الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صيد الأغيار أم صيد المطبعين!

عادل سمارة

2010 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


وماذا أبلغ! هل من رسالة أبلغ من مداد الدم الأممي يذوب في ملوحة البحر؟ هو الكيان إذن في مواجهة الأمم كافة، وهو الكيان إذ يسلحه ويحضنه المركز الراسمالي كافة. وهي عقدة أعوام 2000، و 2006 و 2008، للجيش الذي حِيْلَ بينه وبين أن يَقتل بالمجَّان بعد أن اعتاد أن يقتل كي يكون، وأن يَقتل ولا يموت. كان لا بد للجندي الذي وُعد أن لا يموت في الحرب، لا بد له أن يُمارس هواية قتل "الأغيار" وها هو يفعل. وكل أهل الكون أغياراً، فلماذا لا يقتل.
ما يعلو فوق كل هذا هو امر مختلف وقد يبدو بعيداً. هذه هدية الكيان للمطبَّعين الفلسطينيين والعرب، للذين يستعجلون الاعتراف والتطبيع أمس قبل اليوم. هدية للذين يجري التطبيع في شرايينهم وخلايا ادمغتهم، للذين يهدمون أمة ووطناً بين جشع وولع ومال وخوف وأكثر من هذه.
هي هدية لكل عربي وفلسطيني يقف تجاه التطبيع على الحياد، ويزعم أن ذلك حقه. أما الكيان فيقول له، رغم ذلك، دمك بعد كرامتك على الأجندة. ونحن نقول سحقاً للمطبِّع بالنصف او بالربع أو باللحظة أو حتى لمطبِّعٍ تائب.
هي هدية لجنرالات الأطلسي في تركيا المتمسكين بالعلاقة بالأطلسي وبجيش الكيان الصهيوني. فالكيان الذي فقد إيران الشاه، يفقد تركيا اليوم. وهل كان بعد الغرب الأبيض خادماً للكيان أكثر من إيران السابقة وتركيا اليوم؟
هي هدية للمبادرة العربية المسجَّاة في مقبرة التطبيع والهرولة والتنازلات، وهدية لشعار "السلام خيار استراتيجي"، هدية تقول "دم البشرية هو خيارنا التكتيكي و الاستراتيجي، اللحظي والتاريخي".
أهي صدفة، نعم هي هكذا. في لحظات إراقة دماء شهداء المجزرة في البحر كانت الدوحة القَطَرية ترحب علناً بوزير الصناعة الصهيوني الجنرال المتقاعد بنيامين بن إليعيزر، وبعد المجزرة بساعات كان أمير الدوحة يهز الأرض بوزنه وكلماته مطالبا الجامعة العربية بالانعقاد، لكنه لم يجرؤ على طرد الوزير، فكيف ويا للجنون، "ارتهانه"! وبعد المجزرة بساعات كان المفكر القومي على قناة الجزيرة ينقد الأنظمة العربية، ليعود في المساء إلى خيمة الشيخة وربما يتناول العشاء الدامي في خيمتها مع "وزير" الله المختار!
هل هناك أعجب من هذا الوطن! يا لله كم كان الإعلام في خدمة التطبيع، كلام ساخن، وعبارات بأوزان الفيل، ووراء الشاشة أنخاب التطبيع وترتيب مسلسل الاعتراف بالكيان الصهيوني.
نعم هناك أعجب! هناك من لا يرون إلا ما يسمعونه ويشاهدونه على الشاشة أو ما تنشره الصحافة الرسمية.
ليست قطر وحدها، معظم العواصم الرسمية العربية تركع تحت أقدام الصهاينة. لماذا قطر وحدها بينما رئيس الدولة العربية الأكبر يهنىء نتنياهو بذكرى احتلال فلسطين عام 1948.
ليس اللافت والعجيب سلوك الفاشيست، بل العجيب ذاك الموات العربي!
بقي أن نقول، إن الكيان الذي بنى لنفسه ذلك الدعم والعطف الدولي يُثبت للعالم يوماً بعد آخر أنه كيان انتحاري. هذا هو التحدي لنا كي نرث الأرض/الساحة الأممية التي استغل واستباح، وهذا محال طالما لم نجتث من بيننا وباء التطبيع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل