الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تعاملت اسرائيل بقسوه مع سفن الحريه؟

ادم عربي
كاتب وباحث

2010 / 6 / 1
القضية الفلسطينية


منذ الحصار الشامل الذي فرض على قطاع غزه , كانت هناك محاولات كثيره من اجل فك الحصار من متضامنين دوليين عربا وغير عرب , وقد نجحت بعض سفن المساعدات في ايصال مساعدات انسانيه سابقا , ولكن ما هو الحال في هذه السفن؟

سفينة المساعدات هذه تسمى مرمره ترفع العلم التركي ومعظم متضامنيها من الاتراك بالاضافه الى جنسيات اخرى , تقود ستة سفن ترفع اعلام دول مختلفه وتحمل مساعدات انسانيه بملايين الدولارات لقطاع غزه.
السؤال ما الذي يجعل دوله لها غواصات حربيه حتى في الخليج ان تهاجم سفينة مساعدات انسانيه وتقتل اكتر من عشرين متضامن وجرح واعتقال العشرات .

الروايه الاسرائليه على لسان الوزير ابن اليعازر , حيث صرح من قطر حيث كان يحضر مؤتمر اقتصادي صرح انه حدث اعتداء على الجنود الذين كانوا يعترضون السفت في المياه الدوليه وقال كان معهم سكاكين وهروات.

الحقيقه من وجهة نظري ليست ضمن ذاك السياق , وانما ضمن حسابات سياسيه دقيقه , فاسرائيل باعتراضها السفن وقيادتها الى ميناء اشدود , انما تؤكد للعالم انه لا يمكن رفع الحصار عن غزه رغم الانسحاب منه الا اذا كانت حماس ضمن المنظومه السياسيه في المنطقه , فغزه هي حجر الغالق في بناء الهرم ,لذلك كان الرد الاسرائيلي عنيف كمقدمه لرفع الحصار بتفاعلاته الدوليه والشعبيه.

وثانيا تركيا هي المقصوده في هذا التصعيد , فكما هو الحال في السياسه التركيه ومحاوله منها للضغط على الاتحاد الاوروبي من الدخول فيه في مواجهة رفض متكرر من الاتحاد بعدم دخولها , فهي تحاول ضمن توجه جديد ان تشكل قوه اقليميه ضاغطه , لذا فهي تقترب من منظومة دول الممانعه ,
والحقيقه الاخرى ان اسرائيل تريد الضغط على حماس دون المساس بوجودها , من اجل استكمال الارضيه السياسيه التي بدئتها في 2005 مع انسحابها من القطاع من طرف واحد , فلا ننس ان اسرائيل اعترفت ضمنيا بحركة حماس , وقد يكون هذا الرد القاس على السفن هو كمقدمه لرفع الحصار
واسرائيل تجد نفسها هذه الايام في وضع لا تحسد عليه بسبب الضغوطات الدوليه وخصوصا الاوروبيه والفلسطينيه في رام الله من اجل تقديم استحقاقات خارطة الطريق , فقد التزم الطرف الفلسطيني حرفيا فيها بل زاد عليها ولم يبقى الا الالتزام الاسرائيلي واستحقاقات العمليه السلميه ,
قد تجد اسرائيل امام هذا الواقع المخرج الوحيد المتاح لها هو التصعيد وفي كافة المجالات . فالسلطه الفلسطينيه في رام الله بقيلدة ابو مازن ورئيس وزراءه القوي فياض والمدعوم اوروبيا التزموا بكل منطلبات خارطة الطريق ولم يبق الا الالتزام الاسرائيلي , فالتصعيد هنا مصلحه اسرائيليه , او العزف على وتر حماس , وليس غريبا ان نجد الرئيس الفلسطيني يفكر في زيارة القطاع هذه الايام ,
في تلك السفن لعل هنالك حزمة مصالح مشتركه لجميع الاطراف , فتركيا تجد فيما وصل اليه الامر شعبيه في العالم الاسلامي وضغط على الاوروبيين , وتهديد جراء التجديف في مياه الممانعه العربيه والاسلاميه , والسلطه الفلسطينيه تجد نفسها كمنظمة تحرير صاحبة المشروع الفلسطيني في أي حل عربي اسرائيلي , تجد نفسها تقترب من حماس في مواجهة فياض الذي يحظى بدعم اوروبي لا متناهي , ولكنه يزعج اسرائيل.
وهكذا قد يكون التصعيد مصلحه تركيه اسرائبليه , حمساويه او سلطويه ولكنه بالتاكيد لن يكون مصلحه فلسطينيه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليلك للامور ذكي وغريب
ناهد ( 2010 / 6 / 1 - 22:22 )
احييك الكاتب القدير على مقال بتحليل ذكي ومن زاوية اخرى للموضوع
اكثر ما افكر به هو اولئك الضحايا ، ضحايا الانسانية ممن كانوا على متن السفينة والاطفال والاسر في غزة الذين انتظروا الحليب وزجاجة الدواء .
سلام

اخر الافلام

.. فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في ظل


.. الانتخابات الفرنسية كيف تجرى.. وماذا سيحدث؟| #الظهيرة




.. استهدفهم الاحتلال بعد الإفراج عنهم.. انتشال جثامين 3 أسرى فل


.. حرب غزة.. ارتفاع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 19




.. إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأدنى