الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هتلر

صالح مجيد

2010 / 5 / 30
الادب والفن



مَن قالَ إنَّ السيّدَ الرئيسَ كانَ طاغِيةْ ؟

مَن قال إنّ القائدَ العظيمَ كانَ ظالماً وداهيةْ ؟

مَن قالَ إنّ حُكمَه انتهى ..

وصارَ ذكرياتٍ قاسيةْ ؟

السيّدُ الرئيسُ ما مَضَى ،

وعصرُهُ العَجيبُ ما انْقَضَى

لكنـّهُ ولّى بِدونِ رجْعةٍ

وصارَ عُضواً دائماً ..

في الهاويةْ !



*****



هتلرُ ولّّى وانْتهى في الهاويةْ

وغنّتِ البِلادُ من أقْصى شَمالِها
إلى جَنوبِها

من شرقِها لغَربِها

واحتفلتْ جَهنّمٌ ،

وغنّتِ النيرانُ والزَبَانيةْ


****


هتلرُ ولّى عنْ بِلادِنا وعنْ سَمائِنا

وعن ْهَوائِنا ، وعنْ تُرابِنا

وعن رُبانا الباكيةْ

عن حقلِنا ونَهرِنا

عن خبزِنا وشايِنا

عن كُتبِ الطلابِ ،

عن مَلاعبِ الأطفالِ ،

عن حدائقِ العُشّاقِ ،

عن مكاتبِ الدولةِ ،

عن حيطانِنا التَّعبى ،

وعن كلِّ القلوبِ الداميةْ

****

انقلعَ النازيُّ من بلادِنا قَلْعـاً ..

وَولّى الطّاغِيةْ

كلُّ طُيورِ الحُبِّ في سَمائِنا

ترفُضُ هذا الطّاغِيةْ

كلُّ المَناجلِ التي تَعرَقُ في الحقولْ

ترفُضُ هذا الطّاغِيةْ

الشمسُ والأنهارُ والجبالُ والسهولْ

مَطارقُ العُمّالْ

سوالفُ النساءِ والرجالْ

ملامحُ الاطفالْ

جميعُها تَرفضُ هذا الطّاغِيةْ

واللهُ .. حتّى اللهُ في سمائِهِ

يرفُضُ هذا الطاغيةْ

انقلعَ النازيّ من جُذورهِ

ولنْ يعودَ مرّةً أُخرى

إلى ألمانِيهْ !



****

لا شَيءَ في بِلادِنا

أقسى عَلينا من وجودِ الطّاغِيةْ

الفقرُ والآلامْ

أرحمُ مِنْ وُجودِ هذا الطّاغِيةْ

العَيشُ في الخِيامْ

أطيبُ من بَقائِنا في يدِ هذا الطّاغِيةْ

والموتُ رَغمَ قُـبْحهِ

أجملُ ألفَ مرةٍ مِنْ وَجهِ هذا الطاغيةْ

حتّى البطالةُ التي تَسحَقُنا

حتّى القَنابلُ التي تُرعبُنا

حتّى الجُيوشُ الغَازيةْ

أهونُ مِنْ وُجودِ هذا الطّاغِيةْ

إنّ الغزاةَ راحلونَ في غَدٍ ..

ولمْ يكنْ يُريدُ أنْ يَرحلَ عنّا الطّاغِيةْ

****

هِتْلرُ ولّى وانْتهى في الهاويةْ

كمْ شَوَّه الفَرحةَ والأحلامَ هذا الطّاغِيةْ

كم ذبحَ الفكرةَ في سريرِها

ووزّعَ الحروبَ بالمجّانِ هذا الطّاغِيةْ

اذا انتهى من حَربهِ الأولى على جيرانِهِ

أشعلَ في البلادِ حَرباً ثانيةْ

حربٌ تطولُ مرّةً شهرينِ ،

حربٌ .. سَنةً

ومرةً أرْبعةً ،

ومرةً ثمانيةْ

مغفّلٌ في حربهِ وفي سَلامِـهِ

وفي قتلِ البلادِ داهيةْ

****

خرافةٌ عاريةٌ ، مخدّراتٌ عاريةْ

أغرَقنا في بحرِها زمانُ هذا الطاغيةْ

أوهَمنا أنّ البلادَ جنّةٌ رائعةٌ وزاهيةْ

وأنّنا جميعَنا كالمِشطِ تحتَ ظِلّهِ

سواسيةْ

جنّتُه في الأرضِ نارٌ حاميةْ

جنّتهُ ليلُ السّراديبِ ..

وآلامُ السجونِ القاسيةْ

فلا شعَرْنا بالسَّماءِ الصافيةْ

ولا شَممْنا النسماتِ الغافيةْ

وظلَّ فقرُنا ، وظلَّ جوعُنا ،

وظلَّ حُزنُنا ..

بألْفِ عافيةْ

وأصْبحتْ أرزاقـُنا مقْطوعةً

وأصبحتْ أقلامُـنا مرْفوعةً

وأصبحتْ أحلامُـنا ممْنوعةً

وأصبحتْ جنّـتُهُ

أقلَّ من أيِّ بلادٍ ناميةْ !


****


لا أحدٌ يَجرؤُ أنْ يَعطُسَ عندَ الطاغيةْ

إذا بكينا مرّةً في السرِّ..

داسَ فوقَنا عَلانيةْ

إذا حَكَينا مرّةً عن قَمْعه ِ

قصّ لنا لِسانَنا ، وكفَّنا ، ورِجْلَنا

في ثانيةْ

إذا اشتكينا مرةً من ظُلمِهِ

حاكَمنا بأنّنا من جهةٍ مُعاديةْ

كم ظالمٌ ذاكَ الذي يصيرُ كلُّ شعبِهِ ..

من جهةٍ مُعاديةْ !

تخرَّجَ الطُّغاةُ من مكتبهِ

ما فاقَه في الفتكِ هُولاكو

أو الحجّاجُ ..

أو مُعاويهْ!


******

هتلرُ ولّى وانتهى في الهاويةْ

لكنـّه خلّفَ من ورائهِ زبانيةْ

يُذبّحون الشمسَ والبلادَ والعبادْ

ويَقتلونَ الشعبَ باسمِ اللهِ والجهادْ

كي يَطْبُخوا لُحومَنا

ويشْربوا حَليَبنا

ويدبَغوا جُلودَنا

مثلَ قطيعِ الماشيةْ



******



هتلرُ ولّى بعدما أسّسَ في بلادِنا

ثقافةً مريضةً بالحقدِ والكَراهيةْ

سمّمَ كلّ وردةٍ بريئةٍ

سمّمَ كلّ آنيةْ

سمّمَ حتّى نثرَنا

سمّمَ حتّى الوزْنَ في أشْعارِنا

سمّمَ حتّى القافِيةْ



**********



لم يتعلّمْ مهنةَ الخياطةْ

لكنّه مزّقَنا

مثلَ الخُروقِ الباليةْ

ولم يَكنْ يَعرِفُ عِلمَ الطّبِّ والجِراحةْ

لكنّه عَلّمنا

شكلَ الدّماءِ الجاريةْ

ولم يَكنْ يُجيدُ فنَّ الضّربِ والمُلاكمةْ

لكنّه أسْقطَ شَعباً كامِلاً ..

باللّكماتِ القاضِية !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?