الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد لبجاوي:صوت الشجاعة والأمل

سعيد هادف
(Said Hadef)

2010 / 6 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


عندما قرأت أول مرة كتاب "باسم الجزائر" للمناضل والمؤرخ المغاربي محمد لبجاوي، اكتشفت صوتا آخر للجزائر؛ صوتا واثقا لا يعرف التلعثم، صوتا واعيا بأقواله ومقاصده، صوتا من الرعيل الأول وقف مبكرا في وجه القرارات الهوجاء لنظام هواري بومدين.
حدث أن سألت عددا من المثقفين المغاربة والجزائريين عن محمد لبجاوي؛ وأغلب الذين سألتهم عنه لم يحدث أن قرأوا له، بل لم يحدث أن سمعوا به، وهناك من يخلط بينه وبين رجل القانون محمد بجاوي الذي شغل منصب وزير الخارجية بالجزائر ثم انسحب في صمت. وزاد استغرابي حينما أوعزت - هذه الأيام- لمحركات البحث فلم أجد له أثرا في المواقع الإلكترونية العربية، بينما اقتصرت بعض المواقع باللغة الفرنسية على تكرار عناوين إصداراته ونتفا من كتاباته.
محمد لبجاوي من مواليد القصبة بالجزائر العاصمة في 20 فبراير 1926، كان عضوا بأول مجلس وطني للثورة الجزائرية وشغل رئيس فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا كما أسس أثناء الاستقلال سنة 1962 ودادية الجزائريين المقيمين بفرنسا وأروبا. أصدر عن دار غالمار سنة 1970 كتاب "حقائق عن الثورة الجزائرية" ثم كتاب "معركة العاصمة أم معركة الوطن ?Bataille d’Alger ou bataille d’Algérie " سنة 1972 ثم عن دار أدفارسار أصدر سنة 1975مجموعة شعرية "قطعة من القمر ونجمة بلون الدم"، وعن نفس الدار أصدر سنة 1976 كتاب "باسم الجزائر:ضد الحرب بين الإخوة/ من أجل الإخاء المغاربي/ من أجل السلام في المغرب الكبير" في هذا الكتاب يدين سياسة بومدين جملة وتفصيلا، ويقف وقفة تضامن مع المغاربة المرحلين ومع جهود المغرب في استكمال وحدته الوطنية. وفي مقابلة أجرتها معه جريدة (لاسويس) في 3 يناير 1976 قال: " الأخبار التي تصلني من الجزائر تكاد تؤكد أن الكولنيل بومدين بصدد التحضير لحرب ضد الشعب المغربي الشقيق وتحت ذريعة تحقيق السعادة لخمسة وسبعين ألف صحراوي؛ بومدين مستعد للتضحية بمئات الجزائريين والمغاربة والموريتانيين في حرب بين الإخوة؛ إنه يواصل تصعيده الحاقد والمستفز بترحيل عشرات الآلاف من الأشقاء المغاربة المقيمين بالجزائر".
هذا الصوت المغاربي؛ صوت الشجاعة والأمل؛ صوت الوفاء لتضحيات الأمة المغاربية وتطلعاتها إلى زمن مغاربي ملؤه العدالة والسلم والدموقراطية.
هذا الصوت ككل الأصوات الشجاعة والحكيمة في المغرب الكبير قد أقصته السياسات قصيرة النظر، بل السياسات العمياء لتتصدر هي المشهد وتحكم قبضتها عليه. غير أن السؤال الذي يجب طرحه: كيف يمكن للسياسات العمياء أن تسود؟ ببساطة، لأن قوة هذا النوع من السياسات تكمن في نسيان النخبة لهذه الأصوات؛ تكمن في ذاكرتنا الضعيفة والمثقلة بالجهل والخرافات.
على أمل../ عن الصحراء الأسبوعية - المغرب / العدد80- ماي 2010
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


آسا – تندوف:كلما تعسفت السياسة على الجغرافيا تعفّن التاريخ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
لم أكن أتوقع أن رحلتي من الجزائر ذات صيف ستفضي بي إلى الانخراط في النقاش حول الملف المغاربي الأكثر تعقيدا، الملف الخطأ، تراجيدي وعبثي في آن، والأدهى من ذلك ملتبس، أو هكذا أرادته أن يكون جهات، وبوعي منها ظلت ترفض أن تتفاعل مع التاريخ، وجهات أخرى،دون وعي منها،ظلت تجهل كيف تتفاعل مع التاريخ.
لم تكن الطريق إلى آسا سهلة، فالقادمون من شتى الجهات لم يأتوا فقط من أمكنة متعددة، بل من أزمنة أيضا ومن آلام وجروح...لم تنل المتاعب من عزيمتهم، ولم ينل الدهر من إصرارهم على الحلم بغد مغاربي دموقراطي..، بل لم ينل من شجاعتهم في قول الحقيقة؛ هم الذين رفضوا أن يبيعوا ضمائرهم في بورصة القضايا المغلوطة وسوق المتاجرة بحقوق الأفراد والشعوب.
موريتانيون، مغاربة وجزائريون جاءوا ليقولوا كلمتهم إلى التاريخ، إلى المستقبل آملين أن تجد قلوبا صاغية وسياسة رشيدة قادرة على إصلاح ما أفسدته سياسات لم تضع في حسبانها أدنى اعتبار لشعوب تجمعها وشائج الدم والدين والنضال والمصير المشتركين، سياسات ضالة ما فتئت تبدع الدسائس والمؤامرات ضد محيطها الإنساني؛ سياسات تنكرت لمقاصد الحركات الوطنية في نضالها ضد المحتل، وانقلبت تنفيذا لمخططات أكثر جرما من المحتل ذاته.
كانت آسا يوم الرابع والعشرين من شهر أبريل على موعدمع التاريخ في تجلياته الإنسانية دون مزايدة ولا ضجيج، بل ودون ضغينة وهذا هو الأهم. فالذين جاؤوا ليقولوا كلمتهم إنما جاؤوا شهودا على جريمة تريدها جهات أن تبقى طي الكتمان، وتريدها أيضا أن تبقى مفتوحة على الأجيال القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجلس الأمن يصوت على قرار بوقف حصار الفاشر في السودان | #غرفة


.. التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.. القوى الدولية تحذر من الأسوأ




.. الطائرات الحربية الإسرائيلية تشن غارة على منزل بين بلدتي جنا


.. وقف إطلاق النار في غزة بين تشاؤم إسرائيلي وتمسك حماس بمطالبه




.. قراءة عسكرية.. اشتباكات وتطورات عسكرية متلاحقة في مختلف مناط