الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتقان مصر ولامبالاة الرئيس

سيد يوسف

2010 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


فى لغتنا العربية تعنى كلمة " جبلة" الناس أو الخلق أو الخليقة لكنها فى عامية المصريين فهى تعنى ذلك الإنسان الذى فقد معانى الإحساس والنخوة والكرامة فيقال لأمثال هؤلاء حين يراد الذم هذا جبلة...والإنسان السوى حين يُنتقد من كثير من الناس فإنه يتوارى خجلا ويتراجع عن نقصه وعيبه إلا حكام بلادى فهم من النوع الذى يمكن أن نطلق عليهم بأريحية شديدة وثقة تامة الحاكم الجبلة...شهد الله أن المرء لا يود نقد حكام هم أساسا لا يعون وربما لا يملكون من أمر أنفسهم شيئا هذا إن كانوا ما زالوا بيننا أحياء لم تقتلهم الشيخوخة والمرض بعدُ أو يتحكم فيهم الصبية من هنا أو من هناك...لكن مما يغيظ النفس أن تجد لامبالاة شديدة الوقاحة ممن يناط بهم إدارة شئون بلادنا.

يا له من مسلسل سخيف ومقرف أن تتحول الحكومات من خادم لشعوبها إلى دكتاتوريات مستبدة يصحبها اعتقالات وبيع البلاد وقائمة أخرى فقدت فعاليتها من كثرة تردادها لولا أن الناس فى بلادى يعايشون مرارتها بقسوة الفقر والقهر والمرض والجهل والحرمان وهو ما يفسر استمرار هذه الأحوال الفرط دون مجابهة قوية إذ كيف يدفع المرضى والمقهورون عن أنفسهم جبروت العتاة؟!

مصر تفور غيظا، ونيلها مهدد، وأهلها على موعد مع العطش ذلك أنها لم تجد من يدافع عن نيلها كما لم تجد من قبل من يحمى عمالها من التشريد والمعاش المبكر، كما لم تجد من يحمى أراضيها وشركاتها وبنوكها وثرواتها من البيع للأجانب، كما لم تجد من يدافع عنها من مصاصى الدماء المحتكرين لحاجات الناس من حديد وأسمنت وغذاء وألبان ولحوم ودواء وغير ذلك،...

كل ذلك يدفع مصر لمزيد مما هو فوق الاحتقان لكن حاكمها مقيم فى شرم الشيخ ولا يبالى، آلاف المعتصمين والمضربين ولا حياة لمن تنادى والرئيس لا يبالى ويرى فى اعتصامات الناس ظاهرة صحية لكن مع عدم الاستجابة لمطالب الحياة الضرورية لملايين المصريين، يطالبون الناس بالمطالبة بحقوقهم وفقا للضوابط القانونية وهم لا يسمعونهم ولا هم يستجيبون! يدفعون للناس رواتب وأجورا مهينة ويطالبونهم بفواتير مياه وكهرباء وتليفونات ونظافة وضرائب فوق ما يحصلون عليه من رواتب!

والمؤسف أن المواطن حين لا يجد ما يسدد به هذه الفواتير تطاله يد القضاء وحين يحكم القضاء بتحديد حد أدنى للأجور تتبجح الحكومة- كذبا وسفها- بأنها لا تملك تنفيذ هذا الحكم ولا يطالها عقاب !

ما الحل؟ إن هذا الاحتقان لا مآل له إلا مآل واحد: الفوضى والقلاقل حتى وإن راهن السفهاء على وداعة المصريين ذلك أن كثيرا من المصريين لم يعد لديهم ما يخسرونه لا سيما وأن البرج العاجى الذى يحيط الحاكم نفسه به فى شرم الشيخ يبعث على الاستفزاز ويؤذن بالبحث الجاد عن رئيس لمصر غير الموتى والأغبياء أولئك الذين اكتشف الناس معهم مدى الخديعة التى كانوا يعيشون فيها فى مظهرين أحدهما شديد الخطورة والأهمية وأقصد به تهديد حصة مصر من نهر النيل والأخر قليل الأهمية وأقصد به تداعيات مباراة مصر والجزائر وحكم الفيفا المخفف على مصر فقد كشف هذان الحدثان- على الأقل- أن رئيس مصر لا تعنيه ثروات مصر ولا كرامتها ولا نيلها ولا عمالها وإنما تعنيه أشياء أخرى هى بالتأكيد لا تعنى المصريين.

مصر فى حاجة حقيقية إلى رئيس يتسم بأربع صفات على الأقل: أن يكون ذكيا لا غبيا، وطنيا لا عميلا، قويا لا ضعيفا، محاربا للنفاق لا مرحبا به...ولقد علمنا من استقراء التاريخ ألا حرية بلا ثمن ولا نهضة بلا تضحيات كما لا ورد بلا شوك.

سيد يوسف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير