الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة تحلم في الليل وتصدم في الفجر

فاطمه قاسم

2010 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


غزة المحاصرة من أكثر من ألف يوم ، تحلم بإنهاء الحصار ، تحلم بكسر الحصار ، وتحلم حتى باختراق الحصار ، فإذا بالحصار تضيق حلقاته وتشتد القيود حوله .

اختناق كبير ، عربدة إسرائيلية أكثر قسوة ،حتى إن ما يصل إلى غزة في الحصار فانه يصل مصاحبا للموت ، في الأنفاق ، ومن قصف الطائرات والدبابات والمدافع الإسرائيلية ، والموت للذين يحتاجون العلاج فلا يحصلون عليه ، وموت المنتظرين لقاء الأحبة فيمضي العمر دون اللقاء ، والموت قهرا للباحثين عن العمل خارج الوطن وقد منعهم إغلاق المعابر ،هذه الأحلام البسيطة العادلة لغزة وفي نهاية شهر أيار الذي هو بمثابة ذاكرة تراجيدية للفلسطينيين لان فيه حدثت نكبتهم قبل اثنتين وستين سنة ، حلمت غزة بشراع السفن تهل عليها من بوابة اسمها البحر ولكنها في الصباح استيقظت لتجد أمواج البحر ملونة بالدم ، دماء جرحى وقتلى سفن الحلم القادم واستفاقت لتستمع إلى أخبار الموت الذي زرعه الجيش الإسرائيلي الذي هاجم أسطول الحرية والذي يحمل اسمه حلم غزة فحتى التضامن ممنوع مع سكان غزة .

وغزة تحلم بالمصالحة ، وإنهاء الانقسام ، وإعادة الوحدة من اجل تجسيد وحدة الشعب ووحدة الأرض ، ووحدة الأمل والمصير ، ولكن هذا الحلم يتلاشى ويبتعد ، يسقط في هوة الإرادة العبثية ، والرهانات الغامضة ، ومطاردة الأوهام ،

لان قيادة الشعب كل يسوغ ذاته على حساب القضية وعلى حساب الأرض والوطن.

فيتركون غزة تنام على جناح الحلم وتصحو على قسوة الواقع، سنة وراء سنة ويوم وراء يوم إلى ما يزيد عن ألف يوم.

وها هي غزة تصرخ من وجعها لعل المنقسمون يجدون صيغة ووسيلة لإنهاء انقسامهم ، ولعل المجتمع الدولي يجد وسيلة لمواجهة هذا التطرف الإسرائيلي المجرم ، ولكن صرخات وجع غزة يخفت من شدة الوجع ، بينما المنقسمون يرددون نفس المبررات التي تحولت إلى أغنيات موترة .

ونداءات غزة تخفت من شدة الوجع بينما المجتمع الدولي لم يبدل بعد كلمات الشجب والاستنكار والإدانة إلى فعل حقيقي مهما كانت صورته ،

فقد كان انتظار غزة طويلا، ويبدو أن الانتظار ما يزال طويلا.

كان الناس في غزة يعدون الرايات لاستقبال المتضامنين ، وها هم ينصتون لمعرفة أسماء الضحايا ، من منهم قتل ومن منهم جرح ؟ من منهم اعتقل ومن منهم سيعود أدراجه دون أن يصل ؟

ولا اعتقد أن هناك احد من المتضامنين قد تفاجأ بعمل والاسرائيلين ، ولا اعتقد أن احد من الفلسطينيين قد تفاجأ بشذوذ الاسرائلية ، وإذا كنا فتفاجئين فلماذا لا نرد المفاجأة للاسرائيلين بقوة اكبر ، وتكون المفاجأة هي إنهاء الانقسام ، هذا الانقسام الذي فقد كل مبرر وغطاء وطني وأخلاقي ،

إلى متى ستبقى غزة تنتقل بين الحلم والصدمة ؟

والى متى تستمر مرهونة لهذه اللعبة القاسية، لعبة النهار والليل ، الضوء والظلام ، الأمل واليأس ، ولعبة الرجاء والحنين ؟

فان غزة من تحت الماء تتنفس ومن بين الرمل تتنفس، ومن أضيق المسافات تتحرك، ومكتوب عليها صناعة الحياة من المستحيل، فها هي غزة مصدومة بصعوبة الطريق، وانغلاق نوافذ الأمل، واختناق اللحظة، أحلامها مسكونة بالكوابيس .

لكن غزة أيضا مسكونة باليقين ، بان الخلاص يستحيل ا نياتي من شفقة الآخرين ،

فيا غزة تحاملي على وجعك واصرخي صرخة النذير والنفير، ليسمعك ويرتعد أولئك المنقسمين، عودي إلى عهدك

عودي إلى وعدك ، ناغزة كوني كما يجب أن تكوني موطن القرار المستقل ، وبوابة الأمل ولا تقبلي أن يكون مستحيل ، ولا تقبلي أن يزهق الوقت ليكون الحل هو الركض وراء رهانا وعبث الآخرين ، فإذا لم تعودي فان الأمل يضيع وان الحلم معه سيبتعد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ghj
ادم عربي ( 2010 / 6 / 2 - 19:14 )
لا ارى فيما حصل الا بدايه لرفع الحصار

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -