الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراصنة البحر

وليد العوض

2010 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الجريمة جاءت لتحمل رسالة للفلسطينيين!


*لنتعظ أمام الجريمة ونسارع لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة ونرتقي إلى مستوى المشاعر الغاضبة التي توحدت بالأسى استنكارًا بالجريمة النكراء؟*
مع ساعات الفجر الأولى ليوم الاثنين 31-5-2010م حلّقت غربان الاحتلال فوق سفن أسطول الحرية المتوجِّه إلى قطاع غزة، واقتربت الزوارق الحربية وعلى متنها عتاة الجنود الصهاينة المدجّجين بشتى الأسلحة، تسلّلوا في عتمة الليل كعادتهم وانقضوا على متن السفينة التركية مرمرة أكبر سفن أسطول الحرية، وبدأوا بإطلاق الرصاص العشوائي على المواطنين الأبرياء العُزَّل، لا لشيء إلا لأنهم يحملون رسالة إنسانية مفادها بأن كفى لحصار مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة كفى لهذا الظلم المستبد بالشعب الفلسطيني، المتضامنين هؤلاء عربًا وأجانب بلغ عددهم ما يزيد عن سبعمائة متضامن ينتمون إلى ما يزيد عن الخمسين دولة، أجمعوا بتصميم غير مسبوق على إيصال رسالتهم هذه بل وأصروا على كسر جدار الصمت المذل على حصار غزة، وهم كانوا يعرفون الثمن انه تمامًا كما اتضح حياتهم وحريتهم، فقد سقط برصاص قراصنة البحر جنود الاحتلال الذين اقتحموا سفن الأسطول ما يزيد عن خمسة عشر شهيدًا وأصيب العشرات واقتيد الباقون إلى السجون الإسرائيلية، إنه ثمن باهظ دون شك دفعه هؤلاء الأبطال ثمنًا لرسالة إنسانية سامية تقول أن أنصار العدل والحرية في العالم مازالوا كُثر.

أما الجريمة التي ارتكبها الاحتلال بحق هؤلاء فجاءت مرة أخرى لتؤكد على الوجه الحقيقي للاحتلال إنه وجه الاجرام الوحشي الذي لا يُقيم للانسان وللحرية والعادلة أي وزن، جاءت الجريمة لتكشف حجم الغطرسة والصلف الصهيوني، ليس فقط في وجه الشعب الفلسطيني المحاصر، بل، وفي وجه أكثر من خمسين دولة ينتمي إليها ركاب أسطول الحرية، بينهم برلمانيون ونشطاء مجتمع مدني ومواطنون عاديون.

الجريمة هذه جاءت لتوجه صفعة، بل، ولطمة للكثير من الدول التي ترتبط بعلاقات سياسية واقتصادية وتجارية مع دولة الاحتلال، ولتؤكد أيضًا، أن الاحتلال والإجرام صفة ملازمة لهذه الدول التي قامت أصلاً على ممارسة الإرهاب والإجرام بشتى صورة.

الأهم من ذلك إن الجريمة هذه جاءت لتحمل رسالة للفلسطينيين على كافة انتماءاتهم السياسية أن الفلسطيني الجيد بالنسبة لإسرائيل هو الفلسطيني الميّت، فكلنا بل وكل من يتضامن مع شعبنا وقضيتنا سواء أمام آلة البطش والعدوان الإسرائيلي، فهل نتعظ أمام ذلك ونسارع لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة ونرتقي إلى مستوى المشاعر الغاضبة التي توحدت بالأسى استنكارًا بالجريمة النكراء؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل كانت رسالة انسانية سامية حقا ؟
ادريس ( 2010 / 6 / 3 - 20:07 )
لا انكر انه ربما كان هناك من انطلق في تضامنه مما يمليه عليه ضميره الحي ، ولكن هل كل هؤلاء المتضامنين كان هدفهم انسانيا بحتا ؟
يصعب علي شخصيا تصديق ذلك بعدما شاهدت وسمعت اناسا على ضهر احدى السفن يرددون - خيبر خيبر يا يهود ، جيش محمد سيعود - وكذلك بعدما شاهدت وسمعت اتراكا في تركيا ( العلمانية جدا !!! ) يحرقون علم اسرائيل ويرفعون اصبع ( لا اله الا الله ) و يكبرون
تحياتي

اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون