الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكارثة الأخلاقية..تكريم الجلادين..!

نضال شاكر البيابي

2010 / 6 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية



الجهل غشاء سميك يحول بيننا وبين الحقائق التي تبدو في واقعنا زئبقية ، بعد أن تبلدت المدارك وأطفئت آخر شمعة من شموع المعرفة في العقول الصدئة ، وألجمت الألسن عن قول الحق إما بدافعية هوى أو غلبة لعصبية أو لقصور ذهني، أو طمعا في حظوة ذاتية قد تتلاشى -أو تنتزع عنوة - عند الصدع بالحق في واقع بائس مشوه، يبدو الحق فيه باطلا ،والباطل حقا، حتى أصبح الحق هو الحقيقة المشذبة في أحسن الأحول..!
ومن يجرؤ على قول الحقيقة بجلاء دون تمويه أو رتوش في هذا الواقع الغارق في مستنقع الزيف حتى أذنيه؛ يكن عرضة للشتم ولرجم الحجارة من ذوي الأذهان الآسنة الذين يقتاتون "برشامة " التخدير وهم شاكرون..! فأرباب الدجل في واقعنا المأزوم من موردي "قات" الخرافة وإن استعاروا لباس التقوى والصلاح و أسرفوا في الوعظ والنصح ،إلا أنهم كالخراف الوادعة التي لاتملك من أمرها إلا السمع والطاعة لمن يملك السوط والعلف، وتجدهم دوما رهن إشارة الأرباب في الدهاليز المكيافيلية..!
فما أشقى حال هذه الأمة إذا أحتاج دعاتها إلى دعاة يرشدونهم إلى سبل الحق ويعلمونهم الفارق الجوهري مابين الضار والنافع..!
لذلك يخيّل إليّ أحيانا أن ثمة نفر بيننا يبتهلون لله -عز وجل - في صلواتهم أن يهبهم ذلا ومهانة أكثر من ذلهم ومهانتهم حتى يحظوا بجنان الخلد، فليس هناك ثمة سبيل أكثر ضمانا للحظوة بالجنان سوى الابتلاء وشظف العيش والحياة الغارقة في السبخ التي لاتليق حتى بفئران القرن الواحد والعشرين..! وأحسبُ أن هؤلاء لو بُعث لهم العظيم ابن رشد لبصقوا عليه تأسيا بأسلافهم الظلاميين ..! فعقولهم الصدئة المبرمجة في صوامع الخدر والوهم المجتر من مقابر التاريخ، تتمترس آليا إزاء كل محاولة لتحريك الآسن، وقد لا يجدون غضاضة في أنفسهم من كيل الاتهامات جزافا للدعاة الصادقين من التنويريين المغايرين لتوجهاتهم الدوغمائية بالزندقة والإلحاد والضلال والكفر..! وكما قال أبو الطيب:
ومن يكُ ذا فمٍ مرّ مريضٍ يجد مرّاً به الماءَ الزلالا‏
فأصحاب الرؤى الانهزامية الهدامة المشبوهة على استعداد أن يجدفوا باسم الدين وأن يتجردوا من آخر ما يستر سوءاتهم من أجل حطام الدنيا، وهم أول من يجتث القيم النبيلة الراسخة من أعماقها إذا دعت الضرورة الدنيوية، أو بالأحرى المصالح السياسية ،وهذا حال المتهافتين على المناصب في كل العصور.
فلِمَ نمتعض من مروجي سلوك المداهنة والمَلَق ونحن نعلم جيدا إن" لكل امرئ من دهره ماتعود" وشبه الشيء منجذب إليه ،وأفعالنا مرآة لنزعاتنا الداخلية، فلِم الامتعاض من أشباه الرجال الذين تاجروا ومازالوا يتاجرون بما تبقى من كرامة الإنسان في أسواق النخاسة..! فهؤلاء أقسى من أن يعكر صفوهم بؤس المظلومين أواستغاثات المنكوبين، فلاغرو بعد ذلك من أن ينتصروا للجلاد تحت ذرائع واهية أوهى من بيت العنكبوت. فليس كل من أطال لحيته وحرك سبحته وحوقل وبسمل في تكلّف بمناسبة وغير مناسبة أكان شيعيا أو سنيا هو جدير بالاحترام فقط لأنه ينتسب للسلك الديني، وكأن ذلك صك براءة من النزوات ووحل الشهوات،فكم من رجل انتسب للسلك الديني من كلتا الطائفتين لدوافع ذاتية وحوافز دنيوية محضة ، وفي الواقع نماذج يبصرها كل ذي لب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من