الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكيان الصهيوني يعلن حربا إرهابية على العالم

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2010 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


بعد المذابح و المجازر التي اقترفها الكيان الصهيوني الإرهابي في حق الشيوخ و النساء و الأطفال؛ في فلسطين و لبنان... و تحت يافطة الدفاع عن النفس !ّ!! ها هي الأحداث المتوالية؛ تكشف بالملموس أن ممارسة الإرهاب حرفة صهيونية خالصة ؛ و تكشف كذلك أن الإرهاب الصهيوني؛ لا يهدد المنطقة العربية فحسب؛ و لكنه يهدد كل العالم.
هاجم الصهاينة بكل وقاحة و ضد كل القيم و القوانين و الأعراف الدولية؛ واجهوا سفنا تحمل أناسا مسالمين من جميع جنسيات العالم؛ و تحمل مواد غذائية و مواد بناء و لعبا للأطفال ؛ واجهوها باعتماد الطيران الحربي؛ و يا للفضيحة؛ قتلوا و جرحوا؛ قتلوا الناس بجميع جنسياتهم؛ و قادوا بذلك حربا إرهابية عالمية –غير مسبوقة- في عرض البحر. إنها صورة إجرامية وقحة؛ يقوم بها كيان إجرامي؛ و بدعم لا محدود من اللاشرعية الدولية؛ و في واضحة النهار و تحت ادعاءات متهافتة .
إن القيم و المواثيق الدولية تفرض على جميع الدول حماية حملات الإغاثة؛ و حتى في أتون الحروب. لكن ها هي إسرائيل تضرب جميع هذه المواثيق و الأعراف عرض الحائط؛ و تقود هجوما إرهابيا همجيا على سفن مسالمة؛ تحمل متضامنين مسالمين بجنسيات مختلفة؛ يسعون إلى تكسير حصار غاشم على أكثر من مليون طفل و شيخ و امرأة؛ يعانون أبشع أنواع خروقات حقوق الإنسان على مر التاريخ البشري.
لقد هاجمت –إذن- إسرائيل سفن الحرية و قتلت و جرحت العشرات ؛ من المتضامنين المسالمين؛ و قادت الباقي منهم؛ في عملية قرصنة غير مسبوقة . لكن هل ستسلم الجرة هذه المرة؟
هل ستمر هذه الحادثة الأليمة من دون أن تخلف أثرا على الكيان الإجرامي الصهيوني؟
ما هي ردود الفعل المنتظرة على هذا العمل الإجرامي الجبان ؟
هل ننتظر أن يكون التنديد الأمريكي-الأوربي على الأقل في مستوى التنديد بالهجوم على السفينة الكورية الجنوبية ؟ ! أم إن المعايير المزدوجة تعتبر هذا الحدث أقل حجما من سابقه ؟
و ما هو رد الفعل التركي المنتظر ؟ هل ننتظر أن يكون هذا الهجوم الجبان هو القشة التي ستقصم ظهر البعير؟ هل ننتظر انقلابا شعبيا تركيا على إستراتيجية العسكر تجاه إسرائيل؛ و هي إستراتيجية تقوم على روابط تاريخية وطيدة منذ تأسيس الكيان الإرهابي الصهيوني؟
هل ننتظر قوة تركية جديدة؛ تولد في منطقة الشرق الأوسط بعد هذه الأحداث؛ قوة يقودها حزب العدالة و التنمية بحكمته السياسية؛ في تحالف مع القوى الشعبية؛ بهدف استئصال ما تبقى من التواجد السياسي العسكري الهرم؛ الذي يعرقل كل الخطط الحكومية لبناء تركيا قوية ؛ حديثة و متجذرة في محيطها الإسلامي؟
كلها تساؤلات تؤكد أن للحدث ما بعده؛ و أن الكيان الإرهابي الصهيوني ابتلع الطعم؛ و إذا كانت جرائمه في غزة قد أثارت ضده الرأي العالم الدولي؛ فإن ما تبقى له فقد بعضه في جريمته الإرهابية في دبي؛ و هو الآن يفقد كل شيء في هذه العملية الإرهابية البشعة.
هذا الصباح من يوم الاثنين 31 ماي 2010 سيكون اليوم الفاصل؛ الذي يبرهن للرأي العام الدولي بالمباشر و عبر شاشات التلفزيون؛ التي تنقل الحدث نقلا حيا بالصوت و الصورة ؛ سيبرهن هذا الحدث بالملموس عن النزوعات الإرهابية المتوحشة؛ التي تسكن الصهاينة؛ و التي لا تهدد العرب و المسلمين فقط؛ إنها تهدد كل العالم؛ الذي لا يتفق مع مصالحها.
إن سفن الحرية؛ التي تحملت مسؤولية مدنية في كسر الحصار على أهالي غزة؛ و هي تحمل جنسيات متعددة؛ تمثل ذلك الضمير العالمي الحي؛ الذي تشكله قوى المجتمع المدني عبر العالم؛ و الكيان الصهيوني و هو يهاجم هذه السفن؛ فهو يواجه في الحقيقة هذا الرأي العالم العالمي الذي بدا يتسع و يتقوى؛ و هو يشكل خطرا وجوديا عليه؛ لأنه يقوم بوظائف حاسمة في مجرى هذا الصراع. فهو من جهة ينزع ورقة التوت ليكشف للعالم بالمباشر تهافت الادعاءات؛ التي تبرر الإرهاب الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط؛ و كذلك فهو يزعزع أسس الشرعية المتهالكة التي تأسس عليها الكيان الصهيوني الإجرامي؛ و هذه الأسس هي التي توفر له الدعم الدولي من أوربا و أمريكا . و هذه الحركية المدنية تهدد هذه الأسس في العمق؛ و بالتالي فهي تهدد هذا الكيان الإرهابي وجوديا؛ و هو تهديد يفوق تهديد حركات المقاومة.
إن الكيان الصهيوني و هو يقوم بعمليته الإرهابية هاته؛ يثبت بالملموس قوة الصدمة التي أصابته في العمق؛ و هو يواجه رأيا عالميا يقظا و حيا في جميع أقطار العالم؛ و هو رأي عام تقوده قوى المجتمع المدني؛ و هو لا ينصاع بالضرورة لقرارات حكومية ؛ إنه أصبح يشكل بامتداده العالمي حكومة قوية موازية؛ يمكنها أن تقلب الموازين في العالم في أية لحظة.
و بالإضافة إلى هذه اليقظة التي أصبح يعيشها الرأي العام العالمي؛ فإن هناك مؤشرات مقلقة للكيان الإجرامي الصهيوني؛ تذكره بعودة الوحدة بين المسلمين عبر العالم من آسيا إلى أوربا إلى أمريكا؛ و هذا ما كان يظن صناع قرار هذا الكيان بأنه أمر لن يتحقق أبدا؛ نتيجة الصراعات التي قامت بين مجموع الكيانات الإسلامية؛ منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية؛ التي كانت آخر قوة قوة موحدة للمسلمين عبر العالم .
و بالإضافة إلى هذا النزوع نحو التوحد؛ فإن الإحساس بالانتماء إلى التاريخ و الحضارة الإسلامية بدأ يترسخ و بقوة؛ لدى الأجيال الصاعدة . و عندما نشاهد شبابا مسلمين بجنسيات مختلفة أوربية و آسيوية و أمريكية؛ يمكن أن نشعر بهذا المشهد الإسلامي الجديد.
كلها مؤشرات مقلقة للكيان الإرهابي الصهيوني؛ تذكره دائما بالقوة الإسلامية التي شكلت عبر التاريخ خريطة العالم؛ و منه خريطة الشرق الأوسط. و هو بهجومه هذا يقوم بهجوم رمزي على هذه القوة الإسلامية المتصاعدة .
لكن هل سيحد هذا الهجوم الإرهابي المتوحش من يقظة الضمير التي أصبح يعيش عليها الرأي العام العالمي؟
أم إن الإرهابيين الصهاينة اختلطت عليهم الأوراق؛ و فقدوا البوصلة؛ و لذلك فهم يوجهون مدافعهم في كل الاتجاهات؛ مثل ذلك الإنسان الأخير الذي يبقى في الأرض بعد خرابها؛ و الذي صاغته هوليود بنفس الصورة تماما؛ مرعوب يصوب مدافعه في كل الاتجاهات ؛ يطلق النار من دون تسديد و من دون رسم الهدف ؛ و يصيح بأعلى صوته . و هو بكل هذا يعبر عن الخطر الوجودي الداهم الذي يهدده بالاستئصال و الاندثار الأبدي.
إن الكيان الصهيوني الإرهابي؛ قد جسد هذا الصباح هذه الصورة الهوليودية أحسن تجسيد و هو يطلق نيرانه في جميع الاتجاهات و من دون تسديد و لا رسم للهدف ؛ إنه يشعر بقوة التحدي الذي يواجهه؛ و هو هذه المرة تحد وجودي؛ يزعزع في العالم أسس الشرعية التي انبنى عليها.
إن هذا الحدث –في الحقيقة- يقدم أكثر من معنى؛ و يمكن قراءته من اتجاهات مختلفة؛ لكنه بجميع المقاييس سينضاف إلى أحداث القرن؛ باعتباره الحدث الذي سيكون ما بعده مختلفا تماما عما قبله .
رحم الله الشهداء الذين واجهوا كل التحديات في سبيل فك الحصار الغاشم على إخوانهم في غزة المحاصرة؛ و ندعو للجرحى بالشفاء العاجل؛ و نحن على الطريق حتى نحرر آخر شبر من أراضينا المحتلة؛ و حتى نكسر آخر قيد في فلسطين و العراق ... و حتى نتوحد كمسلمين بجميع أجناسنا؛ من أوربا إلى إفريقيا إلى آسيا إلى أمريكا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من الذي يعاني من الصهيونية؟
Monsif ( 2010 / 5 / 31 - 18:54 )

الصهيونية عانقها الجميع لانها التي تسير العالم. الغرب هو الذي خلق ويرضع الصهيونية. حتى العرب استفاقوا وادركوا ان الصهيونية هي الحل؟ هل تعرف لماذا يستقبل ملك المغرب كبار الصهاينة؟ هل تعرف لماذا يزور امراء الخليج الدولة الصهيونية؟ هل تعرف لماذا تساند مصر الصهاينة وبنت جدار فولاذي حول غزة؟ هل تعرف لماذا تركع امريكا لاسرائيل؟ الكل يحب الصهيونبة


2 - جنداري جندي
Mohamed ( 2010 / 5 / 31 - 21:46 )
اعتقد ان ادريس جنداري جندي يؤمن فقط بالرصاص . مقالاته تشبه خطابات صدام والقذافي. عبر نافذة حرية التعبير تسلل الجندي جنداري الى هذا الموقع ليمنع بالرصاص حرية التعليق. اطردوا صدام من موقعنا هذا ارجوكم


3 - الصهيونيه والإسلام
ضياء ( 2010 / 6 / 1 - 00:02 )
السيد الكاتب: الإسلام عقيده عنصريه إستقصائيه وإرهابيه سبقت الصهيونيه بـ 1400 سنه. الإسلام قام على الإرهاب واليوم يهدد السلام العالمي والبشريه. وإذا كان هدف الصهيونيه هو إحتلال جميع الأراضي الفلسطينيه فهدف الإسلام السيطره على العالم. أم إنك ترى القشه في عين الآخر ولا ترى الخشبه في عينيك! كفى تدليسا وإحترموا عقول القراء. تحياتي.


4 - تعقيب
إدريس جنداري ( 2010 / 6 / 1 - 00:35 )
يا سادة الحوار و التواصل الحضاري مسؤولية لا فوضى
و الانسان المتحضر لا يستغل فرصة الاختباء وراء شاشة الحاسوب بهوية مجهولة ليطلق العنان لامراضه النفسية تخرج من دون رقيب
ان الكثير من التعليقات التي عملت ادارة الحوار المتمدن على حذفها او تركت لي الاختيار لحذفها و هي مشكورة على هذا المجهود . الكثير من هذه التعليقات لا تلتزم ابسط منهجية الكتابة الانشائية التي يتعلمها تلامذة الابتدائي لذلك فهي تسيء لاصحابها مع انفسهم لانهم مجهولو الهوية عند غيرهم و في نفس الان فهي تسيء لهذا الموقع الرائد و ثالثا تسيء للمقال نفسه لانها تفرض عليه رغما عنه و تصبح جزءا منه
نحن لسنا ضد الحوار الحضاري البناء الذي يقوم على الاحترام المتبادل و على احترام المنهجية العلمية في التواصل و التفكير و لكن بالمقابل لا يمكن ان نقبل اي نوع من الاساءة لروح الحوار المتمدن و التي جمعتنا للسنة الثانية على التوالي


5 - لا تكيلو بمليون مكيال ؟
رستم علو ( 2010 / 6 / 1 - 18:58 )
الذي يقف مع المظلوم وبالتالي يقف بضد من الظالم احيه واشد على اياديه . ولكن ماذا يعني السكوت عن مجازر بحق الارمن والسريان والكورد في تركيا سابقا ولاحقا ؟ وجرائم البشير في السودان بشكل عام وفي دار فور بشكل خاص ؟ وماذا عن الاقباط في مصر ؟ وجرائم الشباب المنافقين في الصومال ؟ والحيوانات المفخخة في العراق ؟ وماذ عن المجرم اسامة بن لادن والزرقاوي والقاعدة وملالي قم ووو ؟ هل ازيد


6 - أهذه غرفة حوار!؟
ضياء ( 2010 / 6 / 2 - 10:40 )
السيد الكاتب: هل إن غرضك تحقيق رقم قياسي في حجب أكبر نسبه من التعليقات؟


7 - الهاتفون المائجون
كميل أبو هديلة ( 2010 / 6 / 2 - 11:37 )
أمس الأول اعتدت جماهير متعصبة مسلحة على مسجد وقتلت أكثر من خمسين شخصا و أمس أكمل المجرمون الجهاد بغارة على المستشفى حيث يعالج ضحاياهم ليقتلوا مزيدا ممن افلتوا من الموت
ولم تتحرك المظاهرات ولم نرى شجبا

وحتى على صفحات الحوار لم يكتب سوى غالي المرادني لأن الضحايا تصادف وأن كانوا مثله من الأحمدية !!

كل يوم يقتل في دارفور والعراق العشرات والمئات ولا تحرك تلك الجماهير المغيبة ساكنا

لكن الأمر يختلف عندما تقتل اسرائيل تسع اسلاميين يريدون اقتحام الحدود ! و نظهر أكثر من عشرة مقالات حماسية حنجورية نارية في الحوار

جماهير مغيبة متعصبة

اخر الافلام

.. اليمين المتشدد في صعود لافت في بريطانيا قبل انتخابات يوليو ا


.. مرشح الإصلاحيين في إيران يتعهد بحذر بوقف دوريات الأخلاق




.. حزب الله وإسرائيل.. تصعيد مستمر وتحذيرات من حرب مفتوحة| #غرف


.. أهالي جباليا في غزة يصلون العيد بين الركام




.. البيان الختامي لمؤتمر السلام الخاص بأوكرانيا يدعو الجميع لإح