطمئن إلا لمن له باع في‮ ‬اللغة وفنونها كأدونيس وسعدي‮ ‬يوسف وقليل‮ ‬غيرهما‮. ‬وعقدتي‮ ‬المستحكمة مع هذه الباء،‮ ‬كونها لا توصلني‮ ‬إلى الدلالة نتيجة الجهل بها وبشروطها،‮ ‬وخصوصاً‮ ‬في‮ ‬ما‮ ‬يكتب الشباب‮.‬

خذوا من آخر الأخبار مثلاً‮:‬
‮« ‬تعتزم مرشحة قائمة العراقية ميسون الدملوجي‮ ‬تقديم طعن بقرار المفوضية العليا المستقلة للانتخابات القاضي‮ ‬باستبدالها بمرشحة آخرى من القائمة‮ ». ‬

من المنطق والضرورة أن نعرف من هي‮ ‬ميسون ومن هي‮ (‬المرشحة الأخرى‮).‬

يقول القرآن الكريم‮: »‬أتستبدلون الذي‮ ‬هو أدنى بالذي‮ ‬هو خير‮« ‬البقرة‮.‬

والواضح أن القرآن‮ ‬يلحق باء الإستبدال بالمتروك؛ وهو الحكم اللغوي‮ ‬الذي‮ ‬لاشك فيه؛ فالمقبول هنا هو ميسون،‮ ‬والمتروك هو‮ (‬المرشحة الأخرى‮) ‬التي‮ ‬لحقتها باء الإستبدال،‮ ‬بحكم كونها تلحق المتروك؛ مثلما نقول‮ »‬استبدل المجلة بالكتاب‮« ‬أي‮ ‬أخذ المجلة وترك الكتاب‮.‬
وهذه حالة لغوية تتيح للسيدة ميسون أن تحتج بها على حكم القانون،‮ ‬وتتمسك بذيل الباء،‮ ‬إذا شاءت‮.‬

على خبراء القانون والدستور أن‮ ‬يعرفوا دلالات اللغة العربية،‮ ‬لئلا بصيبوا قوماً‮ ‬بجهالة؛ وعليهم أن‮ ‬يُعلمونا من هو المقصود بالـ‮ (‬المرشحة الأخرى‮) ‬التي‮ ‬لحقت بها باء الإستبدال‮.‬
واللغة العربية حريصة على جلاء المعاني‮ ‬ووضوح الدلالات،‮ ‬وهي‮ ‬بحاجة إلى أرباب الصنعة اللغوية التي‮ ‬يقوّمون على أساسها معاني‮ ‬القول،‮ ‬وأحكامه‮.‬

باء الإستبدال تلحق المتروك؛ هذا حكم اللغة العربية،‮ ‬فهل انتبه فقهاء الدستور إلى ذلك؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - باء الستبدال
على عجيل منهل ( 2010 / 5 / 29 - 23:54 )
الاستاذ الفاضل محمد سعيد الصكار السلام عليكم نشكر باء الاستبدال التى اعادتكم الى الكتابة لموقع الحوار المتمدن ونرحب بذلك ونتمنى لك الصحة والعافية والجماعة فى بغداد لاهون عن باب الاستبدال والمهم الحكومة لايعطوها ولايحترمون الانتخابات تحياتى لك


2 - سلامات وهلة بالأستاذ الصكار
الحكيم البابلي ( 2010 / 5 / 30 - 08:14 )
عزيزي الأستاذ محمد سعيد الصكار
سلامات سلامات سلامات
أتمنى أن تكون بخير ، وسعيد جداً أن أقرأ لك مرة أخرى
كنا قلقين عليك ، ولكن ليس من طريقة للإستفسار عنك !، ولا نعرف أحداً في فرنسا لنسأله عن أخبارك
المهم أنك بيننا عزيزي ، وهذا أهم بالنسبة لي من ( باء الإستبدال ) اليوم
ولكن مع هذا أحب الإستفسارعن ( قواعد النحو وفنون البلاغة ) والتي أعرف بأن القليلين من الناس يجيدونها بتمكن ، وهذه عقدة 98% من الناطقين وكتاب اللغة العربية
وبشهادتك في قولك : ولا أطمئن إلا لمن له باع في اللغة مثل أدونيس وسعدي يوسف وقليلٌ غيرهما
والسؤال هو : لماذا كل هذا التشبث بالصعب في اللغة العربية ؟، فاللغة هي وسيلة تخاطب وليست فسيفساء تحتاج لكل هذه الأبهة والنقوش والزخرفة والتكبر والعنجهية والملابس الفضفاضة !! ثم إنها لا تخدم متكلميها وكتابها بصورة سهلة بحيث يمكن أن يستفاد منها الكل .. وهذه إعاقة للكثير من التقدم الذي قد لا يحسبه البعض
وعلى كل هذه الأمة أن تدفع ثمن وخسارة عدم تبسيط هذه اللغة ولمجرد أنها لغة القرآن !! وصدقني هذا ثمن باهظ جداً في المحصلة النهائية ، ولا يُدركه اكثرهم
الف تالاف هلة أستاذي ، تحياتي


3 - انا معهم اقول سلامات
محمد الرديني ( 2010 / 5 / 30 - 12:40 )
صورتك في هذا المقال تدل على خروجك كم المستشفى غانما ومكللا بالصحة اما الباء فاتركها الان جانب الانها استبدلت بحروف اخرى ، بغداد تبدأ بحرف الباء ولكن هذه الباء الملعونة استبدلت بحرفي الالف والواو والدال الاولى الى غين اما بصرتنا ياعزيزي فقدحذفت الباء اصلا لتصبح صرة بدلا من بصرة
تحياتي


4 - إلى الحكيم البابلي
محمد سعيد الصگار ( 2010 / 5 / 30 - 21:30 )

أخي‮ ‬أبا لقمان
أغبطك على توقّد ذهنك،‮ ‬وحضورك الدائم في‮ ‬معمعة المساجلات هنا وهناك‮ (‬قرأت متابعنك لكتابات وفاء سلطان‮) ‬مثلاً،‮ ‬وأتابع أغلب ما تكتب‮.‬
ووددتُ‮ ‬لو‮ ‬يتسع لي‮ ‬وقتي،‮ ‬وتسعفني‮ ‬صحتي‮ ‬في‮ ‬التعقيب على رأيك في‮ (‬باء الإستبدال‮) ‬التي‮ ‬اعتبرتَها من‮ (‬فسيفساء الكلام‮)‬،‮ ‬فهي‮ ‬ليست كذلك،‮ ‬أيها المتأمل،‮ ‬وليست من‮ (‬فنون البلاغة‮) ‬التي‮ ‬يمكن الإستغناء عنها وتجاوزها،‮ ‬أو تبديلها،‮ ‬لأنها ليست نافلة،‮ ‬وإنما هي‮ ‬من أسس الدلالة على المعنى،‮ ‬وبغيابها،‮ ‬أو العبث بها،‮ ‬يضيع المعنى المقصود،‮ ‬وتحل محلها الحيرة في‮ ‬ما تعنيه العبارة‮.‬
الموضوع ممتع وفيه متسع للقول،‮ ‬وأنا توّاق لمثل هذه المناقشات الجادّة،‮ ‬ولكن حالتي‮ ‬لا تسعف في‮ ‬الدخول إلى هذه المعمعة،‮ ‬لما تقت


5 - االحكيم البابلي - ثانية
محمد سعيد الصگار ( 2010 / 5 / 30 - 21:33 )
عودتي‮ ‬إلى النشر لن تكون على سياق ما عرفتَ،‮ ‬فأنا ألملم أوراقي،‮ ‬وأنشر في‮ (‬المدى‮) ‬و(السفير‮) ‬وغيرهما،‮ ‬فصولاً‮ ‬من روايات،‮ ‬وذكريات،‮ ‬وتأملات،‮ ‬مما فات نشره واستجدّ‮. ‬
تعبتُ‮. ‬
وأمامي‮ ‬رسائل عديدة تنتظر الجواب؛ فاعذرني،‮ ‬ولك الود الصادق‮.‬
محمد سعيد الصكار


6 - أخي‮ ‬الاستاذ على عجيل منهل
محمد سعيد الصگار ( 2010 / 5 / 30 - 21:50 )

وأنا أشكرها أيضاً‮ ‬لأنها أعادتني‮ ‬إليكم،‮ ‬مؤملاً‮ ‬أن‮ ‬يتّسع ما تبقّى من الوقت للتواصل معكم،‮ ‬شاكراً‮ ‬عواطفكم،‮ ‬ومتمنياً‮ ‬لكم أسعد الأوقات‮.‬
محمد سعيد الصكار


7 - إلىالأخ محمد الردبني
محمد سعيد الصگار ( 2010 / 5 / 30 - 22:15 )
رفقاً بنا أيها العزيز
هذه التناقلات بين الحروف لا تنقل بغداد والبصرة إلى العدم
فهي أكثر رسوخاً ، وأمنع من أن ينال منها المنتفعون
البصرة بصرتنا، وبغداد أمّنا، والغد غدنا، ولنا الصبر وعلينا أن نفتح عيوننا وقلوبنا للعراق الذي تأملناه، وندرأ عنه ما يشوّه حضوره البهيّ

أشكرك على تمنياتك وأرجو لك كل ما تحب
محمد سعيد الصكار


8 - الاستاذ محمد سعيد الصكار
على عجيل منهل ( 2010 / 5 / 30 - 23:03 )
السلام عليكم اتمنى لك الصحة والعافية وعمر شجرة التوث. لماذا لم تكتب فى الثقافة الجديدة وانت من اصحاب الجذور والبذور لهذه المجلة المهمة تحياتى واحترامى لك


9 - انا معك
محمد الرديني ( 2010 / 5 / 30 - 23:08 )
والله لست متشائما كما تظن ولكني اراهم مثل بعض الدببة يقتلون اطفالهم خوفا من غدر الاخرين... نعم انها بصرتنا وبغداد هي جنة الله في الارض
شكرا لك لقد اسفعتني بباقة ورد اصبحت نادرة هذه الايام
سلامتك مرة اخرى ولك كل الحب والتقدير


10 - مرحباً
فارس اردوان ميشو ( 2010 / 5 / 30 - 23:49 )
الاستاذ الكبير محمد سعيد الصكار
مرحباً بعوتدك سالماً ، متمنيا لك الصحة ، وشكراً لقلبك الذي قاوم المرض ، واتمنى لهذا القلب ان يبقى شاباً
استاذنا انسان مثلك شاعر كبير ، وكاتب ، ورسام مبدع ، وخطاط مبتكر ، له تجربة حياتية وفنية وادبية ، ثرية وغنية بالعبر ، لذلك ارجو ان لا تحرمنا من هذه التجارب ومتعة التعلم منها اعرف ان لك كُنب عديدة ، سردت بها تجاربك وذكرياتك ، وقد حاولت الحصول عليها ، وللاسف فشلت بذلك ، فاتمنى عليك ان تكتب لنا مقالات في هذا الموقع ن او في جريدة المدى عن تجاربك ، لانها تاريخ للحياة الادبية والفنية في العراق
تحياتي


11 - لغتنا الجميلة ليست على مقاس العصر
الحكيم البابلي ( 2010 / 5 / 31 - 05:05 )
أستاذي العزيز أبا ريا
لم أكن أبغي إتعابك معنا ، أنشر ولا عليك بالرد ، فحتى الصمت مفهوم عندما يكون لصانعي الفكر
لا سيدي .... لم أعتبر ( باء الإستبدال ) من فسيفساء الكلام لأنك أوضحت أهميتها وأجدت في ذلك ، لكني قصدتُ أشياء كثيرة أخرى في النحو والإعراب والصرف ... الخ من الأمور التي لا يفهمها إلا النخبة ، ويجهلها أكبر ألمثقفين أحياناً ، لا لعجزهم .. بل لأنها حشوات لا طعم فيها لمن يريد تجاوز التزويق ، وهي أصبحت كالمقام البغدادي الذي يطرب له من أمثالنا ولكنه عاجز عن إستهواء المتلقي العصري الذي يطلب اسهل الطرق في عالم السرعة
أو هي كاللباس المعقد للعرب او الأكراد مقارنةً بالسترة والبنطال والثوب العمليين والعصريين في عالم اليوم
فلماذا هي فضيحة مثلاً أن نستعمل ( عراقيون ) بدل ( عراقيين ) أو بالعكس !!؟
أو في مطبات الظاد والضاء
أو فخاخ الهمزة ، وأنت نفسك القائل : اللهم هيئ لنا مَخرَجاً من مِحنة الهمزة ، فقد أدمت قلوبنا كثرة أشكالها ، وتَقَلبُ حالِها
كذلك أنت القائل : للهمزة خمسين حالة كتابية ، وإن لها أكثر من ضعف مجموع حروف الأبجدي
وغيرها الكثير ، وليس في الصعوبة شيئ لصالحنا
تحياتي


12 - بين الضاد والظاء ضاع الحكيم البابلي
منيرة كامل ( 2010 / 5 / 31 - 17:27 )
يا حكيم بابل لكل لغة قواعدها وقد تتطور بشكل منطقي ولكن.. لحين تغيير القواعد على يد المتخصصين على الكتاب ان يحترموا قواعد لغتهم والا تاهت السالفة.


13 - الاستاذ محمد سعيد الصكار
قارئة الحوار المتمدن ( 2010 / 6 / 1 - 05:01 )
اوافق حضرتك على ما طرحته وارى ان لغتنا العربية في تراجع مستمر فحتى استاذ اللغة ليس على مستوى توصيل المعلومة للطالب وغير مهيا لذلك فان توفر ارباب الصنعة اللغوية لتقويم لغة الدستور فمن اين لنا بالاستاذ المهيا لتقويم اخطاء القراءة الناجمة عن عدم التحريك بالحركات الاعرابية فكله عند طالبنا ( سكون بسكون ) وعندما يعجز عن قراءة الحركة في منتصف الكلمة فانه يموه قراءته بشكل يثير التندر فعلا لم تعد العربية ميسرة القراءة الا للمتمكنين من الاحاطة المسبقة بالموضوع اما القارئ العادي الذي لم يحظ بقدر ولو يسير من اصول اللغة فان جهده ينصب على اللفظ ( ومحاولة تفليته ) وسرعان ما يصيبه الملل ف ( يعيف ) العربية ومن اخترعها ثم نقول ما اسباب ارتفاع نسب الجهل او انخفاض مستوى العربية هذا بالاضافة لعدم توفر الناقد الفهيم المحايد الذي يضيف بعدا اعمق للمطروح فينير على القارئ ويقوم الكاتب بان واحد شكرا استاذ اسفة لعدم تمكني من استعمال الازرار الخاصة بالهمزة والاشارات تحية طيبة

اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب