الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطياف ُ ناباكوف

ابراهيم البهرزي

2010 / 6 / 18
الادب والفن


أطياف ُ ناباكوف

هذه الحكايةُ
جديرة ٌ بالنسيان
لانّها تتكرّر ُ
بأشكال ٍ مراوغة ٍ
تُتعب ُ أِشارات القلب

كان الموتُ حبّا ً
شائعا ً
كالقصّة أيّاها
كالفيلم ِ أيّاه
أمرأة ٌ ورجل ٌ
معا ً
أو على أنفراد ٍ
يقرّران فجأة ً
النزهة في حقول الألغام

وكانت الحروب
تكدّس ُ
خلف القلوب البسيطة ِ
سعالا ً عابرا ً
لا يجرح ُ الرئة
حتى أنجرح القلب
ومال على وسادة الرئة
بثقله ِ النازف

الأنفاس القديمة
ألمضمّخة برائحة الآس
تجلجل ُ كأجراس الخراف
مضطربة ً
تتحاشى ذئب السل

كانت تحدّق ُ في عينيه ِ الغائرتين
بجرأة ِ كوبرا
صلفة ً ووحشيّة ً
وكان يحدودب ُ عل خجله ِ
مستعيذا ً بالظنون

فجأة ً
من بين أضلاع دفترها الصغير
تذوّقت بالبنان الرخْوِ
دم شريانه ِ
دم الشريان الازرق الموتور
في ظاهر كفّه ِ الأجعد

ألحكاية ُ جديرة ٌ بالنسيان
لأن َّ لهبا ً كهذا
يحرق ُ ويحترقُ
في موقد الأساطير الصارمة

في سهْو ِ عينيها
كانَ يتيه ُ قليلا ً
وينتبه ُ فجأة ً
للطْمة ِ الجرس :
أنتهى الدرسُ
قبلما يعرّج ُ على الوقت

لا يومضُ الجنسُ ألا ساعة َ يختض ُّ الغيم
فوق َ سهوب العشب البرّي

في البريّة الطليقة
يتقافز ُ المطر ُ
طفلاً عنيدا ً
فوق أضرحة ِ الخطيئة

الاصابع المتسلّلة
الى براعم اللوعة
لا تكتفي
ألا بكمال الندى

تقول ُ:
لا
لا
لأجل انفراج الشفتين
باقصى الرضا


فراش ُ المخازي الجميل
بزهوره ِ الجريحة
يضمّد السيقان المتعاضلة
وهي تهدرُ الزهر النديّ
على عضل الاسفنج الكتوم

الحكاية ُ مرهقة ٌ بعهْرها
كما
يرهق ُ المقاتل ُ الباسل ُ
جياد َ أعداءه ِ

أجيال ٌ تستفهم أجيالا ً
عن ذلك الخطأ البهيج ,
الزمن ُ يستنكر أِقصاءه ِ
عن قيمة ِ الخبرة ِ
لا أحد َ في الخطايا الجميلة ِ
ينتظرُ حكمة ً
ألدروس لم تعد جديرة ً
بالتلقين...

كانت تنحني على عصبه ِ المشدود

يمامة ً
على سلك الكهرباء الصاعق
تطير ُ وتحط ُّ
لا مبالية ً
دخان العطب في عينيه
يؤجّل الغروب
ظلاما ًأِثْر َ ظلام
حتّى شروق الضباب اللزج

يبكي اختناق سنينه ِ
في مغطس دهشتها .
ألماء ُ الحار
يُضحكها
كاد َ البرْد ُ
يؤبّدها مرّة ً في الكتمان
وهو يوقظ سرّها المندلع
يحاول ُ عبثا ً
أن ْ يطفيء َ سرّه ُ المطعون

الندم
هو الخراب الأوحد
أمّا تلك الاشياء العابرة سواه
فيمكن لها
ان تجد فيلسوفا ً في خزانات التاريخ
يرفع كأسه ُ مباركا ً,
ألفلاسفة ُ
أدركوا باكرا ً محنة الخطايا
فكسروا الاقفال جميعا ً
وتركوا للتائهينَ
ترحاب َ الابواب ...

حين لثمْت ُ بعضها الخبيء
احتفيت ُ بكمال فسادي
لقد لثمت ُ برعما ً
ما جسّه ُ الندى
لقد نلْت ُ شكرا ً جزيلا ً
من تنهّدها الكسير
ألحياة ُ طيّبة ٌ جدّا ً
طالما هي طيّعة ٌ
لا تراوغ ُ بالندم الكذوب

هذه الحكية ُ
تصبح جديرة بالنسيان
طالما ظلّت شياطينها بكماء
تتبرّأ ُ من أرثها العريق
خيفة ً
من مطارق القضاة الغلمان

نتأخّر ُ دوما ً
عن جنْي ِ خضار َ مزارعنا
الثعلب ُ يسبقنا
واللص ُّ يليه ,
تأخّرنا دوما ً
عن عض ِّ أصابعنا...

هذه الحكاية ُ
ليست عن الشهوة ِ
ليست عن الخسائر ِ
ليست عن المفقودات ِ الغالية ِ
ربما هي حكاية ٌ
عن حماقات العارفين ....



**(ناباكوف) هو مؤلف رواية(لوليتا) الشهيرة*




هذه الحكايةُ
جديرة ٌ بالنسيان
لانّها تتكرّر ُ
بأشكال ٍ مراوغة ٍ
تُتعب ُ أِشارات القلب

كان الموتُ حبّا ً
شائعا ً
كالقصّة أيّاها
كالفيلم ِ أيّاه
أمرأة ٌ ورجل ٌ
معا ً
أو على أنفراد ٍ
يقرّران فجأة ً
النزهة في حقول الألغام

وكانت الحروب
تكدّس ُ
خلف القلوب البسيطة ِ
سعالا ً عابرا ً
لا يجرح ُ الرئة
حتى أنجرح القلب
ومال على وسادة الرئة
بثقله ِ النازف

الأنفاس القديمة
ألمضمّخة برائحة الآس
تجلجل ُ كأجراس الخراف
مضطربة ً
تتحاشى ذئب السل

كانت تحدّق ُ في عينيه ِ الغائرتين
بجرأة ِ كوبرا
صلفة ً ووحشيّة ً
وكان يحدودب ُ عل خجله ِ
مستعيذا ً بالظنون

فجأة ً
من بين أضلاع دفترها الصغير
تذوّقت بالبنان الرخْوِ
دم شريانه ِ
دم الشريان الازرق الموتور
في ظاهر كفّه ِ الأجعد

ألحكاية ُ جديرة ٌ بالنسيان
لأن َّ لهبا ً كهذا
يحرق ُ ويحترقُ
في موقد الأساطير الصارمة

في سهْو ِ عينيها
كانَ يتيه ُ قليلا ً
وينتبه ُ فجأة ً
للطْمة ِ الجرس :
أنتهى الدرسُ
قبلما يعرّج ُ على الوقت

لا يومضُ الجنسُ ألا ساعة َ يختض ُّ الغيم
فوق َ سهوب العشب البرّي

في البريّة الطليقة
يتقافز ُ المطر ُ
طفلاً عنيدا ً
فوق أضرحة ِ الخطيئة

الاصابع المتسلّلة
الى براعم اللوعة
لا تكتفي
ألا بكمال الندى

تقول ُ:
لا
لا
لأجل انفراج الشفتين
باقصى الرضا


فراش ُ المخازي الجميل
بزهوره ِ الجريحة
يضمّد السيقان المتعاضلة
وهي تهدرُ الزهر النديّ
على عضل الاسفنج الكتوم

الحكاية ُ مرهقة ٌ بعهْرها
كما
يرهق ُ المقاتل ُ الباسل ُ
جياد َ أعداءه ِ

أجيال ٌ تستفهم أجيالا ً
عن ذلك الخطأ البهيج ,
الزمن ُ يستنكر أِقصاءه ِ
عن قيمة ِ الخبرة ِ
لا أحد َ في الخطايا الجميلة ِ
ينتظرُ حكمة ً
ألدروس لم تعد جديرة ً
بالتلقين...

كانت تنحني على عصبه ِ المشدود

يمامة ً
على سلك الكهرباء الصاعق
تطير ُ وتحط ُّ
لا مبالية ً
دخان العطب في عينيه
يؤجّل الغروب
ظلاما ًأِثْر َ ظلام
حتّى شروق الضباب اللزج

يبكي اختناق سنينه ِ
في مغطس دهشتها .
ألماء ُ الحار
يُضحكها
كاد َ البرْد ُ
يؤبّدها مرّة ً في الكتمان
وهو يوقظ سرّها المندلع
يحاول ُ عبثا ً
أن ْ يطفيء َ سرّه ُ المطعون

الندم
هو الخراب الأوحد
أمّا تلك الاشياء العابرة سواه
فيمكن لها
ان تجد فيلسوفا ً في خزانات التاريخ
يرفع كأسه ُ مباركا ً,
ألفلاسفة ُ
أدركوا باكرا ً محنة الخطايا
فكسروا الاقفال جميعا ً
وتركوا للتائهينَ
ترحاب َ الابواب ...

حين لثمْت ُ بعضها الخبيء
احتفيت ُ بكمال فسادي
لقد لثمت ُ برعما ً
ما جسّه ُ الندى
لقد نلْت ُ شكرا ً جزيلا ً
من تنهّدها الكسير
ألحياة ُ طيّبة ٌ جدّا ً
طالما هي طيّعة ٌ
لا تراوغ ُ بالندم الكذوب

هذه الحكية ُ
تصبح جديرة بالنسيان
طالما ظلّت شياطينها بكماء
تتبرّأ ُ من أرثها العريق
خيفة ً
من مطارق القضاة الغلمان

نتأخّر ُ دوما ً
عن جنْي ِ خضار َ مزارعنا
الثعلب ُ يسبقنا
واللص ُّ يليه ,
تأخّرنا دوما ً
عن عض ِّ أصابعنا...

هذه الحكاية ُ
ليست عن الشهوة ِ
ليست عن الخسائر ِ
ليست عن المفقودات ِ الغالية ِ
ربما هي حكاية ٌ
عن حماقات العارفين ....



**(ناباكوف) هو مؤلف رواية(لوليتا) الشهيرة*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مخزي
mazin ( 2010 / 6 / 4 - 21:50 )
من المخزي ثقافيا أن تمر هذه القصيدة مرورا صامتا. قصيدة مثل هذه من الممكن ان تؤشر كحدث ثقافي استثنائي


2 - النسيان
فارس اردوان ميشو ( 2010 / 6 / 4 - 22:45 )
الصديق العزيز البهرزي النبيل
رائعة جديدة
في البداية اعتقدتُ ان القصيدة طويلة ، وانا اعرف ان شاعرنا الكبير لايكتب المطولات ، ولكن تبين ان القصيدة طبعت مرتين ، جذب إنتباهي أسم ( ناباكوف ) ولاول مرة البهرزي يستعمل رمزاً غير عراقي ، ناباكوف موجود ولكنني لم اجد لوليتا ، صديقي كل شئ قابل للنسيان إلا المحبة والصداقة الحقيقية ، تبقى مغروسة في القلب والعقل ، كنخلة عراقية
نتاخر دوماً
عن جني خضار مزارعنا
الثعلب يسبقنا
واللص يليه
تاخرنا دوماُ
عن عض أصابعنا
أعجبني هذا المقطع الرائع ، لانني احسست انه يعنيني ، لان احلامي سرقت مني ، ولانني لم اجني يوماً ثمار تعبي
صديقي العزيز ساغيب عن قصائدك الرائعة لمدة اسبوعين ، لاني ساذهب الى مدينة اخرى وقد لا اجد برنامج طباعة عربي فاعذرني ، ولكنك ستبقى في القلب والذاكرة
الحكيم البابلي يهديك السلام ، لايستطيع التعليق لانه ممنوع من ذلك
تحياتي ايها الرائع


3 - إلى شاعرنا البهرزي ... مع تحياتي
الحكيم البابلي ( 2010 / 6 / 18 - 16:37 )
الصديق العزيز أبا رهام
تهانينا القلبية كون الموقع إختار قصيدتكم الجميلة لتكون في الباب الجديد تثميناً للكتاب ومقالاتهم الرائعة
كل قصائدك جميلة ، وكلها تستحق أن تكون من المعلقات ...لا لأنها للبهرزي - شاعر الشعب - ولكن لإنها نابعة من قاع مجتمعنا العراقي حيث يكمن الصدق والإنتماء والولاء الحقيقي للوطن
من اعماق قلبي أقول لك : تستاهل يا طيب
تحياتي


4 - خيار جميل
فرات المحسن ( 2010 / 6 / 18 - 18:43 )
خيار جميل لقصيدة جميلة وعذبة حتى في وجعها
تحية للشاعر المبدع البهرزي ابراهيم


5 - لعل
طارق الحلفي ( 2010 / 6 / 18 - 19:51 )
القصائد بنات البهرزي..لا انكر، وكلها من دم القلب او اكثر ولاكني كنت افضل ان تكون قصيدة - ايها الامريكي لست صديقي- في هذا المكان لاعتبارت كثيرة اهمها انها كشفتنا .. والتعليقات خير دليل، فلكم عانى البهرزي ليقول ما يفضحنا ..
اعتقد ان اختيار الحوار المتمدن لهذه القصيدة بدلا عن تلك فيه تأويلات ومآخذ آمل ان اكون مخطأ فيها ..
لله درك ايها الفارس.. ولك مني كل الحب


6 - أخي البهرزي
بلال السوري ( 2010 / 6 / 19 - 08:30 )
أنت كاتب نحرير في النقد السياسي فما لك والشعر الحلمنتيشي


7 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 6 / 21 - 07:04 )
أخي إبراهيم تحية لك هذا الصباح وكل صباح ، دائماً أفكر أن أكتب لك أن هذه القصيدة من أجمل ما قرأت لكن في كل مرة أكتشف أني تسرعت قليلاً فهناك الأجمل من الأجمل .. فقط شكراً لك على هذه الإبداعات .


8 - ثناء متاخر
ابراهيم لبهرزي ( 2010 / 6 / 27 - 07:18 )
اصدقائي الاعزاء اذ اشكركم واشكر الحوار المتمدن فانني اعتذر عن تاخر ردي على تعليقاتكم لاسباب فنية وشخصية خارجة عن ارادتي راجيا قبول الاعتذار
1-الصديق العزز مازن
اشكرك واشكر تقييمك النص ...مع المحبة
2-الصديق العزيز فارس اردوان ميشو ..
اعتذر اولا لتكرار النص وهو سهو فني ...ولكن ايها الصديق العزيز كيف لم تر لوليتا وهي تشتعل بين (ثنايا ) النص ..لك محبتي
3- الصديق العزيز الحكيم البابلي
تحية محبة
يبدو ان سراحك قد اطلق اخيرا ايها العم !! ..اشكرك للمشاعر الطيبة ولموقفك الانساني في رسالتك التي وصلتني ...اتمنى دوام التواصل ولك مني افر المحبة

4-
الصديق العزيز
فرات المحسن
شكرا لمشاعرك ودم صديقا مبدعا
5-الصديق العزيز طارق الحلفي
اشاركك الراي ولكن للاختيارات اعتبارات مختلفة نتفق ونختلف عليها ويبقى التحكيم للقاريء الفطن ..لك وافر المحبة
5- الصديق العزيز بلال السوري
كان نجيب الحلمنتيشي زجالا لبنانيا ساخرا وليتي كنت من مريديه . اما كفرت بالساسة المزابل ؟
7-الصديق العزيز الاستاذ بلال الخوري
تحية وسلاما.. وجودك البهي كاف لوحده بالشكران ...لك محبتي ايها المبدع الكبير


9 - تصويب
ابراهيم لبهرزي ( 2010 / 6 / 27 - 09:54 )
الاستاذ سيمون خوري اشهر من ان اصحح اسمه
ولكن سهوي الذي اورده ك (بلال الخوري) سهو فادح حقا
فاليه اعتذر واصحح

اخر الافلام

.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل


.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة




.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ