الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسطول الحرية والحقيقة الغائبة

حسين عبدالله نورالدين

2010 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


يحاول البعض ان يضفي صفة البطولة على النشطاء الذين كانوا على متن السفينة التركية. لكن الحقيقة شيء اخر. لقد كانوا نشطاء مسلحين مبيتين هدفا غير الذي اعلنوه قبل انطلاق رحلتهم.
صحفيون اسلاميون يقومون بالدفاع عن هؤلاء النشطاء ويصورونهم بشتى انواع البطولة، بهدف اظهار اسرائيل معتدية على المسالمين والنشطاء المساكين.
في التحليل العميق نجد ان تلك السفينة والاسطول عموما والحركة التي قامت بها المنظمة التركية الراعية للاسطول هي مجرد ادوات لاستفزاز اسرائيل حركتها ايران وجهات متطرفة في تركيا.
حتى الحكومة التركية تريد حدثا مثل هذا لاكثر من سبب. فهي تريد الهاء الاتراك عن المشاكل الداخلية والاخفاقات التي وقعت بها حكومة الاسلاميين بزعامة اردوغان. كما تريد في الوقت نفسه كسب العالم العربي والشارع العربي بصورة خاصة لضمان استثمارات تركية ومشروعات تركية في البلدان العربية وكذلك تنشيط التجارة التركية مع العرب.
التقت مصالح تركيا وايران وحماس وحزب الله والاخوان المسلمون والقاعدة لاستفزاز اسرائيل. هذا الاستفزاز الذي سيؤدي في هذا الصيف الساخن الى مواجهة عبر وكلاء في جنوب لبنان او غزة.
سيجد حزب الله نفسه مضطرا للتحرش باسرائيل بحجة او بغير حجة. وكذلك ستفعل حماس لجر اسرائيل الى معركة. كما حدث في الفين وستة والفين وتسعة. الاسرائيليون من جانبهم اكدوا ان هذه المرة ليست كالمرات السابقة. وسيندم حزب الله او حماس على اي تحرش.
يحاول الصحفيون الاسلاميون مثل صحفيي الجزيرة مثلا الذين يكتبون في الصحف ان يروجوا الى ان النشطاء على السفينة كانوا مساكين تعرضوا لمذبحة وحشية. الاسرائيليون من جانبهم نشروا صور الفيديو التي تشير الى ما حدث بالفعل. اسرائيل ستستوعب الادانات العربية والعالمية وتبقى على موقفها. عودتنا اسرائيل انها لا تقلق بالادانات ولا بالتنديد ولا بالصياح العربي الذي لا ينفع.
ماذا تريد تركيا بالضبط؟ زعامة في الشرق الاوسط؟ تريد منافسة ايران على هذه الزعامة؟ تريد احراج القيادات العربية؟ ام تريد تحرير فلسطين؟ ستكون حركة الاحتجاج العنيفة كما حدثت في اسطول الحرية السبب في انهاء حكم الاسلاميين في تركيا. ولن يسمح لتركيا بتزعم الشرق الاوسط حتى وان كان ذلك بايعاز من الولايات المتحدة بغرض منافسة الزعامة الايرانية.
اذا كانت تركيا اردوغان فعليا مع حق الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير فلماذا لا تمنح هذا الحق للاكراد الذين تسومهم سوء العذاب في ديار بكر؟ الا يقوم الجيش التركي بعمليات ارهاب ضدالاكرادتفوق في حجمها وقسوتها ما تقوم به القوات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين؟ لكنه العقل العربي النائم الذي لا يرى الا من جانب واحد.
ما كشفت عنه حركة اسطول الحرية ايضا هو خواء وفراغ الذهنية العربية والاسلامية. من قراءة سريعة للتعليقات التي نشرت عل شاشة الجزيرة مباشر راينا تعليقات من قبيل: اهلا بالاتراك، نرحب بالزعامة العثمانية. دعوات لخلافة عثمانية. تسمية اردوغان زعيما للعرب والمسلمين. دعوات للقادة العرب بالتمثل بالقيادة التركية. كل هذا يدل كم ان العرب والمسلمين يتوقون لزعامة ويتوقون لبطل يقوم بالعمل الشاق مقامهم. عملية الاسطول هذه نزلت على العرب هدية من السماء واراحتهم من عناء العمل والجهاد طالما هناك اتراك مستعدون وصرفوا لمن قتل منهم لقب شهيد حتى ان العرب كانوا مستعدين للتنازل عن عروبتهم لصالح عثمانية الاتراك لمجرد انهم قاموا بعمل بسيط جد ستكون له نتائج سلبية على تركيا اولا وعلى العرب والمسلمين والفلسطينيين بوجه خاص.
اعترض بعض الكتاب على استضافة اسرائيليين عبر الجزيرة وغيرها من الفضا-ئيات للتعبير عن وجهة النظر الاسرائيلية وهذا يدل على ضعف الموقف العربي الذي يعتقد انه اذا لم يتحدث الجانب الاخر عن وجهة نظره او لم تعرض وجهة نظره عبر الاعلام العربي لتدخل كل بيت فان ما تردده الابواق الدعائية العربية والاسلامية هو الحقيقة.
حتى الحكومات العربية دخلت الملعب وزاودت على الفلسطينيين والاسلاميين. دعت الى تجميد مبادرة السلام العربية وواحدة من تلك الدول اعلنت انسحابها من المبادرة. الخبر كان مضحكا حقا. هل اسرائيل قبلت رسميا تلك المبادرة؟ هل اسرائيل ارتعدت من المبادرة وتوسلت السلام مع العرب؟
قدمت اسرائيل روايتها وقدم النشطاء روايتهم عبر الجزيرة وغيرها من الفضائيات التي انساقت وراء الموجة. الانسان العربي البسيط لا يريد ان يرى الحقائق لمجرد انهم يرون الجلاد يهوديا والضحية مسلما. ولكن هل هذا الامر يغير من الحقائق شيئا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكاتب الكريم
جمانه ( 2010 / 6 / 3 - 20:04 )
يحاول البعض ان يضفي صفة البطولة على النشطاء الذين كانوا على متن السفينة التركية. لكن الحقيقة شيء اخر. لقد كانوا نشطاء مسلحين مبيتين هدفا غير الذي اعلنوه قبل انطلاق رحلتهم

هذا قولك والغريب ان اسرائيل على كثرة اكاذيبها وتفننها فيها لم تجرؤ على القول انه كان على متن السفن مسلحين فمن اين اتيت بهذه المعلومه؟؟؟


2 - نعم لقد كانوا مسلحين ..!!
ادريس ( 2010 / 6 / 3 - 20:17 )
نعم كانوا مسلحين بشعار - خيبر خيبر يا يهود ، جيش محمد سيعود - وهل هناك سلاح اكبر من هذا السلاح الفتاك ؟ . نعم لقد كانوا مبيتين هدفا غير الذي اعلنوه .الا قليلا ممن تضامن انطلاقا مما املاه عليه ضميره الانساني...
تحياتي


3 - نعم لا يقبلون الآخر
رستم علو ( 2010 / 6 / 3 - 21:08 )
نعم كانوا مسلحين بالكره الاعمى . لانهم على الاقل يرفضون الآخر دينيا قوميا اثنيا لغويا . الم يقول عبد الناصر المهزوم سنرميهم في البحر . ويا محلا البحر مقابل آيات الانفال التي استخدمت ضد الكورد من قبل شقيق عبد الناصر البطل العروبي الاسلامي جرذ الحفرة صدام . الم يقتل العثمانيين الاسلاميين مليون ونصف ارمني ونصف مليون سرياني . وماذا عن شمال افريقيا واهل البلاد الاصلاء الامازيغ الذين العرب يفضلون اللغة الفرنسية والانكليزية وو على لغتهم .


4 - الطبعة الاسلامية على الاسطول اثارتكم بحق؟؟؟
imene ( 2010 / 6 / 5 - 12:32 )
هل غاضك الامر في رفع الحصار عن اهلنا في غزة ام انك اشفقت على اشقائك من الصهاينة ام على اخوانك من العلمانيين الذين تغيضهم عودة الاسلاميين الى الحكومة التركية اما عن العرب فالجانب الرسمي لاتمثل الشعوب واما عن الخلالفة العثمانية فاليهود و الانجليز وراع تخلي الاتراك عن الخلافة في عهد اتاتورك ادا كنت تعلم شيئا عن التاريخ اما السلاح الذي تحدثت عنه هو عدم الاستسلام الذي اثار الصهاينة و أما بخصوص استضافة عناصر من الكيان فخروجهم عن صمتهم كان بعد أيام على لسان النتن ياهو الذي افتخر بجنوده كافتخارنا بالاتراك ,ولو سكتت ايران واتبعت اميركا دمرها الله لكانت دولة تحافظ على السلام شأنها ِان الكثير من الدول العربية الخاضعة للكيان و أمريكا , اما فيما يخص الاكراد فهم يسيؤون للاسلام وتعاليمه ويسعون لاثبات ما ينشر عن الاسلام وهم يحاربون دين الله فوالله وفقت في اختيار الحقيقة الغائبة كعنوان فإيران انتجت سلاح نووي جديد سمته {تبا للهيمنة الاسرائلية
وتركيا تسلحت بسلاح جوي }كسر الحصار

اخر الافلام

.. السياحة -الإيكولوجية- تزدهر في منطقة -أكفاي- المغربية • فران


.. ما الرد الإيراني على تفجير أجهزة اتصال يستخدمها حزب الله في




.. روسيا تدين تفجير أجهزة اتصال يستخدمها حزب الله بلبنان وتحذر


.. تشييع جثمان طفلة استشهدت إثر انفجار أجهزة الاتصال في لبنان




.. بعد مقتل 4 عسكريين إسرائيليين في رفح.. ما حقيقة تقديرات الجي