الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قافلةُ الحريةِ .. مَبرومٌ علي مَبرومٍ!!

حسام محمود فهمي

2010 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


هاجمَت البحريةُ الإسرائيليةُ سفنَ قافلةِ الحريةِ التركيةِ، قُتِلَ كثيرون ومن أُصيبوا أكثر. الغضبُ ثارَ في تركيا، طبعاً بأكثرِ مما أظهرَت الدول العربيةِ والإسلاميةِ، بعضُ مظاهراتٍ انطلَقَت، سدُ خانةٍ. مذيعو الفضائياتِ وجدوها فرصةً للظهورِ كأبطالٍ ومصلحين وثوريين، يُهددون ويتوعدون، طبعاً أعلاهم صوتاً من هم في فضائيات الفلوس السعودية التي تذيع من مصر، بجاحة بصحيح. اسرائيل خططت ودبرَت ونفذَت، بتصميمٍ، منظمو قافلةِ الحريةِ تصوروها نزهةً، لم يقدروا العواقبَ. من المخطئ، اسرائيل أم منظمو رحلةٍ لم تتمْ؟
ما أسهلَ ركوبِ موجةِ التنديدِ والتباكي علي الضعفِ والخري العربي والإسلامي، ما أيسرَ التنديدِ بالبغي الإسرائيلي، ليس هكذا يكونُ فهمُ الأمورِ. من نظموا رحلةَ الحريةِ اعتادوا في بلدانِهم الخروجَ علي النظامِ، علي فرضِ ما يريدون بالأمرِ الواقعِ، بالصوتِ العالي، اعتادوا تراجعَ السلطاتِ في دولِهم إيثاراً للسلامةِ، أنظمةٌ مرفوضةٌ داخلياً، علي هذا الوترِ يلعبون. لكن، لا مؤاخذة صايع لا يلعب علي صايع، ولا بلطجي علي بلطجي، ومبروم علي مبروم ما يلف، ما يقترفُ مع الحكوماتِ المخزولةِ بأفعالِها لا يجوزُ مع العالمِ وبالذاتِ مع اسرائيل.
مُنظِمو رحلةِ الحريةِ أرادوها فرضاً للأمرِ الواقعِ، دخولُ مياهٍ محظورةٍ بحكمِ الاحتلالِ، كيف تقبلُ اسرائيل وهي في حالةِ حربٍ مع حماس وحزب الله دخولَ سفنٍ قد يكونُ فيها السلاحُ مخبئاً؟ الأمرُ لا يحتملُ المجازفةَ، لا مجالَ للرحمةِ في الأمنِ القومي، ألا تُطبقُ حماس هذا المبدأَ مع المنشقين عليها؟ ألا تقتلهم بالشكِ؟ وماذا عن إيران؟ والسعودية؟ وغيرِهم وغيرِهم؟ اسرائيلُ تَعرِفُ أهدافَها، وكالعادةِ من يرون أنهم يدافعون عن الحقِ لم يروا في غفلتِهم إلا بحاراً مفتوحةً وزهوراً ووروداً أمام الكاميرات ووراء الميكروفوناتِ، تصوروها صراخاً وأهازيجاً وأناشيداً، سطحوا الأمورَ كما اعتادت ثقافةُ مجتمعاتِهم، استمرأوا تخاذلَها في إيقافِهم ومواجهتِهم، توهموا أن العالمَ هو مجتمعاتُهم الخانعةُِ وأنظمتُهم الوهميةُ.
الحقيقةُ موجعةٌ، لم يتدبرْ منظمو رحلةِ الحريةِ، واستغلَت اسرائيل الخطأَ الفادحَ، للبلطجةِ ناسُها، وللصياعةِ كذلك، ليست بالصوتِ والجعجعةِ،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس ذكاء اسرائيل ولكنه غباء العرب
عاطف المصرى ( 2010 / 6 / 1 - 16:12 )
معك الحق فيما تكتب اسرائيل تعرف تماما ماذا تفعل وكيف تتصرف ونحن ايضا نعرف كيف نشجب و نثرثر
قل لي بالله عليك يا دكتور حسام لماذا تستمر اسرائيل في مواجهه العالم ونحن نخسر قضايانا معها
ومن المؤكد ان حماس تعرف جيدا ما حدث وهي سعيده بهذه النتائج كيف تفرض واقعها علي العالم
لماذا لم يسمحوا لها بالتفتيش وكان بالتاكيد سيتفادي وقوع هذه المهزله
اذا كانوا واثقيين انه لا يوجد سلاح ضمن القافله فلماذا الخوف اذن والتباكي؟
لا احد يحب الحروب ولا يشجع عليها واذا كنت امام عدو يمتلك يقين بمحاوله محوه فلا ننتظر ان ينثروا علينا الورود
ماذا كان ينتظر غير ما حدث
حماس تحاول بشتي الطرق فرض وجودها العبثي ولو بنحر البشر في غزه المهم ان يتعامل معها العالم علي اشلاء ضحاياها
المسؤول الاول عما حدث هم قاده حماس
الا يوجد شيء من العقل ولو لمره واحده
بلطجه وصياعه حقا
المهم الا يكون ذلك سببا لتمرير تزوير الشوري لانها فرصه عمر القاده العرب وانظمتهم ان يتوه شعوبهم في حلم القضاء علي اسرائيل ونصحي علي الواقع المؤلم في بلادنا دائما
لك تحياتي


2 - لوم الضحية
ناهد ( 2010 / 6 / 1 - 19:04 )
ما يقدمه مقالك استاذ حسام هو لوم للضحية ، حضرتك تلوم اولئك الانسانيون الذين حاولوا مساعدة شعب غزة المهقور داخل الوطن وخارجه ، نعم ما اوردته صحيح حول احتلال غزة وان مفاتيحها البحرية والبرية والجوية بيد اسرائيل ، لكن الا ترى انك بذلك تُقدم مسوغ وتبرير لتلك القرصنة والقتل ؟ ! كانت اسرائيل لو ارادت بغنى عن ذلك الاجرام ، فبيدها حل بديل يكتفي بالاعتقال لهم وليس القتل .
سلام


3 - السيد الكاتب
صفاء ابراهيم ( 2010 / 6 / 1 - 19:52 )
قبل ان تلوم المقتول وتبكي على القاتل تذكر
ان العملية جرت في مياه دولية
والسفن اقتيدت وفتشت ولم يعثرفيها على سلاح
وخلط الاوراق لكي تضيع معالم الجريمة هو مضيعة للوقت لا اكثر


4 - بل هم تعمدوا الظهور بمظهر الضحية
nagazaki ( 2010 / 6 / 1 - 23:30 )
إلى الأخت ناهد..-لوم الضحية -
ماذا كان يضير أعضاء هذه القافلة لو قبلوا بالتفتيش طوعاً ..أكيد لا شيئ.. ولكن كيف يمر الأمر في هدوء دون إفتعال بطولات اسطورية عن مجابهة الشجعان النبلاء العزل-إلا من الأسلحة البيضاء- ضد القوات الإستعمارية الوحشية المجنونة ..ما هو نوع رد الفعل الذي كانوا ينتظرونه بعد أن بدأوا بإستعمال الأسلحة البيضاء وخطف بندقية جندي وإطلاق النار منها؟ هل كانوا يتوقعون تحذير ينبعث من مكبر صوت قائلاً -عيب كده يابني إنت وهو مايصحش-؟ هل كانوا سيقومون بنفس هذه التصرفات لو كانوا يواجهون قراصنة صوماليين مثلاً أو حتي قوات بلدانهم الأمنية؟ بكل تأكيد لا .. ولكنهم حسبوا أن القوات الإسرائيلية لن تفعل أكثر من شل حركتهم مهما فعلوا..وهذا غير منطقي فمن يواجهني بسكين لن أرد عليه برشاش الفلفل..أم أنهم كانوا يتصورون أنهم سيتغلبون على القوات البحرية الإسرائيلية.. هم بكل تأكيد أساءوا أختيار وسيلة تحقيق البطولة المفتعلة التى سعوا إليها .. فكان يكفي المقاومة البدنية دون سلاح ما لينتهي الأمر على أكثر تقدير بإصابات بسيطة.
إن مقالات الكتاب في مختلف المواقع وكذلك تعليقات القراء على هذه المقالات -يتبع


5 - تابع- بل هم تعمدوا الظهور بمظهر الضحية
nagazaki ( 2010 / 6 / 1 - 23:44 )
منذ عدة سنوات قرأت مقالاً يعلق على صورة فتوغرافية يظهر فيها طفل فلسطيني لا يتعدى الثانية عشر من عمره يقف على مسافة حوالى عشرة أمتار في مواجهة دبابة إسرائيلية ممسكاً في يده بحجر ويتهيأ لقذفه على الدبابة وتقريباً جميع التعليقات العروبية المسطحة كانت عن شجاعة هذا الطفل .. ما عدا قلة نظروا إلى هذه الصورة بعمق أكثر .. فهذا الطفل هو وليد نظام غير ديمقراطي فليس من المتوقع أن يقف في مواجهة قوات نظامية وهو يعرف أنها سوف تسحقه ببساطة .. بل هو مدرك تماماً أنه يواجه عدو عاقل ومتحضر وأن هذه الدبابة لن تدهسه..هذا هو الفارق بين وجهات النظر المتعارضة في رؤية وتحليل جميع المواجهات بين كل ما هو متعلق بالعرب والمسلمين وبين أي طرف آخر.


6 - عاطف المصري و ناجازاكي
كميل أبو هديلة ( 2010 / 6 / 2 - 09:25 )
ما جاء بكلي التعليقين هو عين الحق

أكثر ما يقزز في الموضوع هو محاولة الباسه صورة المساعدات الانسانية

مدّعي الانسانية هؤلاء لم يكن هدفهم المساعدة أو نقل شحنة اسمنت بل جاءوا للضغط السياسي عالمين ما أعلنته اسرائيل من عدم قبولها لاقتحام الحدود...

كان الهدف هو افتعال اكبر ضجة ممكنة واستثمار رد اسرائيل ضدها ونجحوا نسبيا في ذلك لأن دولا كثيرة لم تجد من مصلحتها الوقوف ضد منظمات مدّعي الانسانية التي يحركها الحنجوريين

اعلموا يا عقلاء ان لا دولة في العالم تقبل باقتحام حدودها وسبق لمصر أن تصدت بعنف لمن حاول ذلك في الماضي

على المقتحمين تقع كل المسئولية


7 - متفاجئة من تعليقاتكم
ناهد ( 2010 / 6 / 2 - 19:17 )
اعزائي المعلقون
أنسيتم ام تناسيتم ان الاعتداء كان في المياه الدوليه؟
أنسيتم ام تناسيتم كل ذلك الحصار الذي يدفع ثمنه الشعب تحت توقيع الثلاثي اسرائيل - حماس -فتح ؟
انسيتم ام تناسيتم ان تلك السفن كانت محملة بالمعونات لمن هم في حاجة وهو الاهم برأي من قذراة السياسة والمكاسب السياسية ؟
لعلكم لم تسمعوا شهادات العيان او لعلكم اطبقتم جفونكم عن تلك الصور التي تُظهر الكوماندوز الاسرايئلي ينفذ عمليته من خلال الطائرات فهل يصل السلاح الابيض لمستوى طائرة ؟
انسيتم ام تناسيتم حق اولئك وان كانوا مدنيين وسلميين بالدفاع عن حياتهم حتى وان اضطروا الى تخليص احد جنود الاحتلال بندقيته ؟
انسيتم ام تناسيتم انه توجد طرق اخرى بديلة للتعامل مع تلك القافلة غير المرغوبة لاسرائيل بعيدا عن القتل؟

بالطبع هو لوم للضحية حتى وان كانت هذه الضحية غير متعقلة ولم تحسب الامور بالدقة الكافية وكذلك الامر لو اعتبرنا ان الضحية هم سكان غزة ممن انتظروا هذه المساعدات الا ان الثمن كان اكبر بكثير من الجُرم هذا لو افترضنا ان المساعدات الانسانية هي الجُرم .
شكرا للجميع
سلام


8 - الاخت ناهد (تعليق 7)
كميل أبو هديلة ( 2010 / 6 / 3 - 10:26 )
أقتبس من التعليق:
( فهل يصل السلاح الابيض لمستوى طائرة ؟
اتناسيتم حق اولئك.. بالدفاع عن حياتهم.. ؟
انسيتم ام تناسيتم انه توجد طرق اخرى بديلة للتعامل مع تلك القافلة غير المرغوبة لاسرائيل بعيدا عن القتل؟)

* نعم السلاح البيض عند استعماله يكون أخطر من بندقية ساكنة..وفي مواجهة جنود بالحجارة قمة الجبن والنذالة لأن المتظاهر يعتمد على عدم استخدام الجندي لسلاحه..
أيجب على المسلح القاء البندقية و البحث عن سكين مطبخ أو حجر ليرضى المغالطون ؟ هذا عبث!

*حق المدنيين في الدفاع عن حياتهم (؟؟؟) وهل ضربت البواخر بالطوربيد والمدافع أم أن الامر بدأ بتحذيرات علنية دامت اياما ثم انزال بالمظلات للسيطرة على خط سير المراكب دون المساس بالبشر...
ثم لماذا لم يسقط موتى على باقي البواخر الست ؟؟؟

*هل (توجد فعلا طرق كثيرة بديلة للتعامل مع هؤلاء) ؟؟؟ أيمكنك انارتنا بمثال ؟؟
الهدف من القافلة كان اثارة اكبر قدر من الضجة بغض النظر عن سقوط ضحايا

اخر الافلام

.. يورو 2024.. المنتخب الإنكليزي يجري حصة تدريبية من نوع خاص


.. مكتب نتنياهو: المقترح الذي وافق عليه رئيس الوزراء حظي بدعم ا




.. شروط جديدة لنتنياهو قبل المفاوضات حول الصفقة مع حماس


.. تفاعلكم | -استقيل- .. الضغوطات تتصاعد على بايدن من داخل حزبه




.. بعد 9 أشهر من الحرب.. ماذا حدث في غزة؟