الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكيان الصهيوني في مواجهة قافلة الحرية ثقافة الوحشية والهمجية .. في مواجهة ثقافة الإنسانية والنبل

تجمع اليسار الماركسي في سورية

2010 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


(بيان من تجمع اليسار الماركسي في سوريا – تيم)

رجال ونساء أحرار وشجعان حقا
أصحاب ضمائر حية حقا
ثمان مئة إنسان من أربعين دولة من أصقاع العالم ، يدعمهم جهد ومساهمات عشرات آلاف النشطاء الأحرار ، ويؤيد مسعاهم الملايين.
حملوا لأهل غزة الصامدة الطحين واللباس والخيام والمنازل الجاهزة والإسمنت والخشب .... وخمس مئة كرسي متحرك للمعاقين جسديا .
قطعوا آلاف الأميال للقيام بما أيقنوا حق اليقين أنه واجبهم تجاه إخوتهم في الإنسانية، غير مبالين بالعناء الشديد والخطر الذي يعرفون أنه ينتظرهم، فإرضاء ضمائرهم الحية أهم عندهم من ذلك كله ،وخرق الحصار الهمجي على مليون وسبع مئة ألف إنسان من الرجال والنساء والأطفال، واجب يستحق كل ما يقتضيه الأمر لتحقيقه، دماء وأرواح و وقتا وجهدا وكفاءة ومالا.
مناضلون أحرار حقا، وشجعان حقا، قل مثالهم في زمن تسيدت فيه الإمبريالية المتوحشة العالم واستفردت فيه بشعوب بلدانها وأكثر منها بالشعوب المستضعفة مجازر واستعمارا جديدا وحصارا، وتدميرا للطبيعة وهتكا للقيم الإنسانية والثقافات ومسخا لها ، بما فيها قيم وثقافة الرأسمالية نفسها زمن صعودها قبل أكثر من قرن، وقبل أن تدخل في طور تعفنها الراهن ، بزعم العولمة ومكافحة الإرهاب ونشر الديمقراطية وغير ذلك من الشعارات الكاذبة التي توظف لخدمة عكس ما تقول، والهدف دائما واحد: المال والأرباح، وضمان المزيد من المال والأرباح ... في نهم مجنون لا حدود له.
حين هاجمت( قوات النخبة) الصهيونية قافلة الحرية ،وارتكبت مجزرتها الدولية الأشد عريا و انفضاحا في تاريخها، لم تهاجم فحسب هؤلاء البشر النبلاء الذين يشكل ما قاموا به وسام شرف على صدر الإنسانية جمعاء ، بل هاجمت أيضا ما يجسدونه من قيم وثقافة عند الجنس البشري كله. كانت تريد قتل هذه القيم وتدميرها وإرهاب كل من يحملها وردعه عن محاولة تجسيدها في سلوكه وحياته، لكي لا تتكرر ظاهرة ( أسطول الحرية) ، ولكي يستمر الحصار الوحشي على غزة( دون منغصات) حتى يركع كل أهلها ويستجدون الرحمة من الصهيونية والإمبريالية، خاضعين لشروطهما المذلة . وبهجومها هذا جسدت بأقصى وضوح تناقض قيم وثقافة الكيان الصهيوني وحكومته وجيشه، مع قيم وثقافة البشرية الحرة والنبيلة، وفي قلب هذه البشرية وقاعدتها: الشعوب المضطهدة والمحتلة أراضيها، لاسيما الشعب الفلسطيني.
بهذا ارتكب هذا الكيان أمام البشرية كلها الجريمة ـ الفضيحة، الأشد تعبيرا عن طبيعته كاستعمار عنصري لا حدود لوحشيته وغطرسته وعدائه لكل ما هو إنساني عند البشر، ولاستهتاره بالقوانين والمواثيق والشرائع الدولية. ولم يدرك مجلس الوزراء المصغر الذي اتخذ القرار بالهجوم على سفن مدنية في المياه الدولية، ولا قائد البحرية الذي أعطى الأوامر بإطلاق النار على بشر عزل ينقلون مساعدات إنسانية ولا شيء غيرها، لم يدرك هؤلاء المجرمون أنهم بفعلتهم هذه يكشفون قبح و همجية الوجه الحقيقي لكيانهم الغاصب ولثقافته وقيمه، أمام العالم كله، بعد أن بذلت الصهيونية جهودا هائلة لترويج سياق كامل من الأكاذيب المدروسة والمخططة، و أنفقت مليارات الدولارات على مدى عقود من السنين، لإخفاء ذلك الوجه باتقان، خلف قناع زائف من ( التمدن والحضارة و الرقي الإنساني).
وبهذه الجريمة ـ الفضيحة، اندفع الكيان الصهيوني المأزوم تاريخيا اندفاعة واسعة على طريق كشف أوراقه وحقيقته العنصرية المتوحشة أمام البشرية كلها، وسيدفع غاليا ، وأكثر بكثير مما توقع قادته ، ثمن جريمته هذه. وليست الاحتجاجات والإدانات والتظاهرات واجتماعات الجهات الرسمية وغير الرسمية في العالم، إلا بداية متواضعة لما سيعقبها من نتائج ، أول ما اتضح منها هو مؤشرات تحول عميق في العلاقات التركية الإسرائيلية، في حين يرتبط كثير منها بحجم الضغوط والتحركات الشعبية المتصاعدة في سائر أرجاء العالم.

يعيد الفعل الشجاع الذي قام به مناضلو أسطول الحرية الاعتبار للقيم الإنسانية الرفيعة، قيم النضال و المسؤولية الحقة تجاه المضطهدين من شعوب الجنس البشري والتضامن الأممي معهم، وقيم الضمير الحي والشجاعة والاستعداد للتضحية من أجل الواجب. ويفضح في الوقت نفسه ثقافة وممارسة التخاذل والجبن والاستسلام والاستجداء من قوى البغي والقهر ، تحت حجة أن العين لا تقاوم المخرز، وأن النضال والتضحية لا يجديان ما دام العدو قويا و قادرا على السيطرة بالقوة والعنف ..... فها هي العين تقاوم المخرز ... وتنتصر !
ويضع هذا الفعل كل قوى العالم أمام الامتحان، منظمات دولية ( الأمم المتحدة، محكمة الجنايات الدولية، منظمات حقوق الإنسان وسائر المنظمات الحقوقية ... الخ) و حكومات وأحزابا بل وأفرادا أيضا، وهو يفضح بقوة هائلة تواطؤ المتواطئين مع جريمة حصار غزة، وتخاذل المتخاذلين أيضا، بقدر ما يفضح بصورة لا سابقة لها ، الوجه المتوحش والهمجي للكيان الصهيوني وحصاره لغزة الباسلة بتواطؤ بعض الأنظمة والقوى العربية وتخاذل بعضها الآخر.
وفي الوقت نفسه ، يشكل هذا الفعل النضالي الشجاع علامة كبرى جديدة لبداية النهاية لحصار إجرامي عنصري يفرض على شعب غزة الباسل، رغم أنف القوة الإسرائيلية العاتية والدعم الإمبريالي و الرجعي العربي الواسع لها.

إن القضية الأبرز الآن هي كسر الحصار الصهيوني ـ العربي الرسمي عن غزة، وإسقاط كل الذرائع الإجرامية المستخدمة لتبريره، سواء كانت ذريعة سيطرة حماس عليها أو ذريعة الإرهاب أو أي ذريعة أخرى، في سياق المواجهة التاريخية مع المشروع الصهيوني العنصري ، واستعادة الشعب الفلسطيني في كل موقع لكامل حقوقه المشروعة على تراب بلاده، واستعادته قبل هذا لوحدته الوطنية بنبذ نهج أوسلو العقيم ، و إيقاف المفاوضات التي لا تنتهي ولا تثمرإلا خدمات للكيان الصهيوني ،مما يفتح الباب لالتفاف كل أبناء الشعب حول برنامج وطني كفاحي يجمع غزة والضفة والشتات في إطار موحد، يصب طاقات هذا الشعب المكافح في مواجهة المشروع الصهيوني العنصري المجرم.

فليكسر الحصار عن غزة الباسلة وليفتح معبر رفح فورا.
فلترتفع عاليا رايات الإنسانية الأممية وقيم النضال والتضحية في مواجهة المشروع و الكيان الصهيوني العنصري.
كل الإجلال لشهداء وجرحى ومناضلي أسطول الحرية البواسل، أتراكا وعربا وأوربيين ومن كل البلدان.
الحرية لغزة الصامدة ... النصر للشعب الفلسطيني و كفاحه وقضيته العادلة.

تجمع اليسار الماركسي في سوريا ـ تيم

1/ 6/ 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يخدعون نفسهم ويخدعون شعبهم
يعقوب ( 2010 / 6 / 2 - 12:04 )
على مثل هؤلاء قيل: لم ينسوا شيئاً ولم يتعلموا شيئاً

اخر الافلام

.. شبكات| فيديو يظهر شجاعة مقاومين فلسطينيين في مواجهة جيش الاح


.. شبكات| مغاربة يدعون لمقاطعة مهرجان موازين بسبب غزة




.. عمليات البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له


.. خبيرة بالشأن الإيراني: الدستور الإيراني وضع حلولا لاحتواء أي




.. كتائب القسام: استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور -نتسار