الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المفاوضات السياسية لتشكيل الحكومة العراقية

محمد حبيب غالي

2010 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك في ان العراق يمر هذه الايام بمرحلة مهمة في تاريخ حياته اذا لم تكن الاهم , حيث يحاول تشكيل حكومة تقوده في الاربع سنوات القادمة , والعراقيون الان بانتظارهم تشكيل هذه الحكومة التي خرجوا لانتخابها قبل ثلاثة اشهر تقريبا, وهي الحكومة التي ربما تخرجهم من اوضاعهم المتدنية بكل اشكالها عبر تنفيذ الوعود الانتخابية التي عرضوها الفائزين عبر قوائمهم قبل الانتخابات .
هذا الانتظار من جهة المواطن العراقي يرافقه مفاوضات من قبل الجهات السياسية والكتل حول الاتفاق على شكل الحكومة وعناصرها , وهذه المفاوضات تخضع لكثير من العوامل اهمها نتائج الانتخابات وعدد المقاعد التي حصلت عليها كل كتلة , بالاضافة الى عوامل اخرى منها الضغوطات خارجية من الدول المحيطة والغير محيطة , فضلا عن ضغوطات داخلية من كافة الجهات .
لو تطرقنا الى اهم وسائل تشكيل الحكومة العراقية , حيث موضوعنا اليوم , وهي عملية التفاوض وانـواعها , فقد تختلف انواع التفاوض وعملياتها عن بعضها البعض , فالباحثون يعرفون التفاوض علـــى انه ( العلم الذي نحاول من خلاله تجنب تفجير الصراعات والجدل العقيم الذي يستنفد الوقت والجهد البشري في غير الصالح العام ولا يتناسب حاليا وسرعة إيقاع العصر ومتطلباته على جميع الأصعدة ) , اي بمعنى اخر انه العلم الذي نحاول من خلاله ان نرضي كل الاطراف وبالطرق السلمية لان استخدام العنف فيه يخرج من اطار المفاوضات , اما انواع المفاوضات فهي بالشكل الاتي وكما يحددا الدكتور حسن محمد وجيه في كتابه مقدمة في علم التفاوض الاجتماعي والسياسي :.
• مفاوضات لصالح كل الاطراف : وهذا النوع من المفاوضات ما تتصف به العملية السياسية في العراق , فالكل يريد ان يربح ولا يخسر شيء حتى الخاسرين بالانتخابات يشاركون بالمفاوضات ويطلبون مناصب , ويعرف هذا النوع بـ " اكسب واكسب " , فلا بد أن يقتنع كل الاطراف بأنه لا نتيجة ايجابية غير الوصول إلى حلول وسط في قضايا التفاوض المتعثرة , وهو باعتقادي من اصعب انواع المفاوضات واعسرها .
• النوع الثاني هو التفاوض من أجل مكسب لأحد الأطراف وخسارة للطرف الآخر : هذا النوع من المفاوضات ما تصبوا اليه بعد الكتل السياسية والتي هي تعرف نفسها بانها خاسرة فتحاول ان تتفاوض من الفائزين مقابل اعطاءهم جزء صغير من الكعكة الكبيرة , فهو افضل من التنحي جانبا والاكتفاء بالنظر للكعكة فقط .
• اما النوع الثالث فهو التفاوض الاستكشافي : حيث يتمثل بقيام بعض الدول المجاورة وتكون على شكل الوسيط , وتحاول ان تقرب وجهات النظر بين الجهات المعنية في التفاوض , لكن غالبا ما يكون الوسيط يميل الى جهة معينة من المتفاوضين , فمثلا تدخل تركيا في المفاوضات والكل يعرف تركيا الى اي الجهات تميل , وايران وتدخلاتها ايضا معروفة الى اين تميل واين تصب توجهاتها ومن يمثلها .
• اما النوع الرابع فهو التفاوض التسكيني أو الاسترخاء التفاوضي : والذي يتواجد عندما تكون هناك صعوبة بعملية التفاوض وكثرة التجاذبات السياسية, التي لو تركت فانها سوف لن تجلب اي نتيجة حتى على الامد البعيد , فتجد هناك جهة معينة تحاول جمع الاطراف كلها ليس للتفاوض كما في النوع الثالث وانما لاذابة الجليد الموجود بين الكتل السياسية ومن ثم يتم مناقشة التفاوضات , واكبر مثال على هذا النوم وهو ما يقوم به رئيس الجمهوري مام جلال بين فترة واخرى لجمع الكتل السياسية على مائدة غداء محاول اذابة الجليد بينهم .
برأيي انه ليس من المهم تشخيص نوع المفاوضات ودراستها وانما المهم هو الانتهاء منها بنتيجة ايجابية وتخليص الشعب العراقي وانقاذه من هذه الازمة وتشكيل حكومة باسرع وقت ممكن , فالكثير من الاشياء معلقة الى تشكيل الحكومة وفي مقدمتها ان هناك اكثر من مئة الف درجة وظيفية تنتظر تشكيل حكومة حتى يأتي من يشغرها من الشعب العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن