الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اردوغان يقود الثورة العربية القومية من جديد

خالد عياصرة

2010 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


اردوغان يقود الثورة العربية القومية من جديد


سوف أكون مباشرا ...،سوف اكتب بشيء تغلب عليه العاطفة المختلطة بالدم والجبن والقهر والانهزام،لن أكون موضوعيا ولا"زفت ولا سخام بين" بل أتمنى ان اتهم بأنني عدو للسامية والصهيونية.
سوف أبوح بسر خطير .... ولن انظر الى احد ... ولن احترم من لا يسير في تيار وجهة نظري ...بل وسوف اعتبره خائن ويعمل ضد المصالح الوطنية والإقليمية والدولية.
لا اخفي سرا ولا أبوح به ان قلت : إنني اشعر في قراره أعمق أعماق قلبي بشيء من الفرح والانبساط والانشراح والنشوى،وعلى استعداد ان اشرب كأس سكري في وضح النهار تعبيرا عن هذا الفرح والانبساط.
قد يتساءل أحدكم عن السبب،فأقول إنني مبسوط جدا على ما أصاب غزة وأهل غزة وارض غزة وبحرها وسماءها. مبسوط جدا جداً جداً جداً على ان ثقافة الفعل والعمل لم تكن منا،نحن الذين ندعي العروبة ونسكر على جثتها الهامدة،بل أنا اليوم في اشد حالات ثملاتي ارغب اشد الرغبة في رؤية غزة وهي في فم البحر بغيته ان تتخلص منها دولنا العربية ومن التزاماتها التي لا وجود لها بالأصل في أجندتها الظاهرة والخفية.
انطلاقا من أمثالنا العربية التي تشبه حالنا الانهزامية والتي تقول:"الباب يلي بيجيك منه الريح سده واستريح" في حين يتوجب عليها الدعوة الى تكسير ذلك الباب ومواجه ما وراءه،باعتبارنا فرسان لا يشق لهم غبار.
مبسوط ان إسرائيل مازالت قادرة على ذل دولنا وحكوماتنا وجيوشنا،بمقابل صمتنا و تخاذلنا وضعفنا،خصوصا بعدما تم استبدال الفعل بالفاعل ومساعده الأصدقاء"المفعول به ومعه"والرضي بلعب دور حروف لا محل لها من الإعراب"يا خسارة لن يكن عندنا أبو الحروف عربي ليغير الواقع".
فإرضاء لإسرائيل،وعيون إسرائيل،وقلب إسرائيل،وذكورة إسرائيل،وفحولة إسرائيل ارتمت حكوماتنا العربية في حضنها،لتتذوق ماءها وعسلها وأشياء اخرى(.....).
آه آه على جرح غائر يحفر في أعماق القلب منذ الأزل.... عروبتنا إسلامنا مستباح،نحن وجلون في محراب الخوف بحجة ضبط النفس،جبناء بحجة إعمال لغة الحوار،خائفون في ميدان الشجاعة،صامتون حد الكفر والعهر .
يا حسرتي،لقد تخلى عنك الأشقاء والأصدقاء صديقتي....بل الأشقاء ألان هم أعداء منافقون لا يتقنون إلا فنون العمالة على سرير الأوطان والأجساد،تحت بند الوطنية وحفظ الأمن الداخلي من الانفجار،وحفاظا على المنطقة وشعوبها أمنه مستقرة وسائر البلاد،مع ان الحقيقة تقول ان هذه الأفعال التي نراها هي بمثابة صورة واضحة يراد منها حفظ العروش والكروش والكؤوس.
إسرائيل تستبيحنا أرضا وشعباً، وبدلاً من نصرة الأشقاء في دولنا العربية،تأتي تركيا أخ الأكبر"اردوغان"الذي بات يعتبر القائد "الثورة العربية القومية من الجديد " في هذا العصر للقضية الفلسطينية.وقائد الحملة دولية لكسر الحصار على أبناءنا في غزة،ورفض الانهزام والانكسار.
يسُير إمام أعيننا التي سوف"يأكلها الدود"أسطول لهذه الغاية،هدفه إعادة زرع وإشعال جذوة الصبر والمقاومة لشعبنا الصامد في غزة الأحرار والأبطال،تقوم إسرائيل باعتراض السفن في عرض البحر وتقتل من تقتل وتعتقل من تعتقل ،والعالم يقف بصمت لحظة تشجيع على فعلتها النكراء،على إرهابها الدولي،على جبروتها المدعوم،بما لذ وطاب من أسلحة ومساعدات وأموال صهيوامريكية ودولية وحتى عربية إقليمية.
شجب،استنكار،تنديد،بيانات،اجتماعات،تصريحات،وعود تتلو وعود،والى نهاية تيار الجبن الإنساني، لابد ان يكون هناك من فعل يعمل على وقف هذه استباحة الأوطان والإنسان والأحلام والآمال....تبا لنا...تبا لنا....
إسرائيل تستبيح الجسد الفلسطيني على مرأى ومسمع الأسرة الدولية منذ عام 1948 ،وكل عام لها"عرس دموي"يستنكره العالم دونما ان يحرك باتجاهها ساكن.
هي تؤكد سطوتها،وسيطرتها وقوتها وجبروتها وإرهابها،كل عام،دون ان تجد من يلجمها او يحد منه،ومن نازيتها،فاشستيها.
سقطت ورقة التوت التي غطت وسترت واخفت عورة حكوماتنا العربية التي افتقدت شرعيتها وعذريتها بعدما اغتصبت في معاهدات - ما يدعونه سلام شجعان وندعوه سلام"خرفان - في العلن وأخرى من أسفل اليد،وأسفل الليل ،وأسفل حكوماتنا.من المحيط الهادر الى الخليج النائم،سقطت ورقة التوت كرمال"دودة القز"وأضحت على أثرها شجيراتنا بلا أوراق،بل مجرد أغصان عارية،بعدما سيطرت"القز الإسرائيلية"عليها،بدعم من مصاصي الدماء الدوليين الذين يستلذون بحريرها،حتى وان كان مشغولا ومجبولاً بدماء الشعب الفلسطيني.
دول بارات،ملاهي،شركات عربية...قيل باطلاً أنها أوطان،أضحت سجون....تقوم تتقن فنون التكذيب على شعوبها، قائلة:أنها بذلت قصارى جهدها في سبيل انتشال شعبنا العربي الفلسطيني المسلم المقاوم الصابر من سجن هو الأكبر على مدار التاريخ،ويمثل صورة حية لجبروت العالم وقسوته،مع أنها في الحقيقة تحرسه بواسطة كلاب مدربة على شكل دول،وعملاء متأسرلون متغربون يدعون العروبة على شكل بشر.
عار واكبر عار ان نبقى هكذا ، ننتظر بالآخرين للدفاع عن قضايانا المصيرية وشعبنا وأوطاننا....عار عار عار ...
لله درك أيها الشعب الفلسطيني،أمازال فيك ورح للاستمرار،لله درك فما عدنا نحتمل هذا الصمت الذي أصاب الأجساد والعقول والأفكار والأقلام والإعلام ما عدنا نحتمل وصبرنا طال،تأخر الانفجار والفجر.... مللنا ...قسما بالله لقد مللنا.
الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أبطالنا الصامدون في غزه ورحمته من الله وبركه.

خالد عياصرة
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق خفيف
محمد الخليفه ( 2010 / 6 / 2 - 09:23 )
أردوغان ياسيدي يبحث عن مصلحة بلاده ويكسوه غرور عظيم وهو أمام الضعف العربي بأن يعيد أمجاد دولته العثمانية المقبوره ولذا تراه يلجأ إلى دغدغة المشاعر العربية والإسلاميه برفعه شعار الدين أيضاً، وهو يسرع الخطى لتحقيق أهدافه منافساً لإيران ليخطف قسمته من الكيكة العربية ، وما أشد عداء للعرب وللعروبة بعد نجاد إلا أردوغان، على العرب ألا ينخدعوا بإدعاءات إيران وتركيا تعاطفهم مع فلسطين ، حيث يرون أنها البوابة التي يستطيعون بها استباحة العرب وخاصة دول الخليج، اسرائيل أرحم بكثير من أن يحكمنا طغاة باسم الدين ممثلة بإيران وتركيا، كما أنه الأولى بهم أن يهتموا بإطعام شعوبهم بدلاً من إطعام أهل غزًة ، فالملاحظ أن وزن الطفل والمرأة والرجل الغزاويين يعادل ثلاثة من أوزان طفلهم ورجلهم وإمرأتهم وذلك بسبب الشبع والتخمة التي يعيشها الغزاويين ، فالموضوع كله سياسة في سياسة وسياسة معلومة الأهداف والنوايا لكل ذي بصيرة، ففي رأيي أن يتكاتف العرب قاطبة مع اسرائيل لدحر هذا العدوان القادم. مع احترامي لرأيك.


2 - الشاه نجاد والسلطان أردوغان
ضياء ( 2010 / 6 / 2 - 10:17 )
الأستاذ محمد الخليفه: معك 100%. تحياتي.


3 - هنيئا مريئا لاسرائيل
محمد الخليفة ( 2010 / 6 / 3 - 13:21 )
هل كان يدري محمد الخليفة؛أصلا أن الكعكة تحيط بها اسرائيل؛احاطة السوار بالمعصم؟ وأن دوله الخليجية هي محض عبد لهذه الدويلة؟ كعكك تأكله اسرائيل يوميا وأمريكا تمتصه بالتقسيط ..فهنيئا لكعكتك؛

اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟