الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسرائيل دولة فوق القانون حقا

تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)

2010 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


مرة اخرى تبرهن السياسة الاسرائيلية عنجهيتها وصلفها اللامحدود باقدام عساكرها اطلاق النار على مجموعة مدنية تسعى الى السلام وتنبذ العنف والاحتلال . هذه ليست المرة الاولى التي تخرق فيها دولة اسرائيل القوانين والاعراف والاتفاقيات الدولية ، ولكن لحد الان بقت بمعزل عن المحاسبة والمسؤولية وشجعها الموقف الدولي الضعيف تجاهها الى ارتكاب المزيد من الجرائم التي ترتقي الى مرتبة جرائم الابادة الجماعية وجرائم الحرب . بالاضافة الى الموقف الدولي لازال الموقف العربي والاسلامي لم يصل الى الحد الذي تحسب له اسرائيل حسابا او تخشى من عاقبة خرقها للقانون الدولي وشرائع واعلانات حقوق الانسان .
هذه الجريمة التي ارتكبتها اسرائيل في وضح النهار وامام شاشات التلفزة ووسائل الاعلام بمهاجمة اسطول الحرية الذي يحمل بعض المعونات الانسانية الى شعب فلسطين الرازخ تحت الاحتلال اللاشرعي والقاسي تدل حقا على حماقة الحكومة الاسرائيلية وغرور ساستها وفشل المجتمع الدولي في وضع حد لممارسات هذه الدولة الطائشة والمتمردة على الشرعية الدولية والمنتهكة لكل لوائح حقوق الانسان . لقد مضى زمن كان العالم ينخدع بالاعلام الاسرائيلي والذي كان يظهر عن باطل ان دولة اسرائيل تواجه خطر الابادة من قبل العرب والمسلمين وان الشعب اليهودي ربما سينقرض في حالة عدم دعم المجتمع الدولي لدولة اسرائيل ، وجنى السياسيون الاسرائيليون الكثير من المغانم من جراء الخطب الحماسية والنارية والشعارات الوهمية لبعض ساسة العرب والفلسطينيين فتعاطف الكثير من الراي العام وخاصة الاوروبي والامريكي مع دولة اسرائيل وقدمت لها كل اشكال الدعم وابقت الحكومات الغربية اسرائيل بمعزل عن المسائلة والعقاب . وبذلك زادت غطرسة الحكومة الاسرائيلية يوما بعد يوم . لقد وقف العالم على هذه الغطرسة منذ زمن بعيد ، وتجلى صورتها في الكثير من الاحوال ، ومنها المعاملة الشائنة للحكومة الاسرائيلية مع السفير التركي في العام الماضي والتي دلت على ان هذه الحكومة ليست لا تخجل من نفسها انما لا تقيم اي اعتبار لقواعد العرف الدبلوماسي بالتعامل مع سفير دولة لها حضارتها ووزنها في المنطقة والعالم ، وتاتي هذه الحكومة اليوم لضرب سفن السلام التركية بالنار وتقتل عدد من الاعلاميين ورسل السلام .
نقول اذا مرت هذه الجريمة كما مرت جرائم اسرائيل الاخرى ولم يتحرك المجتمع الدولي كما ينبغي وبصورة تشعر معها اسرائيل انها على وشك العزلة وانها قد تصبح دولة منبوذة ، يصدق القول انها فوق القانون .
واذا اكتفت الحكومات العربية والاسلامية بمجرد ادانة واستنكار الجريمة الاسرائيلية باطلاق النار على مدنيين عزل يحملون المساعدات ، يصدق القول ان الراي العام العربي لم يتكون بعد وانه غير مؤثر في توجيه السياسة العربية الرسمية .
واذا لم تتخذ الحكومة التركية الموقف الحازم فان هيبتها ومنزلتها تتضعضع داخليا واقليميا وخارجيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة