الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خُدعة البرامج السياسيه في الانتخاباات العراقيه

عارف الماضي

2010 / 6 / 2
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


في المشهد السياسي الحالي..والاشكاليات الكبيره في أطار تشكيل الحكومه العراقيه الجديده و بعد ما افرزته..صناديق الانتخابات الماضيه في السابع من اذار 2010,بات المواطن العراقي ينظُر بعين من الريبه.. وهو يشعر بالحيره قد لايغيب عنها الندم في أعطاء صوته لهذا المرشح او تلك الكتله..عندما كان في الامس القريب.. يجادل ويناقش ويراهن على من انتخبهم في امكانية نجاحهم في تحقيق مطالب الناخبين؟
ونحن نعلم علم اليقين.. ان هذه الانتخابات لاتختلف كثيرا عن سابقاتها.. في اتجاهات الاغلبيه الساحقه من الناخبين واللذين تحركهم إنتمائاتهم القوميه والمذهبيه والعشائريه
والمناطقيه واخرين كانوا قد انتبهوا الى ضرورة اختيار العراق.. دون محاولة تفكيك مكوناته,فاتجهوا الى الكتل واللذين يعتقدون انها قد تتناغم مع ارائهم وما في مخيلتهم من حلول جذريه للمُشكل العراقي واضعين في الحسبان قدرة تلك الكتله تجاوز معضلة القاسم الانتتخابي والذي اصبح هذه المره قاسما على مستوى المحافظات وليس على مستوى العراق كمنطقه انتخابيه واحده وهذا معروف ضمن الية انتخابات 2010,
ولكن المشكل ليس في هذا او في ذاك.. بل في مئات البنود والمواعيد المعسوله والتي عجت بها البرامج السياسيه لجميع الاحزاب والكتل والائتلافات والتي دخلت المعركه الانتخابيه.. والتي وضعت برامج , واعطت اوليات وحلول سحريه
وبراقه.. وزاهية الالوان..وعند اطلاع الناخب على تلك البرامج فقد يجد نفسه في حيره كبيره بين تلك الوعود والتي لاتبخل في حل جميع مشاكل المواطنين فهي تقضي وبعصاً سحريه على مشكلة االبطاله
والفساد المالي والاداري.. والارهاب وتوفير الكهرباء..والتي اصبحت حلم يعتقد الاغلبيه بوفرتها ضرب من ألخيال أضافه لمشاكل الرعايه الصحيه وتنظيم المدن واكساء الشوارع المتهريه..وتوفير عيش رغيد للمواطنين... في( بلد عتبته من ذهب ونزلائه جياع؟)
وبعد اعلان النتائج وتحديد خارطة البرلمان الجديد, والذي نستطيع تسميته(بالبرلمان المُعلق) لا لسبب تأخير اختيار الحكومه بل لكون نسب مكوناته غير حاسمه لكونها لا يسمح لكتله اوكتلتين من تشكيل الحكومه وبصوره مريحه يُمّكن الحكومه القادمه من انجاز المهام الملقاة عليها بدون معارضه قويه داخل قبة البرلمان0
ولأكثر من ذلك فان الحراك السياسي , والذي بدء بعد يوم الانتخابات..كان يُركز على تقسيم المناصب ,واهمها المناصب السياديه وكأن الصراع على أشدهِ يدور وحتى اللحظه على من يتربع على كرسي رئيس الوزراء , حيث تم أختزال العمليه الانتخابيه وبكل ابعادها وهي وسيله كان المرجوا منها اما ممارسة السلطه او تخويل ذلك لمن يستحق؟
تم اختزال ذلك الى شخصنة العمليه السياسيه وكأنها توزيع لارباح وفوائد تحققت بعد الانتخابات, متناسين الحاجات المُلحه للشعب العراقي,والتي اصبحت معروفه للداني والقاصي,0
وفي منوال اخر قد لايبتعد كثيرا عن جوهر القضيه, ولكي لا نُتهم باننا (نُغرد خارج السرب) فاننا وجدنا ومن خلال متابعاتنا المستمره لما يجري من لقائات وحوارات بين الكثير من الكتل وخاصه الكبيره منها؟ بان تلك الحوارات كانت تُركز على أعطاء مُغريات او تنازلات بين هذه الكتله اوتلك والغرض هو تشكيل اصطفافات عريضه لغرض تشكيل الحكومه , ولكن تلك الحوارات قد لاتركز بالضروره عن تقارب البرامج السياسيه المعلنه قبل الانتخابات لتلك الكتل0
وهذا مايثير فينا الاضطراب والقلق عن الكيفيه التي سوف تُدار بها الدوله العراقيه , وخاصه بما يتعلق بالملف الاقتصادي, لكوننا نرى الاشقاء في تلك الائتلافات يتنافرون بوجهات نظرهم كالشحنات الكهربائيه المتشابهه بهذه القضيه المفصليه فمنهم مثلا يرغب في خصخصة القطاع العام , واخر يرى في تنمية القطاع العام ومسك رقبة الاقتصاد من قبل الدوله اسلوبا ناجحا لادارة موارد البلد وثرواته وتوزيعها بشكل مُخطط وعادل على كافة افراد المجتمع العراقي , وتلك تقاطعات كبيره قد لايشعر بها السياسيون الان ولايعطوها اهتمام كبير لكون اهدافهم الكبيره هي تحديد الرموز السياسيه للتشكيله الحكوميه المقبله والتوافق عليها0
وهذا مايجعلنا نطرق قضيه هامه وحيويه وهي مطالبتنا (بسياسي عضوي) يتفاعل مع هموم الجماهير والفئه الاجتماعيه التي يمثلها متنكرا لذاته ومصالحه الانانيه او الكتلويه
وان يسير بخطى واثقه متباهيا باسلوبه العلمي في استخدام كافة الوسائل والقدرات والثروات من اجل تحقيق اهداف كبرى وهي أِسعاد الشعب العراقي والذي ابتلى بالدكتاتوريه الوضيعه , وبعدها بالعشوائيه في اتخاذ القرارات الغير محسوبه والتي أضرت بالعراق وقدراته0
اننا ومن هذا المنبر الحر.. نُطالب وبشده كافة السياسيين العراقيين وبمختلف توجهاتهم وانتمائاتهم واصولهم واديانهم ومذاهبهم الى ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومه العراقيه ,وان تكون تلك الحكومه مُلبيه لحد كبير الى مطالب وحاجات العراقيين موفيه بمايمكن اْيفائه من وعود كبيره للناخب العراقي الصابر,والذي تحدى الارهاب والارهابيين0
وهو ينحني بكل تواضع امام صندوق الانتخاب,مستبشرا بالوعود والاحلام الورديه
والتي طرزت ديباجة تلك البرامج السياسيه0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انتخبوا الطائفيه
nfsa ( 2010 / 6 / 4 - 00:33 )
كان واضحا للشعب العراقي بان جميع البرامج للاحزاب المرشحه غير حقيقيه وكانوا يعلمون ذلك جيدا من خلال انتخابات مجالس المحافظات وخلال سبع سنوات لم يحقق لهم ايا من هولاء ممن كانوا في سدة الحكم اي شي يذكر.قبل الانتخابات كتبت الكثير الكثير من المقالات لتوعية العراقيين وتنبيههم من عدم انتخاب نفس الجماعات التي لم تحقق لهم غير الموت والتشرد وكان املنا كبيرا بانتخاب الاكثر اعتدالا وابتعادا عن الطائفية لعله يستطيع ان يحقق ولو بالحد الادنى من العيش الكريم للانسان العراقي الذي يحفظ له كرامته ولكن عندما حانت ساعة الصفر في يوم الانتخاب هرع الجميع الى صناديق الاقتراع لانتخاب طائفته لتكون النتجه واضحة من خلال اختيار المكونات الرئيسية الثلاث الشيعي للشيعه والسني للسنه والكردي للاكراد اما الاصوات التي شذت عن ذلك فهي قليله لا تذكر.اضافة الى ضياع الكثير من الاصوات بسبب القانون المجحف الذي جعل قانون الانتخابات دوائر متعددة وذهبت اصواتهم الى اناس لا يستحقونها من الكتل الكبيرة.العراقيين لم يتعضوا من الفترة الطويلة التي مرت بهم فلماذا يندبون حظهم الان؟


2 - رد متأخر
عارف الماضي ( 2011 / 2 / 21 - 09:47 )
اسف للرد المتأخر على مرورك الكريم....على مقالتي التي كتبتها منذ فتره طويله... ان هذه الايام وهديج اصوات الملايين قد اجفل الحكام .. والتغيرات والعواصف التي هبت في عدد كبير من العواصم يمثل دفعا كبير للجماهير بأتخاذ القرار المناسب.. وعدم تكرار اخطاء الماضي من قبل الناخبين... تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة