الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاجل: لم يمت كثيرون !

عبدالعزيز البرتاوي

2010 / 6 / 1
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


بين دبّابتينِ..

قال لي رجلٌ برأس وبسطارين: أيها العربيّ، أنتَ لا تساوي ثمن طلقة حتى. وأطلق النار على فراشة عابرة.

النشرة الإخبارية، تميل لطقس غائم، والنشرة الجويّة، تعلن سقوطَ قتلى، ليسوا كثيرينَ هذه المرّة. والنشرة الرياضية، تتابع صعود الأسهم بسبب توقّف النشرة الاقتصاديّة لمتابعة أولمبي القنص الحيّ في البحر المتوسّط.

الخليفة الصهيونيّ يخطب في جنود الأعداءِ نحنُ: البحر أمامكم، وخلفكم، وفوقكم، وتحتكم، ..

قنوات "عربية"، تتابع المسلسل التركيّ، للفتاة الحلوة، بعيداً عن المذبحة التركيّة العربية، للفتيان الحلوينَ.

الصحفيّون، وجدوا من الأخبار، ما يكفي لصحيفتين. وتركوا التحريرَ، للجنديّ الذي يكتب بالدم، ويرقّم صفحاته، بأعدادِ الشهداء.

وحيدونَ نحن، هزيلونَ، بقايا فتات. مقتولونَ في البرّ والبحر، وبينهما ..

شمتت بنا الكلاب الضالّة في الصحاري. والقروشُ الآنَ في أعماق البحار تقهقه على أمّة ذليلة.

لا قافية تكفي لبناء قصيدةِ هجاء، والمدح حين تنهدم السفينة (أوبريت) وطنيّ بلحن يهوديّ.

وعقارب الساعة حين تمشي لليسار، لا يمكن أن نحلم بوصولها للوقتِ الصحيحِ، ولو صدفة !

أعتبرُ الآن، أنّ كوبَ القهوة هذا، أكثر شرفاً من كلّ الحكام. وأنّ أكبر عارٍ يمكن أن يكون، أن نلطّخ دماء الشهداء الذين رحلوا، ودماء الشهداء الذينَ ينتظرونَ الرحيل، بأن نعرض عليهم مساعدة الرجال الذي يسمّونَ أنفسهم حكّاماً، ونسميّهم قتلة.

قلْ لي: حين يقتلكَ اللصّ وأبوكَ ينظر إليه باسماً، من اللصّ إذاً ؟!

ومن الذي فتح البابَ للآخر؟! ومن ذا الذي قال للصّ: لديّ ابن صالح للقتلِ، وبنت صالحة للهتكِ، تعال.. فافعلْ ما تشاء ؟!

ومن قال للآخر: أيها الرفيق، قد أستنكر أمام الأبناء عنفَ سكّينكَ في القتلِ !

ماذا أفعلُ ؟!

إنّ هذا أقلّ ما يجب أن أقوم به لأحظى بأبوّة هؤلاء الحمقى !

على العربيّ الحقيق بالحياة. أن لا يلتفتَ بعد اللحظة، إلى "حكومة". حتى لو كان حافياً. وليبحث عن مقاس آخرٍ غير مقاسات هذه "الحكومات".

يجب أن يكون درس الجغرافيا اليوم، عن البحر الأحمر المتوسط. فالبحر الأبيض، مضى مع آخر يدٍ ممزقة لملوّح بالحريّة، وموجة دمٍ منبعثة من أسطول الأحرار !

يجب أن يكون درس التاريخ، عن الدولة العثمانيةّ، الرجل الطبيب، والأمة العربية، المرأة المريضة. والحكايا القديمة عن تركة "الرجل المريض"، يجب أن تُباع في أقرب حراج، أو مزاد، أو دكان، أو برلمان عربيّ/عبريّ في نفس الوقت.

يجب أن يكون درس الحساب عن الشهداء الذين بقوا، هل يساوي عددهم الشهداء الذينَ رحلوا، ومن أكثر "عدداً": (300) مليون عربيّ، أو (5) ملايين عبريّ ؟!

يجب أن يكون درس الفقه اليوم، عن بلوغ النصاب في شعوب البقر، وحوَلان الحولِ على حصار غزة (3) مرات، ووجوب التزكية فوراً ..

يجب أن يكون الدرس اليومَ، أن لا درسَ. فقد أفقدتنا الصفعة كلّ ما نملك من أحقيّة الطالب للبقاء مفتوح الفمِ، أمام معلّم كذّاب، يزّيف المعلومة، ويشغل الطالب عن بيته المسروق ..

قال لي صديق: أجّل هذا النصّ إلى مجزرة قادمة.

قلت له: لا اللغة تزول، ولا المجازر تنتهي.

الحبر لنا، والبحر لهم. كلّ الأمر: حزمة من الشهداء هناك، وحزمة من الورق هنا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
ناهد ( 2010 / 6 / 1 - 18:37 )
اسلوبك وتعبيرك اكثر من رائع عكست فيه واقع الحال .
هي ازمة الضمير والانسانية التي نُعانيها مع اسرائيل ولن تتوقف عن ذلك فلا رادع لها والكلمة اثبتت دوما عدم جدواها .

سلام

اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح