الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشهد.. بين العقد الشرعي وزيجة المتعة

أحمد زكارنه

2010 / 6 / 1
القضية الفلسطينية


إن الممارسة السياسية الوحيدة التي تستحق الاحترام، هي تلك الممارسة التي تستفيد من الأحداث القريبة والتجارب البعيدة.
على هذه القاعدة حري بالساسة العرب والفلسطينيين على وجه التحديد تفكيك مشهد التحدي الصهيوني للنظام الدولي برمته، لصالح إحداث فعل سياسي يصب في صالح القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية.

فإن الحديث طيلة الوقت عن تلك القرصنة الإجرامية التي مارستها قوى العنصرية والاحتلال الصهيوني، ضد المتضامنيين الدوليين من كافة أصقاع الأرض، دون فعل سياسي في الاتجاه المعاكس ربما يؤدي من حيث ندري أو لا ندري دوراً وظيفياً لا يفيد إلا الاحتلال، ما يحول التركيز على الجرم الظاهر إلى انسياق وراء ادعاءات كاذبة فيصبح الإرهاب والحق وجهين لعملة واحدة، على شاكلة المطالبة بفتح تحقيق في حادثِ جرمِ واضح وضوح الشمس ليس بحاجة لأي تحقيق من أي نوع يساوي بين الضحية والجلاد.

إن ما حدث لأسطول الحرية، إنما أدخل على مشهد الصراع عناصر قوة إضافية لصالح العرب والفلسطينيين، لا تتوقف فقط أمام إدخال تركيا إلى دائرة الصراع، ولكنّ الأمر يتخطى ذلك إلى حدود بعيدة تضع قوى الاحتلال الصهيونية في مصاف قوى العنصرية التي لا تعير القوانيين والاعراف والتقاليد الدولية والإنسانية أي احترام يذكر، فضلاً عن رفع الغطاء اللا أخلاقي الذي وفره النظام الدولي الرسمي لدولة الكيان الغاصب ردحاً طويلاً من الزمن، بل ويتعدى الأمر ذلك وصولاً إلى تعرية هذا النظام الرسمي الدولي برمته أمام شعوبه ومنظماته المجتمعية.

وبالنظر لتحرك الدبلوماسية التركية باتجاه تسجيل موقف سياسي دولي عبر المنظمة الأممية، وتحرك مصر باتجاه فتح معبر رفح بالاتجاهين، فسنجد أن مثل هكذا تحركات، تنم عن ذكاء عالي المستوى بصرف النظر عن حصيلة النتائج المرجوة من هكذا تحركات، كون الأصل في الممارسة هو إحداث فعل الحركة، تماماً كما فعلت الكويت والجزائر كل على حدى عبر مشاركاتهما الفاعلة في ذلك الأسطول المتحرك بفعلٍ قانوني إنساني.

هنا جدير بالقوى السياسية العربية والفلسطينية، النظر إلى ما يملكون من أوراق فاعلة، يمكن استخدامها في مثل هذه اللحظات الفارقة من عمر الصراع، فما قررته السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، حول إرسال وفد مشترك من اللجنة المركزية لحركة فتح وأمناء الفصائل الفلسطينية برئاسة رجل الأعمال منيب المصري، إلى غزة لإتمام وإنجاز المصالحة الفلسطينية فورا، يعد خطوة متقدمة بحاجة لمزيد من الخطوات المترافقة على الصعيدين المحلي والإقليمي.
ومثل هكذا خطوات هي خطوات واضحة للعيان ليست بحاجة لذكاء خارق، فهناك على سبيل المثال لا الحصر، ملف المعتقلين السياسيين على كلا الجانبين، كما يوجد هناك حاجة لإعلان موقف واضح وصريح من قبل حركة المقاومة الإسلامية حماس نحو التوقيع دون شرط أو قيد على صك المصالحة باتجاه مواجهة الاحتلال بإرادة وطنية موحدة.

أما على الصعيد الإقليمي فهناك أيضا خطوات عديدة يمكن اتخاذها، أقلها الإعلان الفوري عن فك الحصار عن غزة بشكل رسمي وإرادة عربية موحدة، بإمكانها أداء دور دبلوماسي في حشد الدعم اللازم لإعلان قيام الدولة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 67 والقدس عاصمتها الأبدية، مع وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، باعتبار مدينة القدس والضفة الغربية أراض محتلة على الأسرة الدولية العمل لإنهاء هذا الاحتلال، ربما عبر استدعاء قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني والفصل بين الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
إن اللحظة الآنية، هي لحظة تاريخية حاسمة، ليس فقط على صعيد الساحة الفلسطينية، وإنما على كافة الصعد والساحات العربية وغير العربية، باعتبارها لحظة مواتية وقابلة لعقد قران قوى العمل الوطني القومي على حركات الإسلام السياسي المعتدل، إن صدقت النوايا، فهل سنفعلها، أم أننا بحاجة لمزيد من الدماء للدلالة المنطقية على ضرورة الوحدة الوطنية بين كافة تيارات العمل الوطني العربي؟ وإن اقتنع الجميع بحتمية اللحظة فهل سنفهم المعنى الحقيقي لعقد مثل هكذا قران، أم سنبدو كمن يحرر عقداً عرفياً لزيجة متعة؟؟؟. سؤال أعتقد سيجيب عنه الفعل العربي في القريب العاجل.

بقلم: أحمد زكارنة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة