الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هرطقات (إسرائيل والكاستراتو)

نادر قريط

2010 / 6 / 2
كتابات ساخرة


مازالت أخبار القرصنة الإسرائيلية، تتدفق كالسيل وتجرف ما عداها. قرصنة تعدّت إزهاق الأرواح وإراقة الدماء وأسر المئات من ناشطي السلام (بينهم الكاتب السويدي الأبرز هِننغ مانكل، وبرلمانيون أجانب، والمطران كبوشي وحملة الجوائز وممثلو قوى الضمير من أربعين دولة) لتصبح جريمة فريدة في تاريخ البشر. إنها لا تشبه القرصنة الصومالية البائسة، التي تحلم بفدية مالية أو بغنيمة زهيدة (وبعض المعلّبات والسكاير) وما يسدّ الرمق، هذه قرصنة ترتكز على فكرة "الشعب المختار" الذي أباح له يهوى إبادة مدن كنعان والتغوط على آلهتها. إنها إستمرار للميثاق ورمي جميع الأمم الأخرى (الغويبم) في بالوعة النجاسة الأبدية.
وإذا كان الأمر كذلك فعلام لا نطلب منع تداول العهد القديم أو على الأقل نزع أسفاره من الكتاب المقدس وتجريم أنبياء وحاخامات إسرائيل وإحالتهم للمحاكم، تماما كما يريد السادة، الذين زكموا أنوفنا بأحاديث وآيات إسلامية مافتئوا يطلبون بإتلافها.
مضحك هذا الكلام أليس كذلك؟ مضحك أن نترك الأرض ونحلق في سماء الوهم السابعة؟ مضحك ألا نرى الغواصات الإسرائيلية (النووية) وهي تدخل الخليج إستعدادا لإشعال المنطقة، بينما نغوص في قصص أسطورية (عن يهوى ويشوع وكنعان وبني قريظة وأم قرفة وخيبر)
مضحك أيها السادة عندما لا نرى وحش الليبرالية الجديدة وهو يفترس ثروة البشرية ويحوّل الناس إلى براغي في آلات الموت والجوع (هنالك ثلاثة ملايين قتلوا في زائير (الكونغو) خلال الأعوام القليلة المنصرمة، وبصمت شديد في وقت تستمر فيه الشركات بنهب المعادن الثمينة من تحت أقدام المتحاربين، الذين لا يعرفون بأي سلاح ولأي سبب يحاربون؟)
مضحك أيها السادة عندما نتعامى عن إستبداد الأسر العربية الحاكمة وسرقتهم لثروة ومستقبل أوطاننا، بينما ننهمك في قراءة فتوى إرضاع الكبير والتداوي ببول البعير؟ فهل لعاقل أن يصدق حقا بأن إمرأة عربية مسلمة سوف تأخذ بتلك الفتوى وتقف على قارعة الطريق لترضع المارة (يا ريت) هل نصدق أن المسلمين يتداوون ببول البعير؟ وهل يعنيهم فعلا تعدد الزوجات في بلاد بدأت تتفشى فيها العنوسة، وعزوف الشباب عن الزواج بسبب السأم من تكاليف الحياة؟ حتى النقاب أيها السادة ليس شرا مستطيرا، فبالرغم من قباحته وغرابيته (من غراب) إلا أنه يمنح المرأة حرية الحركة في مجتمع ذكوري ظالم (المنقبة تستطيع أن تبصبص وتعض شفتها السفلى وتتهيج دون أن يراها أحد) إن ما يُطرح يبدو لي أحيانا ملهاة وتعتيما على جرائم حقيقية، أو سكوتا عن السلطان أو ترويجا لفتاوي وعاظه من باعة أفيون الشعوب..
أما الحديث عن حدائة إسرائيل وعلمانيتها فهو أمر يدعو للتقيؤ، لأن النازية والفاشية كانتا رب الحداثة والعلمانية. وضباط الغستابو ومدراء محارق الغاز لم يكونوا قط من السلفيين .. يقول المناضل إسرائيل شاحاك: بأن السياسة التي تقوم على أسس أيديولوجية يهودية، أشد خطرا من السياسة القائمة على إعتبارات إستراتيجية" وإسرائيل برأيي تحركها أيديولوجية الدين (والأرض التي تسيل لبنا وعسلا) ورغم أنها عقيدة مزوّقة بالحداثة إلا أنها أشد فتكا من عقيدة إبن تيمية.
لكن ما جدوى الكلام؟ في الحقيقة أردت أن أسهب قليلا لكني تذكرت مقولة للممثل الأمريكي روبرتو دينيرو أطلقها أثناء العدوان على غزة نهاية 2008 "إذا عضّك كلب فمن الأجدى أن تقاضي صاحبه؟ في غمزة واضحة إلى أمريكا صاحبة "الكلب" بيد أن دينيرو لم تسعفه حياته الفنية ليعرف أن أمريكا نفسها قامت على فكرة "الشعب المختار" وهي جزء من السلفية البروتستانتية التي تعود إلى المنابع النقية لسفر التثنية؟ على كل هذا ليس رأي (فيصل القاسم) بل رأي الباحث البريطاني كليفورد لونجلي صاحب كتاب "الأسطورة التي شكّلت إنجلترا وأمريكا" وفيه يكشف مقولات آباء الإستقلال الأمريكي والدستور من أمثال: جيفرسون، وواشنطن، وتوماس بن وجون بيغ.. وكيف كانوا يسألون في رسائلهم الفيدرالية: ماذا نريد أن نكون؟ فكان الجواب: نريد أن نكون "مملكة الرب"؟! أجل مملكة الرب التي ألقت القنابل النووية على اليابان، والتي كان طياروها يلقون النابالم على الفيتناميين وهم يمضغون اللبان ويستمعون للموسيقى، ونفسهم الذين تركوا في العراق ملايين اليتامى والأرامل.

اللعنة على التاريخ إنه بالفعل وقود للحاضر، وسبب لحرائقه، وتبا للقلم وما يسطرون..ألا توجد في التاريخ بقع مضيئة سألت نفسي: بلى هناك الكثير فلتذهب إسرائيل إلى الجحيم سأبحث عمّا هو مضيئ ومشرق: تذكرت الموسيقى والرقص وكيف تمايلت القيان والحسان والجواري في قصور الخلفاء.. اللعنة على هذه الذكرى فهي عودة لتاريخ العبودية وحراس الحرملك من الخصيان..
قلت للتو "خصيان" فتذكرت زيارة للكونسرفاتوريوم (دار الموسيقى) وأثناء الحفلة سهوت ورحت أفتش عن معنى هذه الكلمة المشتق منconserv "حَفظ" أي: المكان الذي تُحفظ فيه الأشياء. وتساءلت: ماذا يا ترى كان يُحفظ بداخل هذا الكونسرفاتوريوم؟ آلالات موسيقية، نوتات؟ لا أبدا فهذا المكان كان في عصر النهضة ملحقا بالكنائس وإليه كان يأوي الأطفال اللقطاء!! لكن ما علاقتهم بالموسيقى؟ لقد كان النبلاء والكنيسة يدجنون هؤلاء الأطفال لإختيار الأصوات الجميلة ل"كورال الكنائس وحفلات الأوبرا" وما المشكلة في ذلك؟ المشكلة أنهم كانوا يقومون بإخصاء أولئك الأطفال كي يحصلوا على أصوات رفيعة عذبة (سوبرانو) تجمع الأنوثة بالذكورة، ويسمى هؤلاء الأطفال المنشدين بالكاستراتو Castrato "الخصيان" وفي إيطاليا وحدها كان يتم خصي حوالي 1000 طفل سنويا لتزويد فرق الكورال والإنشاد (آخر مُغني كاستراتو توفي عام 1904)
ربما يقول البعض: هذا الأمر لا علاقة له بالإنجيل (معناه: بشارة الملائكة)؟ طبعا لاتوجد علاقة مباشرة، إلا أن المسيحية إرتبطت بالرهبنة والتقشف والعفة وإحتقار الجنس، أخذا بسنّة المسيح، لذلك كان خصي الأطفال (ونزع بيضاتهم) لا يزعج الكنيسة بتاتا. بعكس الإسلام الذي ساهمت ثقافته (النكاحية) بإحترام (البيضات) ووضعها على الرأس.
أخيرا وعطفا على ما تقدم وعودة إلى قرصنة إسرائيل الأخيرة، فإن كاتب السطور يرى أن هدف إسرائيل لم يكن يرمي إلى منع بضعة أطنان من القمح والأدوية عن غزة .. لا أبدا؟ بل كان في جوهره محاولة لخصي البشرية ونزع بقايا الإنسانية منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - محاولة لخصي البشرية
عمار احمد الياسري ( 2010 / 6 / 2 - 10:24 )
نرحب بأطلالتك استاذ نادر قريط.
هل تعتقد فعلا ان قرصنة اسرائيل الاخيرة هي:
محاولة لخصي البشرية ونزع بقايا الإنسانية منها
انا اعتقد ان اسرائيل قد خصت البشرية منذ زمن بعيد واول من خصت هم الحكام العرب والحمد لله، وربما ان العملية الاخيرة كشفت عورات البشرية الصامتة وتبين للجميع كم من المخصيين على وجه البسيطة من الحكام والغلمان ومن المنظـّرين لهم.


2 - إذا الشعب يوما أراد الحياة
العقل زينة ( 2010 / 6 / 2 - 10:36 )
عندما تتمكن الشعوب الإسلامية من نفض غبار وتخلف حواديت وسلوكيات وشرائع كتاب المعجزات يكون من السهل جدا علي االشعوب الكافرة تقبل ما وضحته سيادتك ....وعنئذ تتمكن أيضا الشعوب المغيبة _ بفعل فتاوي وشيوخ التخلف _من النهوض والتقدم وعندها تصبح قوي فاعلة وليست مفعول بها كما وهو اليوم مفعول بعقلها بواسطة فتاوي الرضاعة والبوالة


3 - موافق
عبد الناصر ( 2010 / 6 / 2 - 10:49 )
متى سوف نقوم بخصي البشرية بدلاً من إسرائيل ونقف بجانب القضايا التي تخصنا ومتى نرتقي لكي يكون هناك من يستمع وينصت لنا ثم أن نكون البديل للعالم المتمدن المتحضر الذي يسرق خيرات الشعوب ومتى نصل لمرحلة أن نقف مع حماس والمناضلين من أجل أن تكون اللقيطة إسرائيل في البحر ومتى نتخلص من السور التي لا بد أن يتخلص منها اليهود في العهد القديم ومتى يتم فك الارتباط بين الحكام وبين المنتفعين ومتى ترتقي الشعوب لكي تفهم جميع ما يدور حولها وهناك مليون متى وسوف نكتفي بهذه
سلام


4 - تحيه
فيصل البيطار ( 2010 / 6 / 2 - 10:56 )
هذا برسم من يصطف دون أن يدري الي جانب السلطات في إثارة النعرات الطائفيه والتفتيش في طيات الأديان لإثبات صحة هذا الدين أو ذاك ، كل الأديان تحمل نوازع القتل والسرقه والتجهيل ولا من تاريخ إنساني لأي منها ولا من حاضر ينزع نحو سعادة الناس، ليت المعركة هي بول الأبل أو النقاب وإرضاع الكبير ، لهان الأمر إذا ، هي أقسى من هذا بكثير ولا تقل عن إسقاط الأنظمه الشموليه المروجه لهكذا ثقافه وهكذا معارك وهميه بهدف إلهاء الناس وخلق فجوات الإحتراب بين طوائف الشعب وتمزيقه إلى ملل ونحل بعيدا عن التفكير في مشاكله الإقتصادية والإجتماعيه وبعيدا عن وحدة كادحيه وتضامنهم ضد مواقع الإستغلال والتجهيل .
مرويجي الفتن ليس أكثر من أدوات بيد السلطات حالهم حال أهل اللحى والقلنسوات تماما ، أو على الأقل ، يضعون أنفسهم في خدمة مخططات تلك الأنظمه .

تحيه لك سيدي .


5 - تحيه للكاتب
المترصد ( 2010 / 6 / 2 - 11:45 )
تحيه كبيره للاخ نادر واحييك على هذا المقال الرائع في الواقع ما قامت به اسرائيل هو فعل مشين لا يليق بدولة تدعي الحضارة والديموقراطيه في المنطقه هذه الدوله هي اول من استعمل الارهاب كوسيله لتحقيق احلام الارض الموعوده هؤلاء اليهود هو قبائل بدويه عاشت في مصر ومارست الغزو كبدو العرب تماما لن اغوص في التاريخ الان لكن ما اريد قوله ان هذه الدوله التي تدعي الديموقراطيه هي دوله ارهابيه بكل معنى للكلمه وهي دوله عنصريه باقتدار تعامل عرب الداخل بعنصريه وعجرفه وهم مواطنيها ماذا سيحصل بعد خمسين سنه من الان كم سيصبح عدد الفلسطينيين مقابل اليهود هل سيصبح اليهود اقليه بالتاكيد سيكونون اقليه بين محيط عربي السلام من مصلحة اسرائيل قبل ان يكون من مصلحه الفلسطينيين ولكن حكومة اسرائيل المتطرفه يحركها رجال دين حاقدين على كل فلسطيني مسيحي ام مسلم ما الذي ستفعله اسرائيل بكل الفلسطينيين في الضفه وفي غزه وفي الداخل هل سترميهم في البحر لا مجال امام اسرائيل سوى السلام واقامة علاقات مع دول الجوار وليس على مستوى سفارات بل يجب ان تكون علاقات على مستوى اقتصادي واجتماعي لضمان امنها وهذا يتم بالتنازل عن اراضي 67 كامله


6 - اسف
T. Khoury ( 2010 / 6 / 2 - 13:24 )
يا أخ نادر
اسرائيل لا تهرطق . لو ان اسرائيل تهرطق لما وصلت الى هذا المستوى من التقدم والعدل والديمقراطية. المسلمون باسرائيل يعيشون بشرف وكرامة وحرية وديمقراطية اكثرمن أي دولة اسلامية, لدرجة ان المصري او السوري أوالاردني الذي يتزوج من فلسطينية باسرائيل يعتبر بان ابواب السماء فتحت له الى النعيم والحرية. الدول التي تهرطق تفعل ما فعله صدام بشعبه او البشير بدارفور او الحكومة المصرية بشعبها!!!
المهرطقون هم حكامنا ودعاتنا الاشاوس وانت والقرضاوي.

اسف


7 - اسرائيل تطبق امثال بدوية عربيه معنا
Yousef Rofa ( 2010 / 6 / 2 - 13:29 )
امثال الشعوب مرآه لعقلية الفرد والمجتمع لنأخذ مجموعة من الحكم والامثال العربية لنعطي
فكرة عن تصور العربي للحياة
ان لم تكن ذئب اكلتك الذئاب
تغذى بصاحبك قبل ان يتعشى بك
هذه الامثال تعكس العقلية العدوانية الشكاآة عند المسلم، امتداد واضح لقيم البداوة والصحراء، ان تقدم الامم
نتيجة تعاون ابنائها وتضحيتهم في سبيل تقدم اممهم وليس ان يتغذى الواحد بالآخر؟


8 - لحظة
ٌRyan ( 2010 / 6 / 2 - 15:07 )
المقال لا غبار عليه من الناحية الفلسفية والإجرائية إلا أنه يتهم دين الله عز وجل في بضع أماكن، اتهام الأشخاص أو التبعيات أوالسلوكيات الباليةالمقيتة مقبول أما اتهام دين الله عز وجل فلا ... وحرية التعبير مكفولة لكن لها مآخذها إن انطلقت من السفالة والجرأة على خالق الأكوان والبشر جميعهم


9 - قراءة تستحق الإحترام
أبو أحمد ( 2010 / 6 / 2 - 15:27 )
تحية لك ولقلمك الذي لا يخلو من المواقف الرجولية والقيم الإنسانية .


10 - منع تــــداول العهد القديـــم
كنعان شماس ايرميا ( 2010 / 6 / 2 - 16:24 )
اضم صوتي الى دعوة الاستاذ نادر قريط لكن الاترى يااستاذ وانت ادرى ان منع الاصـــل التوراة يســتوجب منع فرعيه ايضا اعني الانجيل والقران الذي خسر في هذه القرصنة هم الذين فقدوا حياتهم واعيدوا في صناديق الى ذويهم وها ترى غربـــان وضباع السياسة يتبارون على الغنيمـــة والطبيخ الدســم


11 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 6 / 2 - 17:07 )
أخي الكاتب المحترم نادر ، تحية وشكراً لك .


12 - تحية للكاتب الكبير نادر
نبيل السوري ( 2010 / 6 / 2 - 18:31 )
العالم ما زال يحترم القوة، وأكثر من يفعل ذلك هم الأكثر ضعفاً، العرب، شعوباً ومتسلطين
نعم إسرائيل ستنفد بفعلتها الشنيعة لأنها جهزت أرضية عالمية ولابأس ببعض الخسائر
لكنها تؤمن مصالح الغرب وتتكلم لغته وحكومتها تحكم بطريقته، فالشعب الإسرائيلي صاحب القول الفصل في أكثر شؤون حياته، طبعاً ليس لدرجة حاكم عربي واحد يدمر بقرار بسيط شعبه لعشرات السنين، والقائد الضرورة ص ح المثال الحي-الميت

الشعوب العربية تتصرف فقط بردات الفعل
لم تقم المظاهرات في شوارع بلادنا احتجاجاً على مجازر أشنع من كل ما قام به الصهاينة، مثل الأنفال وحلبجة وحماة وتدمر والقتل الذي حصل ويحصل في كل بلد عربي، ولن يحترمنا العالم إن صمتنا على جرائم حكامنا

لايمكن تحقيق شيء أبداً قبل أن نطرد المستعمر الداخلي الذي يعيث فساداً اكثر بآلاف المرات من إسرائيل

إسرائيل تخشى حدوث ذلك لأنها تعلم أنه بعد ذلك ستبدأ محاسبتها الحقيقية وستدفع الثمن

تحية كبيرة لكل من عمار احمد الياسري وفيصل البيطار والكبير سيمون خوري حيث يرون مصيبتنا بحكامنا التي هي أكبر بكثير من مصابنا بإسرائيل
وللأخ ت خوري، طول بالك أجحفت كثيراً بحق الكاتب العلماني المتنور


13 - للحقيقة وجه آخر
رعد الحافظ ( 2010 / 6 / 2 - 18:34 )
حتى النقاب أيها السادة ليس شرا مستطيرا، فبالرغم من قباحته وغرابيته (من غراب) إلا أنه يمنح المرأة حرية الحركة في مجتمع ذكوري ظالم (المنقبة تستطيع أن تبصبص وتعض شفتها السفلى وتتهيج دون أن يراها أحد) إن ما يُطرح يبدو لي أحيانا ملهاة وتعتيما على جرائم حقيقية، أو سكوتا عن السلطان أو ترويجا لفتاوي وعاظه من باعة أفيون الشعوب..
***
أستاذ نادر , هذا المقطع فيه من خفّة الدم , أنواع كثيرة , لايسع القاريء إلاّ أن يعترف بقدرتكَ على تطويع الحدث والخبر والكلمة حسبما تشاء لتبدو وجوه الحقيقة الأخرى
لا تظنّ أنّي أداهنكَ كي أنقضّ عليكَ بشتائم مثلما يفعل بعض الناس
كل ما أراه في قضية باخرة الحرية / هو تطرف ضد المتطرفين
حكومة ناتنياهو المتطرفة , تُطيل عمر حماس المتطرفة , لجعل السلام يبقى حلماً بعيد المنال
والشعب المسكين البائس يدفع الثمن
تحياتي لكَ دوماً


14 - أيهما الأول, البيضة أم الدجاجة؟
جهاد مدني ( 2010 / 6 / 2 - 18:53 )
السيد نادر قريط المحترم
مقال دونكي شوتي بكل معنى الكلمة, ولم ينس طبعاً متلازمة الغمز للأخوين نجار وسلطان في طريقه.
سيدي بريطانيا أرادت خلق لعبة للشعوب العربية الأسلامية تتناسب مع مواهبهم للنواح على الأطلال, فقررت منح اليهود جزء مكروسكوبي من تلك الأمبراطورية التي خلقت من سيف أعوج ونكحها أخيراً الأتراك من دبرها إلى أن شاخو, فأتي بني فياغرا ليشعروها بالأورجازم التي حرمت منه لقرون طويلة.
بريطانيا ومن معها أرادو خلق هذه الملهاة تلبية لرغبة المسلمين في الردح بداية من منتصف القرن العشرين إلى نهاية منتصف القرن الواحد والعشرين أو ادنى منه, هذا كل مافي الأمر...فهون على نفسك.
موضوع فلسطين هو ورقة الجوكر التي سأم الحكام العرب من استخدامها لمصلحتهم الشخصية والأن جاء الأيرانيون [ثورة مفاخذة الرضيعة] والأتراك [حزب المفاصلة لأرخص سعر] ليبينوا للعرب كيف تؤكل كتف فلسطين مع أحفاد ريتشارد قلب الأسد.
أضم صوتي للمعلق رقم 6 بعنوان [أسف] فهو قال ما لا نريد هضمه وهو أن اسرائيل حتى وهي تستعمل العامل الديني بشكل براغماتي للحصول أو الدفاع عن مصالحها. فهي تؤدى ذلك ببراعة يفتقر لها بني نواح على الأطلال.
أعذرني


15 - لا يا استاذ جهاد مدني
منيرة كامل ( 2010 / 6 / 2 - 19:43 )
لا يا استاذ مدني فقد وقعت في فخ المعلق رقم 6 (ت خوري)، فهل فاتك هذا النص من المعلق:
(المسلمون باسرائيل يعيشون بشرف وكرامة وحرية وديمقراطية اكثرمن أي دولة اسلامية,)
ربما يبدو هذا النص من تعليق ت خوري زاهيا في تعزيز رأيه، لا بأس، لكنه مرغ بالتراب كل فكر وفاء سلطان وكامل النجار دون دراية منه.
واخير ما هذا الربط بين هرطقات الحكام و(الكاتب!!) والقرضاوي.
الكتابة مسؤولية فكرية وليست هواية عرجاء.


16 - مرحبا
نارت اسماعيل ( 2010 / 6 / 2 - 20:10 )
الأستاذ نادر المحترم، من حقك ومن حقنا أن نغضب وأن تحترق قلوبنا لهذه الجريمة التي ارتكبتها اسرائيل ولكن علينا أن لاندع مشاعرنا تجرنا إلى أحكام خاطئة
ما قامت به اسرائيل ليس له علاقة بالتوراة ولا بالأسفار ولا بفكرة الشعب المختار، المسألة باختصار لها علاقة بميزان القوى والغطرسة، اسرائيل صبي مدلل أفسده دلال أمه(أمريكا) وأخواله وأعمامه( الدول الغربية) وكذلك عدم وجود جار محترم قوي يردعه ويوقفه عند حدّه لذلك فهو يتصرف بوقاحة ورعونة، وعندما يتغير ميزان القوى سيتأدب هذا الصبي الفاسد ويقف عند حده
يجب علينا أن لانحمّل مشاكلنا كلها على اسرائيل والغرب، علينا أن نعالج مشاكلنا المستعصية والمزمنة بأنفسنا وأهمها
أنظمة الحكم الاستبدادية الوراثية التي عزلت نفسها عن قضايا شعوبها، تفشي مظاهر التدين والإيمان بالغيبيات والدروشة والتي تساهم بدورها بخلق مشاكل إضافية على مستوى الأسرة والمجتمع وتساهم بتعميق الأزمات الاقتصادية وتؤجل مشاريع الاصلاح والنهوض(لأنها مستوردة من الغرب الكافر)، أتمنى لو كانت مشاكلنا محصورة باسرائيل لكان الأمر سهلآ
شكرآ لمقالاتك التي تشبه الزوابع والتي تثير الكثير من الغبار
تحياتي لك


17 - تعقيب 1
نادر قريط ( 2010 / 6 / 2 - 20:49 )
الإخوة والسادة : أنوه مبدئيا إلى أن النص أدرج مع الكتابات الساخرة، وينطلق من رؤية ذاتية وموضوعية للحدث مفادها قناعتي بأن إسرائيل كيان آبارتايد، وأي سلام يهددها وجوديا فهي دولة حرب عدوانية بسبب طبيعتها. وأعتقد أن إسرائيل تفهم جيدا بأن إنطلاق قطارات المسافرين من دمشق وبيروت والقاهرة إلى حيفا والقدس هو نهاية مشروعها, ورأيي الشخصي ليس ملزما لأحد وهو خلاصة لفهم تاريخي للحدث .
ـ الأستاذ عمار الياسري: أصبت لقد خصت الحكام العرب أولا، لهذا أقترح ترك النساء لولاية الأمر، فهذا أفضل من حكم الخصيان تحياتي
ـالأستاذ عبدالناصر: لو تقبل بإقتراحي السالف فربما نختصر الزمن ونقلل من الخصيان, شكرا لحضورك
ـ الشكر والتحية للأستاذ فيصل البيطار على المشاركة والرأي القيّم
ـ أيضا التحية والتقدير للأخ المترصد على تطابق الرؤى
ـ أخ خوري: أنا لم أزعم بأن إسرائيل تهرطق.. إسرائيل تهرق دماء بريئة في عرض البحر .. أنا إنسان حر أهرطق متى أريد لكن لدي إسم وعنوان يحملاني مسؤولية ما أقول، وهذا يحتلف عمن يكتب بإسم مستعار وبكل حرية، فهناك عدم تكافؤ في القضية، لذا أقول لك بأني أكتب قناعتي ورأيي ولست وصيا على آراء الآخر


18 - تعقيب2
نادر قريط ( 2010 / 6 / 2 - 20:55 )
ـ الأستاذ يوسف روفا: وهناك أمثال تقول -الهزيمة ثلثين المرجلة- أي الهروب رجولة وفي كل لغة هناك أمثال متناقضة
ـالرسيد ريان: دعني أخبرك بأن إله اللاديني هو شأن ذاتي وفلسفي محض، لا علاقة له بآلهة الأديان، وهذا لا يمنع احترام عقائد الناس
ـ أخي أستاذ أبو أحمد لك التحية والسلام
ـأستاذ كنعان إيرميا : القصد كان مجازيا ، فحذف أي شيئ من مقولات الأديان لن يغير شيئا تماما كحذف شهر يوليو من الروزنامة فلن يخفف حرارته.. الأمم تخلق النصوص وتُكيف الأديان حسب ظروفها وإذا ذهبت لوسط نيجيريا فلن تجد فرقا بين مسلميها ومسيحييها تحياتي
ـالأخ الكاتب القدير سيمون تحياتي وتقديري لمرورك
ـالأستاذ نبيل السوري أتفهم رأيك وأتصور أن الأمور مركبة من موروثات تاريخية وعصبيات ومحيط دولي لست مع تبسيطه .. ألفت نظرك إلى موضوع طريف نشرته في الأوان بعنوان: في مديح الباب العالي. مع الشكر
ـ أستاذ رعد الحافظ: أحسنت للحقيقة وجوه عديدة وكثيرا ما تؤلمني الأفكار المتزمتة، إن كثيرا من الورطات يمكن أن نحلها بمزحة .. على فكرة أنا أعرف صفاء تشارلي شابلن قسم الكيمياء، كان يرتدي شورت في برد الشتاء وكنا نلعب معا كرة سلة .. تحياتي


19 - تحية
مصعب جميل /كوردستان العراق ( 2010 / 6 / 2 - 21:42 )
تحية للكاتب الكبير نادر قريط، نعم انت بالفعل كاتب نادر


20 - رجاءً أستاذ قريط، حتما ان الخطأ تقني
منيرة كامل ( 2010 / 6 / 2 - 22:10 )
أستاذ نادر، أرجو ان تعدل عن قرارك، فهذا منبر ديمقراطي وانا على يقين ان حذف تعليقك كان خطأ نقنيا، فهيئة التحرير تبذل جهدا كبيرا في عملها وانك لك مكانة عند قرائك وهذا ما تثمنه هيئة التحرير. واتمنى ان يكون حذف تعليق الاستاذ جهاد مدني تقنيا ايضا، فلا يمكن ان يسيء كاتبان كبيران مثلكما في تعليقهما.
تحيتي لهيئة التحرير اولا ولكما ولكل المعلقين.


21 - تحيه للكاتب والمعلقه منيره
فيصل البيطار ( 2010 / 6 / 2 - 23:04 )
اضم صوتي لصوت السيده منيره كامل .
تحياتي لكما .


22 - الحوار المتمدن بيتنا ياعزيزي نادر ؟؟
الحارث السوري ( 2010 / 6 / 2 - 23:25 )
لاتغضب مني سمكن أن تكون إبن أخي إبراهيم أوأخي نعيم أو غيرهما من اّل قريط الكرام .. لاأخاطبك قبلياً ولا طائفياً بل شعبياً من سورية الأسيرة وبما أن السياسة من المحرمات في مجتمعنا والمخدرات من المسموحات المرخصة من الباب العالي .. المرصود بتعاويذ - يهوه - نفسه الذي يقود السفاح نتنياهو وعصابنه إلى تاريخ الإجرام الطويل في البر والبحر والجو - عافاك الله منه -- لذلك يحق لي أن أرفض شرب قهوتك قبل أن تعدني الاّن بالعودة للكتابة بتواضع العالم النحرير الذي لايعرف الغرور العازل المدمر الذي يقتلع الجذور الطيبة من أرضنا الجائعة لحروف أمثالك يازمردة فريدة في قرط ي سورية الحزينة - لك حبي ياإبن أخي


23 - رسالة
رعد الحافظ ( 2010 / 6 / 3 - 00:20 )
أستاذ قريط , أعتقد أنّ هذا خطأ تقني بحجب عدّة تعليقات ... والدليل تسلسلها
أشعر أحياناً أنّ الرقيب هو روبوت من النوع الروسي/ الذي يحمى مثل الموسكفيج
هل تذكرها في ستينات وسبعينات العراق ؟كان والدي يملك واحدة منها , هههههه
***
لكن الأغرب من حالات حجب التعليقات , هو حجب المقالات نفسها
مع أنّها لاتحوي كلمة أو فكرة إساءة لأحد أو مجموعة أو حتى دين
تصوّر هم نشروها في المرّة الثانية لإرسالها وبقت ساعة ونزلت بضعة تعليقات عليها ثم عادوا فحجبوها.. لكن لم تلك مسألة روبوت حامي
فقد وصلتني تواً رسالة إعتذار لعدم نشرها لكن دون توضيح الأسباب حسب قوانين النشر في الحوار/ أتحدث عن مقالتي / مسطرة الفكر البشري
***
ما أصلنا شاطرين في كل شيء ندخله وهكذا طورنا قوانين الديمقراطية الغربية .. المتخلفة
تحياتي لكَ ثانية


24 - تعليق3
نادر قريط ( 2010 / 6 / 3 - 09:12 )

الأساتذة والسادة المحترمون : منيرة كامل ومصباح جميل والحارث السوري ورعد الحافظ وفيصل البيطار، أثمن وأقدر ما تفضلتم به وأخبركم بأني من محبي فضاء الحوار المتمدن، لما يتمتع به من حرية وتنوع. وأقدر الصعوبات الفنية لإدارة عمل كبير كهذا ، ومقتنع بضرورة حذف بعض المقالات والتعليقات الشاذة ، لكن وضع التعليق محذوفا والإشارة إليه بعبارة: لم ينشر التعليق لمخالفته القواعد؟؟؟ تتضمن إحراجا وربما تجريحا لكاتبه ..فمن الأجدى عدم نشره من حيث المبدأ
أما تعقيبي السابق فخلاصته
ـ دعابة موجهة للعزيز جهاد مدني بسبب إستخدامه عبارة: -مقال دونكي شوتي- والأصح دون كيشوتي ..لأن كلمة (دونكي) قد تفهم بمعناها الإنكليزي؟

ـ وأيضا تهنئة للدكتور نارت على قراره بترك أهل مكة يبحثون عن شعابها.

أما قناعتي بما ذكرت فتقوم على إدراك كامل بأن الصهيونية دمجت الدين بفكرة شعب الدياسبورا على أسس ميثولوجية واهية لإنشاء كيان إستيطاني عدواني، أو إقامة حاملة طائرات على الأرض، حسب وصف المرحوم برونو كرايسكي،
تحية للجميع وشكرا


25 - كيفَ نُدين إسرائيل ونشجب عدوانها السافر
نادر علاوي ( 2010 / 6 / 3 - 13:45 )
الأستاذ نادر قريط
قرأتُ مقالتك بشكل مُتأخر ، وقد أعجبني سياقها ومضمونها ، وقد ذكرتَ مما ورد فيها : ( اللعنة على التأريخ انه بالفعل وقود للحاضر ، وسبب لحرائقه ) أتفق معكَ تماماً في هذا المنحى والوصف ؛ فالتأريخ عبارة عن سلسلة من المُدونات ، كتبها وسطَّرها المنتصرون والمُهيمنون

لدي إضافة بسيطة حول الأديب والروائي السويدي ( هيننغ مانكِل ) كونه متزوج من إبنة المخرج السويدي الراحل ( إنغمار بَريمان ) وقد نشر عدة مقالات صحفية بعد وفاة الأخير ، فكانت تغطية نقدية رائعة بحق واحد من أبرز المخرجين العالميين التي عرفته السينما العالمية
ويتمتع ( مانكِل ) بسمعة ومكانة لائقتين في الوسط الثقافي المحلي والأوروبي ، كونه روائي لامع ، إضافة الى المكانة التي يحتلها بصفته رئيساً للمسرح الدراماتيكي في السويد ، ويجري الآن وعلى قدم وساق صناعة وعمل فلماً إعتماداً على كتاب مانكِل الروائي الذي يحمل عنوان ـ رجل من بكّين ـ
تحية إعجاب لكَ مع الرجاء عدم الإنقطاع عن النشر لأمدٍ طويل ، والاّ فسوف تعلو أصواتنا بالنداء اليك ، نرجو المواصلة ونحن بإنتظار عطاءاتك الجميلة
مع فائق تقديري وإمتناني

نادر علاوي


26 - كلاكيت ثاني أكشن: الأختلاف في الرأي ..إلخ
جهاد مدني ( 2010 / 6 / 3 - 14:50 )
الكاتب العزيز نادر
أشكرك على رحابة صدرك وعلى الدعابة.
ماذكرته في تعليقي الذي حُذف سهواً بأنني اتشرف حينما أقرأ لك مقال وأتشرف أكثر بنقد فكرة ما فيه, وهذا نشاط ثقافي طبيعي وصحي. فنحن لاننتقد شخص الكاتب بل مايعرضه من أفكار.
لقد عملت فترة من الزمن على ترجمة الأرشيف السياسي الألماني والنمساوي مابين 1868 إلى 1946
ومنذ ذلك الوقت تغيرت فكرتي عن السياسة تماماً. أي مايدور خلف كواليس الدبلوماسية وصناعة القرار يختلف كلياً عما يتناقله العامة نتيجة لما تنشره الصحف من أخبار, وما من أمر تقوم به الدول حتى وإن بدى بريء وبسيط لأول وهلة إلا وكان خلفه أجندة معقدة وسرية.
ماتقوم به تركيا أو ايران من أجل فلسطين يحمل في طياته اكثر من علامة استفهام, فإذا نحينا الجانب العاطفي الأنساني جانباً, سنكتشف بأن تركيا تقوم بالصيد في مياه غزة العكرة, وبدلاً من ركوب موجة فك حصار غزة بأمكانها وبكل بساطة أعلان صفاء سريرتها عبر إرجاع إقليم الأسكندرون لسوريا وبعد ذلك لها مطلق الحق في مطالبة أسرائيل بأزالة الأحتلال. نفس الأمر ينطبق على إيران التي عليها إرجاع جزر طنب الكبرى والصغرى ومن ثم تستطيع لوم أسرائيل على أحتلالها.
سلام


27 - السم بين الاسطر
Huda a ( 2010 / 6 / 4 - 00:01 )
الا تعتقد ان هذه الأسر العربية الحاكمة هم انفسهم مصدري فتا وي إرضاع الكبير والتداوي ببول البعير؟
الا تعتقد ان قولك -(المنقبة تستطيع أن تبصبص وتعض شفتها السفلى وتتهيج دون أن يراها أحد) هو قول اقل ما يصف بالحقااااارة والجبن.

اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي