الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبن فطوطة

أمير الحلو

2010 / 5 / 30
كتابات ساخرة


نشر الصحفي المعروف المرحوم محمود السعدني كتاباً تحت عنوان(رحلة ابن فطوطة) تصوّر فيها ان الرحالة ابن بطوطة يعيش في الوقت الراهن ويريد ان يسافر الى البلدان الاخرى للكتابة عن مشاهداته،حتى لو اقتصر طموحه على السفر للبلدان العربية التي تربطها وثائق وعلاقات من المفروض ان تكون مفتوحة لأبنائها،ولكن السعدني يتصور ابن بطوطة وهو يقف امام احدى السفارات العربية ليطلب سمة الدخول فيملأ الاستمارات ويقدم المعلومات والصور الثبوتية ،ثم يعطى موعداً للمراجعة وقد يجد نفسه ممنوعاً من دخول بلد عربي ما وهو لا علاقة له بالسياسة ودروبها وخلافاتها،وانما رحّالة يسجل انطباعاته الاجتماعية عن عادات الشعوب وحياتها اليومية،ثم يخرج بنتيجة ان ابن بطوطة الحديث سيجد نفسه ممنوعاً من دخول اكثر البلدان العربية دون ان يعرف السبب،خصوصاً اذا كان مواطناً في بلد لا ترغب البدان الاخرى باستقبال ابنائه لسبب اولآخر ،وعندها فان ما حققه ابن بطوطة قبل قرون لا يمكن تحقيقه في عهود الحرية والانفتاح والمصالح المتبادلة . ولعل العراقيين من أكثر شعوب الارض معاناة في هذا المجال فقد ادخلتهم الانظمة المتعاقبة في خلافات رسمية حكومية(فقط) انعكست على المواطن المسكين الذي لا علاقة له بهذه الخلافات،والمفارقة هنا ان بلداً عربياً ما يدخله جميع السياسيين من وزراء ومعارضة ونواب وغيرهم بينما يحرم المواطن العراقي من الدخول لان هناك (خلافاً) بين البلدين وكأنه هو الذي سبّب بذلك الخلاف أو أنه يحمل نوايا سيئة لاشقائه في البلد الآخر .
لقد خرج الملايين من العراق في السابق لاسباب سياسية أو أقتصادية ووجد بعضهم المأوى في دول عربية أو أجنبية،وقد عاد الكثير منهم بعد تغير الاوضاع السياسية وأصبح بعضهم مسؤولين كبار في الدولة،ثم خرج الكثير من العراقيين بعد نيسان 2003 واستقروا في بعض البلدان العربية والاجنبية، ولكن تبقى المأساة تلاحق المواطن الاعتيادي الذي لا دخل له بأي نظام ولكنه يريد ان يمارس حقه كانسان في زيارة بلد عربي مثلاً مع تقديم كافة الضمانات بانه لن يستقر هناك ويصبح عالة عليهم،فهناك حالات انسانية أعرف تفاصيل بعضها وتستدعي الشفقة والعون الانساني ولا أقول القومي،ومع ذلك فانها تواجه بالرفض،وأحياناً بالقبول ولكن بالطرد من مطار الدولة المعنية وكأن الدولة لا تعترف بسفاراتها وقنصلياتها ،فاما ان تكونا مخولتين بمنح سمة الدخول اولا،حتى يكون الانسان على بينّة من أمره.
ما يؤلم أكثر في هذه الحالة ان انساناً (أعجب) بنظام عربي معين وأخلص في الولاء له وقيادته وقد يكون قد واجه السجن أو اكثر من أجل ذلك البلد العربي وأسمه معروف فيه،ولكنه يفاجأ عند تقديمه طلبا لزيارة وليس لاقامة ان تأتي القائمة عبر شركة سياحية بقبول جميع (المحايدين) وشطب اسم(المنتمي) للبلد الذي يريد زيارته ... هنا يعيد الانسان التفكير في تاريخ حياته ويذكر عدد المرات التي كاد ان يموت فيها وهو يهتف باسم البلد العربي المعني ودعم سياسته،ويتساءل مع نفسه هل من المعقول انني لا أستطيع الحصول على سمة زيارة لهذا البلد (الحبيب) !
كثيرة هي المآسي والمشاكل التي يواجهها العراقيون في حياتهم اليومية ولكن هل شاهدتم في الدنيا أناس يمنعون من دخول بلدان شقيقة ولو لزيارة وحتى اذا دخل فبعد سلسلة من عمليات التحقيق مع(المجرمين) .
أللهم حنن قلوب أشقائنا علينا وليتذكروا ان العراقيين كانوا معهم في السراء والضراء، وهم لا يطلبون الآن معونة ... بل زيارة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - واضح
السومري ( 2010 / 5 / 30 - 14:12 )
أتاذ أمير السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بك أستغرب من حضرتك لعدم تسميت الأشياء بمسمياتها ؟؟ هل هو خوف ؟! هل مجاملة ؟! ماذا نحنُ نعرف أغلب دول الخليج لاتسمح للعراقي الاقامة فيها وخاصتاً الكويت والسعودية ! فلماذا هذه الطلاسم ؟ .انت علامي معروف أرجو منك ان تكون شجاع أقصد الشجاعة الاعلامية وتمسي الأشياء بمسمياتها بدون لغز . وإلى اللقاء في مقل آخر أكثر وضوحاً.

اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-