الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسطول الحرية .. فرصة مشهد المتوسط

محمد أبوعبيد

2010 / 5 / 31
القضية الفلسطينية


فرصة جديدة أمام الفلسطينيين لاستثمارها لصالح تصويب الأنظار الدولية من جديد إلى قضيتهم , والتي غُضتْ بفعل الانقسام الحاصل بين الشعب الواحد ما أساء كثيرا إلى القضية الفلسطينية , وبفعل أحداث دولية أخرى . خلال السنوات الماضية ,وبسبب اقتتال هابيل وقابيل الفلسطينييْن , صار النظر الى القضية الفلسطينية على أنها مجرد قضية خبز وماء وكهرباء ,ولا تختلف عن قضايا المجاعة في أصقاع الفقر. ولعل ما جعل الكثيرين يظنونها هكذا , هو وجود حكومتين واحدة فعالة وأخرى مُقالة كما لو كانتا دولتين تمارس كل منهما ما أوتيت من قوة على جزء من أرض فلسطين وتبغي إحداهما على الأخرى.
في مرات لا تُحصى , توفرت في أيادي الفلسطينيين أوراق لو استثمروها بالشكل المطلوب , لأثرت بفاعلية أفضل في الرأي العام العالمي الذي يؤثر في الحكومات الدولية وقراراتها . هذه الأوراق لو كانت في يد إسرائيل , لتفننت في توظيفها لحشد الدعم لها وهي دولة الاحتلال في نظر القانون الدولي, ونظر الأمم قاطبة . هذا السياق ينعش الذاكرة لأعادة شريط قتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة , وأيضا صورة فارس عودة الذي تحدى دبابة إسرائيلية بحجره في مستهل انتفاضة الأقصى فلحق بالدرة عام 2000 , وأحتلت صورته عشرات أغلفة المجلات الغربية قبل العربية . وكذلك صور الإجتياح الإسرائيلي لمدن الضفة الغربية في 2002 ومن ثم صور قاسية من الحرب الأخيرة على غزة أواخر 2008 .

الصورة, الآن, مختلفة وتذكّر بالفدائية الأمريكية راشيل كوري التي التهمها بلدوزر إسرائيلي في رفح في 16 مارس 2003 خلال محاولتها منعه من هدم بيت فلسطيني . الهجوم الإسرائيلي هذه المرة ضد جنسيات تركية وأوروبية وعربية ,ما يستدعي, بالتالي, التحرك الديبلوماسي والقانوني لحكومات دول من قُتلوا أو جرحوا أو حتى اعتقلوا من جرءا هجوم البحرية الإسرائيلية, إلى جانب تحرك الرأي العام في كل دولة ينتمي إليها المتضامنون الذين كانوا يستقلون الفُلْك المشحون . هذا المشهد من المفترض أنْ يسهل على الفلسطينيين مهمة تسليط الأضواء من جديد على قضايا الحصار والاستيطان وتهويد القدس ومصادرة الأراضي إلى جانب كل مكونات الصورة الاحتلالية العامة التي باتت مجرد خبر في نشرات الأخبار. إن إسرائيل تمر حالياً بمرحلة لم تشهدها ,من قبل, من حيث سمعتها لدى دول العالم , بسبب تعنتها في ما يتعلق بمفاوضات السلام ,وحتى بسبب قضية اغتيال قيادي حماس محمود المبحوح .

الخوف هو أن يغرق هذا المشهد الدموي في عرض المتوسط فيفلت من أيادي الفلسطينيين , ويصبح مجرد حلقة من حلقات المسلسل الفلسطيني غير المنتهية , من دون أن يسددوا به هدفاً في الشِباك الإسرائيلية .ولهذا الخوف دافع, وهو أن يستثمره قابيل الفلسطيني ضد شقيقه , أو العكس, من أجل تسجيل نقاط كل لصالحه ,وبالتالي يتبدد في ضوء التناحر الأخوي ويصبح كعصف مأكول , مثلما عصف الاقتتال بمشاهد أخرى ذهبت هباء منثوراً . المؤمّل هنا , أن يتحد الفلسطينيون ,ولو تمثيلاً, ويتوافقوا على كيفية جعل المشهد الدموي في المتوسط أداة أخرى من أدوات عدالة قضيتهم لأعادتها إلى الصدارة , والتذكير بأنها قضية شعب واحد لا قضيتا شعبيْن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق