الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نفس التفاهة الإسرائيلية

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2010 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تفتقت قريحة حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف عن كيفية مواجهة مسيرة الحرية، فقامت بإنزال قوات النخبة المظلية في وسط المدنيين المحتشدين من أربعين دولة، جلهم من ناشطي السلام وأساتذة الجامعات المتقاعدين وصحافيين وطلاب وممثلين لمؤسسات حقوقية عالمية.
الحدث يرسم صورة واضحة للحكومة الإسرائيلية التي تعتقد أن تحدي هؤلاء المدنيين بقوات المظليين أمراً مشروعاً، بينما الحقيقة أن إنزال قوات المظليين على سفن مدنية في المياه الدولية يمثل على الأقل زوالاً لهيبة الجيش الذي لا يقهر، ذلك أن ذلك الإنزال وبتلك القوة والتجهيزات معد أصلاً لمواجهة سفن حربية مقاتلة وليس لقمع تظاهرة مدنية. إنه العار بعينه !
نفس التفاهة الإسرائيلية التي استخدمت صواريخاً ثقيلة حديثة بإمكانها أن تسحق بناية من خمسة طوابق وتجعلها أثراً بعد عين في الحرب الأخيرة على غزة، بهمجية منقطعة النظير. عشرون ألف منزل تم تدميرها لأجل بضعة قذائف بدائية غير موجهة.
أثناء الانتفاضة الأولى كنت دوماً أتساءل بألم وغضب، ما الخطر الذي يشكله طفل في الثالثة عشرة من عمره على قوات الجيش لكي ينال عياراً نارياً يحطم جمجمته وهو في طريقه من البيت إلى المدرسة أو العكس ؟
استخدام القوة المفرطة لقمع المدنيين العزل من سمات إسرائيل المرعوبة من أي نشاط احتجاجي ضدها، فهي قد تعودت أن يتضامن العالم معهم بوصفهم أولئك الديمقراطيون المعذبون الذين عانوا القمع الهتلري والنازي والقابعون في منطقة تعج بالوحوش على حد التعبير الإسرائيلي.
إسرائيل أصبحت عارية أمام العالم، فهي لم تعد كياناً ديمقراطياً يسمح للآخرين بتنظيم الاحتجاجات السلمية. أول ما سيواجه المثقف المقتنع بالنضال السلمي هو عبارة من أي رجل بسيط مفادها، ماذا فعلت إسرائيل للتعامل مع الاحتجاج السلمي ؟ لقد قمعته بالمظليين والذخيرة الحية. نفس التفاهة الإسرائيلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عالم يحترم القوة
نبيل السوري ( 2010 / 6 / 2 - 05:25 )
للأسف نحن في عالم ما زال يحترم القوة
وأكثر من يفعل ذلك هم الأكثر ضعفاً، وهنا أقصد العرب شعوباً ومتسلطين
نعم ستستطيع إسرائيل أن تنفد بفعلتها الشنيعة لأنها جهزت أرضية عالمية لذلك
ولا شك أن هناك بعض الخسائر لها
لكنها ستظل دلوعة الغرب فهي تؤمن مصالحهم وتتكلم لغتهم وحكوماتها تحكم بطريقتهم، فالشعب الإسرائيلي صاحب القول الفصل في كل شؤون حياته ولكن ليس لدرجة قوة حاكم عربي واحد يستطيع بقرار بسيط أن يدمر شعبه لعشرات السنين، ولنا في القائد الضرورة ص ح المثال الساطع

نلاحظ أن الشعوب العربية تتصرف فقط بردات فعل وليس بفعل
حين تقوم المظاهرات في شوارع بلادنا احتجاجاً مدوياً على مجازر أشنع من كل ما قام به الصهاينة، من أمثال الأنفال وحلبجة وحماة وتدمر، والقتل والسحل الذي حصل ويحصل في المغرب وليبيا والسعودية وتونس والسودان وكل بلد عربي، أي عندما نحترم أنفسنا، حينها فقط نصبح بني آدمين ويحترمنا العالم أجمع

لايمكن تحقيق شيء أبداً قبل أن نطرد المستعمر الداخلي الذي يعيث فساداً اكثر بآلاف المرات من إسرائيل

أكثر ما تخشاه إسرائيل هو مثل هذا السيناريو لأنها تعلم أنه بعد ذلك ستبدأ محاسبتها الحقيقية

لكن هيهات


2 - إنزال المظليين على المدنيين يفتقر للأخلاق
عبدالله ابو شرخ ( 2010 / 6 / 2 - 07:04 )
كاتب السطور من غزة ومن حقه الاعتراض والاحتجاج على طريقة تعامل إسرائيل مع نشطاء السلام. عملية إنزال المظليين المدججين بالسلاح على المدنيين العزل يفتقر إلى الأخلاق العسكرية وشرف البطولة كما يتخيلون هم.
أتفق معك أننا يجب أن نكافح لمقاومة الاستبداد والظلم الداخلي ولا أدعي أنني أمضيت عمري في انتقاد عفونة العقل العربي.
شكراً لمرورك


3 - رد سريع
نبيل السوري ( 2010 / 6 / 2 - 12:29 )
لم ولن أبرر للإسرائيلي
لكن لماذا العربان يغفرون لذوي القربى؟
لماذا يقتل السفاح صدام والمجرم حافظ والنذل معمر والسفيه حسني والقذر عبدالله وكل الأنذال المتسلطين القتلة من شعوبنا مئات الألوف ولا لأحد ينبس بشفة؟؟؟ بهذه الطريقة نصبح ملطشة إسرائيل وغيرها
ولا يحترمنا أحد
وتبطش إسرائيل وأقل بكثير من هؤلاء الأشاوس، ولا يعني أن قتلها رحيم
لكن قل لي إسم إسرائيلي يهودي تم قتله أو حتى اعتقاله لأسباب سياسية!!! هل فهمت ما أرمي إليه؟؟
المصيبة في أن شعوبنا فقدت البوصلة
وصدقني إسرائيل هي أحرص ما تكون على هؤلاء المتسلطين الخونة بشقوقهم المعتدل والممانع والنص نص
ولن تقوم قائمة لهذه الشعوب (والله لا يقيمهم) إلا حين ترى هذه الحقيقة وتنفض عنها هذا البلاء
وكل ما دون ذلك هو هروب مستمر للأمام أو للتاريخ التليد


4 - إلى الأخ نبيل السوري
عبدالله أبو شرخ ( 2010 / 6 / 2 - 13:42 )
أنت تتحدث في موضوع آخر بعيد كل البعد عن موضوع المقال. عدم قدرة الشعوب العربية والإسلامية على مقاومة الاستبداد والظلم من دون شعوب العالم قضية معروفة جداً وأسبابها باتت معروفة. الشعوب مقموعة منذ الولادة والنشأة والتربية. الإنسان لدينا لا يفكر بشكل مستقل ولا يمنح أي فرصة لتقرير مصيره بنفسه. النتيجة أنه يدمن الذل ويتأقلم مع القمع. يجب أن يطرأ تغير جوهري على مناهج التعليم لكي نحظى بعد عشرين أو ثلاثين عاماً بأجيال جديدة قادرة على إفراز حكوماتها بشكل ديمقراطي. الحكومات الموجودة حالياً هي تحصيل حاصل لثقافة الشعوب فما الغرابة ؟


5 - اسمح لي أن أخطأك
نبيل السوري ( 2010 / 6 / 2 - 14:55 )
لأن هذا هو صلب الموضوع
ولو لم نسكت كل هذه العقود ونترك السفلة يحكمونا لما كان هناك أصلاً كيان مغتصب اسمه اسرائيل
ولا تمقطعت بنا إسرائيل وهي تعرف أن أقصى ما يملكه حكامنا هو الاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان الخ...في حين يغيبون الشعوب ويمنعوهم من ضرب إسرائيل ولو بوردة

كل هذا متصل ببعضه ولا يمكن فصله
لو أوقفناهم منذ البداية عند حدهم لما اضطرينا لانتظار الأتراك والآخرين ليقوموا بواجبنا، ولم تكن إسرائيل تجرؤ على الاستهتار بنا لهذا الحد المخزي

اخر الافلام

.. الرئيس التونسي قيس سعيد يحدد يوم 6 أكتوبر موعدا للانتخابات ا


.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويعلن تحقيق انتصارات على




.. حادث طعن في مجمع تجاري في #كرمئيل شمالي #إسرائيل حيث جرح 3 أ


.. يائير لابيد: على الجيش احترام قرار المحكمة وتنفيذ قانون التج




.. المبعوث الأميركي آموس هوكستين يعقد محادثات جديدة في باريس بش