الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثة أسئلة حاسمة للبرادعي

مينا منير

2010 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


ثلاثة اسئلة حاسِمة
للبرادعي


يزور الدكتور محمد البرادعي مدينة لندن في الحادي عشر من يونيو للإلتقاء بالمصريين في انجلترا من خلال فرع جمعيته الوطنية للتغيير في لندن. و لا أعرف إن كنت سأستطيع الحضور أم لا، و لكن إن استطعت فهناك ثلاثة أسئلة مفصلية و حاسمة على البرادعي أن يجيب عليها و قد حان وقت الكلام و إعلان موقفه منها حتى يعلن الناس موقفهم منه بوضوح.

فثمة لغط في هذه النقاط الثلاث ، و حسمها يعني وضع صورة واضحة و نهائية لشكل و منهج الدكتور محمد البرادعي السياسي ، لأنها لا تحمل الإنتظار و لا التكهنات أو الإستقراءات الغير مباشرة. و لعلي سأستخدم صيغة الخطاب له في طرح الأسئلة، و هي ليست أسئلة " فذة " ( يعني بالبلدي مجبتش التايهة)، أو أنها لم تُطرح من قبل ، و لكنها الأسئلة التي لم يُجب عليها و لا أعتقد أنه سيفعل، لكن هذه المرة ستكون المماطلة إجابة.

و إليك الآتي:


السؤال الأول: نحن الآن في العام 2011 ، حيث انتصر البرادعي في المعركة الإنتخابية و صار رئيساً للجمهورية. من المتوقع أن يطرح البرادعي تعديلاتٍ دستورية ، فهل ستطال تلك التعديلات المادة الثانية من الدستور التي تقوض مدنية و علمانية الدولة؟ إن كانت الإجابة لا ، فعليك أن تقولها الآن حتى يحدد المثقفون الليبراليون و الحركات العلمانية موقفهم من طرحك الذي لن يكون حينئذٍ علمانياً ، علماً بأن تبريرك لقبول الإخوان المسلمون كطيف سياسي معترف به في البلاد كان على أساس المادة الثانية من الدستور و ذلك بقولك أنه إن كانت البلاد تتخذ من الدين مرجعيةً لها، فما الداعي لحظر حزب ذي مرجعية دينية؟ و إن كانت الإجابة بنعم، فهل تتوقع أن الحركة التي تتزعمها و التي تضم أكبر كتلة معارضة في البلاد ، ألا و هي الإخوان المسلمين، يمكن أن تقبل مثل ذلك التعديل الداعم لمدنية الدولة و مبدأ المواطنة؟ علماً بأنك أشرت أيضاً أن خلاف الإخوان مع الدولة المدنية يمكن إيقافه بالديمقراطية، أي حكم الشعب ، و أنت تعلم أن الشعب المصري في الفترة الأخيرة أثرت عليه بشكل كبير الحركات الدينية المتطرفة و ظهر ذلك على كل أشكال الحياة في مصر و منها الحياة السياسية التي أعطت لحركة الإخوان 88 مقعداً رغم كل الجهود المبذولة من الحزب الحاكم و النظام لتقويض الحركة! أرجو الإجابة بشكل واضح هذه المرة لأننا نتكلم و نتوقع حركة و برنامج انتخابي " جاد ".

السؤال الثاني: في الشأن الخارجي بين ايران و اسرائيل، في غضون العقدين القادمين، قد نسمع خبر امتلاك ايران قدراتٍ نووية. و نحن نعرف أن لإيران طموحات في المنطقة، و لها وكلاء استراتيجيون في المنطقة، أقصد حزب الله و حماس. كذلك أيضاً هناك دراسات عديدة تشير إلى علاقة ايران بحركة الإخوان المسلمين. و السؤال، كيف ستتعامل مع الطموحات الإيرانية ذات الأذرع المتغلغلة في المنطقة من خلال حماس و حزب الله، و حركة الإخوان ، حليفكم؟ و وقوفاً على الشأن الخارجي ، يقول الإخوان في برنامجهم الإنتخابي لمجلس الشورى ، في القسم الخاص بالإصلاحات في السياسة الخارجية، أنهم سيقومون بطرح الإتفاقيات و المعاهدات الدولية للمناقشة الشعبية و التخلص من اتفاقية كامب ديفيد مع " الأعداء الصهاينة" ، فهل يقبل البرادعي ضغط الإخوان في تجاه التخلص من اتفاقية كامب ديفيد؟

السؤال الثالث: يأخذ البعض عليك أنك دخلت الحياة السياسية في مصر قفزاً نحو قمة الهرم السياسي ، أي الرئاسة. فمن يريد تغييراً جاداً عليه أن يأتي أولاً بخطواتٍ تمهيدية يكرس فيها منهجاً سياسياً تتمخض منه شخصيات سياسية تحمل هذا الفكر. الدكتور محمد البرادعي رجل له ثقل دولي غني عن التعريف، و من الخسارة الفادحة أن يكون ورقة تم حرقها بدخوله في معركة شبه محسومة - لأسباب نعرفها - لأنه ليس من المتوقع أن يلتفت الناس أو أن يلتفوا حول رمز خسر انتخابات الرئاسة، الحزب الديمقراطي في أمريكا رشح ألجور امام بوش ، و لما خسر لم يرشحوه ثانيةً بل أتوا بمن تلاه ، ثم أوباما، أي أن هناك قاعدة فكرية ملموسة، ثم تحترق أوراق تلك الشخصيات تباعاً و هذه ليس القضية. كذلك على المستوى المحلي، ما عاد أيمن نور معروفاً أو ممثلاً للمعارضة القادرة على احداث تغيير بعد هزيمته المشرفة في انتخابات الرئاسة السابقة. فهل هناك برنامج بديل في حالة الهزيمة أم أن البرادعي سينتهي بنهاية الإنتخابات القادمة و إعلان رئيس جمهورية مصر؟

تعليق على هذه الأسئلة:
كما ذكرت سابقاً، ليست هذه الأسئلة فذة و لم آتِ بشيءٍ جديد، و لكن هذه هي الأسئلة التي تكفي لتحديد موقف البرادعي من الدولة المدنية سواء على مستوى الشأن الداخلي ( السؤال الأول ) ، أو الخارجي ( السؤال الثاني) ، أو مسألة جديته المثيرة للجدل ( السؤال الثالث).

قد لا يظهر السؤال الثالث بأهمية توازي أهمية الأول و الثاني، و هو وحده الذي لا أعتقد أنه تم طرحه سابقاً ، و لكن الأمر ليس كذلك، لذلك أضيف الآتي لشرح أبعاده:
إن البرادعي رجل له ثقل سياسي خارجياً، و لكن المراقبون لما يحدث في الشأن المصري رأوا أنه يتلمس خطاه، و يتعامل باكتشاف للواقع من حوله، و يحاول مداعبة الأغلبية الصامتة بخطواتٍ لا تبدوا أنه مرتبة بشكل كافٍ، و هذا لا يمكن أن يكون أبداً الخطوة التي تسبق رئاسة الجمهورية. هذه الحقيقة تجعلني أتساءل حول مدى جدية الحملة من جانب، و من جانب آخر تثير خشيتي على الرجل الذي يبدو أنه له نوايا حسنة و خطة تطوير مدفونة تحت الحركات العشوائية التوجه و المشحونة أيديولوجياً التي أطبقت عليه و حاولت أن تقود دفته. الرجل في اعتقادي يتم دفعه نحو الهاوية، و دخوله معركة الإنتخابات الرئاسية بدفع من اصحاب خبرات فاشلة ( الذين يريدونه أن يكون في "وش" المدفع) هي عملية إعدام لرجل كان من الممكن أن يكون له تأثير مفصلي على تاريخ الحياة السياسية في مصر الحديثة إن تم توظيفه بشكل سليم.

فهل ينقذ نفسه و ينتشل برنامجه من هذا المستنقع ؟ هل سينأى بنفسه عن هذه العنتريات التي قد تهدم مستقبله و أمل التغيير المتعلق بنموذجه؟ أم أنه سيندفع في زهو الشعور بالتفاف الجماهير الناصرية و الإخوانجية من حوله ؟

مينا منير
لندن - المملكة المتحدة









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خير الكلام ماقل ودل
جهاد مدني ( 2010 / 6 / 3 - 22:37 )
سيد حنا مينا المحترم

تابعت مقالك بكل أعجاب من الأستفتاحية إلى الخاتمة. أنا لست مصري ولكنني ليبي وأتابع عن كثب مايدور على ضفاف النيل....لأنك إذا أردت أن تعرف ماذا في دول الجوار عليك أن تعرف مايدور في مصر.

لقد أوجزت وعبرت, وليس لدي ماأضيفه سوى أن أسئلتك للسيد البرادعي ليست مُلحّة فقط بل علمية ايضاً. أرجو كثيراً أن يجد هذا المقال طريقه إلى أنتباه السيد البرادعي لأهميته.

تحية شكر

اخر الافلام

.. أنباء متضاربة عن العثور على حطام مروحية الرئيس الايراني


.. العراق يعرض على إيران المساعدة في البحث عن طائرة رئيسي| #عاج




.. التلفزيون الإيراني: لا يمكن تأكيد إصابة أو مقتل ركاب مروحية


.. البيت الأبيض: تم إطلاع الرئيس بايدن على تقارير بشأن حادثة مر




.. نشرة إيجاز - حادث جوي لمروحية الرئيس الإيراني