الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة بلا رتوش ديبلوماسية إلى فخامة الرئيس السوري

جان كورد

2010 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


‏السبت‏، 29‏ أيار‏، 2010
قبل البدء بتدوين رسالتنا هذه، أتوجه بالتحية إلى الشعب التايلاندي الباسل، الذي يقدّم التضحيات الجسام من أجل الحرية والديموقراطية، وأحيي فيه الشجاعة على مقارعة الدكتاتورية العسكرية في الشوارع الدامية رغم كل العنف والارهاب الذي يقوم به النظام المجرم المتعفن...
فخامة الرئيس الدكتور بشار الأسد
رئيس الجمهورية "العربية!" السورية / القائد العام للجيش والقوات المسلّحة / الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي / رئيس الجبهة الوطنية التقدمية / الحاكم مأموراً بأمر العائلة والطائفة، وتنازلاً عند رغبة الشعب السوري بعربه وأكراده وأقلياته القومية والدينية
ولا تؤاخذني - سيدي الرئيس- إن كنت نسيت منصباً آخر أو تسمية أخرى لكم، فذاكرتي ضاقت مع ازدياد سنوات العمر...
تناهى إلى أسماعنا في خارج البلاد أنّ أحد أتباعكم الكرام، من القطط السمان التي تعيش حول "قصر الشعب" على أعشاب التملّق السياسي، ويحمل لقباً هاماً في الدولة الأسدية، قد ذكر مؤّخراً بأن روسيا وأمريكا واليونان واسبانيا وبعرستان كلها يحسدون سوريا على رئيسها واستقرارها وازدهارها في سائر المجالات...أو قال شيئاً من هذا القبيل، بعضه أو أكثر منه... لذا أرجو أن تغدقوا عليه بما يسعى إليه من وراء تدبيج "قصيدة المدح الملكي" هذه.. فترفعوا من درجته في سلّم السلطة أو في الراتب الشهري أو بمنحه بعض النياشين... لأنه قال الحقيقة التي لايشوبها شائب... ففي أي دولة من هذه الدول يتمكّن عبقري شاب مثلكم من الوصول إلى السلطة، دون سوابق سياسية، وسط ديناصورات عريقة في التراتب الحزبي أوالعسكري أو في انتاج الكتب عن المطبخ العربي، وفي كتابة الأشعار الرائعة عن قفا "ليفني" الاسرائيلية يحك به رئيس عربي أنفه؟ فأنظروا إلى رؤساء هذه الدول العجائز، الذين بلا شك يحسدونكم على ما حققتموه من انتصار انتخابي لامثيل في تاريخ العالم بنسبة 99,99 %، في حين أن بطل الديموقراطيين في أمريكا "أوباوا!" لم يحصل حتى على 60% من أصوات الناخبين في بلاده، رغم صرفه عدة ملايين من الدولارات في حملته الانتخابية، وعلى الرغم من أن خصمه كان كبيراً في السن، ونائب خصمه كانت امرأة غير معروفة جيداً من قبل سوى في ولاية آلاسكا الباردة... وكيف لا يحسدكم زعماء العالم الآخرون - سيدي الرئيس – على ادارتكم العظيمة للبلاد، دون وجود منافس لكم أو معارض أو حتى متهكم فني أوكاريكاتوري أو مسرحي بسياستكم؟ فهم غارقون في كتابة الردود على من ينتقدهم، في حين أنكم منشغلون بتحقيق الانجازات الرائعة في كل المجالات، وبخاصة في تطوير نصيب أبناء الأخوال والأعمام من الكعكة السورية الحلوة حقاً... عفواً هناك من تجرّأ على رسم مثل هذه الكاريكاتورات التي تجدونها في نهاية الرسالة بحقكّم.
كيف لا يحسد كل هؤلاء البشر سوريا للنجاح الباهر الذي حققتموه خلال عقد واحد فقط من رئاستكم لها ولشعبها؟ فلا سجون مليئة بالسياسيين، ولا مظاهرات في الشوارع، ولا ديون داخلية أو خارجية للفرد أو للبلاد، ولا حروب مع الجيران، ولا اتهامات لكم بدعم "الارهاب" شرقاً أو غرباً، ولا ترى جرائد تسيء إليكم وتنتقد حكمكم في شيء، بلا حتى أنكم لاتجدون أي معارضة لكم، لا في البرلمان ولا في الشارع... فالكل مؤمن بقيادتكم الحكيمة، وهم جنود لكم على طريق تحرير الجولان، بل والعراق وعربستان من الخليج إلى المحيط... عفواً سمعنا من منظمات حقوق الإنسان بأن هناك "حفنة معارضين مسجونين!" فهل هذا صحيح؟ ... سيدي الرئيس: لماذا الخوف من معارضين لايتجاوز عددهم أصابع اليدين؟ كيف لا يحسد العالم رئيساً أسقطت طائرته كل الطائرات المغيرة على مفاعله النووي، ولم يدع اياً منها تعود إلى بلادها بسلام؟
كيف لايحسد العالم دولة لا يترك فيها الأطفال مدارسهم للمساهمة في تأمين لقمة العيش لذويهم واخوتهم، وعندما يمرض أحدهم تسارع عربات النجدة والاسعاف الأولي لنجدته ونقله إلى المستشفى، دون النظر في امكانية تسديده لثمن معالجته، أو السؤال عن أهله أو عن أسباب بحثه في أكوام القمامة عوضاً عن متابعة دراسته؟
كيف لا يحسد العالم من تحقق في الوقت ذاته شركات ال"تيل" و"الميل"، والهواتف الجوالة والنقالة لابناء الأخوال والأعمام أرباحاً خيالية، دون أن يزاحمهم أحد في السوق أو يسألهم عما جنته أياديهم من أرباح على حساب الشعب؟ وفي وقت ينام فيه بعض المواطنين على الأرصفة، كما في نيودلهي... كيف لا يحسد سياسيو العالم زعيماً حقق لبلاده العدالة الاجتماعية والأمن الصحي وأسواق البلاد مليئة بمختلف أنواع الفواكه الأفريقية والآسيوية والأمريكية الجنوبية، وفي الوقت ذاته هناك أطفال لا يتذوقون هذه الفواكه في السنة سوى مرة أو مرتين؟ وسمح للصحافة أن تعيش حرّة، وألغى كل الأحكام الاستثانئية المخالفة للدستور، وفتح غرفة معالجة طارئة لكل شكاوى المواطنين بغض النظر عن أصلهم وفصلهم، أو ثرائهم وفقرهم، وأعطى كل ذي حق حقه مثلما كان يفعل الصالحون في كل زمان؟
وكيف لايحترم العالم وطناً يعيش فيه أحفاد عشرات الألوف المواطنين بلا جنسية أو هوية، لأنّ أجدادهم اعتبروا بموجب قانون استثنائي لاجئين أجانب، قبل أكثر من خمسين عاماً؟ وتنتزع الأراضي منهم لأن أجدادهم فقدوا الحق في استثمارها، وكل شيء يتّم بالوراثة، من الحكم إلى زراعة البصل في المزرعة التابعة للبيت؟
أي دولة في العالم منحت "أقلياتها" القومية ذات الحقوق التي يتمتّع بها الملايين الأربعة من "الأكراد!" في سوريا؟ فها هي محطتهم التلفزيونية واذاعاتهم المتشدقة بالكوردية، وجرائدهم العلنية، ونواديهم الثقافية، وجنرالاتهم في الجيش وعمداؤهم في الجامعات، ووزراؤهم في الحكم، والآلاف من العملاء و"فرسان صلاح الدين" من الجحوش والعملاء من أجل القروش...
أي رئيس في هذه الدنيا لا يحسدكم ياسيادة الرئيس السوري على اهتمامكم بحقوق الإنسان، فها أنتم تقومون بزيارات فجائية ليلية إلى السجون والمعتقلات، وخاصة سجون "عدرا وصيدنايا وأقبية الشيخ حسن...و...و..." لتتأكّدوا بنفسكم من أن المواطن المعتقل لايتعرّض للتعذيب، حتى الاهانة للسجين غير موجودة في بلادنا السورية، وبالنسبة إلى الدول الأوربية فإن سوريا تستحق أن يحسدها المواطنون على الأدب الجم في تصرّف الشرطي والمخابراتي والعسكري في التعامل مع المعتقل...؟
أي رئيس وزراء لا يحسد السيد العطري، المعطّر كل حين، هذا الذي أمّن كل شيء للشعب، ووضع الحكومة تحت تصرّف الشعب، وسمح للصحافة أن تراقب أعمال وزرائه من أجل الشعب، وفتح أبواب البلاد لكل المهاجرين والمشردين ليعودوا، دون تحقيقات مع نسائهم وأطفالهم وكلابهم، عما ارتكبوه من جرائم ضد الشعب، في مقاهي ونوادي أوروبا التي لاتريد الحرية والديموقراطية لهذا الشعب؟ فسوريا دولة مفتوحة لكل مواطنيها، وبخاصة فإن السيدة بثينة شعبان مستشارة الرئيس قد أقنعت كل المغتربين السوريين بأن في بلادنا حرية لا تمتلكها دول الاتحاد الأوربي أو سواها، بشرط أن يعودوا للبلاد وأفواههم مخيّطة بالنايلون المسلّح وأن يكفواعن "الزعبرة" السياسية والثقافية لأن بلادنا في حالة "حرب!" والعياذ بالله... وأي...وأي...وأي... ولذا أرجو من فخامتكم - يا سيادة الرئيس – أن تأمروا بوضع نعل فرس على بوابات "قصر الشعب"، ورئاسة الوزراء و"مجلس الشعب" وتأمروا برسم عين كبيرة غرز فيها سهم كبير، وعبارة "عين الحاسد تبلى بالعمى!" ليراها الحاسدون فيكفوا عن حسدهم خوفاً من هذه الرسوم التي ستلقي في قلوبهم الرعب...إن شاء الله، بل ستمنع أعداء الدولة الأسدية من الاغارة مرّة أخرى على بساتين الغوطة غير النووية أو مجرّد التحليق فوق "قصر الشعب" والتلويح بالأجنحة تحية لسيادتكم، كما فعل الأوغاد قبل الآن... فإن نعل الفرس والعين التي مرق فيها السهم و"عين الحاسد تبلى بالعمى!" معروفة في كل أنحاء العالم العربي...
وفي النهاية، لي سؤال واحد، يرجى أن تجيبوا عنه في أول خطاب تلقونه بعد سماعكم بهذه الرسالة أو في حال ايصاله إليكم من قبل أمناء السر والمشرفين على بريدكم في قصركم، الذي لابد وأن يكون جميلاً- كما سمعت- ومتواضعاً مثل سائر بيوت التنك للعمال المنتشرين حول دمشق وغيرها، ومن حولكم ممن يقولون لكم "لانريكم إلا من نود منكم رؤيته ولا نسمح لكم بقراءة ما لانريد!": السؤال: هل تصدّقون حقاً – يا سيادة الرئيس – بأن هناك رئيس في العالم يحسدكم ويحسد سوريا على ما هي عليه من أحوال مزرية ومنحطة سياسياً واقتصادياً ومالياً وحزبياً واعلامياً وعسكرياً ونووياً وعربياً ودولياً؟ أم أنكم - مثلنا نحن المواطنين- تضحكون في عبّكم من هؤلاء القطط السمان التي لاهمّ لها سوى الاثراء وتكبير الكروش والحصول على رواتب تقاعدية عالية، وهي تخاف من ظل قامتكم الباسقة، وتخاف أبناء الأخوال والأعمام، وبخاصة أخاكم ال"ماهر" ولذا فإنها تمتهن وزارياً وحزبياً ووطنياً كل حرف ومهن التملّق والدجل وحتى مسح الأحذية السلطانية؟
- مع فائق الاحترام والتقدير
جان كورد – أبو لاشيء الكردي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل